ترى صحيفة واشنطن بوست أن مصر تجد نفسها حاليا في موقف حرج بسبب استمرارها في إحكام الحصار على قطاع غزة، في الوقت الذي تراقب فيه تركيا وهي تلتف حول منطقة ذات ثقل عربي سني عبر تبنيها القضية الفلسطينية.

غير أن الصحيفة تقول إن مصر –وهي الدولة الوحيدة التي تسيطر، إضافة إلى إسرائيل، على معابر غزة- لديها أسبابها السياسية المحلية التي تدفعها لإبقاء القطاع محاصرا.

فمصر–والكلام لواشنطن بوست- تنظر إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على القطاع بوصفها حليفا لحركة المعارضة الرئيسية في مصر المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين.

ويعبر المسؤولون المصريون عن قلقهم من أن فتح المعابر ربما يأتي بنتائج سياسية عكسية لحكومة الرئيس حسني مبارك.

غير أنه منذ 31 مايو/ أيار –وهو اليوم الذي تم فيه الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي كان متجها إلى غزة وقتل فيه تسعة ناشطين- جعل موقف مصر يزداد حرجا وسط الدعوات لرفع الحصار عن غزة.

وبينما زادت شعبية تركيا في المنطقة بعد نبذها لأساليب إسرائيل، تعرضت مصر والأردن والقوى السنية لانتقادات لاذعة بسبب تقاعسها عن مساعدة 1.5 مليون فلسطيني يعيش تحت الحصار في غزة.

تداعيات أسطول الحرية

وقال مسؤول أميركي اشترط عدم الكشف عن اسمه بسبب حساسية القضية “إن ثمة تواطؤا من الجانب المصري والأردني وآخرين كي تبقى حماس معزولة، ولكن ذلك انقلب رأسا على عقب بعد كارثة أسطول الحرية”.

وتقول واشنطن بوست إن أسطول الحرية شجع حماس وسدد ضربة قوية للمعتدلين العرب الذين يفضلون حركة التحرير الوطني (فتح) بقيادة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

كما أن الأسطول أبرز تراجع تأثير مصر في المنطقة، وهو ما بدا جليا في عجزها عن التوسط لتحقيق مصالحة بين فتح وحماس منذ الانقسام الذي وقع بينهما عام 2007.

ومن جانبه أكد دبلوماسي عربي –اشترط أيضا عدم الكشف عن اسمه- أن “أسطول الحرية وضع المعتدلين في وضع مستحيل”، وأضاف أنه “لا سبيل لمقاومة محاولة فك الحصار المفروض على غزة”.

وتعتقد الصحيفة أن مبارك مصر–خلافا لتركيا التي لا ترى ضيرا من تعزيز قوة حماس- متردد جدا في قبول الحركة، وأن إظهار اللامبالاة تجاه الفلسطينيين في الوقت الذي يبدي فيه التعاون مع إسرائيل يحمل مخاطر سياسية لمبارك الذي يسعى جاهدا لتوريث الحكم لنجله جمال.

ووسط الاستياء المحلي عقب الهجوم على أسطول الحرية، أعلنت مصر أنها ستفتح معبر رفح بشكل دائم، غير أن من بين الثمانية آلاف الذين حاولوا عبور رفح خلال الأسبوعين الماضيين عاد 1500.

ووفقا لمنسق المعابر الفلسطينية غازي حمد، فإن سبع شاحنات تحمل البضائع دخلت غزة عبر رفح، في حين دخل مئات الشاحنات من الجانب الإسرائيلي في نفس الفترة.

وفي هذه الأثناء ما زالت مصر مستمرة في بناء الجدار على الحدود بهدف إغلاق الأنفاق التي تعد الشريان الاقتصادي لغزة، وسينتهي العمل به نهاية هذا الصيف، حسب دبلوماسي مصري.

وتشير الصحيفة إلى أن قادة حماس لا يقدمون على انتقاد مصر بشكل علني خشية إغلاق معبر رفح بشكل كامل، غير أن إحباطهم على المستوى الشخصي واضح.

ونقلت عن مسؤول في حماس قوله إن “العلاقات بين مصر والحركة ليست كما يرام، فمصر تنتقد حماس لعدم توقيعها على ورقة المصالحة، ولكن الناس هنا ما زالوا يتوقعون الكثير من مصر للعب دور أكبر في كسر الحصار وممارسة الضغط على إسرائيل”.

المصدر: واشنطن بوست

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. bas elly a3rfo en elma3br tam fat7o 5las wfi mosa3dat ra7et henk w lessa el ma3bar maftoo7 7ta al2an

  2. لعنه الله علي السياسه والسياسين جميعا
    لاجل مكاسب دنياويه زائله يساهمون في
    قتل الابرياء كل يوم وكان الانسان العربي لا قيمه له !!!!!!!!

  3. ليست مصر وحدها المحرجه
    الجميع
    قبل اسطول الحريه و بعده
    الجامعه العربيه بكل اعضائها
    شاركت في التخلي عن غزه و فلسطين و التخلي عن العراق و احتلاله
    ونسيان الصومال و اهماله و الحرب في السودان و دارفور و انفصاله
    والتخلي عن لبنان و عدوان اسرائيل المتكرر عليه
    و بالطبع لا ننسى انجازات الاعضاء الموقرين
    في نشر الديمقراطيه
    حقوق الانسان
    التنميه
    الوحده العربيه
    حل الخلافات المزمنه
    فتح الحدود و الغاء التأشيرات
    الثقافه و الاعلام الشفاف
    الاتفاق على تسمية العدو الاسرائيلي
    الغاء كتابة اسم اسرائيل على الخريطه بدلا” من فلسطين
    اعتبار امريكا الراعي الرسمي و الداعم لاسرائيل
    و اشياء اخرى
    نسيت الانجاز الاكبر
    اعلى ناطحة سحاب في العالم
    اكبر صحن في العالم
    و اكبر ستار اكاديمي في باب الحاره
    غزة العزة لا تحرجنا
    لاننا نسينا الاحراج اصلا”

  4. تحية لجميع الأخوة ..
    تحية لك أخي فريد العزيز ..
    الحكام العرب ومؤسساتهم الميتة هم المحرجون الآن .
    غزة هي الآن من تحاصرهم وتهزّ عروشهم .
    حصارغزة هو قرارٌ عربي بإمتياز .
    مصر ، الأردن ، السعودية ، المغرب ، عمر موسى عراب الأنظمة المهترئة كسر الحصار ودخل غزة كالفاتح صلاح الدين ولكن بسيارة الليموزين ونظارات مسدولة الستائر .بعد أربع سنين وحرب غزة .
    حتى علبة حليب أطفال لم يحمل ، أو لم يسمح له مبارك بذلك .

  5. لن تُحرر فلسطين الا بعد ان يتحرر العربي في كل البلاد العربية من التمسك بالاقليمية البغيضة ، والظن بأن بلده هي الافضل فقط لانه لا يريد الاعتراف بالحقيقة ،،، وبرأيي ان هذا مع الجيل الحالي مستحيل ،،، ربما الاجيال القادمة يون فيها امل …

  6. كيف يشكو من الحرج ..من فقد ماء وجهه!!
    لا اظن النظام المصري بعد كل ما فعله – ويفعله- قد يحس باي ذرة من الحرج، فالحرج يحتاج لذرة من حياء وهؤلاء هم التمثال الذي يجسد مقولة “اذا لم تسنح فاصنع ما تشاء!!

  7. istanjada gali9on bigari9 kayfa bilboldan l3arabiya wa lihtilal ladi sara ma3a 3oro9iha wasirna kalo3batin fi yadi lgarb wahada miiin zamaaaaaaaan walkol ya3lam lhtilal lfikri ta9afi dini l9tisadi siyasi wagayroh fakayfa bil3arabi an yonjido filistin aw gayroha wahom lazalo 3ali9in bidawamat listi3mar wa lhawf wa rahba kolo ml3arab jobana2 jobana2 jobana2 lan yatahararo hata tatahara 3o9olohom lwasiha

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *