بقلم مريم الحسن :

هو ضحية سياسات حكوماته الخارجية و ضحية التضليل الاعلامي الغربي الذي غيّب عنه عن عمد واقع ما يجري حقيقةً في بلداننا العربية و منطقة الشرق الأوسط ..و هو أيضاً مثلنا ضحية لبعض نخبه الثقافية و السياسية التي أهملت واجبها تجاه شعبها و لم تستثمر قدراتها العلمية و المعرفية و علاقاتها الثقافية و الدولية بشكل موضوعي و من دون تحيّز بغية الوصول إلى الحقيقة الجلية لتوضيح مشهدها و إظهار واقعها كما هو للرأي العام , و ذلك من دون أي تعصب أيديولوجي أو سياسي مسبق, و من دون تبني أعمى لسياسات الحكومة الفرنسية و تصريحات وزراء خارجيتها و ما يسوّقه اللوبي الصهيوني في الإعلام الغربي.

و انا أعني هنا سياسية النقد الموضوعي و البنّاء و المصّوب لتوجهات السياسة الخارجية التي كان على النُخب الثقافية و السياسية اعتمادها بدل الإنقياد الأعمى خلف مواقف و قرارات الحكومة الفرنسية و الدفاع عنها حتى لو أتت خاطئة و مُضرة بمصالح الشعب الفرنسي و بعلاقاته مع باقي الشعوب في العالمين العربي و الشرق أوسطي …فغاب هذا النقد البناء المصوّب بشكل شبه عام عن الإعلام , و في افضل احواله إن حضر, كان يكتفى بالتلميح فقط بانتقاده للأداء الحكومي من دون التجروء على التعمق بهذا النقد و الإسهاب فيه بموضوعية و وضوح و واقعية ليساهم في خلق حالة من الوعي السياسي لدى الجمهور الفرنسي حتى يتسنى للرأي العام أن يمارس دوره و حقه بالضغط على حكومته فيجبرها بالتالي على تغيير سياستها الخارجية لحماية مصالحه المتأثرة شئنا أم أبينا بما يحصل في منطقتنا و ذلك بفعل العولمة و التشابك الديموغرافي و الإيديولوجي الذي اوجدته حركات الهجرة .. لكن كما حصل منها مع عالمنا العربي, فإن المؤامرة الصهيونية قضت لتحقيق أهدافها ببتعميم سياسة التضليل الإعلامي ليس فقط في العالم العربي بل في العالم الغربي ايضاً و ذلك حتى لا تكتشف شعوب العالم حقيقة ما يجري و حقيقة دعم الدول الغربية للإرهاب كأداة محققة لمخططاتهم الإستكبارية و الإستعمارية في منطقتنا, و بالنتيجة..فإن كل شعوب العالم وقعوا ضحايا للمؤامرتهم…

لذا كل العزاء و التعاطف مع مصاب الشعب الفرنسي..و فقط مع الشعب الفرنسي و ليس مع حكومته الحمقاء و الجشعة الداعمة علناً للإرهابَين الصهيوني و الوهابي و القابلة بهما في بلداننا العربية …
و كل العزاء للانسانية و للإسلام ..فالمصاب مصاب الإنسانية أولاً و مصاب الإسلام الأسير ثانياً…لأن الأمتين العربية والمسلمة هما أوائل المتضررين من هذا الإرهاب أينما حل و أينما ضرب.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫8 تعليقات

  1. Merci لوقوفك معنا بهيدي المحنه ، بس من وين طلعتينا بقصة ” تضليل الاعلام الغربي ” ؟؟؟؟ للاسف عّم تحكي من فراغ

  2. داءما الشعوب تدفع ثمن سياسة الحكومات الهوجاء ،، وفرنسا كانت لها سياسة حمقاء وغبية مع العرب والمسلمين

  3. اراكي نسيتى الارهاب المجوسي ….ام تناسيتى !!!!! لماذا لم تذكريه بتصنيفاتكى و لا ايران و اتباعها عبدة القبور بيوزعو سلام و حرية على العباد .
    ثانيا احب ان اقول لكي انه اصبتى بوصفكى لحكومة هولند (l’imbècile de France)
    بأنها حكومة فاُشلة لكن يا سيدتى أؤكد لكى ان هذه الحكومة تبق ارحم بكثير على شعوبها من حكومة احسن بلد عربي فعلى الاقل اذا خرج غدا الفرنسيون للشارع و قالو ارحل فسرعان ما سترين الاحمق هولند حامل علبة ملفاته تحت ذراعه متجها للجهات المختصة لتسليم عهدته و يا ويله و يا سواد ليله لو ثبت انه تحصل على اموال تفوق راتبه الشهري و ازيدكى من الشعر بيت فلربنا قدنجده (هولند )بعد ذلك لا يملك حتى منزلا فخما و لا سيارة فاخرة مش مثل حكامنا يكرسون حياتهم بنهب شعوبهم و اول ما يدق ناقوس الخطر ان لم تجديه هاربا و تحته صناديق الذهب و ارصدة بسويسرا فستجدينه اخرج كل الاسلحة التى لطالما اشتراها و كدسها بالمخازن موجها اياها صوب الاطفال و الشيوخ و مبدأه يا روح مابعدك روح.

  4. ما حدث بفرنسا ارهاب اجرامي 100% لا يتقبله لا دين ولا عقل وفعلاً يضر بالجميع سواء فرنسي او عربي مسلم او مسيحي , ولكن ما فعلتهُ فرنسا بدولنا العربيه وخاصتاً ليبيا ارهاب دولي ايضاً لا يتقبله لا دين ولا عقل , كما تُدين تُدان وعلى قولة اخواتنا السوريين الدنيا دُلاب . اللهم ولا شماته
    تحيه لجميع الاطياب الي بالصفحه

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *