مقال مرسل من وهب الحسيني
بواسطة: وهب الحسيني
هناك يوم عظيم وقعت فيه حادثة ذكرت في القران الكريم فدعونا نستذكرها بما تمثله من عظمة وحق ، وبيان علو مرتبة ال بيت النبوة صلوات الله عليهم .
والحادثة هي كما تذكرها كتب التاريخ الاسلامية هي :
لما انتشرالإسلامُ بعد الفتح وما وَلِيَه من الغَزَوات وقَويَ سلطانُه ، َوفدَ الى النبي صلّى الله عليه وآله الوُفودُ ، فمنهم مَن أسلمَ ومنهم مَن استأمَنَ ليعوُدَ إلى قومه برأيه عليه السلام فيهم . وكان في مَن وَفَدَ عليه أبو حارثة اُسْقُف نَجران في ثلاثين رجلاً من النصارى ، منهم العاقِب والسيد وعبدُ المسيح ، فقَدِموا المدينةَ وقت صلاة العصر، وعليهم لباسً الديباج والصُلُب ، فصار إليهم اليهود وتساءلوا بينهم فقالت النصارى لهم : لستُم على شيء ، وقالت لهم اليهود : لستم على شيء ، وفي ذلك أنزل الله سبحانه : (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ ، النَّصَارئ عَلى شيَء وَقَالَتِ النَّصَارى لَيْسَتِ الْيَهوُدُ عَلى شَيء . . . ) إلى آخر الأية .
فلمّا صلّى النبي صلّى الله عليه وآله العصرَ توجّهوا إليه يَقْدُمًهم الأسقُف ، فقال له : يا محمّد ، ما تقول في السيد المسيح ؟ فقال النبي عليه وآله السلام : «عبدٌ لله اصطفاهُ وانتَجَبَه» فقال الأسْقف : أتَعْرِفُ له – يا محمّد – أباً ولده ؟ فقال النبي عليه وآله السلام : «لم يَكُنْ عن نكاح فيكونُ له والد» قال : فكيف قلت : إِنَّه عبد مخلوق ، وأنت لم تَرَ عبداً مخلوقاً إلاّ عن نكاح وله والد؟ فانزل اللهُ تعالى الايات من سورة آل عمران إلى قوله : (إنَ مَثَلَ عيسَى عِنْدَ اللهِ كَمَثَلِ ادَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ *الْحَقُّ مِنْ رَبّكَ فَلاتَكُنْ مِنَ المُمْتَرين * فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدعُ اَبْنَاءَنَا وَابنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَانفُسَنَا وَانفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللهِ عَلَى الْكَاذِبينَ ) فتلاها النبي صلّى الله عليه وآله على النصارى ، ودعاهم إلى المباهلة ، وقال : «إنّ الله عزًّ اسمه أخبَرَني أنّ العذابَ يَنْزِلُ على المُبْطِل عقيبَ المباهلة ، ويُبَينِّ الحقَّ من الباطل بذلك» فاجتمع الأسْقُف مع عبد المسيح والعاقب على المشورة ، فاتّفق رأيُهم على استنظاره إلى صَبيحةِ غدٍ من يومهم ذلك . فلمّا رجعوا إلى رِحالهم قال لهم الأسْقُف : انْظُروا محمّداً في غَدٍ ، فان غَدا بولده واهله فاحذَروا مباهلته ، وإن غدا باصحابه فباهلوه ، فإنّه على غير شيء .
فلمّا كان من الغد جاء النبي عليه وآله السلام آخذاً بيد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والحسن والحسين بين يديه يَمشِيان وفاطمة – صلوات الله عليهم – تَمشي خلفَه ، وخرج النصارى يَقْدُمُهم أُسْقُفهم . فلمّا رأى النبيَ صلّى الله عليه وآله قد أقبل بمن معه ، سأَل عنهم ، فقيل له : هذا ابنُ عمّه عليّ بن أبي طالب وهو صِهره وأبو ولده وأحبُّ الخلق إليه ، وهذان الطفلان ابنا بنته من عليِّ وهما من أحبِّ الخلق إليه ، وهذه الجاريةُ بنتُه فاطمة أعزُّ الناس عليه وَأقربُهم إلى قلبه . فنَظَر الأسْقُف إلى العاقب والسيد وعبد المسيح وقال لهم : انظُروا إليه قد جاء بخاصّته من ولده وأهله ليُباهِلَ بهم واثقاً بحقّه ، والله ما جاء بهم وهو يتخوّف الحجةَ عليه ، فاحذَروا مباهلته ، والله لولا مكانُ قَيْصَر لأسلمت له ، ولكن صالحوه على ما يتفق بينكم وبينه ، وارْجِعُوا إلى بلادكم وارتَؤُوا لأنفسكم ، فقالوا له : رأيُنا لرأيك تَبَعٌ ، فقال الأسْقًف : يا با القاسم إنّا لا نُباهِلك ولكنّا نصالِحُك ، فصالحنا على ما نَنْهَضُ به . فصالحهم النبيُ صلّى الله عليه وآله على ألفَيْ حُلّة من حُلَل الأواقي قيمةَ كلّ حُلةٍ أربعون درهماً جياداً ، فما زاد أو نقص كان بحساب ذلك ، وكتب لهم النبي صلّى الله عليه وآله كتاباً بما صالحهم عليه ، وكان الكتاب :
بسم الله الَّرحمن الَّرحيم هذا كتابٌ من محمّدٍ النبي رسولِ الله لنَجْران وحاشيتها، في كلّ صَفراء وبَيضاء وثَمرَةٍ ورقيقٍ ، لا يُؤْخَذُ منه شيءّ منهم غيرُ ألْفَيْ حُلّةٍ من حُلَلِ الأواقِي ثمنُ كلّ حُلّةٍ أربعون درهماً، فما زاد أو نقص فعلى حساب ذلك ، يُؤَدّون ألفاً منها في صَفَرٍ ، وألفاً منها في رجب ، وعليهم أربعون ديناراً مثواةَ رسولي ممّا فوقَ ذلك ، وعليهم في كلّ حَدَثٍ يكون باليمن من كلّ ذي عَدْنٍ عاريةٌ مضمونةٌ ثلاثون دِرعاً وثلاثون فرساً وثلاثون جَمَلاً عاريةٌ مضمونةٌ ، لهم بذلك جوارُ الله وذمّةُ (محمّد بن عبدالله )، فمن أكل الرِبا منهم بعد عامهم هذا فذمّتي منه بريئة . وأخذ القومُ الكتابَ وانصرفوا .
وفي قصة أهل نَجران بيان عن فضل أمير المؤمنين عليه السلام مع ما فيه من الآية للنبي صلّى الله عليه وآله والمعجز الدال على نبوته . ألا ترى إلى اعترافِ النصارى له بالنبوّة ، وقطعِهِ عليه السلام على امتناعهم من المباهلة، وعلمِهم بأنّهم لو باهلوه لَحَلّ بهم العذابُ ، وثقتِه عليه وآله السلام بالظفر بهم والفَلَجِ بالحُجَّة عليهم . وأنّ الله تعالى حَكَم في آية المباهلة لأَمير المؤمنين عليه السلام بانّه نفسُ رسول الله صلّى الله عليه واله ،كاشفاً بذلك عن بلوغه نِهاية الفضل ، ومساواتِه للنبي عليه واله السلام في الكمال والعِصمة من الاثام ، وأن اللهَ جلّ ذكره جَعَله وزوجتَه وولَديْه – مع تقارب سنّهما- حجّةً لنبيه عليه وآله السلام وبرهاناً على دينه ، ونَصَّ على الحُكْم بأنّ الحسن والحسين أبناؤه ، وأنّ فاطمةَ عليها السلام نساؤه المتوجِّهُ إليهن الذكر والخطاب في الدعاء الى المباهلة والاحتجاج ، وهذا فضلٌ لم يَشْركهم فيه أحدٌ من الأمّة ، ولا قاربَهم فيه ولا ماثَلهم في معناه .
نقلا عما ورد في كتاب الارشاد .
الحادثة ممكن ان نستشف منها انه بعض النصارى قد يجي منهم بصراحة ( وان لم يكن كلهم ) لكن قد تصادف منهم رهبان وقسيسين ، وحتى حلوات شقراوات بيضاوات يعقلون هههههه فتراجع النصارى عن المباهلة اي ( اللعن ) وقبلوا بالجزية ، وان كان يجب ان يعلنوا اسلامهم فورا ( ويقال ان العاقب كما في القصة كان يخاف من ملك الروم ، وفي رواية ثانية اطلعت عليها انه عاد واسلم ) بعدما هو ومن معه شاهدوا صدق هذا الدين العظيم ممثلا برسول الله صلى الله عليه وابنته الزهراء التي شملتها الاية بكلمة نسائنا ، بينما كلمة ابنائنا شملت بالحسن والحسين سيدي شباب اهل الجنة ، اما كلمة انفسنا فعنت الامام علي دون غيره صلوات الله عليهم جميعا الذين باهل رسول الله صلوات الله عليه واله بهم .
على ذكر بنات قوم عيسى عليه السلام الشقراوات اللواتي ذكرتهم في تعليقي اعلاه وقد يجي منهم ويعقلون .
المفروض شبابنا ما يفوتوهم بصراحة ههههههه ان وجدوهم على التايمزو او شرق اوروبا وغربها والامريكيتين او دولنا هههههههههه حرام يروحوا من ايدينا هههههههه هذه سياستي التي اعمل بها دائما ومن زمان ههههههه مرات تصيب ومرات تخيب .
وبعضهن يلتزمن اكثر ممن ولدن في عائلات مسلمة ، ويصبحن فعلا ملتزمان على الاخر ، يسعدون الرجل المسلم الذي يتزوج بهن ، فهن الى جانب الالتزام هناك الجمال والحنان هههههه فالواحد شنو يريد اكثر ؟
ومما يروى لا ادري ان كانت حقيقة او ( من باب النكتة ) ان شاب عربي مسلم تزوج خواجاية جميلة اقنعها بالاسلام ، فاقتنعت بشدة وهامت بالاسلام وتمسكت به فصار ليلها قيام ونهارها صيام … ثم اخذها وعاد بها لاهله في دولنا العروبية ، فشافت تعامل اهله ليس اسلامي مئة بالمئة ، فقالت له ، انت جعلتني اصير مسلمة بكلامك لكن اهلك متى يسلمون ؟ هههههههه روح اهديهم للاسلام هههههههه طلعت البنت مسلمة و متشددة كمان هههههههه
لكن هذه حالة لا تنطبق على جميعهن ،
كثير انكليزيات واوروبيات اسلمن وتغص بهن المساجد في لندن وعموم اوروبا شرقا وغربا .
وبصراحة يلتزمن بالحدود الشرعية ، والى جانب التزامهم بالشرع فانهن حنونات هههههه ويشبعن ازواجهم حب وحنان ، عكس بعض الي ولدن من عوائل مسلمة بالاصل الزوج المسكين يضطر ان يطلق على الولية : وزارة الداخلية او ابو العباس السفاح هههههه او الحجاج الثقفي او حتى موسليني هههههههه لانه تلاقيها مطينة عيشته ههههههههههه اما الخواجية فانها حنينة الى جانب الجمال وخاصة اذا اسلمت .
يعني الامر يتعلق بالطبع والطبائع والنفسيات والثقافة والبيئة ، والالتزام الديني عن قناعة يزيد من ذلك ويجمله .
لكن الاوروبيات يفتقدن الى اجادة الطبخ هههههه وهذه مشكلة عويصة بصراحة
اما في دولنا نعم هناك مسلمات ملتزمات وحنونات لكن اخريات البيئة القاسية والحروب والبلاوي اثرت على نفسية بعضهن كما نرى الحال مع مراهقات نورت ههههههه الواحد ما يقدر يقول لهن ثلث الثلاثة كام هههههههه وهذا يعود انهن من بيئة قاسية او انه جدها الاول كان عنترة العبسي هههههههه ايديها والسيف والرماح ههههههه وما في تفاهم ،
ساتوقف عند هذا الحد في الحديث عن الاوربيات اللواتي اسلمن ( جاء الحديث عنهن عرضا و مصادفة غير مقصودة لا غير ههههه) وساعود لصلب الموضوع ،
فهدفي ان اتكلم عن ما تمثله حادثة المباهلة والاية الكريمة من تنزيه الله سبحانه عن اتخاذ ولد او زوجة (تعالى عما يصفون ) وكيف الاسلام الحقيقي يرشد للتوحيد الحق لله سبحانه
وكما يقول امير المؤمنين علي عليه السلام ان اول الدين معرفته ( معرفة الله سبحانه) وكمال معرفته التصديق به وكمال التصديق به توحيده وكمال توحيده الاخلاص له وكمال الاخلاص نفي الصفات عنه …..
فعندما يوصف الله سبحانه بصفات المخلوقين والحاجة للزوجة واتخاذ الولد وتعالى عن ذلك علوا كبيرا ، فاكيد ان ذلك امر بعيد عن التوحيد وبعيد عن معرفة الله جل جلاله ، وفهم مغلوط لما انزل الله على سيدنا عيسى وجميع النبيين والمرسلين عليهم الصلاة والسلام ،
وهذا التوحيد الكامل لا تجده الا عند ال بيت النبوة عليهم السلام فهم بعد رسول الله صلى الله عليه واله ادلتنا على الله سبحانه ، ولا يمكن ان تصل لمعرفة الله كمال توحيده الا من خلالهم بعد رسول الله صلوات الله عليه وعليهم .
فمثلما هو سبحانه ممتنع عن الابصار رؤيته ومن الالسنة صفته فكذلك ممتنع عن الاوهام كيفيته ( كما تقول مولاتي فاطمة الزهراء عليها السلام ) . ودون اهل الذكر هؤلاء عليهم الصلاة والسلام الذين امرنا بسؤالهم بنص القران الكريم ، لا يمكننا فهم التوحيد بكماله ، فلهذا تجد عند بعض المذاهب التي تقول انها اسلامية هناك اشتباه وفهم مغلوط يتراوح بين التشبيه والتجسيم …. وتعالى الله عما يقولون.
من خطبة لامير المؤمنين علي عليه السلام في معرفة الله انقل لكم هذه الخطبة وتأملوا عظمتها في تنزيه الله وتوحيده سبحانه حيث وقف يخطب في اصحابه فقال :
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَا يَبْلُغُ مِدْحَتَهُ الْقَائِلُونَ ، وَ لَا يُحْصِي نَعْمَاءَهُ الْعَادُّونَ ، وَ لَا يُؤَدِّي حَقَّهُ الْمُجْتَهِدُونَ ، الَّذِي لَا يُدْرِكُهُ بُعْدُ الْهِمَمِ ، وَ لَا يَنَالُهُ غَوْصُ الْفِطَنِ .
الَّذِي لَيْسَ لِصِفَتِهِ حَدٌّ مَحْدُودٌ ، وَ لَا نَعْتٌ مَوْجُودٌ ، وَ لَا وَقْتٌ مَعْدُودٌ ، وَ لَا أَجَلٌ مَمْدُودٌ .
فَطَرَ الْخَلَائِقَ بِقُدْرَتِهِ ، وَ نَشَرَ الرِّيَاحَ بِرَحْمَتِهِ ، وَ وَتَّدَ بِالصُّخُورِ مَيَدَانَ أَرْضِهِ .
أَوَّلُ الدِّينِ مَعْرِفَتُهُ ، وَ كَمَالُ مَعْرِفَتِهِ التَّصْدِيقُ بِهِ ، وَ كَمَالُ التَّصْدِيقِ بِهِ تَوْحِيدُهُ ، وَ كَمَالُ تَوْحِيدِهِ الْإِخْلَاصُ لَهُ ، وَ كَمَالُ الْإِخْلَاصِ لَهُ نَفْيُ الصِّفَاتِ عَنْهُ ، لِشَهَادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أَنَّهَا غَيْرُ الْمَوْصُوفِ ، وَ شَهَادَةِ كُلِّ مَوْصُوفٍ أَنَّهُ غَيْرُ الصِّفَةِ ، فَمَنْ وَصَفَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَقَدْ قَرَنَهُ ، وَ مَنْ قَرَنَهُ فَقَدْ ثَنَّاهُ ، وَ مَنْ ثَنَّاهُ فَقَدْ جَزَّأَهُ ، وَ مَنْ جَزَّأَهُ فَقَدْ جَهِلَهُ ، وَ مَنْ جَهِلَهُ فَقَدْ أَشَارَ إِلَيْهِ ، وَ مَنْ أَشَارَ إِلَيْهِ فَقَدْ حَدَّهُ ، وَ مَنْ حَدَّهُ فَقَدْ عَدَّهُ ، وَ مَنْ قَالَ فِيمَ فَقَدْ ضَمَّنَهُ ، وَ مَنْ قَالَ عَلَا مَ فَقَدْ أَخْلَى مِنْهُ .
كَائِنٌ لَا عَنْ حَدَثٍ ، مَوْجُودٌ لَا عَنْ عَدَمٍ ، مَعَ كُلِّ شَيْءٍ لَا بِمُقَارَنَةٍ ، وَ غَيْرُ كُلِّ شَيْءٍ لَا بِمُزَايَلَةٍ ، فَاعِلٌ لَا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَ الْآلَةِ ، بَصِيرٌ إِذْ لَا مَنْظُورَ إِلَيْهِ مِنْ خَلْقِهِ ، مُتَوَحِّدٌ إِذْ لَا سَكَنَ يَسْتَأْنِسُ بِهِ ، وَ لَا يَسْتَوْحِشُ لِفَقْدِهِ “