بدت على الائتلاف الحاكم في الجزائر علامات تصدع يغذيه اختلاف في وجهات النظر بشأن الإصلاحات الموعودة والاضطرابات التي تمر بها المنطقة, وهو ما من شانه أن يشكل تهديدا لسلطة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وفقا لتحليل استخباري.

ويستعرض التحليل -الذي ورد بتقرير معهد ستراتفور الأميركي للدراسات الاستخبارية- التطورات السياسية والأمنية بالجزائر في ضوء حراك دفع السلطة لرفع حالة الطوارئ, وإطلاق وعود بإجراء إصلاحات تشمل تعديل الدستور وتعديل قوانين الأحزاب والصحافة, وأيضا في ظل صراع دائر بليبيا المجاورة الذي تقول الجزائر إنه يعزز تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.

وفي خطاب ألقاه مساء الجمعة الماضية, وعد الرئيس الجزائري بتعديلات دستورية لكنه لم يشر إلى إجراءات محددة، وهو ما لا يحقق مطلب المعارضة التي تدعو إلى انتخاب مجلس تأسيسي لصياغة دستور جديد يضمن الديمقراطية والحريات.

وتشهد الجزائر منذ يناير/ كانون الثاني احتجاجات منادية بالديمقراطية, إلا أن تلك الاحتجاجات لم تشكل تهديدا حقيقيا للسلطة بما أنها ظلت على نطاق محدود حتى الآن على الأقل.

وزيادة على الإصلاحات السياسية الموعودة, اتخذت الحكومة منذ مطلع هذا العام إجراءات لمساعدة محدودي الدخل بخفض أسعار بعض المواد الأساسية, وزيادة الدعم الحكومي لتلك المواد.

تصدع وصراعات
وبدا بوضوح أن الوضع بالمنطقة التي تشهد اضطرابا غير مسبوق يؤثر على تماسك التحالف الحاكم بالجزائر الذي يضم حزب جبهة التحرير الوطني, والتجمع الوطني الديمقراطي, وحركة مجتمع السلم (حمس) ويحتل 42% من المقاعد بالمجلس الوطني الشعبي (مجلس النواب).
وكان رئيس حركة مجتمع السلم بوجرة سلطاني قد أعلن في الخامس من أبريل/ نيسان الحالي أن حزبه سيناقش في مجلسه الوطني في يوليو/ تموز القادم بقاءه في التحالف.

ومن العلامات الأخرى على تصدع محتمل في التحالف الشعور السائد في صفوف التجمع الوطني الديمقراطي بأن رئيس الحكومة أحمد أويحيى المنتمي إليه سيُستبدل في إطار التغيير الحكومي المتوقع.

وقد ظهر هذا الشعور في المؤتمر السنوي للتجمع الوطني في السابع من هذا الشهر، إذ عبر الحزب عن خشيته من أن أويحيى سيكون ضحية مؤامرة تحبك خيوطها جبهة التحرير الوطني.

لكن حزب أويحيى أعلن في الأثناء تأييده لموقف جبهة التحرير الوطني من الإصلاح الدستوري الموعود الذي تريد الجبهة والرئيس بوتفليقة أن يكون محدودا, لا جذريا كما تريده المعارضة.

ووفقا لتحليل ستراتفور, فإن انسحاب التجمع الوطني أو حركة حمس أو الاثنين معا من التحالف الثلاثي الحاكم, سيضعف موقع بوتفيلقة الذي كان ترك جبهة التحرير عام 2009, وترشح لانتخابات الرئاسة في ذلك العام بصفته مستقلا بدعم من أحزاب التحالف الثلاثة.

وفي المقابل, فإن قدرة التجمع وحمس على إحداث تحول في ميزان القوة تظل موضع اختبار.

وفي سياق الحديث عن التجاذبات داخل التحالف الحاكم وما قد تفضي إليه من تهديد محتمل لسلطة بوتفليقة, يعتقد ستراتفور أن الصراع على السلطة في الجزائر محصور الآن بين مجموعتين متنافستين.

يقود الأولى بوتفليقة, وتتركز شمالي غربي البلاد حول تلمسان, في حين يتزعم الثانية قائد الاستخبارات العسكرية الجنرال محمد توفيق مدين, وتتركز في شمالي شرقي البلاد حيث توجد مدن وبلدات ذات أغلبية أمازيغية.

وفي الأثناء, يظل الجيش الذي يتمتع بنفوذ واسع الركن الأساسي لاستمرار بوتفليقة في السلطة.

ويخلص تحليل ستراتفور إلى أن أي إصلاح سياسي مرهون بتفاهم بين المجموعتين, وأن السلطة ستتذرع بالعامل الأمني –في ظل الصراع في ليبيا وتزايد هجمات قاعدة المغرب الإسلامي الأيام الماضية- كيلا تستجيب للإصلاحات الواسعة التي تطالب بها المعارضة، مشيرا إلى أن التهديد الأكبر للسلطة يأتي من الصراعات بين أجنحتها لا من المعارضة.
المصدر: الجزيرة

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫15 تعليق

  1. لا تبنوا أحكامكم و مقالاتكم بناءا على أقوال المعارضة لماذا؟ لأن الذين يدعون أنهم معارضة و الله لا يمثلون شيئا من الشعب. أسألوا الشعب عن بوتفليقة وسترون الجواب. نحن لا نقول بوتفليقة ملك منزل من السماء فهو أخطأ و يخطئ, لكن ما قام به من أعمال صائبة كثيرة جدا و لا يتجرأ أحد من المعارضة إنكارها. أما المعارضة أرجو أن يتقدموا الى المنافسة عبر الإنتخابات التشريعية بمراقبة دولية و سوف نرى النتيجة.لكنهم في كل مرة لا يترشحون ويضعون حجج كثيرة للإنسحاب من المنافسة.و السبب الحقيقي معروف-لا أحد يريدهم-و لا أحد يتنخبم

  2. و الله أحسن حزب في الجزائر هو حزب العمال و رئيسته لويزة حنون التي تجرأت على قول ما لم يقله الرجال ان شاء الله يأتي يوم نشوفوا هاذ الحزب يتصدر الانتخابات و يشكل الحكومة مكان لا جبهة التحرير الوطني و لا التجمع الوطني الديمقراطي حزب الفساد و الرشوة

  3. – ومن العلامات الأخرى على تصدع محتمل في التحالف الشعور السائد في صفوف التجمع الوطني الديمقراطي بأن رئيس الحكومة أحمد أويحيى المنتمي إليه سيُستبدل في إطار التغيير الحكومي المتوقع. – ياااااا ريت هذا ما نريده فقم به يا رئيس !

  4. ■imene1114 في نيسان 18, 2011 |
    توفيق مدين !!! يا ويلي منك !!! واعر واعر !!!
    ——————-
    ره في فراش الموت و نظن زرهوني رومبلاساه

  5. امين تامن بربي !!! و الله كنت ما نشمهاش و لكن هاد اليامات راهي أنتيك عالاقل ما دارتش واش رام دايرين خاوتها فالسوق … و لكن تبقى مادامة شي حاجات ما تليفش عليها !!!

  6. ما نتمنالوش الموت ! و لكن الله لا يطيحنا في يده !
    يكفيه الي خداه لليوم !!!

    و امّا هاداك زرهوني بووووووه علياااا نندب ! كي سيدي ; كي لالّة !!

  7. أكبر ارهابي في الجزائر هو الملعون توفيق مدين مكان لا بلحاج و لا مزراق الله يخلص فيه فالدنيا قبل ما يموت و ما بوتفليقة مسكين ما نتمنوله غير الخير بدا يحتت فيهم واحد واحد بصح ما قدلهمش حتى جاته في صحته ++ لويزة و الله غير أفضل رئيسة حزب في الجزائر عندها أفكار الله يبارك ليوم شفت كلامها على الاصلاحات الله يبارك رجال و ما يهدروش هاكا..

  8. يقود الأولى بوتفليقة, وتتركز شمالي غربي البلاد حول تلمسان, في حين يتزعم الثانية قائد الاستخبارات العسكرية الجنرال محمد توفيق مدين, وتتركز في شمالي شرقي البلاد حيث توجد مدن وبلدات ذات أغلبية أمازيغية.

    وفي الأثناء, يظل الجيش الذي يتمتع بنفوذ واسع الركن الأساسي لاستمرار بوتفليقة في السلطة.

    يجب أن نتخلص من قادة الجيش الفاسدين و أن نعود إلا ما كنا عليه من حكم مدني من أيام المرحوم هواري بومدين و أن يكتفي الجيش بمهمته المحددة و هي الدفاع عن الوطن و ليس التحكم السياسي لصاح القادة الحرمية الذين استولو علا كل ثروات و حقوق الشعب

  9. ■أمين

    كلامك مضبوط لماذا لم تعين لويزة حنون وزيرة لحد يومنا هاذا و لماذا.. خليدة التومي سابقا مسعودي صارت وزيرة الثقافة مع أنها لا تتحكم علا أية لغة سوئ الفرنسية و الأمزغية لأنها فضلت تدخل ضرة علا زوجة الجنرال التومي لتحصل علا حماية و ترتزق بالصلطة و السرقة لأموال الشعب

  10. علابالي بلحاج ارهابي بصح التوفيق أكثر منه ما تنسيش شكون قتل بوضياف هو كان مع المعمعة و شكون دفع الشاذلي للاستقالة و شكون الغى الانتخابات حتى محاولة اغتيال بوتفليقة في عنابة و الانفجار حدى مقر الحكومة واقيل أمنتي الارهاب هو دارها باه يهدد بوتفليقة

  11. ماناش نرضعوا صباعنا امين !!! رانا فاهمين و عارفين و مارقين قع الناس علابالها !!!

    و زيد تاني حبابنا الي على برا !!! تشربيكا و ما تطفر غير فالزاوالي !

  12. السلام عليكم ما نلقاوش واحد كبوتفليقة وما كاين حتى واحد اخر صحا واش قال اويحي علابالكم………..قال جوع…..يتبعك واحد كيما هدا شا نديرو بيه

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *