طارق الحميد – الشرق الأوسط

مع خروج المظاهرات السورية مجددا بشكل كبير يوم أمس في عدة مدن كبرى، على الرغم من القمع الشديد وسقوط قتلى من المحتجين، تكون الأحداث في سوريا قد أخذت منحى تصاعديا مفتوحا على عدة سيناريوهات، وجميع المصادر تجمع على رؤية واحدة للسيناريو القادم في سوريا، وسأنقل ما سمعته عن ثلاثة مصادر بمستويات مختلفة، لكنها متطابقة.

فالاعتقاد السائد، ووفق مصادر معطياتها مبنية على معلومات من الداخل السوري، فإن صراعا حقيقيا على السلطة يدور في سوريا. فهناك من يرى أن الحل الأمني غير مجد، ولا بد من تقديم حزمة إصلاحات، بينما هناك من يرى أن الإصلاحات تعني نهاية حكم طائفة. وبالتالي، فإن القمع هو الحل، وهذا ما تفعله اليوم شخصيات سورية مدعومة من إيران، بالعدة والعتاد والخبراء الإيرانيين الموجودين في سوريا، وهذا ما أكدته لي المصادر.

مراكز الحكم في سوريا اليوم تتركز بيد أربع شخصيات: الرئيس، وأخيه ماهر، ورجل الأعمال رامي مخلوف، وأخيه المشرف على الأجهزة الأمنية حافظ مخلوف. وأحد مصادري الرفيعة جدا يقول: «احفظ هذا الاسم جيدا»! وعليه، فإن الصراع في سوريا يدور بين تلك النخبة، وهناك قلق غربي، تؤكده مصادر من واشنطن، من أنه قد يقوم أحد تلك المراكز بانقلاب على الرئيس، وبالتالي الارتماء في أحضان إيران بحثا عن الدعم. ومن هنا، يصبح التغيير في سوريا راديكاليا شكلا ومضمونا، ولذا، فإن مصدرا أميركيا أكد لي أن قلق واشنطن يكمن ليس في تغيير النظام، بل في الطريقة التي قد يحدث بها التغيير.

وتضيف المصادر أننا أمام مشهد قد يعيد التاريخ فيه نفسه، فإما أن تنقلب مراكز القوى تلك على الأسد، بجلب وجه علماني أو سني للقيادة، ولو مؤقتا، أو يستفرد أحد الأسماء المعروفة بالسلطة والارتماء في أحضان إيران بحثا عن الدعم والحماية، لأن سقوط نظام دمشق يعني قصم ظهر للسياسة الخارجية الإيرانية، أو أن يقوم الرئيس بشار الأسد بحركة تشبه «الحركة التصحيحية» التي قام بها والده ضد أخيه رفعت الأسد، وآخرين، قبل ثلاثة عقود تقريبا. وأبرز المؤشرات على ذلك كان ما نقله الصحافي الأميركي ديفيد إغناتيوس قبل شهر تقريبا في مقال له في «واشنطن بوست» عن مصادر لم يسمها في دمشق، أن الأسد قد يكسر قوة رامي مخلوف الاقتصادية. واللافت أيضا ما كتبه، قبل أيام، إبراهيم الأمين في صحيفة «الأخبار» اللبنانية التي تعتبر مسرحا سوريا، حيث طالب الأسد بالانقلاب، وأن من «يرسل الدبابات إلى حمص ودرعا فعليه أن يرسل دورية من الشرطة لاعتقال رامي مخلوف ومن على شاكلته ومصادرة أمواله». وبالطبع، فهذه لغة لا يجرؤ أحد في لبنان على التلفظ بها، ناهيك عن كتابتها!

والملاحظ أن الغربيين، ومعهم واشنطن وأنقرة، ما زالوا يكررون أنهم يرون في الأسد وجها إصلاحيا، ويحثونه على اتخاذ قرارات. وأحد مصادري يرى أن الإصلاح يعني أن يقوم الأسد بانقلاب قصر، قبل أن يفعلوه به، والسؤال: هل تجاوزت الأحداث النظام ككل، أم أن انقلاب القصر قد يحدث لينقذ ما يمكن إنقاذه؟ دعونا نر!

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫14 تعليق

  1. شو قلنا يا نورت قلنا انو سيقلبون ويتشقلبون عادية هاي رح تشوفو بعينكون بس لا تكونو زعلانين لانو رح يتشقلب ويتمقلب ههههههههه

  2. أحمد المصرى في نيسان 30,
    اللهم انصر الشعب السورى الشقيق
    اللهم ارحم شهدائه وانتقم من قاتليهم
    اللهم ارنا فى بشار الكلب واعوانه يوما
    يطلب فيه الرحمه ولن يجدها
    ااااااامين

  3. والملاحظ أن الغربيين، ومعهم واشنطن وأنقرة، ما زالوا يكررون أنهم يرون في الأسد وجها إصلاحيا!!!!!!!!!
    ……………………….
    وهذا ما يؤكد ما قلناه مرارا من ان الاسد لا يختلف عن غيره من الحكام العرب الا في الدور المرسوم له غربيا وامريكيا… ويؤكد ان من يحالف المرضي عنه غربيا -اي العميل لواشنطن – كاردوغان مثلا ليس الا عميلا مثله..لان المرء على دين خليله!!!

  4. ايران تعتبر سوريا ، والمقاومة اللبنانية هي خط دفاعها الأول ، وربما الأهم في الحفاظ على كيانها !!! لذا فانها تضع كل قوتها من اجل أولا : عدم تقارب سوريا مع اشقائها العرب !!! ثانيا لأنه عن طريق سوريا يتم تزويد حزب الله بالاسلحة والاموال حتى تبقى المقاومة في لبنان ( مخلب قط ) ، يستطيع فك الضغط لو حاول الغرب ضرب ايران !!! ثالثا هي تعتبر ان السلطة الحاكمة في سوريا ( شيعية الى حد ما ) ومتعاطف مع ايران ايدولوجيا ، ولكن لو تم للغالبية السنية في سوريا امساك الحكم فكل شيء سيتغير … !!! لكل هذا فان ايران تضع كل ثقلها في مسألة الابقاء على النظام ، حتى لو تم قتل نصف الشعب السوري …. المسألة بالنسبة لأيران مصالح ، ولا علاقة له بالدين او الطائفة ، حتى مع المقاومة اللبنانية الشريفة ….

  5. لو كانت المسألة خاصة بالطائفة الشيعية ، فلماذا يتم قتل الشيعة ( العرب ) في عربستان ( الاحواز ) كل يوم ، وسجنهم والتنكيل بهم ؟؟؟

  6. درعا : عاجل : قصف مدفعي عنيف على درعا البلد و المجزرة مستمرة وكل شخص متخاذل هو شريك في المجزرة و والله إن لم تقوموا نصرةً لأهل درعا فإن الدور سيأتي عليكم جميعاً و ستقولون يوم لا ينفع الندم : أكلت يوم أكل الثور الابيض …
    لن نقول إلاّ ما يرضي ربنا : حسبنا الله ونعم الوكيل … حسبنا الله ونعم الوكيل …
    ” قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ”
    الفزعة الفزعة يا حوران …. الفزعة الفزعة يا حوران ….
    الفزعة الفزعة يا حوران …. الفزعة الفزعة يا حوران ….

    اللهم إليك نشكو ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس يارب المستضعفين أنت ربنا يارب المستضعفين أنت ربنا يارب المستضعفين أنت ربنا إلى من تكلنا إلى عدو يتجهمنا أم إلى مجرم ملكته أمرنا إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي ولكن عافيتك أوسع لنا نعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وقام عليه أمر الدنيا والآخرة أن ينزل بنا سخطك أو يحل علينا عقابك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة إلا بك …

  7. اخي المانيا نحنا كمان اتصلنا بالقامشلي ودريا و دوما قالونا انو بالقامشلي نفس الحكي يلي اتقلك و الله على ما اقول شهيد حنى قالو انو في قنوات كانت تقول انو في الموقع الفلاني في مضاهرات قال كنا نروح مشان نشوف كانا ما نلاقي شي
    و بدوما الجيش عم يأمن المنطقة و يطلب من العالم ما يطلعو من بيتهم لانو احتمال يتقوسو من المخربين
    و بدريا كمان قالو الناس يلي عم تطلع هون قلال
    بس في هون كم واحد عملاء لأنظمة تانية و نازلين بشار لازم يفهومو انو يلي عم يطلعو هن كم قلال كتير

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *