لم يكن أسبوعاً عادياً على السعوديين. مباراة واحدة استحوذت على الرأي العام وعواطفه. وقبل صافرة البداية لم تتوقف معارك فكرية وثقافية ودينية أوقدت لأجل لقاء الهلال السعودي بخصمه الأسترالي في نهائي كأس آسيا.

عاش السعوديون أياماً على وقع صراع رجال الدين في مساندة الهلال من عدمه، واشتبكت الفنانات، فنقلت المسابقة الكروية إلى عالم تويتر، وتواجه رجلا دين عائض القرني وعادل الكلباني، وحول الرياضيون حديثهم من مساندة الهلال إلى الدفاع عن الوطن والعقيدة إلى أن بلغ الصراع مداه عند المغنيتين أحلام وشمس.
تعليق التلفزيون الأسترالي

“أصبح واضحاً أن الهلال لن يحصل على أي مساعدة من حكم المباراة”. هكذا استنتج معلق التلفزيون الأسترالي، وهو يستعرض ضربات الجزاء الثلاث التي لم يحتسبها حكم المباراة الياباني لمصلحة الهلال السعودي، والتي كانت ستغير سير ونتيجة المباراة حتماً. لقاء مميز جمع قطبي القارة الكبيرة ويسترن سيدني واندرارز ممثلاً لشرقها، والهلال السعودي ممثل غربها. وفي العاصمة السعودية طغى الحديث عن موقعة الرياض الكروية والغزوة الأسترالية على أخبار معارك التحالف الدولي وداعش.

في النهاية، فاز نادي ويسترن سيدني بكأس آسيا لأبطال الدوري، بمجموع نتيجة المباراتين (1/0)، لكن خسارة الهلال، لا فوز الفريق الأسترالي كانت الحدث. لم يدر في خلد الهلاليين أن يخسر فريقهم الكأس السابعة، لأنهم، نظرياً، كانوا الأفضل والأقوى. وحتى إن عمر الهلال الزمني أكثر من نصف قرن مع تاريخ حافل بالبطولات، وهو فريق القرن في القارة الآسيوية، بينما لا يزيد عمر منافسه على العامين والنصف، وهذه ملاحظة أوردها معلق التلفزيون الأسترالي أيضاً. ولأن السعوديين يرددون المثل: الميدان يا حميدان، فإن خصمهم بقي معظم فترات مباراتي الذهاب والإياب في منتصف ملعبه، ولم “يتسكع” أو “يتجول” في منتصف خصمه إلا في ما ندر. وبالمناسبة فإن كلمة “واندرارز” تعني المتسكعين أو المشردين أو الجوالين. كرر الفريقان في مباراة الإياب أسلوب مباراة الذهاب. وعملاً بالقاعدة التي تقول: “اللي تكسب به العب به”، التزم الفريق الأسترالي بخطته التي كسب بها لقاء سيدني، ولم يغير مدرب الهلال خطته فخسر نتيجة الأولى ولم يربح الثانية.
بن مساعد والوليد

رئيس نادي الهلال السعودي، الأمير عبدالرحمن بن مساعد، لم يكن متفائلاً، أو هذا على الأقل. كان حذراً في إبداء استعداده لرفع الكأس، وانتهى إلى تصريح وصف بالخطير عندما وصف الحكم الياباني بـ”البجح”، والسبب ما قدره الأستراليون أنفسهم بعدم احتسابه سيلاً من ركلات الجزاء بحقهم.

فهل يستقيل رئيس النادي بعد هذه المباراة؟

الإجابة كانت ستكون مختلفة، إذ إن الأنباء تسربت عن نيته ختام مشواره مع النادي عبر أغلى الكؤووس، لكن شاءت الأقدار، ومن بعدها رجل ياباني، أن يلخبط حسابات خروجه، خاصة أنه عاش الموسم المنصرم أقسى مواسمه في العلاقة مع جمهور الأزرق.

أما ما يهدد وجود الرئيس الحالي فهو عضو الشرف وأحد أكبر داعميه، الأمير الوليد بن طلال، على ضوء تسريبات تتحدث عن نيته أن يكون الرجل الأول في النادي، إما رسمياً، أو عبر شخصية محسوبة عليه، وآخر الأفكار استعداده لشراء أكبر كمية من حصة النادي فور تخصيصه.
خاتمة الشمراني
الهلال حاول ولم يحقق كأس قارة آسيا، وهي لم تكن خسارته الوحيدة، بل شوه سمعته نجم الفريق الأول ناصر الشمراني، فكان قصة أخرى في ختام المباراة. إلى جانب فشله في التهديف في مباراتي الذهاب والإياب، مارس النطح والبصق واللكم في ثلاث حالات سريعة، بدأها نطحاً قبل نهاية المباراة، وبصقاً بعد نهايتها، ولكماً عندما اقتحم فرحة الأستراليين بفوزهم. وهناك من يطالب بطرده من صفوف الفريق الأكثر جماهيرية في السعودية، وليس إيقافه بضع مباريات فقط.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. هلا نورت
    ياليت تنزلوا الخبر عن الهلال يوميا وتحليلات عن هذه المباراه
    مو لشي بس لنتابع اخباره

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *