أوقع محمد شلية الأهلاويين في ورطة كبرى بعد اعتزاله عام 2004، فعندما علّق الظهير الأيمن الحذاء وذهب إلى منزله متقاعدا من لعب كرة القدم، استراح المنافسون من هجماته المباغتة وعرضياته التي لطالما وصلت بشكل رائع إلى رؤوس المهاجمين، معلنين معها عن اهتزاز الشباك.

حاول النادي الغربي برئاسة عبد الرزاق أبو داود إقناع شلية بتجديد عقده ولكن الشاب المولود عام 1975 بحي النزلة اليمانية جنوب مدينة جدة، رفض كل الإغراءات وأصر على تعليق الحذاء بسبب إصابة في العضلية الخلفية حرمته من إكمال مسيرته المهنية المتوجة بـ6 كؤوس. وبعد ذلك اليوم الحزين في القلعة الخضراء بدأت رحلة البحث عن ظهير أيمن جديد يكمل المسيرة.

11 لاعبا تعاقب على خانة الظهير الأيمن في أهلي جدة، بعضهم نجح والبعض الآخر لم يستمر طويلا تحت أسباب مختلفة: علي العبدلي، وليد عبد ربه، محمد مسعد، إبراهيم هزازي، جفين البيشي، كامل المر، عقيل القرني، مصطفى بصاص، علي الزبيدي، سعيد المولد، أمير كردي.

بعد رحيل شلية، استلم الخانة علي العبدلي ولكنه رحل عن النادي 2008 بعد ظهور شاب مميز اسمه إبراهيم هزازي الذي مكث في الخانة لفترة معقولة بين عامي 2007 حتى 2011، ولكن هزازي الذي تصفه الجماهير بالـ”مشاغب” رحل عن النادي بعد مشاكل انضباطية وأخلاقية متجها بعدئذ إلى الغريم التقليدي الاتحاد الذي تخلى عنه لاحقاً.

واشترى الأهلاويون كامل المر من نادي الوحدة، ودفعوا 600 ألف يورو لنادي بانيونيوس اليوناني حتى يتنازل عن أمير كردي، وأقنعوا الاتفاق بالتخلي عن علي الزبيدي لمدة ستة أشهر، وكل تلك الصفقات لم تعوض رحيل محمد شلية.

أنجبت أكاديمية الأهلي لاعبين اثنين شابين في خانة الظهير الأيمن، الأول اللاعب الدولي مصطفى بصاص الذي أثبت نفسه وهو لم يتجاوز 18 ربيعا، ولحسن موهبته استخدمه المدربون في خانتي المحور والجناح. اللاعب الآخر سعيد المولد الذي تألق في الموسم الفائت مع الأهلي ووصل باجتهاده إلى صفوف المنتخب الوطني، وهو ما أغرى نادي الاتحاد بالتوقيع معه لمدة 4 سنوات بيد أن المولد نفسه لا يرغب بالالتزام بعقده الأصفر مما جعله يقع في مشكلة احترافية معقدة منظورة لدى “فيفا”.

على فترات قصيرة متباعدة، لعب في تلك الخانة المستعصية، وليد عبد ربه، ومحمد مسعد، وجفين البيشي وأخيرا عقيل القرني الذي ما زال مرتديا قميص النادي الأهلي. فيما شوهد وليد عبد ربه آخر مرة الموسم الفائت بشعار العروبة (درجة أولى)، بينما يلعب جفين حالياً مع فريق الرائد، ويتبقى مسعد الذي يعمل الآن محللا رياضيا لصالح قناة رياضية متخصصة.

وفند شلية نفسه لـ”العربية.نت”، أسباب فشل اللاعبين في مركز الظهين الأيمن قائلا:ً “بعضهم لا يثبت نفسه بالاستمرارية، والجماهير تقارن بيني دائما مع بقية اللاعبين وهو ما يدخلهم في ضغط نفسي رهيب”. وأكمل الدولي السابق الملقب بـ”الحراثة”: “اعتقدت أن هزازي سيكون خليفتي ولكن للأسف مشاكله حالت دون ذلك”.

نفد صبر الأهلي قبل يومين حينما قرر دفع 27 مليون ريالا سعودي لخزينة نادي الاتفاق من أجل شراء المدافع الشاب علي الزبيدي ضمن عقد يستمر لخمسة أعوام، ويبدو أن الشاب البالغ من العمر 22 عاما، أمل الأهلي الأخير في إنعاش خانة محمد شلية مجددا بعد أن فشل في احتوائها 11 لاعبا طوال 10 سنوات.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *