لقد كان مبارك .. القائد الاعلى للقوات المسلحة و القائد الاعلى للشرطة و رئيس المجلس الاعلى للقضاء و رئيس مجلس الدفاع الوطنى هذا بخلاف كونه رئيس الحزب الوطنى الحاكم سابقا و المنحل حالياً .. هو قائد العبور الثانى .. وحتى ألان لا نعرف ما هو العبور الثانى هذا ! ، لكن هكذا كانوا يكتبون على اللوحات الدعائية للحزب الوطنى البائد ، هو البطل الأول و الرائد الاول للتنمية ، تُرى عن أى تنمية كانوا يتحدثون ؟! ، فى ظل تزايد عدد فقراء مصر فى عهده و إزدياد العشوائيات و ظهور ما يعرف بسكان المقابر ، هذا بخلاف التضخم و غلاء أسعار كل شئ فى مصر سواء مأكل أو مشرب أو ملبس أو مسكن ! أينما ذهبت أو اتجهت ستجد صورة للرئيس أو اسمه أو شئ يدل على وجوده ، وكأن مصر التى أنجبت الملايين قد عقمت أن تنجب ابنا فذاً يضاهى مبارك !
فى الواقع مصر انجبت الكثير والكثير من الأفذاذ والنابغين .. لكنها لسوء حظها أنها قد انجبت مبارك الذى طغى بنفوذه على الأخرين فهمشهم و أبعدهم عن الظهور و أحيانا عن الحياة باكملها ، فقد كان يتخوف دائماً من أى مسئول يذيع صيته أو يستشعر حباً من الناس له ، لعل هذا ما دفع بالكثيرين إلى الهجرة أو الصمت و أحيانا اعتزال الحياة السياسية تماماً .

فحسب تصنيف “فورين بوليسي” الأمريكية يحتل الرئيس مبارك المركز الخامس عشر في قائمتها عن (أسوء السيئين) لعام 2010 حيث تعتبره “فورين بوليسي” حاكم مطلق مستبد يعانى داء العظمة وشغله الشاغل الوحيد أن يستمر في منصبه ، ومبارك يشك حتى في ظله وهو يحكم البلاد منذ 30 عاما بقانون الطوارئ لاخماد أى نشاط للمعارضة وكان يجهز ابنه جمال لخلافته ، وفى اعتقادى الشخصى انه اذا حدث و تولى جمال بعد أبيه فى حال عدم قيام الثورة المجيدة .. لبدأت مصر عهد جديد من النظام المباركى المستبد .. ربما كان سيطول او يقصر عن الثلاثين عام ، لكن على أية حال فإن مصر الجمهورية كانت ستتحول الى مصر المملكة فى سابقة لم يعهدها التاريخ الحديث ! ان 18 يوماً كانت كافية لأزالة نظام ظل طيلة ثلاثين سنة فى الحكم ، 18 يوما فقط كانت كافية لإعطاء درساً للتاريخ و للشعوب بأن الظلم مهما طال فلابد له من نهاية و أن الشعوب دائما تبقى بينما تسقط الانظمة ، أن الأوطان تعيش عمراً أطول من عمر حكامها
البعض ـ وأنا منهم ـ يرون ان لولا فساد مبارك و فساد أسرته ورجاله .. لما كان للثورة وجود ، إذن فالرجل قد ساهم بقدر كبير فى إشعال نفوس المصريين ضد نظامه ، تخيل لو كان مبارك رجل عادلا يهتم بشئون البلاد والعباد ، هل كان للمصريين ان يتحدوا على كلمة سواء وهى ” الشعب يريد إسقاط النظام ” ، صحيح ان البعض من ” أبناء مبارك” أو ” أسف يا ريس ” او غيرها من الجماعات التى تكونت لاحقا حبا فى نظام مبارك الفاسد او كراهية فى الثورة لم تتقبل الى الان ما يحدث ، لكن تبقى العقود الثلاثة المنصرمة شاهدة على الفساد الذى لحق بالدولة وأضر بها .. وان لم نشعر بهذا الضرر ككتلة واحدة متجمعة نظرا لأن كان يحدث تدريجيا ، لكن وبعد كل ما حدث .. إذا بالثوار يسحلون ويسجنون .. وإذا بمبارك ورجاله يحصلون على أحكام البراءة !

نكمل الجزء القادم ..

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. مقال مبالغ فيه
    الحقيقة ان مبارك استلم بلد مدمر اقتصادا واصبح هناك بيئة خصبة وجاذبه وامنه لاي استثمار
    الحقيقة ان مبارك اعطى مجال للحريات في الصحافة والاعلام وغيرها وستقول لم يكن يسمح بانتقاده وسأقول لك ان الناس هم من وضع حاجز نفسي من الخوف دون اساس
    الحقيقة ان مبارك لم يعذب المصريين باصراره على الحكم بل تنحى بمحض ارادته وما اوردته عن ال 18 يوما تحسب لصالح الرئيس مبارك ولم يفعل كما فعل غيره من ديكتاتوريات بن علي والقذافي وبشار
    الحقيقة ان مبارك حارب بنفسه في اكتوبر وخاض مفاوضات طابا وانتصر لمصر
    اما بالنسبة للاخطاء فوارده ولكنها بالتأكيد ليست كما يصورها سينمائو التفكير وصانعو الدراما والمتاجرون بمشاعر الناس على المنابر الاعلامية
    وبالنسبة للفقر فهو موجود فكل مكان في هذه الدنيا ولكن في مصر اصبح القضية الكبرى بسبب التركيز الاعلامي عليها وتحميل الرئيس مبارك السبب دون اي حراك لتطوير التكافل الاجتماعي والضغط لحل هذه القضية
    الحقيقة يا اخي العزيز ان مبارك رجل وطني وارجو الا تنزعج من هذه الحقيقة
    شكرا

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *