من خواطر الأمير سراج وهاج
….. ((((((( ….نور من الظلام ))))))
-1] لا اعلم ماذا حدث
ما الذي أفزعني …وجعلني انهض من نومي ..في هذا الوقت المتأخر من الليل
دقات قلبي….تذداد بقوة
وكأن هناك حدث جليل سوف يصيبني
.
وما هذه الأصوات المزعجة …. التي بالخارج
وأسرعت وفتحت باب البلكون .
فأنا كنت بمفردي في بيت قديم ورثته
في منطقة هادئه نائيه بعيده عن الأزدحام فأنا أعشق الهدوء
ولقد وصلت له اليوم متأخر بعد سفر طويل .
.
ووقفت بالبلكون …الشارع خالي من الناس ومظلم
إلا من نور أحد الأعمدة الموجود بجوار سور البحر …في منطقة بعيده عن العمران
.
من أين أتت هذه الرياح الشديدة
بل عاصفه قوية …وبرق وأصوات رعد وكأنها سوف تمطر
وأمواج البحر الهائجه …وكأنها تتعارك مع رياح السماء
ماهذا ..نحن لسنا في فصول المطر
و الجو كان هادىء رائع ومنعش قبل نومي …ما الذي قلب كيان الطبيعه
هناك شيء غير طبيعي …
.ومنذ متى وأنا أفزع من صوت رياح أو رعود ..
. ولماذا قلبي يخفق بشده
.
وبدأت الوم نفسي على فكرتي أن أركب سيارتي وأأتي اليوم هنا
الى هذا البيت المغلق في هذا المكان المقطوع …
شهور طويلة لم أفكر حتى أن اذهب إليه واتفقده
ولكن …وجدتني أجهز حقيبتي …وأركب سيارتي …
واقطع المسافات الطويلة ..كي انعم بالهدوء والسكون
فقد كنت في صراع مع نفسي …أعلن تمردي على حياتي
وأشعر أنني تائه … وإن الله غير راضي عني … ولكن أعلم أن الله يحبنا …ويختبرنا
المهم
لقد أتيت الى هنا وأنتهى الأمر ..وكيف لي أن أعلم أن الجو سوف ينقلب حاله بهذا السوء
.
وهممت انا أدخل وأغلق باب البلكون خلفي …وأعاود نومي
ولكن ما هذا …
هناك أحد ما .. قادم من بعيد ..
ما الذي أتى به الى هذا المكان المهجور … لاتوجد أي محلات أو شيء يمكن ان يفيده
وتمهلت قليلاً انظر الى هذا الشيء الذي يمشي متخفي وهو يلتفت يمين وشمال وكانه لص هارب
لابد أن اعرف حكايته
.
وأقترب هذا الشيء قليلاً …وكان يسير نحو سور البحر
الآن أصبحت أستطيع ان أتبينه جيدا
.
يا إلهي ….إنها امرأة ….. وتحمل شيء ماء بين يديها
ماهذا …لا استطيع أن أحدد وأخمن ماذا تحمل
ولماذا تذهب نحو سور البحر
وكيف تخرج في هذا الوقت من الليل …ووسط هذا المناخ السيء
تكاد الرياح القوية أن تطيح بها
.
وما أن وصلت المراة الى سور البحر بجوار عمود النور ..
حتى توقفت عن السير
.
وبدات تكشف الغطاء عن ما تحمله …. ماهذا
إنه طفل صغير …
.
ومالت برأسها نحوه تقبله .
وبدات تتحدث معه
ماهذه المرأة المجنونه … تكلم طفل رضيع ربما رأى نور الدنيا منذ أيام قليله
.
وقفت مشدوه أمام ما أراه ….وكانني أحلم ومازلت نائماً
.
رأيتها تنظر إليه تكلمه
.
يارب …ماذا تقول ….وكيف أسمعها وهي تهمس لأبنها
وهي بعيده عني
حتى ولو كانت تصرخ بأعلى صوتها …كيف اسمعها وصوت هذه الرياح والرعود …تكاد تصم أذني
.
ماذا تقولي له أيتها البلهاء …
وما الذي اتي بكي في هذا الوقت والى سور البحر
ولماذا تخاطري في هذا الجو الرهيب ومعكي طفل صغير مولود
لايمكن أنكي سوف تفعلي …ما خطر في بالي الأن
لا …سوف تفعل …كل الشواهد تؤكد ذلك
ولو صرخت أنا بأعلى صوتي فهي لن تسمعني فتخاف وتهرب
.
ماذا أفعل الأن
ولماذا أيقظتني الأن يارب
هل كي أشاهد مجرمة تنفذ حكم الأعدام في طفل رضيع بريء
===============

-2] .
أغمضت عيني ووضعت يدي فوقها …حتى لا أرى ما سوف تفعله ..فلن أنسى ذلك
.
يا الله … هل قذفت به أم لا
لا أريد ان ارفع يدي عن وجهي
ليتني كنت أستطيع أن اسمعها ماذا تقول
.
ورفعت يدي عن وجهي ..وفتحت عيني ببطء
وإذا بي أجد نفسي أحلق فوق رأسها وأراها وأسمعها بوضوح
لقد أنفصلت روحي عني وذهبت إليها
ونظرت الى بلكون بيتي …فإذا بي أراني هناك مازلت واقف في البلكون
وانا أضع يدي فوق وجهي
.
لم أستوعب ماذا وكيف يحدث هذا
ولكني انتبهت لصوت حديث المرأة مع الطفل الرضيع
كان مغمض العين ..نائم في هدوء
كانت تبكي وتقول له
.
سامحني يا أبني الحبيب …ما سوف أفعله معك الأن
هو رحمة بك وبي
لايمكن أن اسمح لك ان تعيش حتى تعرف حقيقة امك وكيف أتت بك الى هذا العالم البغيض
ربما وأنت عند الله سوف تعذرني …
.
حاولت أن أتخلص منك وانت مازالت جنين في بطني
فعلت كل شيء ولكنك كنت عنيد …تمسكت بأحشائي بقوة
لقد جئت أنت هنا خطا … ولابد من تصحيح الخطأ
حتى استطيع ان أكمل باقي حياتي بحريه لاقيود
حياتي التي كنت أحلم وأنعم بها ..
.فتركت بيتي الفقير وأنا صغيره …وهربت كان عمري 15
كنت دائماً اسمع شجار أبي وامي الذي لاينتهي
أمي تريد وابي عاجز لايستطيع ان يلبي جميع ما يحتاجه البيت
كنت أسمعها تقول ..بنتك لن تتزوج … وأنت فقير
حتى انها لم تكمل تعليمها
لن يتقدم لها احد ..فلن نستطيع أن نجهز لها شيء
كان أبي يعمل طوال اليوم …وكان لا يكاد يكفينا أكل فقط
وكنت أتطلع الى البنات من حولي وملابسهم الغاليه يرتدون الذهب يركبون سيارات ويسافرون ويأكلون ويفعلون كل ما يشتهون
.
فأرادت ان أكون مثلهم ….فتمردت على حياتي …ولم أرضى بها
وهربت
و رأيت الويل حتى حققت كل ما كنت أحلم به ..ولكن كان الثمن غالي .كان جسدي وأنوثتي هي مصدر رزقي
كنت أعيش حياتي بحريه بلا قيود …
حتى أتيت أنت فاظلمت حياتي
لم أعد استطيع ان اسهر و أسكر وأرقص وأمتع خفافيش الليل
منذ ولدتك من أسبوع وقبلها شهرين أو اكثر لم أشتغل
ونفذ مالي
لابد للعودة لعملي وحياتي …ولكنك أنت عائق ..تقف في طريقي
لن أستطيع ان اهتم بك او أواظب على إطعامك
لقد أظلمت حياتي … وآن وقت رحيلك
ورأيتها تبكي …
ورأيت دموع تتساقط على وجه الرضيع ..لا أعلم دموع من
هي أم إنها روحي …..فهل للروح دموع
.
-3] وأقتربت المراة للسور والتفت حولها لترى هل يشاهدها أحد
وقبلت رأسه …ونظرت الى وجهه النظرة الأخيرة
فإذا عيونها تلتقي بعيون طفلها الذي أستقيظ من النوم بسبب قبلتها له
كان ينظر لها ..وكأنه يعاتبها
فأنهارت الأم …وخارت قوتها وجراءتها
وأحست كم هي دنيئه وحقيره
الجاني يعاقب الضحيه ويسلب روحه دون ذنب
كيف أعماها شيطانها لتقتل طفل بريء هو قطعة منها
ما ذنبه …هي من أخطات واجرمت وعصت الله وأتبعت ابليس
ربما يغفر الله لها كل ما فعلت إلا قتل طفلها البريء
أنها هي المجرمة ….وعدالة الله والسماء ان العقاب يكون لها
نعم …
وتراجعت عن السور قليلاً وأخذت تكلم نفسها
نعم انا المجرمة ..أنا من أذنبت …ولابد من تطهير نفسي بالموت
.
ووضعت طفلها الرضيع على الأرض بجوار السور
وصعدت هي لتلقي بنفسها في البحر العميق ليغسل ذنوبها
وارتفع صوتها قليلا…تناجي ربها ..تطلب منه العفو والمغفرة والسماح
يارب ….ليس لي سواك …أنت أعلم بحالي
كنت ضعيفة فأغواني شيطاني … لإني لم أجد يد حانيه تقف معي
الكل كان يريد مقابل مساعدتي بشيء من جسدي ابيعه له
يارب …هذا طفلي سيصبح وحيداً فأحميه ياربي فأنت أحن عليه مني
وأصبح صوتها كالصراخ …تنادي بقوة على ربها أن يغفر لها
يارب ..يا أرحم الراحمين ..أرحمني
.

-4] .
أصبحت أسأل نفسي …. هل أنا أستحق الجنة ونعيمها
وبدأت أقيم وأتذكر أعمالي … وكاني أستلمت كتابي
وكان أشد ما يؤلمني …عندما تذكرت أخطاء الماضي
وأصبحت أتمنى العودة إليها لتصحيح زلاتي وترتيب نظام حياتي
ولكن هيهات
أعطيتني كل شيء من مال وصحة ..فأستعنت بهما على معصيتك
يارب أرحم ضعفي
.
وتذكرت أن في الله في كتابه العظيم ..يخبرنا إنه معنا يسمعنا ويرانا
فأصبحت أتحدث معه ..,أنا أعلم إنه يسمعني
وعندما أركع أو أسجد ..في صلاتي
كنت أقول له همساً … يارب أنا عبدك المذنب …اسجد إليك الآن … و,اسبح بأسمك العظيم الأعلى …فتقبلها مني
فهل يارب …بفضل هذه السجدة …تكون ساتر لي من لهيب النار ..,وقت الحساب
طنت أصرخ خوفاً
يارب العالمين …يا أرحم الراحمين
أعلم إنك غير راضي عني …ولكن أشعر وأعرف أنك تحبنا
أرشدني ماذا أفعل ..حتى أتأكد برضاك علي …فلا أخاف
.
-5] يا إلهي
كان صراخ المراة وهي تنادي ربها مثل صوتي صراخي
فأهتز قلبي … واتحد صوتي معاها دون أن تسمعني
.
وأغمضت المرأة عيونها وهي تميل الى الأمام لتنفذ عقاب أرادت ان تنفذه في طفلها البرىء
كنت أريد أن أمنعها …ولكن كيف فأنا مازالت اقف بعيد في بلكون بيتي
وفجاءة
صرخ الطفل ببكاء … كان كافي أن يهتز له قلب أمه
فترمي بنفسها الى الخلف عليه تحضنه
وحملته بلهفه …وهي تقول له ….لاتخاف يا ابني لن اتركك
بل سا أعيش من أجلك انت
سوف أغير حياتي وأوهب عمري لك حتى
سوف أعمل وأشتغل أي شيء حتى ولو خادمة في البيوت
سوف تكون انت النور الذي يضيء حياتي ويعصمني من فتن الدنيا
ولن أعود الى بؤرة الفساد التي كنت أعيش فيها
سا أرحل بعيد انا وابني
يارب … يا أرحم الراحمين …ساعدني من أجل أبني
وسوف أجعله أبن صالح مطيع لك

وحملت أبنها بلهفه بحنان لم تشعر به من قبل
وسارت بخطوات بطيئه .وهي كلها عزيمة وإصرار على التوبة رحلت وهي لاتعلم الى أين تذهب …وترفع عينها الى السماء
وهي تردد يارب
.
ثم وجدت رجل يقف أمامها قبل أن ترحل ويمد يده لها
ويقول لها … لاتخافي
لقد أرسلني الله إليكي
لقد سافرت ساعات طويلة … كي أصل إليكي
أعطني ابننا نور الذي سوف يخرجنا من ظلام حياتنا

وفجأة توقفت الرياح …. وأصوات الرعود
لقد كانت الطبيعة تعلن غضبها ….والآن هدأت

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. ماشاء الله وطلعت كاتب 🙂
    جميل السرد القصصي
    ذكرتني بكاتب قصص قصص اسلاميه كان يضخم الافعال السيئه ليحذر منها ومن فعلها ويسترسل في المواقف الجيده ويبين فوائدها
    قصة جميله شكرا لك

    1. أهلاً الأخ النبيل أحمد
      مساءك خير في جمعة مباركة
      أسعد الله أيامك وأسرتك الكريمة
      أنت تهوى الشعر وتتذوقه …وان أهوى الكتابه
      .
      والفضل لأختنا شذا أخر العنقود ..فهي من أعطت الحماس أن اكتب بعض من خواطري في صورة قصص رمزيه
      وكما قلت أنت …أنني أهدف منها تقديم شيء مفيد في صورة قصص تكون لها قابليه للقراءة والمتابعه
      قصص من واقع حياتنا التي تحدث كل يوم
      .
      وهدفي في هذه القصه أن أعطي للإنسان أمل ولا ييأس
      وأن لا تهزمه ذنوبه أو فشله أو نفسه الأمارة بالسوء
      فلا يقع أسير لأخطائه ويفقد رحمة الله
      ويفهم ويتأكد أنه مهما عظمت وبلغت أخطاءه وذنوبه …فعندما يلجأ الى الله …سوف يجد الله تواباً رحيماً
      .
      وأن ما يقضي الله به له …هو خيراً دائما
      وفي قصتنا هذه ..أمامنا بطلان
      إمرأة عصت الله وأغضبته لإنها فقيره ولاتملك مال
      ورجل عصى الله وأغضبه لإنه يملك المال
      ثم نجد رحمة الله
      العاصية لربها أعتبرت وجود الطفل أظلم
      حياتها … وأنه عقاب من الله
      فكان الرحمه و النور و.كان النجاة لها من حياة الظلام
      والنجاة أيضا لهذا الرجل … العاصي لربه
      .
      الخلاصة ..لاتيأس من رحمة الله مهما عظمت ذنوبك
      فهناك رب رحيم يسمع ويرى …فقد إلجأ إليه ونادي يارب
      .

  2. هلا دكتور سراج
    جميل ان يكون للقصه هدف وجميل السرد القصصي لديك وتداخل الاحداث والتصوير الادبي
    اما الشعر ففعلا اعشقه 😊

    1. مساء النور و الدُر المنثور يا فؤاد الغيم و شاعر نورت و فارسها النبيل….. كيفك؟
      الشعر جميل و قد قيل قديماً من لم يعشق الخيل و يتذوّق الشعر ففي عروبته نظر ….. ما تظن بشعر إبن الفارض؟
      مبروك للنصر رغم أنه لن يُصبح هلالاً مهما حاول 😂
      نهارك سعيد….
      !!

  3. اهلا بشاعر نورت
    مبروك فوز النصر بخماسيه
    ورغم أن و كانت البدايه سيئة وصادمة لمحبيه ( هزيمتين متتاليه في أول مبارتين )
    وفي وجود ماني ورونالدوا … الصراحة ..تعجبت
    وقلت أكيد اتحسدوا بعد فوزهم بكأس العرب
    .
    الدوري السنه دي …. هيبقى نار و دمار …وزلازل …ولا مكان ولا رحمة بالضعفاء …
    هنسمع عن أرقام فلكية …في بعض المباريات
    ممكن تصل النتيجة الى 7 \0 أو 9\1

    غدا أكمل ردي و أكتب ملاحظة على قصتي . ربما لم ينتبه لها البعض

    1. صباح الخير
      النصر كان مبدع
      رونالدو سعيد بتواجده بالسعوديه
      ويتوقع ان يكون الدوري السعودي من اقوى الدوريات

  4. مرحبا الأخ المحترم أحمد
    مرحبا جميع الأخوات والإخوان الطيبين
    صباح الخير والسعاده لكم جميعا
    صباح الخير الأخت شذا أخر العنقود … أين انتي !!
    كنت أعتقد إنكي سوف تكوني أول المشاركين في الرد ورأيك في أحد قصص خواطري ( لعل المانع خيراً إن شاء الله )
    .
    قبل أن أكتب ملاحظتي على شيء في محور القصه
    .
    أريد ممن يتابع وقرأ .
    .أن يكتب لي عن أي سطور أعجبته في القصه وشعر بها …

  5. مساء الخير دكتور سراج….
    أولاً بوركْت و بوركَت جهودك و كُتّب أجرُك على ما أتحفتنا به فقد إتضح أن بيننا كاتب متمكّن و نحنُ في غفلة عن إمكانياته فهنيئاً لك و لنا و ثانياً أعتذر عن التأخُر في التعليق و ذلك لظروف خارجة عن إرادتي …… أما ما كتبت فجميل و لكن هُناك جُزئيتان لم أفهمهما و هي جزئية خروج الروح و جُزئية القادم من بعيد فقد توقعت أن تُلقي الطفل و تعود أدراجها يُراقبها شخص من بعيد دون أن يتحرك له ساكن و لكن الظاهر أنه ما كان سوى روح الشريك في الفعل قِيدت هُناك سؤالي من كان هُناك و من أتى ؟ ….. للأمانة أضعتني في آخر الأمر ، قد لا أشتري كتابك إن نشرته لأنه قد يكون عصياً على مثلي 😄
    !!

  6. اهلا مساء النور الأخت شذا
    شاكر لكم ثناءك على ما سطرته من أحد خواطري
    وهذا سوف يشجعني أن أتابع كتابة ونشر باقي ما كنت أكتبه لنفسي في دفاتري …من حواطر كثيره
    كنت أجعلها لي …وكنت أطالعها وأعيد قراءتها كلما كنت أحتاج الأستعاده في ثقة في نفسي … انني يوماً ما ..كان ممكن أن اكون كاتب معروف … إذا ركزت وأعطيت أهتمام وتفرغ لهذه النزعه التي تمتلكني ..وأعيش فيها بروحي وكياني
    .
    وكما يقال ..عندما كان يهبط علي وحي الألهام أثناء كتابة أحد القصص …كانت الأفكار تأتي تبعاً …ولم تكن مخزونه في عقلي ….بل كانت وليدة اللحظة والأندماج في أحداث القصه
    .
    ولن تصدقي ..إنني عندما كنت أعيد قراءتها بعد الأنتهاء منها
    كنت أتعجب …انني من كتب ذلك .
    .
    بالنسبة لقصة ( نور من الظلام )
    أحد خواطري السابقه كتبتها منذ سنوات
    كانت البطولة للمرأة فقط ..وأبنها
    لم يكن للرجل أي وجود أو مكان
    وكانت نهاية القصة …هو أن تحتضن المراة طفلها وتعود به كما جاءت …وقد أردت أن اشرح مضمون العنوان ( نور من الظلام )…..
    أن ما أعتبرته المرأة عندما جاء ..قد أظلم حياتها
    فإذا هو النور الذي سوف يضىء حياتها المظلمه
    و تعود وهي تتعهد لله وله أن تكون له الحماية ..وأن تعيش من أجله
    .
    وكانت القصه فيها حوار بين المرأة والطفل أطول من ذلك
    وهي تدافع عن نفسها وتبرر ما سوف تفعله وتشكو له عدم الضمير و حال الدنيا التي وصفتها بالغابه …
    ..
    ولكن عندما … طلبتي مني كتابة احد الخواطر
    كنت أعاني من حالة زهد في حياتي … وسيطرت فكرة الأستعداد للرحيل …وبدأت أشعر كما قلت في ردود سابقه ..أنه هماك علمات تظهر ..بشعوري بأقتراب الأجل وموعد الرحيل ( وهو سوف يأتي عاجلاً أم آجلاً) ولايشترط العمر
    ولابد من الأستعداد و ان لا تشغلني الدنيا عن ذلك
    وبدأت أسأل نفسي …لو كانت العلامات صادقه وأني راحل
    فأين سوف أذهب … هناك خيارين لاثالث لهما ( جنة أم نار )
    فسألت نفسي ..هل أنا أستحق الجنة
    وبدأت أتذكر في الماضي بعض الأعمال السيئه …
    فأنا بشر … ولم أكن ملتزم
    وتمنيت أن اعود للماضي كي أصححها …وطبعا مستحيل
    .
    وتذكرت بعض اعمال الخير … ومحبتي لكل من حولي ومساعدتهم قدر استطاعتي ..,ونصيحتي الدائمه لهم …,لكن أخاف إنها لاتكفي .
    فكان دعائي لله … أن يطمئني أنه راضي عني
    وأن يختم حياتي بعمل صالح

    فجاءت شخصية هذا الرجل في عقلي …
    الذي أنتبه لماضيه ومعصيته لله … وكيف أستغل فضل الله ورزقه وغناه وأستعان بهما في معصية الله
    فأنتبه وأصبخ خائفاً عندما تذكر أعماله السيئه
    فأصابه الرعب إنه لن يكون من المقبولين ..
    فأصابه الندم .والخوف …وبدأ يصرخ ويطلب من الله الرحمه لإنه كان ضعيفاً
    فكان نداءه ودعاءه لله ….. وإنه لا ملجأ من الله إلى إليه
    فأراد الأبتعاد عن الناس ويخلوا بنفس … يعيد ترتيب حياته
    ولإنه كان صادق في توبته
    أراد الله أن يستجيب لدعاءه
    .
    فجعله الله أن يكون هناك …في نفس المكان … الذي تصرخ فيه المرأة العاصية بالكبائر
    .
    وفي القصه ..كتبت … أنه كان يتعجب على تفكيره الذي هداه الى الذهاب الى هذا البيت القديم المهجور
    و لماذا أتعب نفسه في سفر طويل …
    .
    وهو لايعلم أن الله قد أستجاب لدعاءه
    ( وقد فهم هو ذلك )
    عندما أستقيظ رغم تعبه على صوت رياح ورعود
    وجعله يشاهد المرأة وطفلها
    بل كان العلامة الكبرى … أن جعله يرى ويسمع قصة حياة المراة وحديثها مع طفلها ودعاءها لله وهي تصرخ تطلب الرحمة والنجاة ….فتذكر نفسه ودعاءه وصراخه وهو يشكو لله ضعفه
    فعلم أن هذا هو العمل الصالح أن يغفر للمرأة الضعيفه ذنوبها ….
    .وأن يكون العون لها ولأبنها يساعدهما ويقف معهما
    وأنهم هم سبب نجاته ورضاء الله عليه
    .
    فقال لها … لاتخافي … لقد أرسلني الله لكي
    جئت إليكي من سفر طويل …واستجاب الله لدعاءنا سوياً

    أخيرا
    لإن الله يحبنا ….فهو يقدر لنا الخير …. ويسوقنا إليه

  7. أهلاً دكتور سراج…..
    سعيدة أنك ستُشاركنا المزيد مما جادت به قريحتك و فتح الله عليك به…… شُكراً!
    للأمانة فهمت المغزى من القصة و الإسم و لكن كُنت أظن الرجُل هو الشريك في الفعل إقتيد إلى هُناك ليُكفّر كُلّ منهما عن ذنبه أمام أعيُن من ظلما و هو الطفل …… كرمزية لحتمية العدل الإلهي و لكن كان للكاتب بُعد آخر يُحترم ! سؤالي لك بين التسيير و التخيير أين يقع أبطال قصتك ، أيُهم كان مُسيّر ؟ و هل النهاية تقع في حيّز التخيير أم التسيير؟
    تحياتي…..
    !!

  8. اهلا الأخت النبيله أخر العنقود
    .
    يسعدني أن أجد من يناقش قصتي … إنسانه محترمة جمعت بين الأدراك الواعي والفهم ..والحس الأدبي وهذا يساعدني على أن أخطو الى الأمام في سلم التأليف ونتائج أفضل في كل ما سوف أخطه في دفتري
    .
    سؤالك عن التخيير والتسيير لأبطال القصه
    فهم كانوا مخيرين …مدفوعين بأهواء النفس
    ولإنهم أيضا مخيرين في العوده الى الله بقلوب ونية صادقه
    كان التسيير من الله
    أي أن هداهم كان بيدي الله وفضله … وهو من جعل الرجل دون إراده أن يذهب ويسافر هذه المسافات الطويلة
    والذي جعل الرجل يلوم نفسه …مالذي جعله ينفذ هذه الفكرة التي طرأت بعقله ..فيحزم حقائبه ويسافر .
    .
    وأيضا يد الله هي التي قادت المرأة ان تذهب الى هذا المكان المهجور لتنفذ جريمتها التي أزعجت الطبيعه فهاجت وغضبت
    .
    كلنا مخيرون …ولهذا فنحن محاسبون وهناك ثواب وعقاب

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *