مرسلة من صديق نورت قاسيون

مَلِكٌ مَلَكَ المُلكُ مُتلكاً مُلْكَ المَلِكْ ..
لم يكن أباه ملكاً .. ولاجده ملكاً .. ولاحماته ملكة ..
عاشَ الملكْ .. عاشَ الملكْ ..

ينام فاتحاً عينيه مغمضاً قلبه..
لايسمع .. لايقرأ .. لايضحك ..
لايمرض , وإن مرض حكم كرسيه البلاد وهو فارغ ..
إن أراد شيئاً يهمِزُ بطرفِ عينه يهمِزُ , كُنّْْ .. فيكون ..
عاشَ الملكْ .. عاشَ الملكْ ..

بمخالب يديه إفترس كرسي العرش مدوعياً :
أنا رَبّ البلد .. الواحد الأحد ..
الفَردُ أُطْلِقُهُ لِكلِ من صمد ..
عاشَ الملكْ .. عاشَ الملكْ ..

لست المسؤول ياسيدي الملك ..
لم أنوي إقتحام قصركم المرجاني لألقي نظرة على عجائب قصور الدنيا ..
ولا لأتلصلص على جواريكم المحرمة على شعبكم شرعاً , والمستباحة لبني صهيون ورعاً ..
عاشَ الملكْ .. عاشَ الملكْ ..

صاحبي هو المسؤول عن ياسيدي ..
كل ليلة نجلس معاً هو يأكل , وأنا أحدثه عن هموم الدنيا ..

أخبرته عن أرض الإسلام التي تؤكل كرغيف عضة وراء عضة ..
هزّ صاحبي رأسه بحرقةٍ وهو يأكل ..

أخبرته عن أطفال لايكبرون أبداً في لبنان , فلسطين , بغداد , لأنهم شهداء ..
بحزنٍ هزّ صاحبي رأسه وهو يأكل ..

أقسم ياسيدي الملك أن صاحبي هو المسؤول عن اقتحام بوابة قصركم الموصدة .

حين أخبرته عن فخامة , سيادة , سعادة , جنابة , حكام العرب ..
يأكلون في قصعات من ذهب ..
والشعب يبتلع صبارالحطب ..
ينامون على سرير الخيانة ..
وغزة .. القدس , يقتلان بأيدي أبي لهب ..
هزّ صاحبي رأسه بمرارة ولم يعد يأكل ..

عاشَ الملكْ .. عاشَ الملكْ ..

صاحبي هو المسؤول ياسيدي الملك ..
حملني على ظهره رغماً عني لم أكن أعرف أين نذهب ..
حتى وجدت نفسي مع صاحبي هنا أمام عرش كرسيك .
عاشَ الملكْ .. عاشَ الملكْ ..

لست المسؤول ياسيدي المَلكْ الحمار.. صاحبي الحمار هو المسؤول .
حين عرفت ياسيدي المَلكْ الحمار صاحبي ضربت به النخوة والحمية على ماآلت إليه أوضاعنا وقرر القدوم لإستنهاضكم ..

لم أستطع منعه , رغم تحايلي عليه قائلاً :
ياحمار لاتضع رأسك برأس الملك .. فالملك رأسه يزن مائة حمار..
عبث ياسيدي الملك .. الحمار يظل حمار لم يتوقف ..

قلت له للملوك دساتير وقرارات توضع من جهات عليا ..
هزّ ذيله ياسيدي ولم يتوقف ..

أخبرته أن مؤتمر للملوك قد يوقف أكل رغيف أراضي العرب والاسلام .. لا بل سيحرر فلسطين عن بكرة أبيها ..
لم أدري ياسيدي الملك الحمار لماذا حينها نهق نهقةً مدوية هيهات أن يتوقف ..

في الختام ..

الحمار في السجن ..

أنا على ظهر الحمار ..

الملك على ظهر العرش .

قاسيون من على ظهر الحمار

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫16 تعليق

  1. تصحيح ..

    ” إن أراد شيئاً يهمِزُ بطرفِ عينه يهمِزُ”
    الصح : إن أراد شيئاً بطرفِ عينه يهمِزُ .

    ” بمخالب يديه إفترس كرسي العرش مدوعياً ”
    الصح : بمخالب يديه إفترس كرسي العرش مدوياً .

    عذراً للخطئ .

  2. من الملك!!! شكرا يا اخ انت جدا موهوب و كلامك راقي بزاف الله يطلعلك في شانك اكثر من الملوك

  3. تسلم عزيزي قاسيون …
    لكن سؤال من الملك ؟؟؟؟
    وأطفال لبنان والعراق وفلسطين ألله يعينهم ياررررررررب .
    شكرا عزيزي مرة ثانية وتابع فأنت رائع …..

  4. كلامك يفهم بالنقطة و الفاصلة و الوقفة…بارك الله في ذاك اللسان و ذاك القلم…

    “لست المسؤول ياسيدي المَلكْ الحمار.. صاحبي الحمار هو المسؤول”

  5. دايما فارس بكلماتك ليه بتنشر أفكارك الحلوة ببلاش لازم تاخد فلوس والله تستاهل

  6. Le roi est mort, vive le roi
    تذكرني قصة ملكك بقصة جحا لما مثل بين يدي تيمورلنك و حميره السبعة تهتف بحياة السلطان في ساحة القصر…أكيد تعرف القصة فلا داعي لسرد وقائعها.
    شكرا لك قاسيون

  7. ازيك يا استاذ قاسيون
    شكرا انك رديت غيبتى امبارح ..ميرسيه ع ذوقك واصلك
    انا بفكرك انى ضد الجدار وضد النظام لكنى ضد اى شخص غير مسئول يريد ان يزعزع امن بلدى ويروج الفتن والاشاعات طبعا انت عارف هو مين لا بارك الله فيه..انا مارديتش عليه بنفس اسلوبه لانى انسانه بحترم نفسى

  8. أشكر مروركم أصدقائي وحسن قراءتكم للنص ..

    عزيزي DAVED ..
    أشكر مرورك الدائم , وأتمنى لوتكتب بالأحرف العربية لحرارة التواصل .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *