الثانى عشر من سبتمبر ، يوم يحمل فى طياته ذكرى لحادثتين مختلفتين تماما فى تركيا ، ففى العام 1980 م ، حدث إنقلاب عسكرى بقيادة كنعان أفرين ، منذ قيام تركيا الحديثة على أنقاض الإمبراطورية العثمانية ، شهدت فترة من الاستقرار السياسى و تداول الحكم سلميا ، تلى ذلك ثلاثة انقلابات عسكرية، وكان الانقلاب الأول فى ١٩٦٠ والذى أزاح الحزب الديمقراطى عن الحكم، وفى ١٩٧١ قاد ممدوح طجماتش انقلابا وأجبر الجيش سليمان ديميرل على الاستقالة، وفى ١٩٧٩ ظهر حزب العمال الكردستانى واستقال وزيرا الداخلية والدفاع وأعلنت الأحكام العرفية ، وفى مثل ١٢ سبتمبر ١٩٨٠ قاد كنعان أفرين انقلابا عسكريا أطاح فيه بالحكومة المدنية وفرض الأحكام العرفية، ووضع الانقلابيون دستورا جديدا وافقت عليه الأغلبية وصار كنعان أفرين رئيسا.

وفى نفس اليوم لكن من العام 2010 ، تم إجراء استفتاء عام على تعديلات دستورية اقترحتها الحكومة التركية برئاسة طيب أردوغان ، تقلل من سيطرة الجيش والقضاء على مفاصل الدولة ، وكانت نتيجة الفرز الأولى في مراكز الاستطلاع أشارت إلى أن الأتراك موافقون على التعديلات، والتى تم إقرارها فيما بعد.

هو يوم واحد ، لكنه يمثل ذكرى ذات طابعين مختلفين ، أيضا فى 2010 بدأت تركيا تحقيقا مع قادة انقلاب ١٩٨٠، التحقيق شمل كنعان أفرين وقائد البحرية السابق نجاد تومر وقائد القوات الجوية السابق تحسين شاهينكايا بشأن هذا الانقلاب العسكرى بعد الإصلاحات الدستورية التى أسقطت الحصانة عن أفرين وقادة الانقلاب، ما يثير الاستغراب ويدفعنا للمقارنة والمقاربة ما أحداث معاصرة ، هو تبرير “كنعان” لإنقلابه عندما قال : إن التدخل العسكرى كان ضروريا لإنهاء سنوات من العنف الذى راح ضحيته نحو خمسة آلاف شخص!

ومن بينه إلغاء المادة ١٥ التى تمنح قادة الانقلاب حصانة أبدية ضد المحاكمة والمساءلة ، التعديلات كانت هى المؤشر الابرز فى حياة الدولة التركية الحديثة ، التى ركنت الى اصوات الشعب أكثر مما إعتمدت فى ادارتها على فوهات بنادق العسكر ومدافعهم وبذاتهم العسكرية !

لم يكن لأردوغان أن يمرر تعديلات كهذه تقوض من دور الجيش فى الحياة السياسية لولا ان الرجل قام بإصلاحات أقنعت الاتراك بأن سياساته وسياسات حزبه فى صالحهم وصالح الدولة ، ولو لم يلمس الاتراك الاصلاحات والتنمية والرقى بأنفسهم لما ذهبوا للتصويت بالموافقة ، وربما نادوا بسقوط حكومته ، حتى عندما عدة تظاهرات مؤخرا ضد حزب العدالة والتنمية لم تلق اتأييد الشعبى الجارف الذى يمكنه ان يزيح حكومة قد باتت تقف على أرضية جماهيرية صلبة ، تؤيدها وتدعمها وتعطيها الاصوات فى كل إقتراع .

بقلم / أحمد مصطفى الغـر
للتواصل على تويتر:
@AhmedmElghor

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *