كتب مشاري الذايدي في الشرق الأوسط:
فجأة، أصبح الحوار مع أميركا، الشيطان الأكبر، أمرا حلالا وطيبا من القول لدى الجمهورية «الإسلامية» الإيرانية. لا تثريب عليهم، مهما صدق الطيبون دعاياتهم الثورية عبر السنين الماضية، وسيظلون.

إلى فترة قريبة كان حزب الله اللبناني، ذراع إيران في لبنان، موضع المديح والتمجيد، وكان كل تشكيك في صدق نياته المعلنة وهدف سلاحه، يوصم بالخيانة والتبعية للمشروع «الصهيو أميركي».

لا تثريب على إيران، فهي دولة كبرى، تبحث عن مصالحها، بعيدا عن رومانسيات الشعارات التي يلام من صدقها لا من أطلقها.

حتى الحزب اللبناني الموغل في التخوين لغيره، والسخي في الشعارات والبلاغات والمجازات عن الانتصار الإلهي، ليس بعيدا عن شيمة كافله في إيران.

أخيرا، انتشر خبر صحيفة «وورلد تريبيون» الأميركية نقلا عن مصادر لبنانية، أن «دبلوماسيين أميركيين بدأوا اتصالات مع سياسيين من حزب الله سرا في بيروت، بخصوص استقرار الوضع في لبنان والحكومة المقبلة»، وأن «الولايات المتحدة ترسل وتتسلم رسائل من حزب الله عن طريق جهات ثالثة، وجرى تكثيف الحوار على مدار الأسابيع القليلة الماضية».

تذكروا مع هذا الخبر مواعظ وهدير السيد نصر الله وهو يهجو السفير الأميركي فيلتمان، ويصم خصومه في لبنان بأنهم يتحدثون مع «العدو» الأميركي. ما الموقف الآن بعد أن بارك المرشد خامنئي مفاوضات إيران مع أميركا ومن معها من القوى الدولية في جنيف؟ هل هذه «المرونة» جزء من مشروع المقاومة؟

قبل ذلك ثبت، من خلال رامي مخلوف، رجل المال في نظام الأسد وقريب الأسد، أن ثمة خطوطا مفتوحة مع إسرائيل في سوريا، هي التي ابتز بها مخلوف العالم؟

وقبل ذلك كله، في ذروة الهيجان الثوري الخميني في المنطقة، كانت الفضيحة الشهيرة «إيران غيت» 1985، التي كشفت عن صفقات تسليح سرية من إدارة الرئيس الأميركي الأسبق ريغان «للثوار الإسلاميين» في إيران، وتفاصيل هذه القصة تجدها لدى الصحافي اللبناني حسن صبرا الذي كشف عنها في حينه للعالم في مجلته «الشراع»، وسمعت منه شخصيا بعض القصة.

بعد هذا، يبقى السؤال: إذا كانت هذه التصرفات والعلاقات مباحة لدى ملالي إيران، ومحبيهم، ومباحة لدى «الخليفة» أردوغان في تركيا، لدرجة العلاقة المباشرة مع إسرائيل، ومحبيه عندنا. وهي عندهم أحل من ماء المطر، إذا كان الأمر كذلك، فلماذا يصبح حراما ورجسا وخيانة ما هو أقل من هذا، بمراحل ومراحل، إذا قامت به دولة مثل السعودية؟

أحرام على بلابله الدوح – حلال للطير من كل جنس!

[email protected]

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫7 تعليقات

  1. هناك فرق كبير يامشاري
    العجم ( ان احببت تسميتهم ) عندما جلسوا مع الامريكان جلسوا ندا لند
    اما عرباننا عندما جلسوا ويجلسون مع الامريكان يجلسون جلسة العبد مع سيده للاسف .
    فاكيد ذلك لهم حلال هنيئا مريئا فهو ذبح شرعي … اما لنا فهو اشبه بأكل الميتة دون اضطرار .

  2. حزب الله لم يجلس نداً لند مع الأمريكان و الإسرائيليين في بيروت
    كل شيء يجري تحت الطاولة ٠٠٠اشرح ههههههه

  3. كل شي صار عالمكشوف هههه سبحان من كشفكم وقام الغمه من على عيونا قال تثدي ومقاومه اي تضربو من بين المقاومين
    انشر عمو انشر صارت امريكا ماما وايران بابا لنصر الش يطان ونظامه

  4. حكي أن الحجاج حبس رجلا ظلما فكتب إليه رقعة فيها:
    قد مضى من بؤسنا أيام ومن نعيمك أيام، والموعد القيامة، والسجن جهنم، والحاكم لا يحتاج إلى بينة، وكتب في آخرها: غدا عند الإله من الظلوم وما زال الظلوم هو الملوم أداموه وينقطع النعيم وعند الله تجتمع الخصوم ستعلم يا نؤوم إذا التقينا أما والله إن الظلم لؤم سينقطع التلذذ عن أناس إلى ديان يوم الدين نمضي

    واخيرا تذكر ان دعتك قدرتك على ظلم الناس تذكر قدرة الله عليك

  5. مع انه هالتعليق لزاوية الشار علاء السوري انمى لا بأس من نشرها بكل زوايا نورت التي اصبحت تشبه بعض

  6. انا اتفق مع الحسيني لانه امريكا تعلم ان العرب ضعفاء الفكر ولا مرؤة لهم وهذا غلطنا نحن العرب لانه تخلينا على حضارتنا وصرنا اشباه رجال. حكام السعودية غارقين فيما يسمى الحلا والحرام وهم اصحاب الرذيلة بكل صورها عقولهم بالجنس والتكبر من شيمهم . نحن العرب لا نساوي شيئا امام العجم لاننا لا نعمل شيئا للقيام ببلداننا العربية لدى نستحق كل ما يجري لنا.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *