كتب عبد الرحمن الراشد في الشرق الأوسط:

قتلوا محمد الحمامي، أبو بصير، من أركان الجيش الحر الذي كان يحارب قوات النظام في اللاذقية، وكذلك العسكريين المنشقين محمد جهار ومحمد القاضي على الحدود مع تركيا. وأعدموا محمد فارس مروش أحد قادة الجيش الحر. أيضا، بوحشيتهم المعروفة حزوا رأس قائد كتيبة بدانا، واستولوا على البلدة. وقتلوا أيضا اثنين من الجيش الحر، كانا يحرسان مستودع السلاح في باب الهوى واستولوا عليه. وقتلوا عبد القادر الصالح قائد كتيبة «التوحيد»، بقذيفة استهدفت مقره. خطفوا العشرات من قيادات وأفراد الجيش الحر، بينهم علي بللو من كتيبة «أحرار سوريا»، والحياني من كتيبة «شهداء بدر»، وفعلوا الشيء نفسه مع قائد الجيش الحر في أطمة. كما خطفوا الأب باولو أحد أبرز القادة المسيحيين المتعاطفين مع الثورة، ومطر أنين في حلب، ثم خدموا النظام دعائيا بخطفهم راهبات معلولا. واختطفوا اثني عشر صحافيا وناشطا إعلاميا، بينهم زملاء نذروا عامين من عمرهم في خدمة الثورة إعلاميا، وقبل أيام أسروا ناشطين حقوقيين هم من وضعوا الثورة على الخريطة، مثل رزان زيتوني. خدموا الأسد بإيذاء أحد أبرز أعدائه، المفكر والمناضل ياسين صالح، بخطف أخيه فارس وزوجته سميرة الخليل.

حارب رجال «داعش» و«النصرة»، واستولوا على مناطق للجيش الحر، التي سبق أن حررها من النظام، كالرقة، وأعزاز، وجرابلس، ومسكنة بريف حلب، وأطمة بريف إدلب، وسرمدا، ومقري قوات «الفاروق» و«اللواء 313». وآخر انتصارات «داعش» و«الجبهة الإسلامية» استيلاؤهم على المنفذ الحدودي مع تركيا، باب الهوى، قبل أسبوعين، والذي قاتل الجيش الحر من أجل تحريره لأشهر ضد قوات الأسد في العام الماضي.

هذه ليست انتصارات قوات الحكومة السورية، بل أفعال تنظيمات المتطرفين، مثل «داعش» و«جبهة النصرة»، والآن «الجبهة الإسلامية». نجحوا في تحقيق نبوءة بشار الجعفري، سفير الأسد لدى الأمم المتحدة، الذي زعم مبكرا أن الذين يقاتلون النظام ليسوا إلا تكفيريين وقتلة.

لا يمكن أن يصدق أحد أن هذه الجماعات تريد إسقاط نظام الأسد، ولا الذهاب إلى الجنة، بل من المؤكد أنها تدار من قبل النظام السوري وحلفائه من الإيرانيين، كما أدار النظام السوري جماعة «فتح الإسلام» في لبنان ليتحالفوا مع حزب الله ويقاتلوا خصومه. لقد ظهرت «جبهة النصرة» و«داعش»، في ساعات ضعفت فيها قوات الأسد. دخل أفرادها الحرب في الفترة نفسها التي وصلت إلى التراب السوري ميليشيات حزب الله اللبنانية، و«عصائب الحق» العراقية، والحرس الثوري الإيراني في أواخر العام الماضي.. كلها سارت في طريق واحد باستهداف كتائب الجيش الحر، باستثناء أن «داعش» و«النصرة» حققتا انتصارين مزدوجين.. الأول اختراق الجيش الحر، والثاني تشويه سمعة الثورة وتخويف الشعب السوري والعالم. والآن «الجبهة الإسلامية»، التي نجحت هي الأخرى في شق صف الجيش الحر، بجذب ثلاث كتائب مقاتلة ودعوتها للتمرد ضد قياداتها بدعوى دينية.

إن ما يثير الحيرة والبلبلة أن هذه الجماعات تتشكل من عرب ومسلمين يعلنون عداءهم للأسد، ويرفعون رايات إسلامية، وبالتالي كيف يمكن أن يرتكبوا هذه الجرائم البشعة ضد الشعب السوري وممثليه ممن يفترض أنهم في نفس الخندق؟! الحقيقة أن أكثرهم مغرر بهم، مجرد بيادق تديرها قيادات مرتبطة بإيران. فعدد من قادة تنظيم القاعدة لا يزالون يعيشون في إيران، ويديرون عملياتهم بالتفاهم مع الحرس الثوري، في اليمن وسوريا. وهي اليوم تقدم أكبر خدمة لنظام الأسد، الذي من خلال «داعش» و«النصرة»، وحديثا «الجبهة الإسلامية»، استطاع محاصرة كتائب الجيش الحر في أماكن عديدة. وبسبب انتصارات المتطرفين هذه، أبدى الأميركيون استعدادهم للتفاوض معهم، بحجة القبول بالأمر الواقع!

[email protected]

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫6 تعليقات

  1. يا عبدالرحمن ريال !!!
    يعنى حضرتك إعترفت إعتراف ضمنى بان من يسمون نفسهم بالثوار والجيش الحر وكل من يساندهم من الانظمه العربيه ( أغبياء ) بإمتياز ؟
    مع كل الدعم الاعلامى والمادى والعسكرى والدولى إللى يمتلكونه ؟
    وبشار يلاعبهم بمزاجه وبالطريقه اللى تعجبه !
    يعنى بشار مازال بعد أكثر من سنتين يمتلك مفاتيح اللعبه بإيده !!!
    فهل تعتقد هذه النوعيه من الاشخاص تستطيع أن تدير بلد مثل سوريا بعد الاطاحه ببشار شأنهم شأن غيرهم ؟

  2. للاسف تم تشويه صورة الثورة وصورة الثوار
    واليوم نرى كل من كان مع الثورة صار ضدها ويهاجمها من فعل التكفيريين الكفار
    نجسو ثورة كانت سوف تزدهر بالحرية والامن والامان لحبيبتنا سوريا
    ولا نستبعد ان النظام هو من انشا هذه الجماعات لخدمة مصالحة وتشويهه الطرف التاني
    والله اعلم

  3. شي مضحك لأنو هلأ حتى عرفوا إنو هالأ ر هابيين من جبهة التصرة والجهادين ليسوا مناح
    مشان هيك صاروا تابعين للنظام يعني لو كانوا كتير مناح كانوا تابعين للجيش ال ك ر
    هي ثورة إر ها ب بدعم من أل خيبر اليهود وقطر طبعاً بالأمر من أمريكا لأنو الخليج كلو بيشتغل عالريمونت كنتروا نمن أمريكا

  4. شر المصائب ما يضحك
    كان على المعارضة بالاصل الاخذ بالاعتبار جور النظام وانها غير قادرة بوضعها على اسقاطه فهي اولا واخيرا المتسببة بكل ما حل بسورية والسوريين

  5. ALBILDOSER يا حياك الله اخي العزيز كيف الحال وينك يمعود والله افتقدناك , ان شاء الله تكون بخير اخي .

  6. عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في امان بنوا سور الصين العظيم ..
    واعتقدوا بأنه لا يوجد من يستطيع تسلقه وغزوهم لشدة علوه وارتفاعه وحصانته.
    ولكن!!
    خلال المائة سنة الأولى بعد بناء السور العظيم تعرضت الصين للغزو ثلاث مرات ..
    وفي كل مرة لم تكن جحافل العدو البرية في حاجة إلى اختراق السور أو تسلقه أو هدمه..
    بل كانوا في كل مرة يدفعون للحارس الرشوة ثم يدخلون عبر الباب .
    لقد انشغل الصينيون ببناء السور ونسوا بناء الإنسان الحارس.
    فبناء الإنسان يأتي قبل بناء أي شئ آخر.
    وهذا ما نحتاجه في مجتمعنا وأبناءنا.
    قال أحد المستشرقين: إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فيجب التركيز على ثلاثة أشياء:
    1- هدم الأسرة.
    2 – هدم التعليم.
    3 – اسقاط القدوات والمرجعيات.
    لهدم الاسرة يجب تغييب دور الأم وجعلها تشعر بالدونية وتخجل من وصفها كربة للبيت.
    ولهدم التعليم يجب النيل من المعلم بحيث يفقد مكانته واحترامه في المجتمع فيحتقره طلابه.
    ولإسقاط المرجعيات والقدوات فيجب التركيز على العلماء والطعن فيهم والحط من شأنهم والتشكيك في إخلاصهم ونواياهم حتى لا يسمع لهم ولا يقتدي بهم احد.
    وكذا القدوات الإجتماعية الأخرى بالطعن فيهم ولمزهم بأقذع الأوصاف .
    فإذا توارت الأم الواعية.
    وغاب المعلم المُحترم .
    وسقطت القدوات والمرجعيات.
    فأي خير يرجى لمجتمع كُذّب فيه الصادق وصُدِّق فيه الكاذب وخُوّن فيه الأمين وأتمن فيه الخائن——-منقول من صفحة التاريخ العام

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *