اسهار بعد اسهار .. الطبعة الثانية

(الآن ..

يعود الألم الطرفيُّ إلي المركز ، ويفلت البالونات عامٌ أتمَّ امتلاء خسائري ، وتسقط البالونات في الدقيقة الطليعية من عام ٍ يعد بالكثير من خسائري المؤجلة ، وأمرُّ منحنياً ، لكن بكثافة ٍ شديدة . تحت أقواس خسائري ، وأخلد هذا المنعطف الشهير بسلة ٍ من الشوك المقدس ، والمكدس ، في بهو ٍ سحيق ٍمن الزهور الذابلة ، تكريماً لشبه ِ أبي البشريِّ لا أكثر ، وأسأل كل القوي الإيجابية في الطبيعة أن تجعل من هذا الطقس البسيط أفعالَ وفاءٍ لعابر ٍ يرج قامته المرتفعة في روحي الفردية بتصرفات ٍ مرتفعة ، وأستطيع أن التقط خيوط حميميته بوضوح ٍ أخاذ ، من بين غابة من الخيوط المتشابكة . والمتشابهة أيضاً ).

بهذه اللغة الصعبة يستهل الشاعر محمد رفعت الدومي كتابه (اسهار بعد اسهار ) الذي صدر حديثا عن مكتبة النهضة المصرية الطبعة الثانية منه ، وهكذا يختتم عمله :

(والآن ..

إنني انتبه تماماً إلي أنه ليس يوجد أحدٌ يستطيع أن يجترح استبصارات الماضي فضلاً عن المستقبل ، خاصة إذا كان ذلك الماضي ينطوي علي غابةٍ من التقاطعات الحادة ، كذلك ليس هدفي هو تحريك الماضي ، وإنما هدفي هو انتهاك ما في نيته من خطر ٍ علي المستقبل .

وإنني أمسك الآن ، بالقليل من الحزن يتبدد ، بعد أن ألقيتُ بالقليل من التكلسات الداخلية المزعجة فوق رءوس الكلمات ، وإن كانت التعاسة لا تزال حية ً، تتشبث بامتلائها) .

 
cover
وما بين البداية والنهاية نص يقبل التصنيف كرواية ، وان كان الي السيرة الذاتية أقرب ، لكن المؤكد أن لغة النص لغة فريدة بامتياز، تصل  فى كثير من الأحيان ذروة النقطة الشعرية، مما يجعل التواصل مع  الطرح عسيرا، ولكن بعد عدد من الصفحات سيجد القارئ نفسه قد انخرط في عالم الكاتب ، عالم الجنوب المغلق علي الكثير من الأسرار ..

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *