مع اقتراب “عاصفة الحزم” السعودية من دخولها عامها الثاني (بقي 16 يوما على اكمالها عامها الاول) دون تحقيق اي من النتائج التي انطلقت من اجلها، وبات قصف طيرانها لاهداف مدنية يعطي نتائج عكسية تماما محليا ودوليا، بدأ الطرفان، او الخصمان، السعودي والحوثي يتخليان عن “عنادهما”، والكثير من شروطهما السابقة، ويقبلان التفاوض وجها لوجه للتوصل الى تسوية سياسية قد تنهي الحرب في اليمن.

التنازل الاكبر جاء حتما من قبل المملكة العربية السعودية، التي كانت ترفض رفضا قاطعا اي تفاوض مباشر مع تيار “انصار الله” الحوثي، او الرئيس علي عبد الله صالح، وتصر على ان تكون اي مفاوضات مباشرة، او غير مباشرة، مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وممثليه الذي انطلقت “عاصفة الحزم” من اجل اعادته الى عرشه، ولكن الامور تغيرت، ولا نعرف ما اذا كان الرئيس هادي على علم بهذه المفاوضات ام لا.

جولات من الحوار تحت مظلة الامم المتحدة في جنيف ومسقط، وبترتيب من قبل المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ، فشلت في تحقيق اي نجاح، ولذلك صعد التحالف “الحوثي الصالحي” من مواقفه، وقرر رفض اي حل سياسي، وتصعيد العمل العسكري، وان اي مفاوضات مقبلة يجب ان تكون مع الاصل، اي الحكومة السعودية، وليس مع اتباعها.

***

ستة اسباب رئيسية تقف خلف هذا الانقلاب في الموقف السعودي بالجنوح الى التفاوض وجها لوجه مع “انصار الله” الحوثيين:

•الاول: فشل “عاصفة الحزم” وغاراتها المكثفة على مدى اكثر من 12 شهرا في فرض الاستسلام على التحالف “الحوثي الصالحي”، وتصاعد اعداد الخسائر في صفوف القوات السعودية، سواء على الحدود اليمنية، او في ميادين القتال داخل اليمن،

•الثاني: تصاعد الانتقادات للغارات السعودية في اليمن، والحصار الموازي لها في اوساط الدول الغربية، واتهام البرلمان الاوروبي للمملكة بارتكاب جرائم حرب، ومطالبته حكومات بلاده بفرض حظر على بيع اسلحة للسعودية.

•ثالثا: تصاعد حالة “التململ” في الداخل السعودي من جراء اطالة امد الحرب في اليمن، وتحولها الى حرب استنزاف عسكري ومالي وبشري، وتصاعد الانتقادات للمملكة في اوساط الرأي العام العربي والعالمي، وانهيار التحالفات التي تم انشاؤها لتوفير الغطاء الاسلامي والعربي لهذه الحرب، قبل ان تنشأ.

•رابعا: النفقات المالية الهائلة على هذه الحرب، والتي تقدرها بعض الاوساط بمليارات الدولارات شهريا، تشمل تغطية نفقات القوات العربية المشاركة فيها، وتعويض المعدات والذخائر والغارات الجوية لاكثر من مئتي طائرة، وبلغ عددها ثمانية آلاف طلعة جوية، وتقديم مساعدات مالية لحكوماتها، ودول اخرى مثل مصر وباكستان والصومال وجيبوتي وجزر القمر، لكسب ودها، او حيادها على الاقل.

•خامسا: ظهور تنظيمي “الدولة الاسلامية” و”القاعدة” كقوتين رئيسيتين في الساحة اليمنية، خاصة في المناطق الواقعة خارج سيطرة قوات التحالف “الحوثي الصالحي” في جنوب اليمن، فمدينة عدن باتت تعيش حالة من الفوضى الدموية بعد “تحريرها”، وانسحاب قوات الحوثي منها، والرئيس عبد ربه منصور هادي بات “معتقلا” في قصر المعيشيق الذي يقع على قمة “تلة” في عدن، ووصلت التفجيرات الى مدخله، وبات اطول عمر لمحافظ عدن لا يزيد عن بضعة اسابيع، بسبب الاغتيالات والعمليات الانتحارية والسيارات المفخخة، والشيء نفسه يقال عن قادة الامن والشرطة، مضافا الى ذلك خوف امريكا من قيام دولة او امارة اسلامية عند مدخل باب المندب تهدد خطوط الملاحة الدولية التجارية والعسكرية.

•سادسا: تصريحات الجنرال مسعود جزايري نائب رئيس هيئة اركان القوات المسلحة الايرانية اليوم (الثلاثاء) مع وكالة “تنسيم” للانباء التي قال فيها ان ايران قد تدعم الحوثيين بنفس اسلوب دعمها للرئيس بشار الاسد في سورية، اي ارسال مستشارين عسكريين، وهذا يعني تحول اليمن الى سورية ثانية.

اما اذا انتقلنا الى الاسباب التي دفعت التيار الحوثي للقبول بالمفاوضات المباشرة مع السلطات السعودية فيعود ذلك الى حصوله على اعتراف و”شرعية” سعودية كقوة رئيسية في الساحة اليمنية، ولكون الدعوة وصلته من الرياض، واجراء المفاوضات على اراض سعودية، ولانه يدرك جيدا ان الحرب ستنتهي بحل سياسي في النهاية، والاستمرار في الحرب، في ظل لجوء الطرف الثاني الى السلم “تكتيك” ذكي لتقليص الخسائر وتجنب معركة صنعاء، طالما ان هذا الحل السياسي يحقق مطالبه في ابعاد الرئيس هادي وتأسيس مجلس رئاسي، وحكومة وحدة وطنية، ومرحلة انتقالية.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة الآن هو عن التبعات التي يمكن ان تترتب على المفاوضات هذه على خريطة التحالفات داخل اليمن، او على صعيد التحالف العربي الذي يشارك في الحرب بقيادة السعودية.
من الصعب اصدار احكام مسبقة او متسرعة لكن ما يمكن قوله في هذه العجالة ان مجرد دعوة السعودية لوفد حوثي للتفاوض للوصول الى اتفاق، كلي او جزئي، للتهدئة يعني اقتناعها بان الحل العسكري في اليمن غير ممكن ان لم يكن مستحيلا، وان الجناح الذي يطالب بالعقلانية والمراجعة فيها، واسرتها الحاكمة، بدأ يجد آذانا صاغية، وما علينا الا الانتظار لمعرفة الخيط الابيض من الاسود، وسط هذه الحرب المغلفة بسحب سوداء كثيفة من التشاؤم والغموض

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫13 تعليق

  1. الحوثي على مائدة “الكبسة”!
    محمد جميح
    نعم وصل وفد الحوثي إلى أبها السعودية البارحة، تناول “الكبسة”، التي يتهم خصومه بتناولها.
    الحق أن المرء يحار وهو يراقب أداء هذه الجماعة المؤدلجة التي لا يمكن لمؤيديها أن يسجلوا لها أي نجاح، سوى في نشر الفتن والحروب التي دمرت بلادنا.
    قال لهم هادي زمان: تعالوا للتفاوض في عدن. قالوا: التفاوض في صنعاء. قال لهم: تعالوا إلى تعز. قالوا: الحوار في صنعاء، رمز سيادة البلاد، لن نذهب إلى خارج صنعا، أو خارج اليمن.
    ذهبوا بعد ذلك إلى جنيف وبييل في سويسرا بدلاً من عدن وتعز. داخل اليمن.
    قالت لهم السعودية: تعالوا للرياض، ووجهت الدعوات للكل لحضور مؤتمر الرياض.
    رفضوا الحضور، وقال سيد الكهف عمن حضر مؤتمر الرياض: مرتزقة.
    اليوم يذهب الحوثيون سراً إلى أبها، ليس للقاء مسؤولين سياسيين سعوديين، ولكن للقاء مسؤولين أمنيين كانوا قريبين من حوارات مسقط، لترتيب تخلي الحوثي عن أحلامه المحطمة.
    الذهاب إلى السعودية يعني قبول ما تم رفضه بالأمس، بعد أن انهكت الحرب الجماعة، ودمرت البلاد.
    لا أرى عيباً في الذهاب إلى أبها، بل أرى العيب أصلاً في رفض الذهاب إلى الرياض من قبل.
    كم نفوس أزهقت، ومعمار تهدم بين دعوة هادي للحوار في عدن، وزيارة محمد عبدالسلام السرية إلى أبها؟!
    كل ما في الأمر أن الحوثيين فقط وجهوا طعنة للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وللمؤتمر الشعبي العام، بذهابهم منفردين إلى “كبسة” الرياض. قال أحد مسؤوليهم: تعشوا بِه قبل أن يتغدى بكم، وكانت الساعة قد بدأت العد التنازلي لمن يصل أولاً إلى الرياض. وصلوا قبل صالح الذي لن ينساها لهم.
    كنا نعلم أن الهرولة إلى الرياض ستكون سريعة، لكننا لم نكن نعرف أن الحوثي سيسبق حليف الرياض السابق إليها.
    الأهم من مسألة من يصل أولاً، أن الحوثيين أيقنوا اليوم أن أحلام السيطرة انهارت، وأنهم بدون الجلوس على “مائدة الكبسة”، لن يصمدوا طويلاً.
    الخطر المحدق بهم جعلهم يهرولون، خصمهم الأحمر يخترق تحصيناتهم باتصالاته في عمران وصنعاء وصعدة، وحجة، وبوادر تمرد القوات المسلحة لاحت مع رفض جنود وضباط لواء العمالقة في عمران استقبال القيادة التي عينها الحوثيون.
    الحوثيون يخسرون الأرض والحلفاء في الداخل والخارج. “حزب الله” شغلته الرياض بنفسه، وحاصرته مالياً وسياسياً، أما عمهم حسن روحاني فصرح أمس أن الإيرانيين تعبوا من مشاكلهم الخارجية.
    لابد للحوثي من تلافي الانهيار المريع، خدعته نشوة “ما نبالي”، إلى أن عرف معنى اللامبالاة، وعد بالحج في مكة، وذهب لتناول “الكبسة” في أبها. لا حرج دعوه يتنازل، ناولوه السلم لينزل من على شجرة غروره، لا تحرجوه، فقط علموه من أين تؤكل الكتف، أو الكبسة.
    الحل في اليمن واضح المعالم. له مرجعية وطنية، هي الحوار الوطني، ومرجعية عربية، هي المبادرة الخليجية، ومرجعية دولية، هي القرارات الأممية، وآخرها القرار ٢٢١٦، وهذه كلها ليست في صالح المشروع الطائفي المسلح للحوثيين في اليمن.
    الحل في اليمن سيبنى تحت أعين الرياض، والحوثيون سلموا بذلك، ولا عيب، صنعاء أقرب إلى الرياض منها إلى طهران.
    سيتم وضع لمسات الحل الأخيرة في الرياض، ثم سيجتمع اليمنيون مجدداً بإشراف ولد الشيخ، لإخراج الحل السعودي في إطار دولي وبرعاية أممية، تماماً كما حصل مع المبادرة الخليجية التي كانت سعودية – في الأصل – ثم أصبحت خليجية، فعربية، إلى أن أخرجتها الأمم المتحدة في إطار دولي.
    لكن السؤال الذي تحز في النفس إجابته: إذا كان الحوثيون سيعودون لمرجعيات الحل اليمني بعد خراب مالطة، فلماذا لم يرجعوا لهذه المرجعيات قبل جناية براقش على نفسها؟
    يا أُمَّةً ضحكت من جهلها الأممُ
    .
    منقول

  2. هادي عبد ربه ماهو الا قطعة شطرنج بيد السعودية التي فشلت في سورية وفي اليمن بالرغم من شرائهم جيوش من مختلف بقاع المعمورة فالسعودية ضنا منها انها ستتحكم في مصير الدول وتسخرهم حسب اهوائها كما سخرت عبد ربه فلتدفع السعودية ثمن غرور وغطرسة حكامها

  3. لاسف ان الكاتب يكتب من منطلق حقده الدفين على مملكه الخير ويؤيده عدد ما اللبنانيين اللذين طردوا بسبب دعم حزب الشياطين…
    هذا الكاتب لا يحترم القرّاء ولا يحترم الحقائق على الارض والوضع العسكري!!
    السعوديه بجيشها وأبطالها مع المقاومه الشريفه في اليمن تقف على مشارف صنعاء وصعده وسوف طأ على رؤوسهم سلما او حربا
    أعزك الله يا بلدي
    رفعتي رؤوسنا

  4. مقال من اوله لاخره غلط
    عاصفة الحزم انتصرت يا نايم في الوهم .. اصحى

    1. الحوثيون. .… أبطال ..اليمن ..
      رح يحرروها من. دواعش وقواعد أل سلول حلفاء الأمريكان والصهاينة ..
      ورح يصنعو يمن قوي.…
      ورح تتحرر فلسطين .بأيديهم .عماقريب.. …
      اللعنة على ال سلول. .…

      اي أنتصار تحقق في اليمن. .… .؟
      الحوثيون أنصار الله هم المسيطر..
      أما المرتزقة…بيدكوهم. تحت اقدامهم.

  5. موضوع متل العادة بيعبر عن صاحبه وقهره على حلف المماتعة والمقاولة .المجوس واحبابهم ومحاولته انه يلاقيلهم اي انتصار …
    ..انا ما قريت الموضوع كله لأنه مواضيعك بحسها فيها كمية خزعبلات وافتراضات كتيرة ..قريت رؤوس اقلام بس
    السعودية عم تخسر الحرب متل ما خبرتنا جنابك وشعبها عم يتململ من خسائرها مع اني ما سمعت هالشي الا من جرائد محور الشر والفتن ايران واحبابها اللي جايب الخبر منهم
    بالعكس بمواقع التواصل كل المعلقين السعوديين مع هالحرب وازدادت شعبية الملك بسبب هالحرب لانه صار فيه تململ واضح عند كتير من السعوديين والمسلمين من حالة الوهن والضعف اللي كانت فيها السعودية ايام الملك عبد الله اللي خلت الفرس واذنابهم يتمدمدوا وتكتر جرائمهم وتدخلاتهم ببلاد المسلمين وهالحرب اعادت لهم الشعور بالقوة والهيبة وشفنا لما قررت السعودية الحرب كلهم وافقوا عرب واجانب حتى لو مو عاجبهم
    ولما قررت تحط حزبالة بقوائم الإرهاب كل العرب وافقوا حتى لو معترضين
    ولما بس قالت انه بدها تشارك بحرب برية لقتال داعش بسوريا وصل عواء ايران وروسيا واذنابها للمريخ من خوفهم انها تتدخل ..وهذا دليل انه السعودية بأقوى حالاتها والا ليش ليخافوا من تدخل دولة عم تنهزم وتنكسر باليمن ؟؟ ا
    اما تصريح شو اسمه هادا جنرال المجوس انه رح يتدخلوا فكلامه تهديد فاضي ما بيسوى قرش مصدي ولا بيخوف حدا ..بعد المسافة بين ايران واليمن ما بتسمحلهم انهم يتدخلوا اد ما نبحوا وهددوا ومستشاريهم العسكريين طرزاني وصحبه لو كانوا قادرين يحققوا نصر بتدخلهم كانوا حققوه بسوريا و ما ركضت روسيا تشارك بالحرب بعد هزائمهم المنكرة …
    حزبالة عصابته مدربة على القتال من سنيين و مسلحة بأحدث سلاح والطيران عم يساندهم و رغم هيك انكسرت بالشام وخسائرهم كل يوم ولله الحمد بالعشرات وهنن يا حسرتي كم عشرة 🙂
    فكيف بقى مع الحوثيين اللي ما عندهم خبرة ولا اسلحة كافية والطيران فوق راسهم عم يقصفهم
    طيب السعودية مسكينة مهزومة لهيك قبلت تتفاوض مع الحوثيين المنتصرين متل ما خبرتنا هنن ليش ليقبلوا يتفاوضوا معها و داخل السعودية مع انهم ببداية الحرب رفضوا رفض قاطع انه يتفاوضوا بأرضها .؟
    كل الرويات اللي قلتها عن اسباب قبولهم بالتفاوض ما الها مصداقية لأنه السعودية من البداية قبلت تفاوضهم وكان بدها حل سلمي وما كانت عم ترفض مشاركتهم بالحكم كانت رافضة طالح اليمن الخاين بس لكن هنن غرتهم ايران وانها بتقدر تساعدهم وينتصروا لكن هلأ لما تركتهم لمصيرهم وما قدرت غير تهدد وتتوعد و الخسائر عم تتوالى كل يوم وعم تتقدم المقاومة على الأرض قبلوا مرغمين احسن من خسارة مذلة ممكن تنهيهم ….من يومين لسه السعودية المنهزمة و المقاومة فكوا حصار تعز بس عم يخسروا مع هيك …تشاووو

  6. ولله راح يشوو بصل علا اذانكو يا يهود الحوثيين بسلاح بصصيط هزموكو نشالله قربت نهايتكو يان تنابل

  7. الله وأكبر
    الكاتب وباقي القطيع مصدقين انفسهم ويفصلوا ويلبسوا ع مزاجهم
    * يهرفوا بما لايعرفوا
    * هكذا تم اسقاط العرب منذ
    أيام هنا القاهره .. ولندن قااالت
    * اللهم اجعلهم بحالهم هذه للابد

  8. في الصورة التي يقف فيها ملك السعودية أعلى من خصومه:
    هل يقف على تل من البترودولار حتي يبدو أعلى قامة من خصومه؟
    الآموال لاتصنع زعامة الى الآبد وأي من الزعماء الذين تم وضعهم في الصورة تحت قدميه يستطيع أن يهزمه عسكريا شر هزيمة. الصورة تعبر عن نفخة كذابة على النمط الخليجي وتنم عن العقلية الخليجية الضعيفة المغرورة بكثرة المال.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *