بقلم حيدر محمد الوائلي

(الحلقة الرابعة)
ولا زلت يا علي صابراً رغم مرارة المحنة ، وطول الهم والحزن …
صابراً والله يحب الصابرين …
ومنك نتعلم الصبر صبراً مراً لنيل الظفر ، وخير الصبر أمرّه … صابراً مظلوماً فأنتصر ، وخير النصر نصر المظلومين على الظالمين …
ولا يتصور أحداً أنه ليس بظالم ، فمن قال أن الظالم هو الحاكم والمسؤول فقط !!
الكل منا مُعرّض أن يكون ظالماً بحكم حاقد على آخرين يظلمهم به ، ظالم أهله وزوجته ، ظالم من يعارضه بالفكر ، ظالم من يتكلم على الآخرين بسوء ، ظالم من لا يرحم من في الأرض إنساناً وحيواناً ونبات ومؤسسات عامة فأستحق سخط وعقاب من في السماء ، ظالم من لا يحترم النظام وحقوق الآخرين …
ظالم نفسه وأسوأ الظلم من يظلم نفسه بفكرة وتصرف وحكم ، فيقودها إلى حتفها ، حقداً وكراهية وغضب وحماقة والإصرار على الخطأ …
لا يتصور أحداً أنه بعيداً أن يكون ظالماً … (وَمَنْ أَظلَمُ مِمَّنِ افترَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهم وَيَقولُ الأشهَادُ هؤلاءِ الذينَ كذبُوا عَلَى رَبهم ألا لَعْنَة اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) 18/هود …

حاربوا علياً (ع) ظلماً وعدواناً بأن أخفوا فضائله التي رواها النبي (ص) بأحاديث صحيحة جاوزت المئات والتي لم يكن لصاحب ولا لمقرب ما نسبته (1%) منها … ولليوم يتهمون من يروي تلك الأحاديث بأنه مغالياً رافضياً صفوياً خارجياً طائفياً …
أخفى محبوه وأنصاره ومواليه فضائله تقية وخوفاً من القتل والسجن والتعذيب على مر التاريخ ولليوم حيث يفجرونهم ويقتلونهم ويتشفون بقتلهم ويتم سجنهم ومصادرة حقوقهم بسبب حبك والموالاة لك يا علي لا غير …
بينما لا يوجد من يقتل ويفجر ويحقد على سيخي يعبد بقرة ، ولا على بوذي يعبد صنم سمين مترهل …!!
طبعاً ليس قصدي سوءاً بهم فلكل دينه وعقيدته (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) ، ولكن قصدي سوء تصرف وطريقة تفكير من يسمون مسلمين مفتين معممين وأصحاب قوفية وخطباء وكتاب ، وكيف يحكمون وكيف يظلمون ، (الا لعنة الله على الظالمين)…
ألذكر فضائل قالها النبي محمد بنفسه نكون كذلك … فبالأحرى أن توجه تلك التهم لشخص النبي محمد (ص) نفسه فهو من قالها وبينها وأكد عليها …
قال الخوارزمي مقدمة كتاب (المناقب) نقلاً عن أحد الفضلاء وأظنه الأمام أحمد بن حنبل أو الأمام الشافعي حيث يقول :
(ما أقول في شخص أخفى أعداؤه فضائله حسداً ، وأخفى أولياؤه فضائله خوفاً وحذراً ، وظهر فيما بين هذين ما طبقت الشرق والغرب) .

كل ذاك وأنت صابراً يا علي على شيءٍ أمرّ من الصبر ، لأن الصبر شجاعة وعقلانية وكرامة …

حاربوا علياً (ع) من أجل الدنيا وزينتها ، وعلي (ع) حاربهم نصرة لله والرسول والعدالة والحق … لذلك خلد التاريخ علياً كأحسن ما يكون ، وفضح التاريخ أعدائه ومن حاربه رغم محاولات من ركبوا الدين بالسياسة ليجملوا ويبرروا لمن حارب علياً بتبريرات منافقة … ولكنهم بائوا بفشل وخسران مبين …

نازعوا علياً وحاربوه من أجل منافع مادية ، ومميزات اجتماعية ، وأحقاد شخصية ولعدالة الأمام علي (ع) الذي ساوى بين الناس جميعاً بينما أراد من حاربه (ولليوم) أن يكون مميزاً في كل شيء فلا يوجد شيء إسمه الناس سواسية …
فدام لعلي الخير كله ، وضاع من أعدائه ومن حاربه الخير كله ، مع الفرق بين الخيران … فخير علي الذكر الحسن والجنة والرضوان وصوت العدالة والحق ، والخير الذي ضاع من أولئك خير دنيا وملذاتها .
واليوم يحاربون من يريد أن يعدل في الناس ويجعلهم سواسية …
يحاربون العدالة والأنصاف والحق والأنسانية ، بأسم الدين ، ولا أعرف أي دين يحارب تلك الأساسيات الأنسانية الربانية ؟!
ذلك هو دين السياسة ، ومن ركب الدين في السياسة فأفسدت السياسة دينه ، ولم يصلح دينه في السياسة شيئاً …
بأسم السياسة والدين قتلوا ، فجروا ، حقدوا ، كرهوا ، زوروا ، كذبوا ، ظلموا … (ألا لعنة الله على الظالمين)
حاشى لله أن يكون في دينه قتلاً ، وتفجيراً ، وحقداً ، وكراهية ، وزور ، وكذب ، وظلم … وإن وُجد ذلك فهو من عند دين الناس لا دين الله … دين السياسة لا دين الله … دين الطائفة لا دين الله …
والله بريء منهم جميعاً ولو قضوا الليل صلاة ، والنهار صياماً ، ولو طالت لحاهم أو قصرت فلا خير في صلاة وصيام ولحى يتبعها أذى …

لذلك حاربوك يا علي فيما مضى واليوم … فقد حاربك فيما مضى أناس عرفوك وعرفوا حقك ومنهم من أحبك ولكن حاربك لشهوة ومنفعة وسياسة …
واليوم يحاربك من يحبك ويدعي نصرك وينقلون أحاديثك على اللسان ومدحك في الكلام ، ولكن من نفوس سوداء مظلمة بظلام الحقد والكراهية والنفاق …

حاربوا علياً في الجمل وصفين والنهروان لأجل دنيا هم يعلمون جيداً أن علي طلقها ثلاثاُ لا رجعة له فيها … واليوم يحاربونه حرباً خفية ، نفسية ، نفاق حقد ، طائفية … ليست لله ولا قربة اليه بل لخلجات نفسية ، ومشتهيات ، وأهواء ، ونزعات دنيوية …
وها هو علي يقول :
ومن لم يرى الدنيا فأني رأيتها … وسيق إلينا عذبها وعذابها
فما هي إلا جيفة مستحيلة … عليها كلاب همهن إجتذابها
فأن تجنبتها كنت سلماً لأهلها … وإن تجتذبها نازعتك كلابها

قيل أن : (الناس أعداء ما جهلوا) … فكلما كلما كان الإنسان جاهلاً فهذا يجعله عدواً لأصحاب العقول الراجحة …
فكيف لا يصبح الإرهابيين والطائفيين وسياسيين وأحزاب وحكام ومسؤولين ومخابرات وعلماء دين من مفتين وباحثين وكتاب وشعب وهم خلق كثير …
كيف لا يتجمع اولئك القوم اليوم جميعاً ويناصرون أقذر خلق الله على الأرض وأشدهم إجراماً من قادة الإرهاب وقادة التفجيرات وقادة البعث ويدعمهم بعض حكام الخليج والعرب ليس حباً بهم بل كرهاً بمن يفجرونهم .
ما فرق أن يسبوك على المنابر ويشنوا حرباً عليك بجملها وصفينها ونهروانها وبين أن يقتلوا من والاك اليوم … أو يحقدوا عليه .

وكذا بمن رفع شعار وإسم علي (ع) عالياً ، وإذا به فاسد مرتشي طائفي إنتهازي سارق … فكلهم سواء !!

يا علي أراك صابراً محتسباً يسبوك من على منابر المسلمين ثمانين عاماً … ولقد عرفت بذلك لعلمك بأن الحال سيؤول لحكام فاسدين ينصرهم شعب فاسد ، فقلت لأصدقائك ومخلصيك (أما السب فسبوني وأما البراءة لا تتبرأوا مني) فقد عرف علياً أن من سيأتي بعده سيلحق القتل والدمار بكل محب لخليفة الأسلام وأمام الزمان علي بن أبي طالب …
قال لهم ذلك ليقينه أن من سيأتي بعده سيشترط على الناس أن يسبوا علياً ومن يمتنع فيقتل رغم كونه مسلماً يشهد أن لا اله ألا الله وأن محمداً رسول الله …

ثمانون عاماً يبتدئ خطيب منبر الإسلام وينهي خطبته بسب علي (ع) وبأمر مباشر صادر من رأس السلطة الأموية يومها (معاوية) الذي إستسلم يوم فتح مكة أكثر من كونه أسلم ، فيسمونه ولليوم أمير المؤمنين وخليفة المسلمين والكتب المزورة والأحاديث المفبركة ونسبتها للرسول و(كعب الأحبار اليهودي ومجاهد) جاهزين لكل ما يشتهيه الخليفة ويريد …

ثمانون عاماً وخليفة أموي يسلم عرشه لأخر ، وبدعة سب علي (ع) سارية المفعول حتى أوقفها العادل عمر بن عبد العزيز ، وما إن توفى حتى يعيدها من جاء بعده وسموه (محي السنة ومميت البدعة) لأنه أحيا سنة سب علي (ع) من جديد !!

يسبوك يا علي على منابر المسلمين وأنت الذي لولاك لما صار للمسلمين منابر يخطبون عليها ، بل لما كان هنالك مسلمين أصلاً ، وهاهو النبي محمد (ص) يوم الخندق يصيح : (يا رب إن شئت أن تعبد أو لا تشاء) ، فعمر بن ود قد أخرس الحشود وبلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا كما وصفهم القران بسورة الأحزاب حيث شكوا بالله يومها !! ، فسدد أيمانهم وقواه وثبت دعائم الدين علياً (ع) بضربة منه عدلت عبادة الثقلين .
وهذا النبي (ص) يقول : (لم يستقم الدين إلا بثلاث : أموال خديجة ونصرة أبي طالب وسيف علي)
ثمانون عاماً يسبوك على المنابر ولم يحرك أحداً ساكناً يومها ، ولليوم رغم أنهم يكفرون ويفسقون كل من يسب صحابياً ويطعنوا بأسلام كل من يسب صحابياً للرسول ولو كان صحابياً وثق التاريخ عليه معالم فسق وظلم وتجاوز على الأسلام والله والرسول ، فبالرغم من ذاك يعدوه تاريخياً ولليوم (صحابياً) ومن إنتقده فاسقاً بل خارجاً على الأسلام …
ولكن مع (علي) فالأمر مختلف !! فبالرغم من أن علي هو الصحابي الوحيد الذي مدحه الرسول وبين فضله بعشرات العشرات من الأحاديث الصحيحة … فلم يشفع ذلك لعلي بشيء فقدره أن يبقى صابراً محتسباً …
ولكن مع من سب علي فقد أفتى علماء الأسلام تاريخياً ولليوم بأن معاوية إجتهد فأخطأ كأبنه يزيد الذي قتل سيد شباب أهل الجنة (الحسين) ، ومن إجتهد وأصاب فله حظان من الثواب ومن إجتهد وأخطأ فله حظ واحد من الثواب …
أي أن لمعاوية له ثواب في سب علي سيدخله هذا الثواب لجنة … ومن يلعن معاوية ففي النار !!
يا أبا الحسن أراك صابراً ترى إبنك الحسن يقتله معاوية بالسم في العسل عن طريق زوجته جعدة ويقول (أن لله جنود من عسل) !!
أولم يكن الحسن صحابياً وسيد شباب أهل الجنة بنص حديث الرسول ؟!!
وقد أوصى الأمام الحسن (ع) وهو الخليفة الخامس بأن يتم دفنه قرب جده الرسول محمد (ص) فرشقوا نعشه بالسهام حتى صار النعش كالقنفذ ، وحدثت موقعة شهيرة طردوا على أثرها جثمان الأمام الحسن (ع) ليدفن في البقيع !!
لم يحترموا حتى وصية الميت …!!

يا أبا الحسين أراك ترى يزيد (رضي الله عنه) يقتل الحسين (رضي الله عنه) ولا أعرف كيف يرضى الله عن الأثنين معاً !! القاتل والمقتول !!
أراك ترى الحسين (ع) يقتلونه تقتيلاً ويقطعونه تقطيعاً ويطوفون برأسه وروؤس أنصاره وعائلة البقية من ال علي وفاطمة وأنصارهم في المدن والقرى وتركوا أجسامهم عارية بكربلاء العراق بلا غسل ولا كفن وبلا أي واجب من واجبات الأسلام الواجب فعلها عند موت أي إنسان .
نالوا لذلك حظاً واحد من الثواب لأنهم أفتوا وأخطئوا !!
أي أن الصحابي معاوية سيدخل الجنة لحربه الصحابي علي بن أبي طالب ولقتله إبنه الصحابي وسيد شباب أهل الجنة الحسن بن علي …!! ويزيد التابعي سيدخل الجنة لقتله الصحابي وسيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي …!!

وهاهي فاطمة (ع) توصيك يا علي (ع) أن تدفنها ليلاً وأن تخفي مكان قبرها …
ولليوم لا يعرف أحد أين قبر فاطمة التي ماتت غاضبة والنبي يقول فيها أن الله يرضى لرضاها ويغضب لغضبها …
تعال يا رسول الله (ص) لتراها مدفونة بليل وبسر كما أوصت بغضب على ذلك … ولا يعرف أحد ولليوم أين مكان قبر فاطمة !!
أم المؤمنين خديجة (ع) زوجة النبي التي ماتت بحصار مكة لها قبر معروف ويزار رغم تهديمه من قبل علماء وسلطات المملكة السعودية قبل بضع سنوات قليلة … ولكن لها قبر موجود !!
وأما سيدة نساء العالمين فلا أحد يعرف أين قبرها ولليوم …
ربما أرادتنا فاطمة (ع) أن نتساءل … لماذا ؟!!
لماذا لا قبر لها ؟!!
لماذا ماتت غاضبة ؟!!
( يتبعها قريباً الحلقة الخامسة والأخيرة)

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫13 تعليق

  1. شكرا حيدر موضوع رائع رائع رائع.
    ………………………………….
    ……………………………………..

  2. لحبيبة غير دايز كي دايرة توحشتك أنا بدلت سميتي ex- nomidia إلى توناروز و معناها الأمل. صباحك مبروك أزين.

  3. يسبوك يا علي على منابر المسلمين وأنت الذي لولاك لما صار للمسلمين منابر يخطبون عليها ، بل لما كان هنالك مسلمين أصلاً ، وهاهو النبي محمد (ص) يوم الخندق يصيح : (يا رب إن شئت أن تعبد أو لا تشاء)
    ******************************************
    نعم معاوية ظلم اهل بيت النبي وكان فاجرا ولكن لا تقول لولا سيدنا علي عليه السلام ما كان بقى مسلمين وزدت واوهمت القارئ بان سيدنا محمد عليه افضل صلوات ربي كان خائفا وشكك بالله
    عليك ان تعلم ان الرسول كان اشجع قومه بمن فيهم سيدنا علي وكان رسولنا
    الكريم اشد الناس ايمانا بمن فيهم سيدنا علي ومن يشكك بصدق ايمان الرسول يكون يشكك بالدين ومن يشكك بالدين يخرج من الاسلام ومن يريد الرجوع الى الاسلام عليه ان ينطق بالشهادتين

  4. بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    وبعد:
    خرافة من خرافات المهاجر عبد الحميد تقول :
    إن سورة ( المؤمنون ) قرأها علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما نزل من بطن أمه وقبل أن تنزل على سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه !!
    وأن السيدة فاطمة بنت أسد أتت به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقرأ السورة!!
    والتاريخ يقول إن سيدنا علي رضي الله عنه ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعشر سنين!
    فيكون سيدنا علي بذلك قد دخلت الإسلام وأنزل عليه القرآن قبل أن يبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برسالة الإسلام وقبل أن ينزل عليه أول نجم من القرآن!!
    فهل يقول بهذا عاقل؟!

  5. بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
    وبعد:
    خ راف ة من خ را ف ا ت المهاجر عبد الحميد تقول :
    إن سورة ( المؤمنون ) قرأها علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما نزل من بطن أمه وقبل أن تنزل على سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه !!
    وأن السيدة فاطمة بنت أسد أتت به النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقرأ السورة!!
    والتاريخ يقول إن سيدنا علي رضي الله عنه ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعشر سنين!
    فيكون سيدنا علي بذلك قد دخلت الإسلام وأنزل عليه القرآن قبل أن يبلغ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برسالة الإسلام وقبل أن ينزل عليه أول نجم من القرآن!!
    فهل يقول بهذا عاقل؟!

  6. الموت لحسن نصرالله
    الموت لحزب الله
    الموت لدولة الفقيه

  7. اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد .
    شكرا أخ الوائلى على الموضوع القيم !
    بالنسبه لسؤالك لماذا طلبت السيده فاطمة الزهراء دفنها بالليل وإخفاء قبرها على الرغم من أن دفن الميت بالليل أو بعد الغروب مكروه !
    فهذا السؤال أترك إجابته للمطبلين فى الفتنه الطائفيه لعل وعسى يفيدونا بهذا الجواب ؟

  8. وفي الصحيحين أنها رضي الله عنها لما توفيت دفنها زوجها عليّ ليلا ، ولم يُؤذِن بها أبا بكر ، وصلّى عليها ، وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة ، فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته .
    فهذا يدل على أن علياً رضي الله عنه هو الذي دَفَنها ليلاً ، ولم توصِ هي رضي الله عنها بشيء ، لا من جهة دفنها إلى جوار أبيها ولا من جهة دفنها ليلاً .
    وقد تكون وفاتها في آخر النهار أو في الليل فكرِه عليّ أن يؤذِن أبا بكر ، كما كرِه الصحابة أن يُؤذِنوا النبي صلى الله عليه وسلم في موت الذي كان يقمّ المسجد .
    وقد يكون ذلك لما وقع أول الأمر من خلاف حول ما تَرَكه النبي صلى الله عليه وسلم ، إلا أن هذه الرواية تدل على رجوع عليّ رضي الله عنه ومُبايعته لأبي بكر بعد وفاة فاطمة رضي الله عنها
    ونحن لا ندّعي العصمة لأحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم ، فكلٌّ يؤخذ من قوله ويُترك .
    ومما يَردّ على هذا الرافضي من أن فاطمة لم تُقبَر إلى جوار أبيها صلى الله عليه وسلم ، أن أبا بكر لم يَعلَم أصلاً بوفاتها ، وأن علياً دَفَنها بليل .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *