مرسلة من صديقة الموقع koky.adel

هذا حوار هادئ حول فرعون والفرعونية.. إن كلمة فرعون من كلمتين مصريتين، «بر» ومعناها بيت، «عا» ومعناها عال.. إذن برعا أو فرعون.. معناها البيت العالى.. وهو البيت الذى كان يعيش فيه ملوك مصر فى الحقبة من ٣٢٠٠ قبل الميلاد حتى ٣٣٢ ق.م (الغزو اليونانى- الإسكندر الأكبر) أى حوالى ثلاثة آلاف سنة مصر حرة مستقلة، وهذا طبقًا للتقدير الخاطئ للمتحف البريطانى، والصحيح هو تقدير مانيتون المؤرخ المصرى السمنودى، المولد، وهو أن الأسرة الأولى بدأت ٥٦١٩ ق.م أى أن حضارتنا قائمة منذ سبعة آلاف سنة حتى الآن.

هذه الحقبة التاريخية.. هى الحقبة الوحيدة التى أبدعت فيها مصر حتى أصبحت أول إمبراطورية فى التاريخ، وكان ذلك فى عصر تحتمس الثالث (الأسرة ١٨)، هذه الحقبة كانت قبل الغزو الأشورى.. مرورًا بالفارسى، ثم اليونانى، ثم الرومانى (٦٧٠ سنة)، ثم العربى (٢٢٨ سنة)، ثم المغربى (الفاطميين) ثم الكردى (صلاح الدين).. ثم المملوكى ثم التركى (سليم الفاتح)…إلخ!!

إذن كلمة فرعون.. معناها.. البيت العالى.. كما نقول البيت الأبيض أو عشرة داونج ستريت أو الكرملين أو قصر الإليزيه.. فهذه الكلمة رمز للحكم وليست اسمًا لحاكم بعينه.. وبالتالى كلمة فراعنة.. معناها.. حكام مصر فى هذه الحقبة الذهبية الرائعة التى كانت فيها مصر تحكم نفسها بنفسها.

يكره الناس ممن لم يقرأوا التاريخ، كلمتى فرعون، والفرعونية.. لما جاء بالكتب المقدسة عن فرعون الخروج غير المعروف اسمه حتى الآن! بالرغم من أن التوراة ذكرت اسم القابلتين فى ولادة النبى موسى، ولم تذكر اسم الملك فى عصره!! المهم، هذا الفرعون كان ملكًا من الهكسوس، وحتى إن كان من المصريين فهو واحد من مئات الملوك الذين أقاموا حضارة أصابت الناس بالولع.. بل الجنون، حين يقول إريك فون دانكشتين الألمانى: «إن سكان كوكب آخر هم من أقاموا هذا الإعجاز العلمى والحضارى»!

هل أدين البطاركة جميعًا (١١٨ بطريركًا) لأن البابا كيرلس الكبير الملقب بعمود الدين، كان وراء مصرع هيباتيا، والشروع فى قتل أورستس Orestes حاكم الإسكندرية (إدوارد جيبون، ويل ديورانت)؟ هل أدين التاريخ الإسلامى كله لما فعله يزيد بن معاوية برأس الحسين، وما قاله فى القرآن الكريم؟! أو ما فعله الوليد بن يزيد بالقرآن حين نصبه غرضًا للنشاب أى السهام؟ ومن حسن حظ القارئ أنى لن أذكر ما قاله هذا الخليفة!

لماذا ندين التاريخ المصرى كله لأن واحدًا من حكامه طرد اليهود؟! فهل ندين جمال عبدالناصر لأنه طرد ثمانين ألفًا من اليهود؟! أم نقول إنه كان وطنيًا محبًا لمصر؟ والله لو عرفت اسم هذا الفرعون لأقمت له تمثالاً فى قلبى، وإن استطعت، ففى كل ميادين مصر!! ولكن المؤسف أن زائيف هرتزوج، عالم الآثار اليهودى الإسرائيلى، يقول: اليهود لم يدخلوا مصر حتى يخرجوا منها!!

كما أن عالم الآثار فنكلشتاين فى جامعة تل أبيب ومعه سيلبرمان عالم الآثار الأمريكى.. وكلاهما يهوديان، يقولان فى كتابهما «التوراة اليهودية مكشوفة على حقيقتها»: ولا حتى أثر واحد أو شقفة فى سيناء تثبت أن هؤلاء القوم أقاموا أربعين عامًا!! وأن التوراة كتبت بعد موسى بستمائة عام!!

قد يقول البعض إن هؤلاء الفراعنة لم يكونوا مؤمنين بالله! ولكن، ألم يكن إدريس، وهو أول الرسل، مصريًا؟ ألم يكن الخضر ولقمان.. من حكماء مصر؟ إن كلمات دبن (العقيدة الخماسية)، ملة، حنيف، ختان، صوم ، حج، ماعون، كابا (كعبة)، دوَّا (وضوء)، كلها كلمات مصرية قديمة! كانوا يصلون بالوضوء، ويصومون أربعين يومًا، ولا يمنعون الماعون (الزكاة.. ابن كثير)، ويحجون إلى قبر أوزوريس فى أبيدوس (جنوب سوهاج)، وكانوا يصلون:

يانوك نيتر أى أنا الإله

واع واعو أى واحد أحد

خِبر دس إف أى موجد نفسى بنفسى

نن سنو إف أى ليس لى كفوا أحد

نحن نعرف كل ما مر على مصر من حضارات وثقافات، ولكننا نجهل الكثير عن الجذور.. عن أكبر حقبة فى تاريخ مصر، بل عن أعظم وأروع حقبة.. تفردت بها مصر عن العالم كله.. حين كانت حرة مستقلة، عرفت مصر من قديم أهمية دول الجوار (العربية الآن) بعد الغزو السلمى للهكسوس، ونتمنى أن تكون السوق العربية المشتركة ترتفع من ٥٪ إلى ٩٥٪!! «حجم التبادل التجارى بين الدول العربية بما فيها مصر ٥٪»!!

أخيرًا تحية للأستاذ أحمد رجب الذى كتب فى ٢/١ كلمة:

«تحيا جمهورية مصر الفرعونية».

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. موضوع جميل ويارب اللى مش عايز يفهم يفهم بقى، بس فيه ملحوظة، الدولة الفاطمية اصولها ترجع لسيدنا الرسول صلى الله عليه وسلم، فهم شيعة من سلالة احفاد النبى محمد عليه افضل صلاة الله وسلامه.

  2. أختي فاتيما أنتي واحدة كبيرة وتفهيمن في زمن الرسول (ص) لاتوجد شيعة وسنة كلها كانت شبه الجزية العربية .

  3. اخى مصطفى انا أقصد ان نسبهم ينتهى إلى الرسول صلى الله عليه وسلم لكنهم بعد ظهور التشيع اعتنقت اسرتهم التشيع.
    انا عارفة أن الشيعة لم يتواجدوا فى عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولكنهم ظهروا فى عهد سيدنا على رضى الله عنه وارضاه.
    اسفة لو كان كلامى فهم خطاءً

  4. اريد ان اقول عبر ايضا ما لحظته من النقشات اللتي دارات وكل الجدل الذي كان بين الجزائر ومصر ان ال كثير من المصريين لا يعريفون تاريخ المغرب العربي الأمازيغ شعب يسكن شمال أفريقيا غرب النيل وغالب الأمم عليها. وأثبت علماء الجينات أن الجد الجامع لهذه السلالة عاش فقط ل 5600 سنة مضت، وبذالك حتي مصر فيها الأمازيغ و الأمازيغ هم نفسهم الذين تطلقون عليهم اسم البربر البربر أو البرابرة اسم ذو أصل لاتيني أطلقه الإغريق على كل من لا يتكلم الإغريقية “برباروس” ، الاسم استعاره الرومان وأطلقوه على كل الأجانب من القبائل الأوروبية و الافريقية ومنهم الأمازيغ والأوروبيين الخارجين عن سيادة الرومان.

    يظهر أن أول إطلاق عليه هم الأمازيغ من طرف الرومان في غزواتهم المعروفة لبلدان حوض البحر الأبيض المتوسط وشاع إطلاق لفظ “البربر” على ألسنة العرب من بعد الرومان. ولازال هذا المصطلح يطلق على سكان شمال افريقيا من الأمازيغ.وبهذا ليس فقط سكان شمال افرقيا هم البربر وهذه الكلمة لاتعني ابدا التوحش كما يفهمه البعض وهو فهم خطئ

  5. أخي soulef بدون أن تتكلم فنحن نعرف المغرب العربي ونحن نعرف تاريخ مصر كلاهما دولتان عربيتان مسلمتان وتاريخهما على رأسي .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *