بقلم صديق نورت الفارس المصري العربي

ظل نادر يقود سيارته بسرعة كبيرة فى طريقه إلي بيته ، وهو لا يفكر سوى في زوجته وإبنه ،

وانهم بأيدي هذه العصابة الآن ، وبدأ يشعر بحزن شديد ، وهو يرسل بصره الى السماء ، يسأل

الله أن يعينه على هذه الورطة الكبيرة التى تورط بها ، والتى توالت أحداثها رغماً عنه ولم تترك

له فرصة للتفكير أو معرفة مايحدث ..

واخذ نادر يحدث نفسه أنه لابد أن يتماسك حتى ينقذ عائلته ، ولم تمضى دقائق حتى مرت رصاصة

بجانب اذنه ، ونظر بذعر الى المرآة ليجد السيارة الجيب من ورائه ، وقد خرج من نافذتها شخص

وهو يصوب مسدسه مرة أخري ، وانحني بسرعة ثم انحرف نادر بشدة عن الطريق الى منطقة

الصخور والاشجار على جانب الطريق ، ومن ورائه السيارة الجيب وقد توالت عليه زخات من

الرصاص هشمت زجاج سيارته الخلفي ، ولولا العناية الإلهية لأصابته الرصاصة الأولى التى

مرت بجوار أذنه بمقتل ، وأدرك نادر أنه يتعامل مع عصابة محترفة ترصد تحركاته بكل دقة ،

وتخطط وتستنتج خطواته التالية ، وشعر أنه بمأزق خطير وحياته وحياة اسرته على المحك

بسبب هذا السى دي اللعين ،،، وأخذ نادر يسرع مرتطماً بالصخور والمطبات بالطريق الغير

ممهد ، وازيز الرصاص لا يتوقف من حوله ،ويسمع ارتطامه بجسد السيارة ، وكان لابد

وان يجد حلاً سريعاً …

……………………………………………….

كان الشخص الذى يقود السيارة الأخرى ذو لحية وشارب كثيفين ، والذى يطلق النار شخص

اشقر الشعر ، صارم الملامح ، يدل وجهه على القسوة والغلظة …

وصرخ سائق السيارة بالأشقر : أطلق النار على الإطارات حتى نوقفه ونقضى عليه ..

ولم يكد ينطق عبارته ، حتى انحرف نادر بشدة مرة أخري بسيارته الى قلب غابة صغيرة محيطة

بالمنطقة ، وزاد من سرعته فوق الصخور والمطبات ،،، وكاد الجيب أن ينقلب عندما فوجىء

بهذه الحركة المباغتة وحاول فعل المثل ، ولكنه حافظ على توازنه بآخر لحظة ..

والاشقر يصيح : اسرع أكثر ، فهو يدخل الغابة ، وابتعد عن مرمي تصويبي ..

توقف نادر فجأة بعدما دخل بسيارته الى داخل الغابة ، فالطريق مسدود بالاشجار ، ولا مخرج

سوي العودة مرة أخري ، وترجل نادر من سيارته بسرعة ، واخذ يركض بين الاشجار والحشائش

لحظات وكان الجيب خلف سيارته ، وإبتسم الاشقر : هاهو قد توقف ، فالطريق مسدود …

لنذهب بسرعة ونقضى عليه …

نزلا من السيارة وقد اشهر كل منهما مسدسه ، وهما يمشطان الغابة الصغيرة بخطوات بطيئة ،

ولم يكن هناك أثر لنادر وكأنه شبح وإختفي …

وقال ذو اللحية : اين ذهب هذا الوغد ؟؟ أنا لا أراه ، والمسافة بيننا لم تكن كبيرة بهذه الدرجة

ليتمكن من الإختباء ….

وقال ذو اللحية : إسمع كاستيللو ، إذهب من ناحية اليسار ، وأنا سأتولى الوسط وناحية اليمين

…..

كانت مساحة الغابة الصغيرة محدودة جداً ، وليس بها الا بضع شجيرات منتشرة هنا وهناك ،

ولكن حشائشها كانت طويلة جداً ..

بدأ كاستيللو يتقدم بحذر من ناحية اليسار ، وعينه تمسح المنطقة بسرعة ، وبالجهة اليمني تقدم

ذو اللحية وهو يردد بسخرية : اين أنت عزيزي ؟؟ هل تحب لعبة الإستغماية ؟؟

وفجأة ومن خلفه سمع حركة سريعة وصوت يتحرك بين الحشائش فإستدار بسرعة كبيرة واطلق

النار ، ودهش وابتسم بسخرية وهو يشاهد طائراً طار بسرعة من بين الحشائش ، ولم يكد يستدير

مرة أخرى ، ولم تكتمل إبتسامته بعد .. حتى وجد نادر أمامه ، والذى كان على بعد سنتيمرات قليلة من

قدمه منبطحاً على الأرض بين الحشائش قبل حركة الطائر ، وأطلق نادر قبضته القوية ليلكمه بين عينيه ،

ثم كال له عدد من الركلات القوية السريعة بين رجليه ، وبجانب عنقه ، قبل أن يتبعها بحركة سريعة

بلوي معصمه ، وإسقاط مسدسه ، وذو اللحية لازال يترنح من أثر اللكمة القوية ، وغرس نادر أصابعه

المدربة بقوة داخل حنجرته ، ليسقط خلال ثواني جثة هامدة ، ولم يكد ذو اللحية يسقط حتى لمح نادر

الاشقر الذى جاء مسرعاً على صوت الرصاصة وهو يطلق رصاصته ناحيته ، بإتجاه منتصف جبهته تماماً …

……………………………………………..

الفاصل بين الموت والحياة دائماً ثانية أو أجزاء منها … ونادر كمحترف خبير كان مايميزه هو هذه

الكسور من الثانية والسرعة المذهلة التى يفاجىء بها خصومه أو تفادي ضرباتهم ، فمجرد خطأ بكسر

من الثانية من خصمه ، كان يتبعه برد فعل سريع جداً يفوق الوصف ليرتد الى خصمه ..

لم يكد يلمح نادر الاشقر حتى رمى نفسه بسرعة مذهلة بين الحشائش ، بنفس توقيت إطلاق الاشقر

لرصاصته ، والتى مرت فوق رأس نادر ، وتدحرج نادر بسرعته بنفس لحظة نزوله للحشائش ليلتقط

مسدس ذو اللحية ويطلق منه عدة طلقات متتالية سريعة .. قبل أن يطلق الأشقر رصاصته الثانية

فاصابت الهدف تماماً بمنطقة الرأس ..ليسقط الأشقر على الارض بدون حراك ..

ونهض نادر وهو ينظر للرجلين الممددين ، وينظر للمسدس بيده ، ورفع راسه للسماء وهو لا يدري

أيشكرها على نجاته أم يبث لها مايعانيه ؟؟

…………………………..

سار نادر خطوات وانحنى يلتقط مسدس الاشقر ، ويضع كلا المسدسين تحت حزامه ، وجرى الى سيارته

ليجدها وقد تصاعد الدخان منها بعد هذه المطاردة المشؤومة ، ولمح مفتاح السيارة الجيب بداخلها ،

فإلتقط هاتفه وهاتف الضخم معه من سيارته ، ثم صعد الى السيارة الجيب ، وانطلق بها …

سار بسهولة أكبر بين الصخور والحفر حتى وصل مرة أخرى الى الطريق الأسفلتي الممهد …

وانطلق بسرعة مرة أخرى الى بيته ، ولم تمر نصف ساعة حتى جاء الاتصال كما توقع من هاتف

الضخم ، وفتح الخط ،ووضع الهاتف على أذنه ، وكان كارلوس على الطرف الآخر ، والذى قال له :

لقد أرسلت وراءك رجلين ، وهما لا يجيبا الآن على هاتفيهما ، يبدو انك محترف ، ولكنك دخلت

لعبة اكبر منك بكثير ، أحب أن ألعب مع المحترفين مثلك ، فلا يعجبني الفأر الذي يقف امامي حتى

ادوسه بحذائى لأقتله ، بل يعجبني الفأر الذى يجعلني أطارده ، وأتعب حتى اقتله ..

زوجتك وطفلك الآن مع رجالنا عند المدخل الخامس لغابات الأمازون ، بجانب شلال فييرا ، أحضر

السى دي وإذهب الى هناك وسلم نفسك مع السى دي لرجالنا ، وسنترك زوجتك وطفلك ..

ورد نادر بجملة واحدة : أنا ذاهب الى هناك ..

……………………………..

أقفل نادر الخط ، ولم يكد يفعل حتى رن هاتفه مرة أخري فالتقط هاتفه بسرعة ليجد على الطرف الآخر

أعز صديق له منذ الطفولة وهو ألبرتو ، الذى صاح بإنفعال :

نادر ، الحمد لله أنك بخير ، ماذا حدث بمكتبك ؟؟ ومن قتل زملاءك ؟؟ ومن هذا الأصلع الضخم الذى

وجدوه مقتولاً فوق أحد السيارات اسفل المبني ؟؟

تليفزيون ساوباولو يبث منذ ساعة أحداث مروعة عما حدث بمكتبك ، وشرطة ساوباولو تملأ المنطقة

هناك ، هل يمكنك أن تخبرني عما حدث ؟؟ أو لك أى دور فيه ؟؟

رد نادر بعصبية : البرتو ، أنا فى ورطة كبيرة جداً ، وليس هناك وقت لاشرح لك ، بإختصار شديد

لقد تورطت بمشكلة ضخمة مع عصابة كبيرة هنا بساوباولو ، ومعى سى دي خاص بهم ، وحاولوا

قتلى عدة مرات للحصول عليه ، وإختطفوا زوجتى وطفلي الآن عند المدخل الخامس بغابات الأمازون

ولا أريد أن أتصل بالشرطة لأنى تورطت بقتل بعضهم ممن حاولوا قتلي ..

وجاءه صوت ألبرتو وهو يصيح : يا للهول ، متى حدث كل ذلك ؟؟ واين أنت الآن ؟؟

نادر : البرتو لا يوجد وقت للشرح أكثر ، عائلتي بخطر ، وأنا ذاهب الى هناك الآن عند المدخل 5 لغابات

الأمازون بجانب شلال فييرا فهذا هو المكان الذى أخذوهم إليه ..

سأشرح لك فيما بعد ألبرتو .. سأشرح لك فيما بعد .. فقط إدعو لي .. وقبل أن يرد ألبرتو اقفل نادر الخط

……………………….

وصل نادر الى قرب المدخل 5 ، وتوقف قبله بمسافة 500 متر ، ودخل بالسيارة الى منحدر صغير من

الطريق وأخفاها بين الأشجار الموجودة أسفله ..

ونزل نادر بسرعة ، ووضع الهاتفين اللذان يحملهما على وضعية الصامت ، ثم إنطلق يركض بسرعة

بين الاشجار .. متوجهاً للمدخل 5 عند شلال فييرا ..

………………………….

كان نادر يحب الصيد كثيراً ، وكان من هواياته المفضلة ، وكان يخرج بالكثير من رحلات الصيد بغابات

الأمازون ، ولذا كان مصوباً ممتازاً ، ويصيب دائماً الطيور الساكنة أو الطائرة وقلما أخطأ فى صيد طائر

حتى مازحه ألبرتو ذات مرة برحلة صيد : كان أجدر بك ألا تعمل مهندساً ، وتعمل قناصاً ، وكنت ستجني

الكثير …

………………………..

كانت منطقة الشلال من المناطق التى زارها نادر عدة مرات ، ويحفظها جيداً .

بجانب شلال فييرا ، تتوقف هناك ثلاث سيارات ، بكل سيارة رجلان مسلحان ، بما فيها سيارة الشخصان

اللذان هاجما زوجة نادر وطفلها واقتادوهما الى هذه المنطقة ، وكان هناك قناصين بتلة عالية على

جانبي الشلال ، والجميع ينتظر قدوم الصيد ..

كان قائد المجموعة هو كانتونا ، وهو شخص طويل القامة ، مفتول العضلات ، فقد إحدى عينيه بمعارك

سابقة مع عصابته ، وكانت زوجة نادر ترتجف وهي مكممة الفم ومقيدة اليدين والأرجل هي وطفلها ،

داخل سيارة كانتونا ..

وإتصل كانتونا عبر اللاسلكي بأحد القناصة وهو ينفث سيجاره بغضب : أريكو ، هل ظهر هذا اللعين ؟؟

ورد أريكو : ليس بعد كانتونا … فنظارتي المكبرة لم تلتقط أى شىء حتى الآن ..

وخاطبه أحد رجاله قائلاً : لا تقلق كانتونا ، فزوجته وطفله معنا ، ولن يضحي بهما مقابل السى دي

والتفت له كانتونا وقال : أعلم ايها الأحمق ، فهذا السى دي به كل المعلومات الكاملة عن عصابتنا

وعملائنا السريين بالشرطة الذين ندفع لهم ، وتفاصيل شحنات المخدرات القادمة ، والأخطر هو

بيانات الرؤوس الكبيرة لعصابات المخدرات بالبرازيل كلها وليس ساوباولو فقط ، ومنهم من هم

بمناصب حساسة بالدولة ،، ويتابعون شخصياً هذه العملية لحظة بلحظة .

وهذا السى دي لو إنكشف أمره ، فسيقتلوننا جميعاً ، قبل أن ندخل للسجن ..

والتقط كانتونا هاتفه مرة أخري : أريكو ، افتح عيونك جيداً .. فانا اشعر ان الصيد قريب ..

وجاءه صوت أريكو على الطرف الآخر : عيوني كالصقر كانتونا ..

………………………………

أصبح نادر عند المدخل 5 ، ودخل بين الشجيرات الكثيفة الأوراق ، وجلس أسفل إحدى الشجيرات

يرقب المنطقة ، ورأى السيارات الثلاثة المتوقفة وأمام كل سيارة رجلين مسلحين ، ولمح زوجته وطفله

داخل السيارة الخضراء ، وأمامها هذا الطويل المفتول ، وهو يزرع المنطقة ببصره بكل الإتجاهات

والتقطت عينا نادر أعلى التلة القريبة من الشلال القناصين ، من فوهة بنادقهما والتى تلمع تحت

أشعة الشمس …

وإنسل نادر فى سرعة متوغلاً بين الاشجار و الحشائش والنباتات الكثيفة بغابات الأمازون ،

وكان يجلس بعد كل مائة متر أسفل شجرة تقابله ، ليتأكد أنه لم ينكشف أمره ، وأن لا أحد

يتبعه ، فهو لم يكن متأكداً ان كان هناك كمائن أخرى بالمنطقة من حوله ،، ووصل نادر الى خلف

التلة الموجود عليها القناصان ، وكانت الصخور من حوله شديدة الوعورة لأعلى التلة ، فالصعود

للتلة له طريق مستوى سهل من مقدمتها ، ولكنه بمرمى نيران القناصة … وتشبث نادر بالصخور

الناتئة بعضلاته المفتولة القوية ، واخذ يتسلقها برشاقة وهو يرفع جسده ببطء وهدوء حتى لا

يثير الإنتباه ، ولم تمض دقائق حتى كان نادر اعلى التلة بين الحشائش يزحف على بطنه بهدوء

………………………..

كان القناص الأول مرتكزاً خلف صخرة كبيرة أعلى التلة ، وهو يصوب بندقيته ، ومنظاره يجوب

المدخل 5 والمنطقة المحيطة به .. وهو يتمتم : أين هذا الصيد اللعين ؟؟ ألم يحن الوقت لتظهر ؟؟

وجاءه الصوت من خلفه : بل حان الوقت وهأنا معك ، ولم يكد يلتفت القناص خلفه برعب حتى عاجله

نادر بسيف يد قوي مدرب على جانب عنقه ، ليترنح مغشياً عليه ، وقبل أن يسقط التقطه نادر ،

ووضعه بهدوء خلف الصخرة ، فالقناص الآخر على مقربة بضعة أمتار ، منبطحاً على بطنه

هو الآخر يجوب المنطقة بمنظاره ، والتقط نادر أحد المسدسين الكاتمين للصوت والذى تستخدمه

العصابة من حزامه ، وارتكز خلف الصخرة وصوب مسدسه بتركيز شديد ، فلا يوجد أى مجال

للخطأ ، واطلق رصاصته بإحكام لتصيب القناص الآخر برأسه ، فتنفجر منه الدماء ، ويتمدد

بجانب بندقيته ..

إختبأ نادر خلف الصخرة اعلى التلة وهو يراقب المجموعة باسفل ، ولاحظ أن الطويل القامة المفتول

العضلات هو من يلقى الأوامر ، والجميع ينفذ مايأمرهم به ..

كانت سيارة كانتونا والتى بها زوجة نادر وطفله تقف تحت التلة وقريبة من الشلال ولا يفصلها عنه

سوى أمتار قليلة .. ومقدمة السيارة ناحية الشلال على بعد عدة أمتار أيضاً .

واخذ نادر يفكر بسرعة ، فلو نزل حتى يصل للسيارة ، فسيصبح هدفاً مكشوفاً ، وسيمكن قتله

بسهولة ، وأخذت عينا نادر تجوب التلة ، ثم ترك موضعه وزحف ببطء يستطلع كل جوانب التلة

وفجأة لاحظ نتوء كبير للخارج من التلة ، يجعل المسافة اضيق ماتكون بين التلة والسيارة التي

تقف اسفلها لا تتجاوز أمتار قليلة جداً ، وفكر نادر كيف سيصل للسيارة ؟؟

………………………………………

زحف نادر فى هدوء حتى وصل للنتوء ، والذى على بعد أمتار قليلة جداً من السيارة تحته ،

وفحص نادر المسدس بيده بسرعة ، ثم نهض بهدوء ، وقد إتخذ قراره ، وقفز من أعلى

التلة لاسفل ..متجاوزاً الأمتار التى تفصله عن السيارة ، كما لو كان من أبطال الوثب الطويل ..

…………………………….

آخر شىء كان يتوقعه كابيرا ورجاله ، أن يأتى الصيد كما أسموه من أعلى التلة طائراً ..

ولم يكد كابيرا يرفع رأسه ، حتى جحظت عيناه وفمه مفتوح من الدهشة ، وسقط فوقه نادر

بعنف شديد ، ليسقط كابيرا على الأرض ، وقبل أن يفيق رجاله وكابيرا نفسه من المفاجأة

كان نادر ممسكا بعنقه بيد فولاذية ، وانتزع مسدس كابيرا من وسطه ، ومسدس نادرمصوب

إلى راسه …

وصرخ نادر برجال كابيرا : القوا اسلحتكم بسرعة داخل السيارة البيضاء ، وإلا نسفت رأسه ، وتردد

رجال العصابة للحظات وهم ينظرون الى عيني كابيرا ، الذى قال بصوت متحشرج من اثر ضغط نادر

على عنقه : نفذوا مايقول ، وألقى الخمسة مسدساتهم داخل السيارة بهدوء ، قبل أن يصرخ بهم نادر :

تراجعوا الى الوراء .. وتراجع الجميع بحذر .. ومسدس نادر لا يزال مصوباً لرأس كابيرا ..

وصرخ بهم نادر مرة أخري : إجلسوا على ركبكم على الأرض ، وضعوا أيديكم فوق رؤوسكم

ونفذ رجال العصابة الأمر وعلامات الغيظ والحنق تنطق بها وجوههم .

وفجأة ضرب نادر كابيرا بكعب مسدسه بقوة كبيرة على مؤخرة رأسه ، ليسقط كابيرا على الأرض مغشياً

عليه من قوة الضربة ، ورفع نادر مسدسه بنغس اللحظة مصوباً ناحية رجال العصابة …

وأخذ نادر يتراجع فى حذر لباب سيارة كابيرا ولازال مسدسه مصوباً للعصابة ، ودخل بسرعة

وادار السيارة ولف عجلة القيادة بأقصى درجة ليجانب السيارتين خلف كابيرا باقل من الثانية ،

وقبل أن ينهض رجال العصابة ، أطلق رصاصتين تعرفان طريقهما جيداً على خزانات الوقود

بكلا السيارتين ، لتشتعل فيهما النيران ، ودعس دواسة البنزين بقوة وعجلات السيارة تمسح

الارض بعنف ، وارتمي رجال العصابة على جانبي الطريق ، ليتنحوا عن السيارة المنطلقة

ونهضوا بسرعة للإبتعاد عن السيارتين ، ومن مرآة السيارة المنطلقة ، لمح نادر انفجار

السيارتين ، لتنطلق كتلة ضخمة من اللهب والنيران على حافة شلال فييرا ..

…………………………..

لم تمضى دقائق من إنطلاق نادر حتى توقف بسرعة على جانب الطريق ، ونزل بسرعة ليحرر

زوجته وطفله من قيودهما …..

وصرخ نادر صرخة ملتاعة ، إنتفضت لها جوارحه ….

فزوجته الملقاة مع طفله بالمقعد الخلفي للسيارة تنزف الدماء من رأسها بغزارة ، وهناك أثر لثقب

رصاصة بين عينيها ..

وحرر نادر قيود طفله المذعور بسرعة ، والذى إرتمي بين أحضانه وهو يرتعش ويبكي بعنف

وهو يصرخ بصوت متهدج : لقد قتلوا ماما .. لقد أطلق هذا الشخص عليها النار عندما تأخرت ..

وإحتضن نادر طفله بعنف ، ودموعه تجرى من عينيه بلا توقف ..

ثم إنحني يحتضن زوجته الملقاة على كرسي السيارة الخلفي ، ويتأرجح بها و يردد بحزن شديد

وقد انفطر قلبه ….. ودموعه لا تتوقف :

” لا تتركيني .. إستيقظي من فضلك ..

أنا .. أنا آسف .. أنا .. أنا أحبك ………… وأطلق نادر صرخة مدوية فزعت وطارت منها

بعض الطيور على الأشجار بجانب الطريق ..

الى اللقاء بالجزء 4 والأخير

أقرأ أيضا:

” الصياد … الجزء 2 ”

الصياد

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫14 تعليق

  1. اممممممممممم القصة اصبحت مشوقة اكثر
    شكرا ابوالفوارس ننتظر الجزء الاخير

  2. الى اللقاء بالجزء 4 والأخير 🙁
    مع العلم اني حبيت تكملها اكثر لكن جميله جدا شكرا فارس .

  3. أشكركم على تعليقاتكم وسعدت بتواجدكم
    حفصة : يسعدني وجودك ، وبالتأكيد سأحاول إنهاء الجزء الرابع قريباً إنشاءالله

    مصطفي : سعدت بوجودك يا درش ، ولو فكرت بكتابة قصة مرة أخرى ، فستكون قصيرة وليست على أجزاء حتى تستطيع إنهائها بسرعة .

    ميادة : لعلك أخت جديدة بنورت ، فهذه أول مرة أرى تعليقك ، فمرحباً بكِ
    والقصة بأكملها من أفكاري وتخيلاتي ولا علاقة لها بأرض الواقع وان تشابهت
    مع بعض الحقائق بالواقع .. أرجو أن أكون وفقت تأليفها لكم

    عمرو : وجودك أسعدني يا عمرو ، وسيسعدني تواجدك أكثر بالجزء الرابع

    سراب : أسعدني تواجدك ، وايضاً أتمنى أن أرى تعليقك وتقييمك بعد الجزء الرابع ..

    وأود إيضاح شىء لكم ، وهو أن فكرة القصة جاءتني من خلال قراءتي لخبر عن غابات الأمازون ، وعن عصابات المخدرات التى تستوطنها وتمارس نشاطها منها ، وفكرت أن اصيغ هذا المعنى الى قصة بوليسية بأحداث مترابطة ، تمتزج فيها بعض الحقائق ببعض الخيال ، وكما قلت لا أستطيع أن أقول أنى كاتب أو شاعر لأن تخصصي ودراستي بعيدة كل البعد عن الكتابة والأدب والشعر ، ولكنها هواية منذ الصغر أحاول الحفاظ عليها ونقل افكاري أو تخيلاتي إليكم ، ولا أخفى أن هدفى كان أيضاً إثراء زاوية القراء بنورت من خلال بعض المساهمات للتنويع بالجريدة ، فنحن نعلق بها منذ مايقارب سنة ونصف تقريباً ، واصبحت مكاناً يجمع الكثيرين المغتربين وبأوطانهم بكل أنحاء العالم العربي …
    هى مساهمات متواضعة قد تشد الإنتباه وقد ترسم بسمة ، وقد تضع تساؤلات
    ولكنها بالنهاية تبقى مشاركة من صديق من خلال جريدة نورت …
    اتمنى أن يعجبكم ما أكتب ، ولو كان هناك أى نقد بناء فأنا أرحب به ، ومن يدخل لقراءة الموضوع ، فلا يبخل على كاتب الموضوع برأيه أو تقييمه له حتى ولو كان نقد بناء كما قلت لتلافيه مستقبلاً أن كنا نتفق معه ..
    اجابيتكم وتعليقاتكم هى الدافع للإستمرارية بأى عمل أو كتابة من نوع ما ،،
    فنحن لا نكتب لأنفسنا ، لأننا نعرف مانكتبه ، وإنما نكتب للآخرين ممن اتخذناهم أصدقاء على صفحات الجريدة ، ربما اسعدناهم أو ادخلنا بسمة
    لشفاههم وقلوبهم وهذا هو الهدف …
    أن تسعد من سعادة الآخرين حولك .. وليس أن تعيش بكوكبك تخبىء افكارك
    أو مشاعرك لنفسك ..
    أشكركم مرة أخرى
    وأتمنى أن أرى الجميع من علق ومن لم يعلق بنهاية القصة ..

  4. فارس بليز مش عايزة مراته تموت
    اعمل أي حاجة عشان تغير موضوع موتها ده
    من فضلك حاول تغيره بأي طريقة 🙁

  5. جميله يا فارس،ومشوقه فعلاً،بيعجبني فيك ثقتك بنفسك وجرأتك علي عرض افكارك وخواطرك حتي لو لم تكن متخصصاً فيها،عندي طن من الخواطر والأفكار ولكن ليس عندي ذره من الجرأة علي عرضها علي اي احد.بانتظار الجزء الأخير.

  6. أشكرك شهيرة لتعليقك
    واشكرك حنان سارة على تشريفك الموضوع
    وأود أن اسأل الأصدقاء هنا ، أن الجزء الرابع لم أكتبه بعد
    هل تفضل أو تفضلي أن تظل زوجة نادر على قيد الحياة ؟؟
    أم تستمر القصة بوفاتها للوصول الى نهايتها ؟؟
    ملاحظة : تغيير سير الأحداث سيتطلب تغيير معطيات كثيرة بالقصة
    وربما الوصول لجزء خامس ..

    أرجو أن أرى أراء من يتابع ، وهل يتفق مع شهيرة برأيها أم يؤيد سير الأحداث
    بنفس التسلسل الحادث الآن ..
    يسعدنى ردودكم واقتراحاتكم ..
    تحياتي لكم ..

  7. عفواً ، اقصد الشكر والتقدير لسارة المصرية على تشريفها الموضوع ..

  8. سلام
    أنا أحزنني منظر الصغير وهو يقول:ماما قتلوها.تمنيت لو لم تمت.كما أتمنى أن لا تكون هناك ضحية أخرى وأخرج من المسلسل باكية.هذا مجرد شعور.
    أما مايأتي بعد هذا فهو من اختصاصك وحدك، أنت من يعرف الهدف من وراء قصته، وبالتالي يوصلها لنا كما يريد.
    شكرا لك على ماأتحفتنا به مما جادت به أفكارك

  9. السلام عليكم
    لا يافارس بالنسبة لي اريدها اي نهاية القصة كما تريدها وتتخيلها انت
    لأنه لو انهيتها كما يريد بعض المعلقين ،هكذا سنكون قد عرفناها قبل ان تنهيها ولن تكون مشوقة …..
    اخي فارس انت طلبت رأينا وقلته لك بصراحة لاتغير النهاية
    مع تحياتي واحتراماتي لكاتبنا الموهوب ……

  10. ممممممممم حلو .. تسلم ايدك يا فارس .. بالنسبة الي زعلت لانو مرتو ماتت بس هالحدث اعطى القصة نوع من الجدية والواقعية ..معليش خليها ميتة .. بعدين كيف راح ترجع تعيش والرصاصة بين عيونها ؟؟ ت ت ت ت وعجبي ههههههههه ..بانتظار الجزء القادم
    شكرا فارس
    فارس شكرا

  11. أشكركم
    واعتذر لتأخري بكتابة الجزء الرابع والأخير لأنى لست بحالة ذهنية صافية
    هذه الأيام تسمح لى بإستكمال الموضوع ، ولكن أتمنى فى القريب العاجل
    أن أنشر لكم الجزء الرابع ..
    تحياتي لكم جميعاً .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *