بقلم / أحمد مصطفى الغـر

اعتاد أن يسير وحيدا بدون حراسة فى المساء ليختلى بنفسه فى اى مكان هادئ ليستريح ويصفو ذهنه كى يستطيع التفكير فى مشاكل و شئون من يهتم بهم ، وفى مساء احد الايام كان يسير بجانب احد معسكرات الجيش ولم يتعرف عليه احد فى الظلام خاصة وقد رفع ياقة المعطف وانزل قبعته لاسفل ، وقف يراقب مجموعة من الجنود يبنون متراساً من الخشب , وكانوا يكافحون لرفع جذع ثقيل من الخشب بينما وقف الضابط المشرف عليهم فى احد الجوانب ملقيا عليهم الاوامر:”هيا هيا .. ارفعوه الان معا…” ، كان الجنود يلهثون من وطأة المجهود وكلما يرفعون الجذع يسقط منهم , فكان الضابط يصرخ فيهم ليعيدوا المحاولة ، و عندما رأى أمامه هذا المشهد فتقدم مساعدا الجنود بكل قوته , حتى تم وضع الجذع ثم التفت للضابط المشرف ، و سأله: “لماذا لاتساعد جنودك؟” ، فأجاب الضابط :”لاننى ضابط” ، فكشف عن نفسه وقال”وانا القائد العام للقوات المسلحة ، و حينما تجد فى المرة القادمة جذعا ثقيلا على جنودك استدعنى كى أساعدهم ” ــ لقد كان هذا الشخص هو : جورج واشنطن ..الرئيس الأول للولايات المتحدة !

فى ظهر يوم السبت الموافق السادس من شهر سبتمبر عام 1999 ، و بينما يسير فى موكب مهيب ، يتقدمه الكثير من سيارات الحراسة و التشريفات ، إذا بمواطن يقترب من سيارته كى يوصل له شكواه بعد أن ضاقت أمامه السبل ، فقام حراسه بتصفية هذا المواطن فصار جثة هامدة ، و رددت الأبواق الاعلامية المنافقة المملوكة للدولة حينها أن المواطن كان يحاول إغتيال فخامة الرئيس وأنه كان يحمل فى يده مطواة ، و البعض زعم أنها زجاجة ماء نار ، وادعى غيرهم ان دوافع سياسية كانت هى التى تحركه ، لكن الحقائق كانت أنه مواطن بسيط لم لم يكن إنساناً خطيراً أو له ملف سوابق سواء جنائية أو سياسية فى أرشيف المباحث ، قال بعض المطلعين على كواليس الواقعة حينها أن هناك دماء تناثرت على بذلة فخامة الرئيس ، فأسرعوا بإحضار بذلة أخرى ، وقد تطوع أحد رجاله بإعطاؤه “كرافتته” و قد أحالت وزارة الداخلية 14 ضابطاً الى المحاكمة التأديبية بتهم الاهمال و التقصير ، لقد كان هذا الرئيس هو : محمد حسنى مبارك ــ الرئيس السابق لجمهورية مصر العربية والذى حكمها لأكثر من ثلاثين عاماً متواصلة ! ، وقد خلعه الشعب من منصبه رغم إصراره على البقاء فيه حتى توافيه المنية ، كما أنه كان يخطط لتوريث نجله “جمال” الحكم من بعده !

لا أعتقد أنه يمكننى أن أضيف أى كلمات أخرى ، إذن فقد إنتهى المقال !

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. نعم أنتهى المقال، وأنتهت ريادة مصر الثقافية والسياسية والإقتصادية، لانها كانت على مدار 30 سنة إقطاعية لمن لايملكها.
    وبسبب كرفتته ماتت مصر وهى فى عز شبابها.
    بس كان نفسى ماتذكرش الاسم، كنت سيبنا نخمنه لان البطل واحد فقط ومعروف، وياخوووفى يطلع براءة قريب.

    1. حاضر .. اختى فاتى

      فقط ..هى مشكلة الوقت … لكن ان شاء الله سأفعل ما طلبتيه ،، و سيكون لى صفحة بها كل ما اكتبه على نورت

  2. ودى قصة أخرى من قصص الماضى القريب، لكن المرة دى بطلها ماكنش ارهابى يريد قتل فخامة الرئيس… بطلها جعلوه مريض نفسياً لانه قتل…

    ” أنا لا أخشى الموت .. ولا أرهبه .. أنه قضاء الله وقدره .. لكنى أخشى أن يكون بالحكم الذى سوف يصدر ضدى آثار سيئة على زملائى، تصيبهم الخوف وتقتل فيهم وطنيتهم” كانت هذه آخر الكلمات التى وجهها سليمان خاطر المجند المصرى أثناء محاكمته فى 28 ديسمبر 1985، بعد 84 يوما من الحادث الذى جعل سليمان محمد عبد الحميد خاطر – الشاب الشرقاوى – ذو الـ 24 عاما محط أنظار المصريين ووسائل الإعلام.

    لم يعش كثيرا ليسمع الأصوات الممجدة له ولم ينتظر ليشهد حلم حياته برحيل العدو عن تراب وطنه، فمع صباح يوم 7 يناير 1986 فارقت روح سليمان بلده وتحررت من سجنه ذاهبا إلى ربه، فاتحا مسارا جديدا للخلاف بين وصفه بشهيد ومريض نفسى انتحر.

    سليمان محمد عبد الحميد خاطر.. من مواليد عام 1961 قرية أكياد في محافظة الشرقية ، و هو الأخير من خمسة أبناء في أسرة بسيطة أنجبت ولدين وبنتين قبل سليمان، شهد في طفولته آثار قصف القوات الإسرائيلية لمدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة في 8 أبريل سنة 1970.

    وكات قد قامت حينها القوات الجوية الإسرائيلية باستخدام طائرات الفانتوم الأمريكية بنسف المدرسة مخلفين 30 قتيلا من الأطفال، في حينها كان سليمان خاطر يبلغ التاسعة من عمره، “جري بسرعة لمشاهدة ما حدث وعاد مذهولا مما رأي”.

    بدأت القصة عندما التحق سليمان بالخدمة العسكرية الإجبارية، وكان مجند في وزارة الداخلية بقوات الأمن المركزي، وخلال مناوبتة الليلية فى رأس برجة بجنوب سيناء، حيث كان يقضى خدمته العسكرية، وفى الظلام شاهد المجند 7 من الإسرائيليين الذين يقتربون من الحدود، صاعدين الهضبة التى تعد موقعا عسكريا تضم أسلحة الجيش المصرى، كان الإسرائيليون يرتدون ملابس سياح، وبصوت مسموع نادى “ممنوع المرور” لم يستجيبوا ” no passing” استمروا فى الصعود، أطلق رصاصاته فى الهواء لم يهتموا، فأطلق عليهم الرصاص.

    سلم سليمان خاطر نفسه بعد الحادث، و صدر قرار جمهوري بموجب قانون الطوارئ بتحويل الشاب إلى محاكمة عسكرية، فطعن محامي سليمان في القرار الجمهوري وطلب محاكمته أمام قاضيه الطبيعي، وتم رفض الطعن.

    ووصفته الصحف الموالية للنظام فى ذلك الوقت، وقادت صحف المعارضة حملة من أجل تحويله إلى محكمة الجنايات بدلاً من المحكمة العسكرية، وأقيمت مؤتمرات وندوات وقدمت بيانات والتماسات إلى رئيس الجمهورية ولكن لم يتم الاستجابة لها.

    سليمان الذى شاهد بعينيه أطفالا تقصفهم الطائرات الإسرائيلية فى أبشع جرائمها بمدرسة بحر البقر ولم يكن تجاوز 9 سنوات، رآهم وعاد مفزوعا، جاء التقرير النفسي الذي صدر بعد فحص سليمان بعد الحادث أن سليمان “مختل نوعًا ما ” والسبب أن “الظلام كان يحول مخاوفه إلي أشكال أسطورية خرافية مرعبة تجعله يقفز من الفراش في فزع، وكان الظلام يجعله يتصور أن الأشباح تعيش في قاع الترعة وأنها تخبط الماء بقوة في الليل وهي في طريقها إليه”، بناء على رأي أطباء وضباط وقضاة الحكومة، عوقب سليمان لأنهم أثبتوا أن الأشباح التي تخيفه في الظلام اسمها “صهيونية”.

    بعد أن تمت محاكمة سليمان خاطر عسكريا، صدر الحكم عليه في 28 ديسمبر عام 1985 بالأشغال الشاقة المؤبدة لمدة 25 عامًا، وتم ترحيله إلى السجن الحربي بمدينة نصر بالقاهرة، و بعد أن صدر الحكم علي خاطر نقل إلى السجن ومنه إلى مستشفى السجن بدعوى معالجته من البلهارسيا، وهناك وفي اليوم التاسع لحبسه، وتحديداً في 7 يناير 1986 أعلنت الإذاعة ونشرت الصحف خبر انتحار الجندي سليمان خاطر في ظروف غامضة.

    وأكد عزازى محمد عزازى الكاتب المصرى، فى الفيديو الذى سجلته معه قناة الجزيرة، أن سليمان الذى ربطته به علاقة صداقة لم يكن من المناهضين لاتفاقية كامب ديفيد، بل كان يحلم ألا تقدم مصر أى تنازلات، مؤكدا أن قربه من الحدود الإسرائيلية جعله يرى ما لم يدركه من قبل.

    انتحر سليمان على حد قول الطب الشرعى والصحف القومية التى اختلفت فى هذا الوقت على أداة انتحاره، ما بين ملاءة السرير وقطعة قماش تستخدمها الصاعقة، وفجر رفض الحكومة لإعادة تشريح جثته بناء على طلب أسرته المظاهرات فى الجامعات المصرية، ليصفوا سليمان حتى الآن بالشهيد المصرى.

    وكتب سليمان فى زنزانته قبل استشهاده رسالة ” أضمك وجرحي بينزف قُبل..برغم اللي خانوا ورغم اللي هانوا..ورغم اللي كانوا” في غاية الخجل” .. أضمك وحتما يدور العجل..بكل الأراضي ..اللي خُضرة وحبل .. مادام لسى بغزل .. حروف الغزل .. وبنقش غرامي قصيدة و كلامي بينقش أسامي .. بحجم الدبل .. ح اضُمّك وبحلم بحضنك وبيت.. أنا اللي بليلك و”طَميِك” ** حييت .. وضيعت عمري وما كنت أدري .. ولو كنت أدري مكنتش بقيت .. على أي صهيوني أول ما جيت “.

    ” حسنى مبارك والمشير أبو غزالة مش هيسبونى ياما” كانت أخر كلمة وجهها سليمان لوالدته، لكنه لا يعلم أنه من باع وطنه من الممكن أن يبيع من يضحى بحياته لإنقاذ وطنه.

  3. والله يا مصر انك لكبيرة وام حنون رغم ان التراب قد علا وجهك الجميل واصفر من الجوع ….في القلب يا مصر

  4. وانا مع فاتي كان الافضل تتركنا نحذر اخي احمد من بطل القصة التانية لانو قبل ماتذكر الاسم قلت بنفسي اكيد بطل القصة التانية حافظ الاسد
    اخي احمد الحمد لله ان لامبارك عزلته ارادة الشعب والحمد لله ان الشعب المصري مازال صامدا امام كل المخططات التي تسعى لاهثة للنيل من نصره وثورته
    وهذه المخططات والمؤامرات ستسقطها ارادة الشعب التي اسقطت الطاغية وزرعت فينا الامل بأن مهما طال الزمان على الطغاة سيأتي يوم يسقطون به والشعب امام خيار اما ان يكون سقوط ديكتاتورهم بارادتهم او ان يكون سقوطه خارج عن ارادتهم ونيالو الشعب اللي اختار ان يسقط طاغيته بارادته
    لانه شعب يستحق ان يحترم ويستحق ان يكون ابناء ام الدنيا

  5. الى نورت : هل يمكن نشر مقالاتى فى باب (( أراء)) أم ان هذا غير ممكن ؟؟

  6. هذا الفرق بين حاكم يبني دولة وحاكم يحتلها ويحولها لإقطاعية
    لا فرق بين الاحتلال وبين حكامنا العرب ولا استثني منهم أحد الحمد لله أن شعوبنا استيقظت وبدأت بإسقاطهم الواحد تلو الأخر
    اللهم كما أفرحت وأثلجت قلوب المصريين بسقوط هذا الطاغية أفرح وأثلج قلوب أهلنا في سوريا واليمن بإسقاط طغاتهم واحمي بلادنا من الفتن والتقسيم ووحد قلوب أبنائها
    شكرا أخ أحمد كتاباتك رائعة دوما

  7. هذا المقال قد يكون مقالى الأخير هنا .. فى باب : بقلم أصدقاء نورت

    حيث ستنشر المقالات القادمة من ألان فصاعداً فى باب : أراء

    كل الشكر للأصدقاء الذين يتحفوننى بأرائهم وتعليقاتهم ، و أشكرهم على قراءة ما أكتبه ، وأشكرإدارة نورت كذلك

    تقبلوا تحياتى …

    ــ أحمد

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *