بقلم أحمد الحباسى:

أعاد خبر مقتل المواطنة السورية ” روكسان” الحديث عما يسمى جزافا بجرائم الشرف في الدول العربية ، طبعا السلطة الذكورية في المجتمعات العربية هي من اختلقت مثل هذه المعركة الفاشلة لمحو العار ، بدعوى أن الشرف لا يسترجع في عيون هؤلاء إلا بإراقة الدماء مجددا ، هذه السلطة الذكورية الظلامية هي من افتعلت هذه ” الخرافة” المتمثلة في القتل لمحو العار و أن العار يضمحل تماما في الهواء بمجرد اغتيال و قتل المرأة المغتصبة ( بفتح ص ) ، هؤلاء يريدون تحميل المرأة العربية مسؤولية الجمال الذي أودعه الخالق فيها و مسؤولية الكبت الذي أودعه الشيطان في بعض الشواذ والمكبوتين جنسيا و مسؤولية سقوط دور الأخلاق في أذهان المواطنين العرب ، المؤسسة الدينية التكفيرية التي تؤسس للإرهاب و لفكر الإرهاب هي من أسست في قلوب البعض مثل هذا التصرف الجاهلي الأحمق في سياق خطابها المريض حول العفة و إباحة القتل من باب الدفاع عن العفة المهدورة من هؤلاء الذين دفعتهم هذه المؤسسة القذرة إلى مثل هذه الأفعال الإجرامية .

الشهيدة المعتدى عليها على يد أقرب الناس إليها لم تفقد شرفها كما يظن هؤلاء المتمردون على الإسلام و الشريعة ، بل أن هذه المنظومة النجسة التي تحرشت بها و تعدت عليها بقوة الذراع و تحت التهديد هي من فقدت شرفها و عذريتها ، أيضا من فقد عذريته الأخلاقية هو خطاب المؤسسة الدينية الذي حلل جهاد النكاح و جعل من المرأة مجرد مناسبة عابرة للمتعة ، المسئول عن هذه الجريمة هو هذا الأب الفاقد للتمييز الديني الذي كبلته الأقاويل و المزاعم و الترهات ليجد نفسه في لحظة معينة قادرا على ذبح ابنته و فلذة كبدته ليزيد من بشاعة الجريمة و يسيء لابنته بنفس المقدار الآثم لذي أساء به المجرمون إليها ، هؤلاء اغتصبوا عزتها و هذا الأب اغتصب حقها في الحياة ، فعلى من نلقى اللوم و قد اختلطت كل الموازين و المفاهيم ، هل ندين هذه الحرب ” الدينية” الآثمة التي شرعت للإرهاب المتوحش القيام بكل المعاصي و الآثام ، أم ندين كل هذه العادات القبيحة المتوارثة التي حملت الضحية مسؤولية فعل الجلاد أم ندين هذا النظام التعليمي الفاسد الذي لم يقدر على رفع الجهل على قلوب متحجرة .

قصة الشهيدة ” روكسان” عينة من عينات مفزعة كثيرة ، فموضوع جرائم الشرف يحتاج إلى دراسة و إلى تحديد المسؤوليات بدقة و إلى كثير من الوعي الجماعي للشعوب العربية ، فالشهيدة قد تعرضت لمأساة كاملة لكنها تحاملت على نفسها لتغادر سوريا بحثا عن مداراة الفضيحة و إيجاد فرصة جديدة للحياة بعيدا عنها ، تركت عذريتها و ذاكرتها و جسدها لهؤلاء الوحوش و حملت معها إيمانها بأن الرحيل بعيدا قادر على أن يخلصها من تجربتها المرة ، تركت البنت “روكسان” وراءها كل التفاصيل الحلوة و المؤلمة و ذهبت بعيدا عن مكان الفضيحة آلاف الكيلومترات ، لكن الوحش الكاسر داخل الإنس
ان كان بجانبها و كان أقرب الناس إليها و كان يخطط لقتلها تماما كما فعل الوحوش بعفتها ، كان لديها إحساس كأي فتاة بأنها في خطر و أن هروبها لن ينفع و أن هناك من يترصدها و يترصد اللحظة المناسبة حتى تدفع فاتورة ثقيلة لحكم جائر فرضته التقاليد العمياء و الأفكار المسمومة ، لم يقم الوالد بمحاسبة نفسه على تقصيره في حماية ابنته و هي المسئولة منه ، و لم يراع أن ابنته لم تكن قادرة على صد هذه الوحوش بمفردها ، فقط ، كان عليه أن يحمى نفسه بالتقاليد لينفذ في ابنته هذا “القصاص” المجرم .

” أن هناك اشتباه بأن هذه الفعلة نفذها أشخاص ضمن دائرتها المقربة ، مع وجود دافع الثقافة في الخلفية ” … هذا ما جاء على لسان المدعى العام الألماني المباشر للتحقيقات في هذه الجريمة البشعة ، الدائرة المقربة للضحية هي والدتها التي حرضت والدها على “غسل” عاره بالدم تماما كما يحدث في صعيد مصر و في كثير من البلدان العربية ، لكن إشارة القاضي إلى “الثقافة في الخلفية” هو أمر مهم لأنه يوجه أصبع الاتهام نحو ” ثقافة جرائم الشرف ” ، ثقافة حزينة مثل ثقافة جهاد النكاح و ثقافة الجهاد في سوريا و ثقافة نصرة الإسلام الزائفة ، فالمنطقة العربية توارثت ثقافات كسيحةكثيرة أدت بها إلى كل هذا الهوان ، و المؤسسة الدينية القبلية العربية هي من أسست لكل “الثقافات” الملعونة الفاسدة من باب التشجيع على الانتقام الأعمى و على الجهاد الأعمى ، فبأي قانون نحاسب مغتصبة و بأي جرم نقتص من مغتصبة و بأي دين نصمت على اغتيال مغتصبة و عن أية رجولة يتبجح مغتصب جبان قذر و عن أية رجولة يقف البعض في مناصرة قاتل مغتصبة و عن أي رجال عرب نحن نتحدث في زمن انتهكت فيه الحرمات و المحرمات دون أن يفزع أحد للنصرة و رد الاعتبار ، هذا زمن الوحوش و عرة الرجال .

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫14 تعليق

  1. مسا الورد امونة …كيفك ان شاء الله بخير؟ … دخلت بس لسلم عليكي صارلي زمان كتير ما صادفتك هون ولا صادفت حدا من الصبايا تحياتي الهم كلهم
    اما الموضوع لما لقيته جريمة قتل وشرف قلت برجع ب أقراه بعدين

  2. الله يرحم الشهيدة ،،
    مصيبة اذا اجتمع التخلف والجهل مع اللا رحمة واللا إنسانية !

  3. المؤسسة الدينية الذي حلل جهاد النكاح و جعل من المرأة مجرد مناسبة عابرة للمتعة ،
    —————–
    ثقافة حزينة مثل ثقافة جهاد النكاح و ثقافة الجهاد في سوريا و ثقافة نصرة الإسلام الزائفة
    ——————–
    Copie
    برأيي من فقد عذريته وشرفه هو صاحب المقال يعني كاتب مقال طويل عريض لبث سمه بهالسطر واضح حتى يبدو ما بيعرف ولا عندو اي فكرة ولم يذكر كيف حصلت الحادثة مع الفتاة الله يرحمها بس كلام فاضي ما يفيد الله لا يشفيك من حقدك

  4. نحن نختلف مع حماس على طول ، و لا نؤيد وجودها و لا أدبياتها ، و نكفر بكل قيادتها الشيطانية ، لكن رفض مصر فتح المعابر و تدمير الأنفاق و الدخول في صراع عصبي مع جهة مهمة من الشعب الفلسطيني هو عنوان فشل في قيادة الأزمة، لكن هل كان بإمكان الرئيس المصري أن يرفض حالة الاندفاع المجنونة التي تحركها الأيادي الصهيونية السعودية الخفية ، و لعله بشيء من حدة النظر و التمييز بالنظر إلى الخريطة تتبين إن الرئيس المصري قد وضع مصر في كماشة عداوات ساخنة مع دول الجوار سواء اليمن ، حماس ، لبنان ، ليبيا ، السودان ، و هو ما يؤكد أن رئيس الصدفة قد افرغ جعبته في بعض الساعات و بات يعيش على الإملاءات الأمريكية، فهل ستكون عودة السفير إلى إسرائيل هي بداية التنازلات المصرية في كل ” القطاعات” و أن هذه اللحظة هي بداية بيع مصر قطعة قطعة ؟
    ——— copie
    بقلم الكاتب العلماني التونسي احمد الحباسي

  5. مهاجمة كاتب المقال ل جهاد النكاح و ثقافة جها النكاح في سورية

    هي الرسالة اللي وصلتني من خلال قرائتي ل هذا المقال
    =============================================
    صباح السعد على العزيزات نور الشام و أمونة …. بتمنى تكونوا و احبابكم بألف خير

  6. و بخصوص البنت … الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة
    شل الله ايدين اهلها … مادام هي عار عليكم كما تتدعون كنتوا تبرئتوا منها ليش تقتلوها … يالطيف الجهل مصيبة …. الله لا يسامحكم

  7. la2 w mu bas hek
    kman bizwjuha élu y3ny tkhilu w7de ttzwj min elli eghtsbha
    7qiqi7ram
    WLISLAM HWA EL7AL
    HWA MN NQQL THQAFT BDU ELJZIRE EL3RBIE W TWARTHUHA M3 ELKTIR MN EL3ADAT ELLAINSANIE
    BAS YAA7MD HADA DINK

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *