مؤامرة… مؤامرة

مرسلة من صديق نورت سمير

في أحدى تغطيات تلفزيون الجزيرة لمسلسل أبادة الشعب السوري , استضافت القناة كعادتها أحد منظري النظام السوري من دمشق و سألوه عما الذي يجري في سوريا فأجابهم المفكر السوري الفذ بما لقنه له قادته و صرخ بكل ثقة: “أنها مؤامرة” ثم عاد يردد بين كل كلمة و أخرى “مؤامرة… مؤامرة” و هنا سأله المحاور من قطر: “دائما ما تتحدثون عن مؤامرة و لكن لماذا لا تقولون من هي هذه الأطراف المتورطة في تلك المؤامرة؟” تلعثم البعثي قليلا فقد أربكه هذا السؤال فقد قالوا له أنها مؤامرة و لكن لم يذكروا له من هي تلك الأطراف ثم تذكر فجأة أنه شاهد على التلفزيون السوري الرسمي شبابا قالوا أن نائبا من تيار المستقبل اللبناني قد جندهم, فصاح مبتهجا: “أنا أقول لك, أنه سعد الحريري و جماعته في لبنان بالأضافة الى أطراف أقليمية و دولية”.

يحسب من شاهد هذا الحوار أن سعد الحريري يقود حربا عالمية ضد نظام الممانعة والتصدي و الصمود, الذي قال أحد أركانه أن استقراره من استقرار اسرائيل, و لكأن الأنظمة العربية كالسعودية و غيرها أو الجهات الدولية كالولايات المتحدة و الأتحاد الأوروبي أو حتي اسرائيل ترغب في زوال نظام الأسد.

و هنا يطرح السؤال لماذا لم تبادر أي من هذه الجهات المتأمرة على نظام عائلة الأسد, حسب زعمهم طبعا و بعد مرور أكثر من شهرين على انظلاق الثورة السورية, أي خطوات جدية للأطاحة بحكم بشار الأسد فحتى تاريخه لم تطلب الأدارة الأمريكية بشار الأسد بالتنحي و لم تتخذ ضده أي عقوبات جدية بل أنهم ما زالو يطالبونه بالأصلاح بينما يستمر هو في ذبح أبناء شعبه و اعتقال شبابهم.

لماذا بادر أوباما الى الطلب من حليفه, الصهيوني مبارك كما يسميه بعض الأسرائيليين, التنحي فورا و لم يفعل ذلك مع الأسد؟ لا أريد الأجابة على هذا السؤال فاللبيب من الأشارة يفهم.

نعم أن النظام السوري صادق أنها مؤامرة و مؤامرة كبيرة جدأ يتورط فيها كل العرب و المجتمع الدولي و لكنها ليست مؤامرة ضد هذا النظام المجرم بل هم جميعا متأمرون مع الأسد على الشعب السوري المسكين الذي يذبح و ينكل به دون أن يهب أي أحد لنجدته.