بقلم : الكاتبة أمل جمال النيلي

يتوسط القرص الذهبي سماء قريتنا الصغيرة، مسدلاً ستائره علينا بلون يميل لاحمرار، الصمت يخيم علي الأجواء ، لا صوت سوي زقزقت عصافير مازالت تري النور لأول مرة ، تغرد بصوتها الصافي معلنه عن مجيئها .
الورود تفوح بعطرها علي الأجواء ، والفراشات تتنقل بينما تشتم عبيرها ، الهدوء سيد الموقف ، يتخلله صوت صفير الريح .
فجأة من بعيد سمعت صوت ، صوت ضحكات بنت وصبي صغار لم يتراوح أعمارهم السابعة، يتبادلوا اللعب بكرة حمراء صغيرة .
يمرحوا في سعادة لم يحملوا عبء الحياة بعد ، الحياة عندهم لعب وأكل الحلو ، يشاهدوا الكرتون ويناموا في أحضان أمهاتهم في المساء.
فجأة وبينما كانوا يلعب سقطت جارحه قدمها،أسرع نحوها وعينه تملأها الخوف، يمسك الجرح وهو مقطب الجبين .
ساعدها علي النهوض ، وعيونه متر تعشه متذبذبة ، تتبادل النظر لعيناها والجرح ، وقفت وحينما رآها تسير عاد الابتسامة لعينه علي الرغم من الألم ، سلبت أمها ابتسامته حينما طلبت صعدها، صعدت وتركته عيونه معلقة علي الشرفة .
ذكرتني عيونه بنفسي أنا ورامي، ذات يوم بينما كنا نركب الدراجة فجأة سقطت وجرحت قدمي ، حملني يومها للمنزل وهو يبكي ، رأيت نفس الخوف في عين الصبي .
كنا نلهو معاَ ونتشارك أوقات الحزن والفرح، لا نفترق عن بعضنا البعض، لم اتخذت قرار بمفردي قط، حتى أصدقائي لم أنكن أخرجي لألهو معهم بمفردي، كنا معاً باستمرار، حياتنا واحدة .
رغم دراستي في كلية التربية، ورامي في كلية الهندسة، إلا أننا لم نكن نذهب للجامعة إلا معا ً ، رغم كونه يكبرني عامان، لكن العمر لم يكن عائق أمام صداقتنا.
أري فيه فارس أحلامي الذي أتمنه ألقي ، رامي أماني في هذه الحياة ، عيونه تعطيني الأمل ، مملوءة بالحياة ، وشفتاها لا تغادرها البسمة ، ويدها لا تتركني وقت الحاجة .
لم يعرف قلبي الخوف وأنا معه ، من لا يعرفنا يفكرنا عاشق ومعشوق ، لكن الحقيقة رامي لم يكن ابن عمي فقط ، وإنما أخي الذي أعتمد عليه .
ذات يوم سافر برحلة مع أصدقاءه ولم يأخذني ، لم يعرف قلبي الراحة يومها ، لم أترك الهاتف من يدي ، كل نصف ساعة مكالمة لأطمئن عليه .
لم يكن الأمر مبالغ فيه من ناحيتي فقط ، فعندما مرضت وأجرت عملية الزائدة الدودية رفض الذهاب لبيتهم ، وظل نائم عندنا في البيت ، جالس في الصالة أمام باب غرفتي ، كان عمري وقتها سادسة عشر عام ، لم يرحل سوي حينما أطمئن علي وأصبحت بخير .
كل فتاة كانت تحلم بشريك حياتها ، أما نحن كنا نبحث عن شريك للأخر ، وكلما وجدنا شريك نعرضه علي بعضنا ، لكن كان دائما ً ينقصه شيء مهم .
لم نكن نبحث عن الشكل ، أنما نبحث عن شريك نجد معه الأمان والأمل ، السعادة والرضا ، الحيوية والاستقرار ، نبحث عن شريك يكون طوق النجاة وقت الحاجة إليه ، ليس أناني ولا حقود .
هكذا كانت أيامنا ، كالأطفال نعيش حياتنا ، لا نحمل عبء الغد ، لا نحلم سوي عبء أحلامنا .
الأيام تمر كالمعتاد ، نسعى وراء أحلامنا ، ولقاءات العائلية لا تنقطع ، وفي أحد اللقاءات المعتادة ، كنا أنا ورامي نتسوق بعض الملابس ، وصلنا لنجد بيت عمي عندنا ، سلمنا علي الجميع وجلسنا .
كانوا يتناولوا قدح من الشاي الساخن ، وبهدوء شديدة بدأ عمي “مراد ” الكلام :
ـ لما تأخرتم ننتظركم منذ ساعة ؟ .
فقلت :
الزحام هو السبب .. المحلات ممتلأه .. بالكاد انتهينا معا ً .
فقالت أمي :
ـ ولما لم تنفصلوا لتقصروا الوقت ؟ .
فقال رامي :
ـ وأترك هذه العروس بمفردها ليغازلها الشباب مستحيل .
فقال عمي :
ـ رامي عنده حق .. أميرة عروس لا تترك .. لذا طلبت يدها لك .. وعمك وافق و سيتم الزفاف بعد ثلاث أسابيع .
فقال رامي :
ـ ماذا ؟.
يوم لم يكن في الحسبان ،أتي ليعكر حياتنا ويقلبها علي عاقبيها .

………………………….

انتظروا الأحداث القادمة

[email protected]

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. لا اوافق
    ابعثي لنا باقي الاحداث
    مش قادرة انام
    فكرتني القصة في قصص عبير كلها رومانسية يا سلام
    انا ممكن اتخيل الباقي
    حب زواج نعاسة طلاق ثم حب
    للتصحيح

    ==
    زقزقة مش زقزقت
    اوكي

  2. يا جماعة الخير لكل صلاة آذان !!!
    مع إحترامى لصاحب الموضوع إحنا وين والحب وين ؟

  3. hasna في كانون أول 4, 2011 |
    لا اوافق
    ابعثي لنا باقي الاحداث
    مش قادرة انام
    فكرتني القصة في قصص عبير كلها رومانسية يا سلام
    انا ممكن اتخيل الباقي
    حب زواج نعاسة طلاق ثم حب
    ——————————————
    copy

  4. جـــرافــــة ما هذا الكلام يا حكيم المغارة ؟؟؟؟ مش مقبول منك بتاتا، يمكن السهر أثر عليك وصرت تحكي مثل ” حياتي” حرامات ماتزال تبحث عن ترامبل دربها
    —————-
    فيـــــــــــوز بونجور سافا؟
    كيف الويكند عندك؟ انا ماشفت الشمس برّا معتكفة من يوم الجمعة المسا عندي شغل لازم يخلص اليوم بالليل، الله يكون بعوننا احنا المكافحات
    اذا كنت موجودة الان جاوبيني ابعث لك ايميلي
    بيزو بيلاّ

  5. سوزي سوزي
    صباحك أو مسائك أو عشيتك فلّ كيفك يا قمرة نورت؟
    شنو صاير لكم انت وجرافة و فيوز وميرو ليش هذا الاحباط وكسر المعنويات، يعني إذا غزال لي هو غزال وقع في غرام دجــــــاجة قال وشنو “من الضروري أن تقبله قبلة قبل النوم”ههههههههه قكيف أنت يا شاعرة نورت تتتحسري على الحب؟

  6. يا جماعة الحب موجود حتى ولم يقتنع البعض مهما اختلف الزمن والمكان

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *