همسة لكل مواطن يملك ضمير وإحساس وقدر من المسؤولية ..
أخي وشريكي في هذا الوطن الكريم .. السلام عليكم ورحمة الله .. أذكرك وأذكر نفسي أولاً وأهلنا وأصدقائنا وأبناء عشائرنا ، وكل مواطن يؤمن بالله وبرسوله ، وبإنسانية من يشاركه تراب وهواء هذا الوطن الغالي بقيادته الحكيمة .. أخاطبك كأخ وشريك تدق رجلانا معاً أرض المملكة من أحساء الخير شرقاً حتى جدة العز غرباً ، ومن جيزان الكرم جنوباً حتى طريف المجد شمالاً ، وندور جميعاً حول قطب دوحة الرياض الرشيدة من رحى المملكة العظيمة ، وأبناء القطيف وأبها ونجران والرياض والأحساء وتبوك وجدة وحائل وكل مدن مملكتنا الحبيبة ، وبكل حروفها الأبجدية إخوة بالدم والدين والوطن ولغة الضاد ، حيث أكل أجدادنا وأكلنا من نخلة واحدة ، وتقاسموا وتقاسمنا تمرتها عند إفطار رمضان ، فكلنا ترعرعنا وشببنا على تراب هذا الوطن الغالي، وكلنا تنفس هوائه وشربنا من مائه وأكلنا من خيّره .
أتذكر أيامنا بالمدرسة ؟ أتذكر كيف كان يصدح القرآن بصوت الشيخ عبدالباسط قبل طابور الصباح ، أتذكر عندما كنا ننشد السلام الوطني ونحن ضاحكين، وكيف كانت حقائبنا تختلط علينا ! وكانت كل حقيبة تحتوي حزب عم ! أتذكر حارتنا أيام رمضان ؟ وكيف كانت تأسرنا رائحة طبخ أمهاتنا ، أتذكر مشاهدتنا لبرامج تلفاز بلادنا القناة الأولى ؟ عندما كانت تعرض برنامج ” أفتح ياسمسم وسلامتك ” ، أتذكر زمالة أبائنا بالعمل والشارع والمستشفى وبالدوائر الحكومية ؟ أنسيت وجودنا بالحرم المكي والمدني معاً ؟ حيث توجهنا بقلوبنا نحو الكعبة وكبرنا معاً ( الله أكبر ) ويجمعنا دين واحد ، ورسول واحد ، وقرآن واحد ، إذ وجدنا أسم النبي محمد صلى الله عليه وآله وصحبه ، يتردد ويتكرر في بيوتنا منذ الأجداد حتى الأحفاد .
صدقني شريكي وأبن دمي ولحمي ، كلما شاهدت مايجري حولنا في العالم الإسلامي ، من حمامات الدماء ، وهتك الأعراض ، وقلة الزاد وفقد العباد وفلذات الأكباد ، أخذتني حينها العبرة وسالت الدمعة ، وسرقـتني الفكرة وتـذكرت العبرة .
تخـّيل لاسمح الله ، لو وقع في بلادنا أي مكروه ، وعمت الفوضى هنا وهناك ، وأختل الأمن ، وأنتزع الأمان ، وأصبحنا كالرعاع المشردين السارحين ، دون والي رشيد يحمينا ويوحد صفوفنا ، ماذا سيكون مستقبلنا ؟ صحيح يوجد اختلاف في معتقداتنا ، لكن لا أعتقـد إن هذا سيفسد علاقتنا وشراكتنا ، فالاختلاف صحي وطبيعي .. أنظر إلي الدول الأخرى كيف تعددت بها الألوان والألسنة والأديان ، لكنهم أتحدوا وصمدوا ! وهاهم الأن في مقدمة الدول علمياً وثقافياً واجتماعيا واقتصاديا .. هل أذكرك بقصة رسول الله مع جاره اليهودي ، وكيف كان يعوده عند مرضه ..ألا نبتع سنته وهداه ؟
فأرجوك لاتشمت بنا الأعداء ! لا تشمت بنا الأعداء ! لا تشمت بنا الأعداء ! ولنعضد بأيدينا ، ولنتعاهد بأن لا ندع هفوة أحدنا تغير صفو شراكتنا وسلام وامن وطننا، وأن لا يتدخل الأجنبي في شؤوننا ، فنحن إخوة (وأنا وأنت يا أبن عمي على الغريب)، وأن لا ندع المجال أو نترك ثغرة لأحد بالضرب على وتر الطائفية أو القبلية .. فالعيون متربصة والقلوب حاسدة لما نحن فيه من خير وأمن وأمان ، ونحن يد واحد ضد كل من يريد تدنيس أمن وطهارة هذا التراب وأهله ، ولنرفع أيدينا لله متوجهين ، بأن يحفـظنا وأهلينا ويحفظ ديننا ووطننا وحكومتنا الرشيدة لمافيه الخير والصلاح ، آمين رب العالمين … فهل تمانع أن نكمل حياتنا وشراكتنا في وطن واحد بحب وسلام واحترام ؟ أما من يخالفني الرأي ، فأقول له ، خذ جولة على قنوات التلفاز، وتخيل أن تخرج أبنتك أو أختك أو أبنك ، فيأتيك اتصال بأنها خطفت أو قتلت ، بعدها تذكر كلامي ، فبمجرد أن تتأخر من المدرسة نصف ساعة تقوم القيامة في البيت ! وأعتقد بأن لا نفع بالدواء إذا وقع الفأس على الرأس ، ومعظم النار من مستصغر الشرر …

أخوك وشريكك في الوطن :
الكاتب والروائي فوزي صادق
www.holool.info

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. مووووووووووووووت بس عجبني العنوااااااااااااان واكتفيت بتعليق رااااااااائع هذا الاحساس

  2. لن يثني المرجفون والمنافقون عزم الاحرار من الرجال والنساء , وهم مستعدين لاحقاق الحق حتى لو كلفهم ليس امنهم وامانهم بل حتى ارواحهم طالبين الموت موقنين انه بذلك ستوهب لهم الحياة في الدارين …امن وامان بلا كرامة وعزة, بل بذلة فتعسا لها , فقد كان بامكان الانبياء ومنهم نبينا صلوات الله عليه واله وعليهم ان يخلد للدعة والرفاهية ولا يخرج لقتال وجهاد ويتحمل الاذى فقد كان امنا سيدا في قريش لكن حاشاه ان يرتضي الباطل

  3. اللهم احفظ لنا بلادنا من كل سوء، ولا تشمت فينا اعدائنا والمتربصين بنا.

    احلى ما فى المقال أنك تحدثت عن الوطن بمعناه العام… مشكور أخ فوزى.

  4. دعوة متاخرة لمواطن خرج يتظاهر بعدما سحقه الذل والظلم وسرقة حقوقه لقد خرج المواطن وهو يتأبط شرا لحكامه وخيرا له ولوطنه ولن توقفه توسلات المرجفين

  5. أنظر إلي الدول الأخرى كيف تعددت بها الألوان والألسنة والأديان ، لكنهم أتحدوا وصمدوا ! وهاهم الأن في مقدمة الدول علمياً وثقافياً واجتماعيا واقتصاديا
    ــــــــــــــــــــــــــــ
    كلامك صح و اضيف لا يغير الله ما بقوم حتى يغير الله ما بأنفسهم و التغيير لا يأتي بالصراخ بل بالعمل و ما يحدث بالدول العربية لا يضهر اي تغيير ايجابي بل بالعكس و الأيام القادمة ستظهر الحقيقة.

  6. ماراح نقدر نتخلص من الفتن الا اذا عدنا الى جوهر وتعاليم ديننا الحنيف والبداية كما قالت الاخت دايز تغيير انفسنا
    وان شاء الله ندائك يلقى أذان صاغية وقلوب صافية وعقول متبصرة
    اختي فاتي الكاتب كان موجه ندائه الى السعوديين

  7. صحيح يوجد اختلاف في معتقداتنا ، لكن لا أعتقـد إن هذا سيفسد علاقتنا وشراكتنا ، فالاختلاف صحي وطبيعي ..

    يوجد اختلاف في معتقداتنا لكن لا أعتقـد إن هذا سيفسد علاقتنا وشراكتنا …… صح

    لكن في اي حالة ………. وهي اذااا ما فرضتي دينك علي

    اذاااا ما حاربتيني في معتقداتي …..

    وهذااااا موجود في دولنا من تطهير عرقي …..

    وقانون الغابة شغال …..

    مين الاقوى …. وقانون الاغلبية هو الماشي

    أنظر إلي الدول الأخرى كيف تعددت بها الألوان والألسنة والأديان ، لكنهم أتحدوا وصمدوا ! وهاهم الأن في مقدمة الدول علمياً وثقافياً واجتماعيا واقتصاديا ..

    صح كلامك والسبب هوو

    ان هذاااا الدول فصلت الدين عن الدولة

    وبهذااا القانون احترمت الاقليات احترمت كل الاديان احترمت كل المعتقدات مهما كانت ………..

    ما فرضت دين ومعتقد على دين

    في دستورها طبقت قانون دولة

    ما فرضت تشريع دين معين على شخص من غير دين

    الي انتم تقولون علية كفر لانهم فصلو دين عن دولة

    ………………………….

  8. مقال جيّد و خصوصا أعجبني الوصف الحي الذي يرسم صورة بخيال القارئ.
    واضح أن الحرب على العالم الإسلامي قد بدأت منذ وقت طويل و لكنها أصبحت علنا مؤخرا (العراق, أفغانستان, صوماليا, تقسيم السودان, غارات الناتو على ليبيا, اختراق حدود باكستان, طائرات تحكم عن بعد تخترق مجال اليمن و تقتل ما تقتل ثم يقولون أنه خطأ, محاولة زعزعة أمن سوريا, لبنان, مصر, تونس, الحوم حول الجزائر و زرع الفتنة بينها و بين ليبيا ثم المغرب,…..فمابال العرب أو بالأحرى المسلمون لا يعقلون؟!!
    …. أتفق معك أخ فوزي-مع أني ألمس بكتاباتك الميل لصالح السلطة نوعا ما و انت حر لكن ماذا نزرع نحصد… إذا أي حكومة تتآمر مع الغرب و تضع يدها بيد العدو و تسمح و تساهم بإحتلال و تقتيل مسلمين أبرياء من أجل مصلحتها الخاصة أو حماية العرش فسيأتي يوم لابد أن تصل فيه النار التي أوقدتها عند جاري لبـــيتي (مع أني لا أتمنى هذا فالسعودية بلد الدين و كما دعى أبونا إبراهيم اللهم اجعل هذا البلد آمنا و ارزق أهله من الثمرات…) و لكن ماذا سنفعل الآن و دول الخليج معظمهم متناثرة بأراضيهم القواعد الأمريكية؟ ماذا نفعل و نحن محاصرون داخل أراضينا؟ ماذا ننتظر و كل يوم يتم الحفر تحت المسجد الأقصى لتدمير القواعد و الذي بقدرة الواحد الأحد مازال قائما ولم ينهار؟ ماذا نفعل اذا اليهود أخدوا 90% من فلسطين و النكتة أنهم من كل أرض فلسطين ((يزعمووون)) أن هيكل سليمان كان مبني بالضبط و الضبط مكان المسجد الأقصى!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    ماذا نفعل عندما يخرج رئيس دولة اليمن و يُحذر الشعوب قائلا : إن الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي ماهو إلا مخطط يتم تنفيذه بغرفات بإسرائيل و أمريكا و بعد بضعة أسابيع يتعرض لمحاولة إغتيال؟!! والقائمة طويلة…. و الجواب كفانا خمولا و الرجوع الى الإسلام و العلم و العمل و الجهاااد في سبيل الله.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *