مرسلة من صديق الموقع فريد البدري

الزمن>> يوم من أيام شهر من شهور السنيـن

المكان>> قاعة محكمة الحياة قد اكتظت بالمشاهدين

المتهـم ( قلب )..؟؟ ))

..
القضاة )( ثلاثة)).. كبرياء.. كرامة .. شموخ.)

المدعي العام )).؟؟ ))..

محامي الدفاع )( رجل وسيم غدر بقلب)…؟؟)

محــكـمــــة

ارتفع صوت حاجب المحكمة معلنا بداية الجلسة
قال أحد القضاة للمدعي العام

تفضل واتلوا عريضة الاتهام

تقدمت امرأة..قد اقتربت حياتها في بداية العشرون
آمارات الغضب والحنق تبدو جليا لكل المتفرجيـن
تخطوا بثقة وعنجهية

وبدأت في سرد عريضة الاتهام !

السادة القضاة :-

أن هذا القلب الماثل أمامكم قد خان عهـدي
بالرعاية و الاهتمام أوليته وأحطته بسري
جنبته سهام الهوى ! وحميته من نبال عشقي
سقيته القسوة والإباء وأطعمته فتات قهري
وعلمته معنى الولاء وأخضعته لكل أمري
ما أسمعته تنهدات رجل لا ولم أذقه شهـدي
كم من كلمه حب قتلتها قبل أن تلامسه
وكم رجلا رفضته قبل أن يلامس نحـري

واليوم أيها السادة

قد تمرد هذا القلب علي وشد عن صدري الرحال
ومضى يرتجي عشق رجل يقارع بوسامته الجمال
قد زاد سهدي وطال سهري وتغير حالي لأسوء حال
النجوم قد أنهيت عدها ! واتجهت أعد حبات الرمـال
قد أهانني هذا القلب حين بكيـت من شوقي ليال
فهل بعد هذا الذنب ذنبا تتهدم من ثقله الجبال

…….

رئيس القضاة للمتهم :-

ما قولك في ما جاء على لسان المدعي العام ؟؟
هل أنت مذنب أم غير مذنب ؟؟
بكل ثقة قال المتهم ..لست مذنبأ

رئيس القضاة :-

محامي الدفاع تفضل في الإدلاء بمرافعتك

يتقدم نحو منصة المحكمة
قد ملئ الغرور قلبه والعنجهية
وسيم ساحر ويبدو رجل قوي
عيونه حور كأنها نجوم سماوية
وجه يحويه الجمال وبسمته سحرية

وبدأ في مرافعته
…………………

السادة القضاة:

كان موكلي سجين في صدر أشقى البشر
قد ذاق العذاب والسجن وكل أنواع القهـر
الحرمان حاله ونكران ذاته ليس بقـدر
عقدين وهو لا يرى شمسا ولا يشم زهر
ويعطش شهورا وحوله ألف ألف نهـر
إن استغاث يقمع قمعا ويجلد بسوط مستعر

فتجرأت أنا من بين سائر الرجال
فتقربت من أسوار مملكة تعانق السماء
سهامي لحظ عيناي وجنودي شموخ وكبرياء
إلى معتقلة اتجهت بحذر وخفة وخفاء
فرأيت قلبها سجين صدرها يصرخ بعواء
احتويته بكل شجوني ومن نهري سقيته ماء

قال لي قلبها:-

أخيرا أتيت !!

فقد طال انتظاري

من سنين أمُني نفسي بك ليل نهاري
أنقذني من صدرها قد ضاق علي حالي
أريد أن أعيش في صدرك فأنت اختياري
لا تتركني سيدي فأنت اختياري أنت اختياري

فنزعته من صدرها ! وأسكنته صدري

فأين الجُرم أيها السادة ؟؟

وهل في إنقاذ سجين جُرم يعاقب عليه أصحاب السيادة ؟؟

قد ذاق موكلي كل العذاب ومات ألف مرة وزيادة !!

أطلقوا سراح موكلي ! فقد عانى الظلم منذ الولادة

شكرا السادة القضاة

……………..

أحد القضاة للمدعي العام (( ….؟ )) :-

هل لدى جلالتكم أي مداخلة لما تفضلت به محامي الدفاع ؟؟

المدعي العام ( …؟؟ )

مخاطبه القضاة ومحامي الدفاع وكل الحضور :

أنتم تجهلون لماذا سجنته !!!
ولماذا بسياج أضلعي أحطته ؟؟
ولماذا هو ليس كغيره حرا أردته

باختصار لا أريده أن يكون ذليل رجل يكويه بنار
الحب والعشق أيها السادة مؤلم كلحظات الاحتضار
حطام إن أحبت أعطت كل الحب وحطمت عن مملكتها الأسوار
وهي في وفائها ليست كغيرها تحب ليلا وتخون بالنهار
ما الحـب بنظري إلا لعبة يتسلا بها كل جذار

أيها السادة القضاة !
أليس من حقي أن احفظ قلبي؟؟
أليس من حقي أن اسجن حبي؟؟
أليس من حقي أن أداري ضعفي؟؟

إني أطالب هيئة المحكمة أن تعيد قلبي لصدري
وأن تعاقب هذا الرجل على اقتحامه أرضي
وأن تشوهوا وجهه حتى لايغدر تارة أخرى بقلبي
أو فسجنوه للابد حتى يكون عبرة لمن يقف ضدي

**

أحد القضاة للمدعي العام ( …؟؟ ) :-

هل لديك شهود على كل ما ذكرته من تهم بحق الحب ؟؟

المدعي العام ( …؟؟؟ ):-

نعم لدي ثلاثة شهود

( الليـٍـٍـٍل والبحـٍـٍـٍر والقلـٍـٍـٍـٍم )

رئيس القضاة :-

أيها الحاجب استدعي الشهود

يتقدم الثلاثة ويقسموا أن لا يقولوا إلا حق ولا شيئا غير الحق .

رئيس القضاة لشهود :-

أيتها الطبيعة قد اختلفنا في أمر …؟؟؟ قلبـها

فهل تشهدون أن …؟؟؟

قد صدق قولها ؟؟؟

وإنها قد ذاقت من الحب مره ؟؟

(الليــــــل)

أني أشهد بأني كم عاشق في الليل احتويته
وكم من ليلة بالظلام لففتها
وكم من مرة حين تبكي سترتها
أني أشهد بأنها عانت كثيرا حتى بكيتها

(البحـــــر)

أني اشهد بأني كم عاشقا بالحب أغرقته
وكم من متيماً على شاطئي نبذته
وكم من مرة من دموعه غسلته
إني أشهد بأنها تألمت كثيرا وما رحمتها

(القــــــلم)

إني أشهد بأن يداها كثيرا ما حملتني
وبأني سطرت له العشق كلمات أخجلتني
ومن الألم حروف باكية أدمتني
إني أشهد بأن مشاعرها كخناجر طعنتني

…………..

سكون تام بعد أن أنهى الشهود من الإدلاء بشهادتهم

إلى أن كسر الصمت صوت قاضي المحكمة قائلا

(( الحكم بعد المداولة ))

ساعتين والقضاة يتداولون فيما بينهم هذه القضية

ويقلبون أوراقها واحداثها بهدوء ورويه

حطام تناظر الوسيم وعلى شفتيها ابتسامة سخرية وازدراء
وهو يبادلها النظرات ويتمنى أن يقطعها أشلاء
وذاك القلب المتهم في قفصه ينتظر أن ينجلي هذا البــلاء

مـــجكــمــــــة

ارتفع صوت الحاجب معلنا دخول القضاة

تنحنح القاضي قبل أن ينطق بالحكم والذي جاء فيه:-

حكمت المحكمة حضوريا على المتهم

( قلب )

بالسجن المؤبد في صدر سيدته حطام !

حيث لم يظهر لدى هيئة المحكمة أي سبب لنزع قلبها من صدرها

وكذلك ما أورده الشهود بشهادتهم والتي جاءت مؤيدة لكلام حطام من حيث المعاناة

التي عانتها من قبل !

إضافة إلى عدم تمكن محامي الدفاع من إثبات أي مصلحة

من جراء إقدامه على فك اسر القلب من سجنه !

وكل ما ذكرته من أسباب لا يعد بها ولا تنظر لها المحكمة كأدلة قاطعة بل تراها كعطف به !

وقانون القضاء يمنع الأخذ بالعاطفة في الأمور القضائية والجنائية

لذلك حكمت المحكمة بالحكم السابق

رفعــــــت الجلســـــــة

اتمنى لكم احلى الاوقات اخوكم فريد البدري

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫13 تعليق

  1. شكرًا اخ فريد البدري لما كتبت …
    والشكر لسوزي دون ان تدري لخصت بكلمتين العدل ..
    ظلمت .. فتعلمت الا اظلم . 

  2. يحيا العدل,,, يحيا العدل,,,, يحيا العدل,,,
    الله لا يعذب إنسان بالحب والعشق مافي أصعب من عذاب الحب
    شكرا أخ فريد مرافعة طويلة ولكنها جميلة وسلسة وفيها أنتصر الحق على الباطل

  3. شكرا فريد البدري…جميل جدا ان يدرك الانسان ظلمه لغيرة وخاصة لحبيبه ولكن على شرط ان لايبقى ظالم الى الابد

  4. شكرا فريد قصه جميله ومعبره واجمل ما فيها الاحقاد وتوعد الخصمين
    بعضهما بالنظرات ( حطام تناظر الوسيم وعلى شفتيها ابتسامة سخرية وازدراء
    وهو يبادلها النظرات ويتمنى أن يقطعها أشلاء ) .
    الوسيم هذا عاشق على قدر ما يتمنى !
    اختيار جميل يا فريد.

  5. حكم جائر من المرأه على قلبها ! وإن حكمت عقلها !
    حتى الأن لا يعرف من يحب القلب أم العقل ؟

  6. راءعه يا بدري ،مع ان المحاكمه لم تكن عادله لأنهم لم يسألو القلب /محط النزاع/عن رأيه في الموضوع ،بلرغم من ان موقفه واضح وجلي ،وهو اختياره للحب بلرغم من مآسي صاحبه ،فلقلب لا يسمى قلبا الا اذا احب،فما لصاحبته به اذا ما أستخدمته لهذه الغايه ،فلتتركه طليقا وتمضي ومآسها دونه فهي ليست بحاجه /لساعة حاءط/تعلن عن وفاتها،،،،شكرا أخ بدري.

  7. شكرأ لكل الاخوة واخوات على تعليقاتهم الجميلة ورودهم الرائعة وهو الاخ قاسيون والاخ الفجر البعيد والاخت مي والاخت ايلين وكان تعليقها هو الاجمل وشكرا لسوزي على الاختصار على عدم الظلم مرة اخرى لانها هي انظلمت وتعلمت والانسة نور على كلمة العدالة والعدل والاخ البلدوزر شكرأ للجميع

  8. كثيرا طويله هذه المحاكمه يا فريد الحمد لله انها تمت على خير ورد القلب …….الحق لاهله

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *