بقلم أحمد مصطفى الغـر

الاعتذار أدب اجتماعي في التعامل فى الدين الاسلامى و فى الأديان السماوية كافة ، هو يمحو منا ذاك الشعور البغيض بالكبرياء، وينفي من قلوب الآخرين الحقد والبغضاء، بل ويزيل إساءة الظن بنا حين تصدر منا الأخطاء ، ومع أن الاعتذار بهذا المعنى هو أمر حسن ، لكن الأحسن منه أن نحذر من الوقوع فيما يجعلنا مضطرين للاعتذار من الأساس ، لكننا بشر و الخطأ وارد فى أعمالنا .

على مر عقود طويلة كانت الانظمة العربية المستبدة فى بلداننا تمارس أنواعاً شتى من الظلم و الفساد ، كم من اخطاء كثيرة ارتكبتها تلك الأنظمة فى حق شعوبها؟! ، وكم من لحظات غالية من أعمار الأوطان العربية ضاعت بعد أن سرقها جهل الحكام وفسادهم ؟! ، أجيال نشاءت فى ظل خمول وجهل وظلام تحياه أوطانهم بعضهم رضى بهذا الحال كونه مجبراً و البعض اعترض عليه ، لكن القمع و القبضة الأمنية الغاشمة كانت هى الرد الذى ترد به تلك الأنظمة دائماً ، فقد عمل حكام الجمهوريات العربية على تسخير كل طاقات الأجهزة الامنية فى دولهم على خدمة عروشهم وأنظمتهم ، لقد سرقوا أحلام اجيال بأكملها دون أدنى حساب ، ألان وبعد أن قامت الثورات العربية فى ظل ربيع عربى يعيد للشعوب كرامتها و للأوطان عزها ، فقد إستطاعنا أن نتأكد بأن الروح الثورية التى كانت تملأنا فى عهود الاستعمار السابق مازالت باقية فى فينا و فى اجيالنا مهما حاولت الأنظمة المستبدة أن تمحو تلك الروح العفية من داخلنا وتزرع بدلاً منها روح اليأس والانكسار والقبول بالأمر الواقع دون الرغبة فى تغييره أو حتى مجرد التفكيير فى تغييره !
ألان وبعد أن رأينا الرؤساء تهرب (مثلما فعل ديكتاتور تونس) وبعضهم يتمارض ونراه فى القفص(مثل فرعون مصر)، وأخر يختبأ مثل الجرزان فى حفر الصحراء (مثل نيرون ليبيا) ،وآخر تجبره ضغوط الخارج والداخل على البقاء للعلاج على أرض دولة أخرى (مثل مستبد اليمن) .. فقد بات من الممكن ان نقول بكل تأكيد أن الثورات العربية إستطاعت أن تثبت أن هؤلاء الرؤساء لم يكونوا يوماً يعملون لمصلحة شعوبهم و اوطانهم ، وأن هروربهم من شعوبهم هو خير دليل على مدى ظلمهم وفسادهم فى حق تلك الشعوب الثائرة عليهم ، وقريبا جدا سنسمع عن شعوب أخرى استاطعت ان تسقط رؤوسائهم الفاسدين ، لكن يبقى دائما سؤال : هل يمكن ان يعتذر أى ديكتاتور منهم عن الجرائم التى ارتكبها بحق شعبه ؟ أم ان هؤلاء الرؤساء قد فقدوا فضيلة (الاعتذار) مع ما فقدوه من فضائل أخرى مثل: الصدق و الأمانة وغيرها الكثير ؟! ، لكن حتى وإن استيقظت ضمائرهم متأخرة و إعتذروا لشعوبهم ، فهل سنقبل إعتذارهم ؟ ..

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫12 تعليق

  1. هل يمكن أن يعتذر الرؤساء عن جرائمهم ؟
    …………………………
    سؤال أقل ما يمكن الاجابة عنه …….. مـــستحيل ..
    الاعتذار يأتي من أصحاب الضمير اليقظ .. فكيف ننتظره ممن لا ضمير لديهم !
    وشكراا

  2. الاعتذار يعني ببساطة اعترافا بالذنب ،،، فهل هناك بشري يعتذر ؟ وخاصة اذا كان جرمه اكبر من كل الكلمات ؟ !!!! بالطبع لن يعتذر الحاكم ، ولكن هناك فقط سبيل وحيد للاعتذار الى خالقه وهو التوبة قبل السقوط ، ومحاولة تصحيح ما اقترفت يداه !!! وهذا ايضا لم يحدث ولن يحدث بالطبع !!!!

  3. موضوع جميل والاجمل ان تتعود عليه حكوماتنا ووزرائنا ورؤسائنا واالاعتذارحتى يكون له اثر يجب ان يكون الشعب يمارس المسؤلية الوطنية بعد ان تتاح له من قبل الحكومات العربية والرؤساء اما مجرد الاعتذار لشعوب لم تصل لمرحلة التقييم الذاتي لنفسها ولم تمارس حياتها السياسية بحرية .هنا الاعتذار لا يكون اكثر من مكياج رديء لوجه قبيح لن يلقى قبول من احد

  4. الاعتذار من الفضائل الكبيرة ..
    فهل الحكام لديهم فضائل صغيرة حتى يكون لديهم فضائل كبيرة ..

  5. نعم فيه رؤساء بيعتذروا بس مش العرب طبعا.
    مرحبا توناروز
    بتعرفي أنا بحب شخصيتك من خلال كلامك وثقافتك وصراحتك

    سبق لزعيم عربي مصري صعيدي حر شريف أن اعترف بغلطته وتنحى

    مين يا حزرك؟

    ومن الجهة الأخرى
    طأطأ ملك من ملوك العرب رأسه وركع وباس قدم مستوطنه صهيونيه اعتذارا على شهامة جندي لم يحتمل منظر المستوطنات الصهيونيات

    المالكي اعتذر لبوش وصد عنه أحذيه البطل العراقي وتلقاها بإيديه يا ريته تلافاها بوجهه

  6. المالكي اعتذر لبوش وصد عنه أحذيه البطل العراقي وتلقاها بإيديه يا ريته تلافاها بوجهه true ya Souad 100%,after that Makki whispered to Bush and told him that the shoes looked better on him than bush

  7. ديكتاتور تونس وفرعون مصر ونيرون ليبيا ومستبد اليمن ومالقب رئيس سوريا؟؟؟
    بما ان الديكتاتورية هي صنع غربي قبل ان يكون عربي فلم نسمع بديكتاتور غربي قد اعتذر لشعبه وهذه النتيجة تقودنا الى ان الديكتاتورية العرب لن يعتذروا لشعوبهم

  8. أهلين سعاد الناصرية كيفيك يا قمر الناصرة؟ أنا كمان بحب طيبة قلبك تسلمي يا غالية.

  9. الجواب من على لسان مطر
    ……………………..
    ربما ….
    ربما الزاني يتوب
    ربما الماء يروب
    ربما يحمل زيتٌ في الثقوب !
    ربما شمس الضحى
    تشرق من صوب الغروب !
    ربما يبرأ ابليس من الذنب
    فيعفوا عنه غفار الذنوب !
    إنما لا يبرأ الحكام
    في كل بلاد العرب
    من ذنب الشعوب !

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *