-1-
كسر الليل مصابيحة
احتفال بقدوم الفجر،
هو يعلم بأن الظلام لم يعد المشكلة الأولى التي تشغل عقل الضوء .
ربما لهذا بدأت النجوم تعود من جديد وتتسكع على الأرصفة التي هجرها الليل .
-2-
جلس الزمن على جدار عربى ,
راق له الجلوس ، حتى أنه يتمنى النهوض ، دائماً ولا يستطيع .
أهو الحظ ؟ أم الشيخوخة ؟
أهو سوء الطالع ؟ أم ثقافة الرجوع الدائم إلى الصبا ؟
-3-
قنابل ، وموائد ممدودة فوق أوراق كتب في اللذة .
في كل قنبلة حشد كثيف من الأحلام والشهوات .
حشد يتموج بين جدران عالية . وسلالم الصعود كثيرة ،
وفتنةُ الصعود لا تنطفئ .
أتحدث عن التاريخ العربى ،
شحات يتسول حتى القلم الذى يكتبة .
ولا أشك في أن لهذا التاريخ حارساً هو نفسه شحات أعمى .
ربما لهذا، حفرت المخيلة حفرة في بيت اللغة العربية ،
واختبأَت فيها خائفة ، حائرة ،
وكتبت تلك الوصية :
خير لك في هذا الزمن العربي
أن تربط حياتك بذيل حصان اسمه الوهم ،
وأن تطلق له العنان ».
– 4-
أنت نعم أنت ،
لكن هل تعرف حقا من أنت ؟
– 5 –
جاء المحارب ،
في يده اليمنى تفاحة ،
وفي يده اليسرى رأس مقطوعة .
يد غريبة ترافقه وتربت على كتفيه ،
فيما تبدو الغيوم تتهيأ هي أيضاً لكي ترافقه إلى حلبة الرقص .
– 6-
مدت يد المخيلة دفتراً تحت شمس لا تستطيع أن تمد يدها لكي تصافح الورق .
أكتب بينما أكاد أن أبكي .
أبكي على نفسي؟ وعلى غيرها؟ لا أعرف .
هل أنا مقيم داخل مرآة ؟ أحرك يدي اليمنى . تبدو في المرآة كأنها اليسرى .
أخرج من المرآة . لكن هل بقي فيها شيء مني . ماذا يكون؟
تأخذني المرآة في اتجاه وتأخذني خطواتي في اتجاه آخر . أنشطر وأتجزأ .
أين جزئي الأكبر- في داخل بيت الأسطورة ؟ في بيت الواقع ؟
أشك؟ أوقن؟ لماذا؟
أخطائي تتنقل حرة في جسمي من عضو الى آخر .
من غيمة فكرٍ إلى غيمة أخرى .
أحاول أن أتحدث معها .
لكنها لا تريد ، كما يبدو، أن تصغي إلي ، أنا المنبوذ ، فهي خارج قيد الحياة ، مع أنّها تتحرك داخلي .
-7-
كأن الفضاء يسقط على رأسى . أتأخر عن اللحاق به . لا تقدر الشمس الآن أن تمد يدها لكي تصافحني .
مدت يد المخيلة دفتر لونه أبيض . وبدت كأنها تسألني :
متى تستأنف أجنحةُ الأفق طيرانها ؟
-8-
السماء ، هذا الصباح ، هي التي رسمت عين .
بدت كأنها تقرأ كتاب الصداقة بينها وبين الغيوم التي ترافقها في السفر، قريبة إليه ،
تكاد أن تلتصق بنافذة طائرتة ،
تلك التي تصل بين وجهه والفضاء .
تأكد له في ذلك الصباح أن للهواء جذراً،
وأن للضوء في جسده أكثر من سرير وأكثر من بيت .
في الفضاء كانت الأحلام لا تنام تعيد ترتيب خطوات الملائكة على بساط الغيوم .
-9-
نعم ، تمرض الكلمات هي أيضاً .
وبعضها تصير عمياء ، صماء، بكماء .
-10-
عبرت سحابة ، ثم شردت وتاهت .
دخلت غابة المطر، ولم تعد .

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *