بقلم أحمد مصطفى الغـر

عندما رفع المرشح الشاب للرئاسة شعار التغيير إستطاع أن يجذب إليه إهتمام الكثيرين ليس فقط فى الداخل الأمريكى لكن فى دول أخرى مختلفة حول العالم ، كانت كلماته براقة فى خطاباته ، و ربما لم يكن في حسبانه أن هذا الشعار كان بمثابة الشرارة الأولى التي أشرقت منها نيران الشمس، فلقد أصاب هذا الشعار الكثير من الامريكيين بالهوس، وامتد تأثيره ليتجاوز البحار حتى طاف كل أرجاء الكرة الأرضية، وأصبح الكثير من الشعوب يتمنى فوز أوباما ذي الأصول الافريقية الذي يحمل التغيير شعارا له.
والان وبعد أن مرّت الكثير من الأيام على وصول هذا الرجل الى كرسي الحكم في أمريكا و دخوله البيت الأبيض، وبعد حصوله على جائزة نوبل للسلام في العام الماضي فقط على نواياه لتحقيق السلام الذى لم يتحقق حتى ألان ، وكأن الجوائز أصبحت تعطى على النوايا والطموحات وليس بناءً على ما يتحقق على أرض الواقع ، صحيح أن قوة أمريكية خاصة استطاعت أن تقتل أسامة بن لادن ، لكن قتل أسامة بن لادن لا يعنى شيئاً هاماً أو مؤثراً خصوصا أن انهم قد قتلوا الجسد ، لكن الفكر ما زال باقياً وتتسع دائرته مع مرور الأيام ، حتى أن القاعدة قد اكتسبت شعبية وجماهيرية نتيجة لتعاطف الكثيرين مع أسامة بعد مقتله ، وإعتبره آخرون شهيداً ، وكان خروج أوباما منتشياً ليعلن هذا الخبر بمثابة ضربة البداية لنهاية شعبيته الخارجية حول العالم .
بركة بوعمامة .. هكذا كما أحب معمر القذافى (نيرون ليبيا) أن يسمى أوباما معتبراً إياه ذى أصول عربية ، أو باراك حسين أوباما .. كما هو اسمه رسمياً ، أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن سياسات الاغتيال والاعتقال في سجون تنتشر في أنحاء العالم ما زالت سياسة رسمية أمريكية تنفذها في معظمها المخابرات المركزية الأمريكية والمتعاونون من الأنظمة الأخرى الموالية للولايات المتحدة. وبالتالي فإن سياسات الإرهاب المنظم التي تتمثل في الاختطاف والاعتقالات وغيرها ما زالت إحدى سياسات الإدارة الأمريكية حتى اليوم ، وجوانتانامو يعد مثالاً واضحاً على ذلك ، فهو لم يغلق حتى ألان ، أيضا لقد وعد أوباما بإيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية يرضي جميع الأطراف، ولم ينس ــ كعادة كل الرؤساء السابقين له ــ أن يؤكد أن أمريكا ملتزمة تماما بأمن إسرائيل وحمايتها من أي خطر أو تهديد ، وتلك المقولة هى ذاتها التى مازال يرددها حتى ألان ، وآخر مرة قالها كانت منذ أيام أمام منظمة إيباك الصهيوينة فى أمريكا.
أيضا مازالت القوات الامريكية مستمرة في عملها في العراق وأفغانستان وذلك حتى تكمل المهمة، ورغم اننا لا نعرف بالضبط ما هي تلك المهمة أو طبيعتها، الا ان نتائجها هي أكثر ما نعرفه جيدا والتي تتلخص في قتل المدنيين وترويع الامنيين وسرقة خيرات تلك البلاد وبث الضعف والوهن في نفوس جيران تلك الدول لضمان بقاء تلك القوات في تلك المناطق ، ألا تذكر حديثه الى العالم الاسلامي الذي ألقاه في جامعة القاهرة، وتحدث عن انتهاج أمريكا لسياسة مختلفة مع الدين الاسلامي، مؤكداً ضرورة احترام جميع الأديان والعقائد، لكن في المقابل تجد جنوده يهدمون المساجد ويمنعون الشعائر الدينية، بل وتمادى الامر في بلاده الى تضييق الخناق أكثر وأكثر على إقامة المساجد وقضايا أخرى مثل النقاب وحرق المصحف الشريف وغيرها، فأين احترام الأديان إذن؟

أنا لا أعتقد أن هناك تغيير بالأساس قد حدث ، لكن ما هو مؤكد أن كثيراً من الكذب قد ساقه أوباما على مسامعنا من خلال خطاباته الرنانة وكلامه المعسول !

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. أنا لا أعتقد أن هناك تغيير بالأساس قد حدث ، لكن ما هو مؤكد أن كثيراً من الكذب قد ساقه أوباما على مسامعنا من خلال خطاباته الرنانة وكلامه المعسول !

    …………………………….
    شكرا اخي احمد على الموضوع وقد اصبت فيما كتبت

  2. ومين قال لكم صدقوه ي
    عني ابقوا مكتوفي الايدي واتركوا الغرب يقرر مصائركم سلمتم فلسطين والعراق والان ليبيا للغرب وباقيين تتفرجوا وانتظروا البركات

  3. من صدق انَِ بوعمامة كان بمقدوره فعل شيء فهو غ:ب:ي و60 الف غ:ب:ي
    الولايات المتحدة الأمريكية يحكمها لــوبي صهيوني هم عبارة عن رجال اعمال و اصحاب بنوك عالمية ,يحركون دمية من الدمى جمهورية كانت او ديموقراطية
    وعلى قولت hayatii استنوا البركات
    ســلامات

  4. اذا اكثر من يعلقون في نورت دافعو عنه وعن كلامه امام IMPC بل حولو حقدهم نحو من يخالفه ويعادي الصهاينة فلا عتب اوباما

  5. امازال لديكم الأمل ان تتغير السياسه الأمريكيه بمجرد ان تبدل لون الرئيس الى الأسمر اخ احمد!! هل بمجرد ان يتغير الرئيس تتغير السياسه الأمريكيه!! لماذا؟؟
    هل نحن بدوله عربيه /عذرا مع ان الدول العربيه رؤسائها لا يتغيرون الا اذا وافتهم المنيه /…
    السياسه الأمريكيه لوحه منحوته بالصخر تقرأ على كل رئيس …لا تتغير ولو بعد الف سنه …
    سياستها داخليا الديموقراطيه لأهلها وخارجيا برجوازيه موزعه لها ولحلفائها …وأمن اسرائيل من اولياتها ..انتهى..

  6. العرب لسانهم طويل و الغرب ايديه طويلة هدا هو الفرق بينهم

  7. مع أحترامى لك أخى أحمد الغر
    أضحك على كل شخص عربى أو مسلم يتوقع فى يوم من الايام ان تتغير السياسه الامريكيه تجاه العرب أو المسلمين !
    نحن بالنسبه لهم مجرد خدم وعبيد وهم الاسياد يقررون من من عملائهم يكون الرئيس ومتى يخرج وبأى طريقه تناسبهم لوضع العميل الثانى مكانه ؟
    السياسه الامريكيه لا يرسمها أوباما ولا غيره من الرؤساء الامريكان لان هناك أناس يخططون خلف الستار والرئيس مجرد أداة تنفيذ أو تستطيع أن تقول مهرج يشغل العالم ؟
    وأكبر دليل كلمة أوباما قبل الاخيره والتى دعا فيها إسرائيل لحدود 67 وبعد أقل من 24 ساعه تغير كل الخطاب السياسى لاوباما وصار يبحث عن اعذار للرجوع للسياسه المفروض إتباعها ؟
    لن تتغير السياسه الامريكيه إذا لم نجبرهم على تغييرها ولن نجبرهم على تغييرها بشلة العملاء الذين يحكمونا الان !

  8. ليش لنمط حالنا ونروح على امريكا لنطالبها بالتغيير
    خلينا نغير واقعنا وقتها منفرض حالنا وشروطنا على امريكا بدون ما نمط حالنا

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *