مرسلة من صديق نورت prince norway

يقول أحد الفلاسفة أن الثورات.. يخطط لها حكماء، وينفذها مغامرون، ويستغلها انتهازيون، بل إن الثورات تأكل نفسها وليس أم الثورات (الثورة الفرنسية) استثناء من ذلك. وفي عصرنا الحاضر ربما كانت الثورة الإيرانية من أوضح الأمثلة؛ فقد كان في إيران أحزاب قومية واشتراكية وشيوعية تقاوم حكم الشاه، ولم يكن للملالي أو ما عرف لاحقا بولاية الفقيه أي دور ولم يكن للانقلاب الذي قام به محمد مصدق رئيس وزراء الشاه في بداية الخمسينيات من القرن الماضي أي صفة دينية أو ولاية فقيه كحال إيران اليوم. كما أن أركان الثورة التي سميت بثورة الخميني ليسوا من رجالات الدينكبني صدر، وبازركان، وإبراهيم يزدي، وقطب زاده .. وغيرهم كثير.
لقد كان شاه إيران في عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي في مواجهة المد القومي العربي بقيادة عبدالناصر الذي أقدم على اتخاذ عدد من القرارات الاشتراكية من بينها توزيع الأراضي الزراعية على الفلاحين، في مواجهة ذلك أقدم شاه إيران باتخاذ إجراء مماثل حيث بدأ بما سمي في حينه بـ(الثورة البيضاء) وبدأ بتوزيع الأراضي المملوكة للأسرة الإمراطورية وترشيد التصرف بواردات النفط وعندما جاء الدور على أملاك أصحاب الخمس (الملالي) ثارت ثائرتهم وقامت قيامتهم ولم تقعد إلا بعودة الخميني من منفاه الذي انتهى إليه في فرنسا.
بعد ثورة الشاه االبيضاء لجأ الخميني إلى النجف الأشرف في العراق وانضم إليه عدد من الملالي. ومرة أخرى عندما استتب الأمر لحكم حزب البعث في العراق سن بعض القوانين التي تنظم التصرف بأموال الخمس وما يرد لخزينة العتبات المقدسة وهذا ما أثار الملالي مرة أخرى وهو ما حمل الخميني على مغادرة العراق إلى فرنسا. وليس صحيحا أن الخميني غادر العراق بسبب اتفاقية الجزائر وبطلب من شاه إيران بموجب تلك الاتفاقيه كما أشاع اتباع الخميني بعد الثورة، فهو لم يغادر العراق إلا بعد ثلاث سنوات من الاتفاقيه المبرمة في عام 1975، بينما غادر الخميني إلى فرنسا عام 1978، علما أنه غادر أولا إلى الكويت لكنها رفضت دخوله وعاد مرة أخرى إلى النجف ثم إلى فرنسا لاحقا.
ألا يحق لنا أن نتساءل: إذا كانت ثورة الخميني هي دفاعا عن حوزة الدين فلماذا لم تكن له مشاركات في محاولات انقلابيه على الشاه سابقا كانقلاب محمد مصدق مثلا، لماذا لم تنتفض الحوزات الدينية وأتباعها وتحمل السلاح إلا بعد قوانين الشاه المشهوره والمسماه (الثورة البيضاء)، ثم لماذا أقدم الخميني على قتل أو سجن أونفي كل من عارضه من منفذي ثورته تلك. لقد سميت ثورة الخميني بثورة (الكاسيت) كما يسمى ما يجري في بعض البلدان العربية اليوم بثورة الفيسبوك. وشتان بين هذه وتلك؛ فالأولى بادعاء ديني مذهبي بحت، وما يجري الآن ثورة شباب تجاوز زمن العنصرية والمذهبية والفئوية. ولها من الأسباب بعدد القائمين بها من الشباب العربي. ونفهم أن يقوم ملايين الشباب بثورة طلبا للحرية بما فيها حرية العمل طلبا للرزق، لكننا لا نفهم أن يقوم رجالات دين أيا كان هذا الدين أصله أومذهبه بثورة تخفي ما وراءها من مقاصد دنيوية بما في ذلك سلطة الحكم والاستحواذ على الخمس.
ما الفرق أن تذهب أموال الخمس في زماننا هذا إلى رجالات الدين (الملالي) فيصبحوا مثل إقطاعيي الأراضي، ورجالات الكنيسة (ملاك الإقطاعيات) في القرون الوسطى؟! .. لقد جاءت آية الخمس في سورة الأنفال (واعلموا أن ماغنمتم من شيء فإن لله خمسه وللرسول ولذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل). وقيل الكثير في تفسير وتعليل ماهية الخمس، ولسنا بصدد تلك التفاسير لكن ما يعنينا أن يحرف الكلم الطيب عن مواضعه لتذهب أموال الخمس إلى الموالي أتباع الولي الفقيه، علما أن ولاية الفقيه المطلقة هذه لم تعرف في الإسلام إلا بمجيء آية الله العظمى (الخميني)، حيث أصبح الولي هو المرجع والمتصرف بشئون المسلمين الدينية والدنيوية، وهو المرجع الأعلى في السياسة والاقتصاد والإدارة، كما أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة. أليس هذا أقرب إلى دكتاتورية كنيسة القرون الوسطى منه إلى سماحة الإسلام!.
وبعد الغزو الأمريكي للعراق أصبح هناك صراع خفي بين القائمين على العتبات المقدسة في قم والنجف وكربلاء، كالصراع بين عائلتي الصدر والحكيم لدرجة الاقتتال، وبالتأكيد فإنه وبعد الاحتلال فإن اليد الطولى أصبحت لإيران، وأصبح المرجع الشيعي الإيراني (السيستاني) هو راعي العتبات المقدسة والمرجع الأول ومقره النجف، وعلى مرئى ومسمع أمريكا. وللتذكير فإن أمريكا هي التي أعادت الشاه إلى عرشه بعد انقلاب مصدق.
فعين الرضى عن كل عيب كليلة             كما أن عين السخط تبدي المساوئا
ورحم الله الإمام الشافعي.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫11 تعليق

  1. في الدين الاسلامي الخمس لله وللرسول ، يتم التصرف به كصدقات، وهذا الخمس ليس هو الزكاة ، بل هو ناتج من غنائم الحرب فقط ، فالغنائم يتم توزيعها عادة على المحاربين ، ويستقطع خمس هذه الغنائم ليتصرف به الرسول عليه الصلاة والسلام، او من يخلفه ، وذلك باعطائه صدقات لمن يستحقها وحتى لو لم يشارك في الغزوات والحروب … اما الخُمس الذي يؤخذ من المؤمنين هذه الايام ، كنوع من الزكاة يتصرف به رجال الدين ، فهذا لا يجب ان يُسمى خمسا ، بل زكاة ….فكما يدفع السني زكاة ماله بما يعادل 2,5% فان الشيعي يدفع زكاة خمسة في المئة! ولكن يسمونه خمسا!!! ، ولكنها تذهب لرجال الدين بدلا من ذهابها لبيت المال … على كل حال ما يدفعه المؤمن هو زكاة عن ماله ، ويأجره الله عليه ، اما من يصرف هذه الزكاة المدفوعة من المؤمن، فانه يتحمل وزر عمله اذا لم يصرفه في ما امره الله به واستفاد هو منه واعطى الفُتات للفقراء والمساكين ،،، هذا اذا اعطاهم شيئا في الاصل !!!!

  2. فلوس الخمس والزكاة والايرادات التي تاتي من العتبات المقدسه
    في العراق كانت في يد صدام بصراحه ماشافت الناس منها شي
    لكن المرحوم قام في مره بكساء العتبات في النجف الاشرف في مرقد
    الامام رضي الله عنه بالذهب الخالص وفي بغداد ايضا كسا الكاظم
    بالذهب والامام الكاظم له محبيه وزواره ايضا من غير دول لكن الان
    اموال العتبات والخمس والزكاة بيد الحوزه العلميه في النجف والسيستاني
    وسمعت بدائويوزعون للفقراء والمتاجين وفتحو دار للمسنيين
    ومعاهد لتعليم القران واكيد في كثير اشياء لا نعرفها

  3. نورت ..لماذا هذا المساس بمعتقدات الناس..ولماذا هذا الموضوع اصلا..هل هي موضه؟؟؟ ام انه جبن وهروب من مواجهة اسرائيل المحتله..والتوجه الى ايران وتضخيم خطرها المزمع على العالم العربي وهي بالحقيقة خطره جدا ولكن على عملاء امريكا واليهود..هنا لا ادافع عن اشخاص وان كان الامام الخميني رحمه الله مثالا يحتذى به بالثورات النظيفه وها هو انتقل الى جوار ربه ولا يملك من دنياه الا ماذهب به..ولم تكشف بنوك سويسرا عن ملايين باسمه او باسماء اولاده او بناته..ولم تكشف وكالات الفضاء عن اي كوكب سجل باسم الخميني..اتقوا الله في الرجل..فلا الفقير سلم منكم ولا العصامي سلم منكم..ولا حزب الله ولا البحرين وثوارها وشرقيه الحجاز ولا العراق وحياته الجديده..لو هناك كوكب آخر لسكنه الشيعه وترككم مع ربكم (الشاب الامرد الاجعد الذي تدعون)..كيف لك ياكاتب المقال ان تواجه نفسك وتنظر الى وجهك بالمرآه وانت تكتب عن رجل وعن حقائق بكل هذا الزيف..انصرف الى الكتابه عن شيوخ وامراء وملوك ورؤساء ماانزل الله بهم من سلطان..اتقوا الله في الناس…ولا اعتقد يانورت انك محتاجه لنشر هكذا مواضيه

  4. شكرا البرنس على موضوعك ..
    يارب يجي يوم ونخلص من ايران مثلما خلصنا من اسامة بن لادن ..

  5. اذا نطعن في ثورة الامام الراحل سوفى نطعن في جميع الثورات العربية من حق الشعوب والقادة الشرفاء ان ينتفض ضد الظلم والطواغيت وهذا ما حدث في ايران من ثورة عظيمة غيرت مجرى التاريخ وصدمت القاصي والداني وارادوها ان تموت لكن كلمة الله هي القوى والاثبت وهذا المقال الذي في طياته سموم وحقد لكونهم شيعة لو كان من مذهب ثاني لظهر الثناء ولكل اناء بمافيه ينضح والبقى الله والموت لمستضعفيين

  6. علي ابو تراب في أيار 11, 2011 | نورت ..لماذا هذا المساس بمعتقدات الناس..ولماذا هذا الموضوع اصلا..هل هي موضه؟؟؟ ام انه جبن وهروب من مواجهة اسرائيل المحتله..والتوجه الى ايران وتضخيم خطرها المزمع على العالم العربي وهي بالحقيقة خطره جدا ولكن على عملاء امريكا واليهود..هنا لا ادافع عن اشخاص وان كان الامام الخميني رحمه الله مثالا يحتذى به بالثورات النظيفه وها هو انتقل الى جوار ربه ولا يملك من دنياه الا ماذهب به..ولم تكشف بنوك سويسرا عن ملايين باسمه او باسماء اولاده او بناته..ولم تكشف وكالات الفضاء عن اي كوكب سجل باسم الخميني..اتقوا الله في الرجل..فلا الفقير سلم منكم ولا العصامي سلم منكم..ولا حزب الله ولا البحرين وثوارها وشرقيه الحجاز ولا العراق وحياته الجديده..لو هناك كوكب آخر لسكنه الشيعه وترككم مع ربكم (الشاب الامرد الاجعد الذي تدعون)..كيف لك ياكاتب المقال ان تواجه نفسك وتنظر الى وجهك بالمرآه وانت تكتب عن رجل وعن حقائق بكل هذا الزيف..انصرف الى الكتابه عن شيوخ وامراء وملوك ورؤساء ماانزل الله بهم من سلطان..اتقوا الله في الناس…ولا اعتقد يانورت انك محتاجه لنشر هكذا مواضيه

    ………………..
    copy

  7. شكرا للجميع على التعليق
    الموضوع هذا لا ينم على اي عنصرية ولاكنة واقع وحقائق
    الاخوة الشيعة نحن نرى مواضيع تخصكم وكتابات امثال
    حيدر الوائلي
    المهاجر فينا ونقبل هذا
    رغم ما فيها من دس السم والعسل والطائفية فعليكم تقبل الطرف الاخر
    احترامي للجميع وشكرا مرة اخرى للجميع

  8. لا تعلیق عن الموضوع
    لکن ألیس بلدک الیمن ومایجری فیه الآن من مذابح أولی باهتمامک ؟

ماذا تقول أنت؟
اترك رداً على علي ابو تراب إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *