د.كمال اللبواني: حقائق هامة وخطيرة عن البرنامج النووي الإيراني السري في سوريا
– POSTED ON 2015/08/24
POSTED IN: مقالات وتحليلات

unnamed (7)

د. كمال اللبواني: كلنا شركاء

بمناسبة ذكرى مجزرة الغوطة الكيميائية ، وبسبب معركة الابادة والتهجير التي تتعرض لها الزبداني ، أقدم هذه المعلومات الهامة التي تريثت كثيرا في نشرها لأقول للمجتمع الدولي :

إذا كان مسموحا للميليشيات والنظم الإرهابية أن تصنع أسلحة الدمار الشامل وأن تستخدمها ؟ وإذا كانت شعوب المنطقة ودولها لا تخشى على نفسها منها ؟ وإذا كان القانون الدولي معطلا بقرار من الدول العظمى ، التي أصبحت تقدم الرعاية والحصانة للمجرمين !!! واستبدلت حقوق الانسان بحقوق السفاحين بالقتل والترويع والتهجير وامتلاك أسلحة الدمار الشامل ؟؟؟ … فلماذا لا نعطي داعش أيضا حق الوصول إلى هذا السلاح أسوة بغيرها من الإرهابيين ؟ عملا بالمبادئ الديمقراطية التي تتغنون بها !!!

وأقول في هذا الصدد محذرا : إذا لم يتحرك المجتمع الدولي ولا الدول الغربية ولا الدول الإقليمية لوضع حد لمشروع حزب الله في بناء دولته المارقة على الأراضي السورية ، وتطوير ترسانته من أسلحة الدمار الشامل عليها … فنحن ننتظر من دولة الخلافة الاسلامية أن تتجه سريعا لهذه المستودعات والمصانع الواقعة ضمن الأراضي السورية بالقرب من الحدود اللبنانية التي يحاول حزب الله جعلها مربعا خاصا به ، وتحصل منها على كل ما تريد من سموم ويورانيوم وعتاد نوعي ، لتسعمله هي أيضا من أجل بقائها … وكما يقول المثل من باعك بالبصل بِعْه بالقشور … وفهمكم كفاية …

قصة المشروع الكيميائي – النووي لحزب الله :

نبدأ من اعلان حافظ الأسد سعيه لتحقيق التوازن الاستراتيجي مع اسرائيل ، واحتفاظه في كل مرة بحق الرد حتى التوصل لذلك ، فبعد تدمير المفاعل النووي العراقي ، وقيام الثورة الاسلامية في ايران ، طور حافظ الأسد علاقات وطيدة مع طهران ، واستفاد من علاقاته المميزة مع كوريا الشمالية والاتحاد السوفييتي، وباشر مع ايران برنامجا نوويا سريا مشتركا بخبرات كورية شمالية وسوفيتية ، واستفاد أيضا من علاقاته مع معمر القذافي الذي اشترى تقنيات نووية من باكستان … وهكذا صار حافظ يقتطع مبالغ كبيرة من الموازنة لتحقيق مشروعه ، وكان يردد أن عائدات النفط التي لا تدخل الموازنة هي في أيدي أمينة ( طبعا هو يستغل هذا المشروع الاستراتيجي السري والنفقات العسكرية الضخمة لتغطية سرقاته وعائلته لعائدات النفط التي لم تدخل عمليا الموازنة الحكومية ) و كان يقصد بهذا التوازن الاستراتيجي امتلاك أسلحة الدمار الشامل ؟ التي سيستخدمها للحفاظ على نظامه الطائفي . ونظرا لقربه من اسرائيل ولخشيته من قصف المنشآت على أرضه. قرر استخدام ايران كشريك بعيد في ذلك المشروع الاستراتيجي … وهو يشمل السلاح الكيمياوي ، والصواريخ البعيدة المدى ، والسلاح النووي. وقد أقام علاقات وثيقة بين الخبراء النوويين السورين والإيرانيين والكوريين ، عبر مركز البحوث العلمية العسكري، وكانت هناك برامج تدريب وتأهيل مشتركة، وزيارات متكررة سرية طويلة لطهران وكوريا وبالعكس . وقد حرص حافظ على الحضور شخصيا لكل استلام وتسليم بين الرؤساء الإيرانيين لكونه شريكا في هذا الملف السري الخطير .

ومع استلام بشار الأسد للسلطة أطلق يد ايران أكثر فأكثر في سوريا . ويبدو أن بشار الأرعن كان مستعجلا ، وقد قبل بإنشاء القسم العسكري من البرنامج النووي المشترك على أراضيه ، بعد تعذر ذلك في ايران التي خضعت للتفتيش والرقابة الشديدة ، وخزن التكنولوجيا التي كان قد طورها العراق والتي تم نقلها لسوريا قبل القبول بالتفتيش ، ورفض اعادتها ، وهكذا أعجبت فكرة القوة هذا المعتوه بالعظمة ، ولتفادي مصير صدام تمت المباشرة سرا في انشاء مفاعل الكبر في دير الزور ، وهو الذي انكشف أمره ودمر ، أو ربما (كشف عمدا للتمويه على الموقع الحقيقي)… في حين كان يجري تحضير أمكنة أخرى بشكل سري منذ مدة طويلة (قبل تدمير مفاعل الكبر بل منذ بداية فترة بشار ) . فمشروع ايران النووي بتقديرنا هو مشروع سوري ايراني مشترك ، ظاهره سلمي (ايران) يشكل القاعدة التقنية لبرنامج عسكري سري مكمل له يقام في دولة أخرى ( سوريا ) .

نحن نعتقد أنه قد بوشر في التفكير في اقامة مركز عسكري سري على الحدود مع لبنان في أكثر من موقع ، منذ بداية عهد بشار وتحديدا عام 2002، والتي يتوفر في بعضها كل العناصر اللوجستية اللازمة لتركيب وتشغيل مفاعل نووي يعمل بالماء الثقيل بالنموذج الكوري ، يقوم بتحويل اليورانيوم المنضب في المفاعلات السلمية لبلوتونيوم مشع ينتج بسرعة وسهولة كميات كافية لصنع عدة قنابل صغيرة ( حيث يكفي 10 كغ بلوتونيوم لصنع قنبلة ، في مقابل طن من اليورانيوم عالي الخصوبة كحد أدنى ) ، وبوجود المطارات العسكرية القريبة، وبوجود الأنفاق التي تربط تلك المراكز بالأراضي اللبنانية ، يتم النقل السري للمعدات والعاملين ، إلى مراكز سرية عسكرية تبنى في مغاور وكهوف ضخمة يجري تمويهها بشكل جيد ، وهذه المراكز تمتد من القصير نحو القلمون والشعرة وصولا للناعمة ومعسكر نبع بردى وزرزر ، وجبال الصبورة ، وكل منها يتكون من انفاق ومغر عميقة جدا في الجبال وبعضها يترتبط بمصادر مياه غزيره لتأمين التبريد اللازم لأي مفاعل نووي .

قد تكون هذه التحضيرات وراء الحديث المتكرر عن المفاجآت التي يتوعد حزب الله وايران بها ، وتوعد بها حسن نصر الله في أكثر من خطاب له مهددا اسرائيل والعالم . والسبب الخفي وراء استماتة الحزب في الدفاع عن النظام ، ثم اصراره على احتلال القصير وتهجير سكانها واستبدالهم ، والسبب وراء تمدده نحو القلمون فالزبداني لاستيطانها وإقامة دويلته المارقة ، في حال سقط النظام ، مدعيا أنها ضرورية لتحرير القدس ؟…. مبررا لحاضنته الشعبية وكوادره دفع كل تلك الخسائر في الأرواح في سبيل تحقيقها .

لقد تمكنت مجموعات الاستطلاع التابعة لوحدات الجيش الحر العاملة في المنطقة من رصد ومتابعة هذه المراكز وقدمت معطيات جدية حولها … تقييمنا الأولي لهذه المعطيات هو الآتي :

من المؤكد وجود مصانع ومستودعات سرية عسكرية ايرانية خطيرة وكبيرة جدا بأمرة حزب الله وبالتعاون مع النظام السوري في المنطقة الواقعة على الحدود مع لبنان .
حتما في هذه المواقع يتم تخزين وتصنيع منتجات كيمياوية بشكل مستمر وحتى الآن ، وصناعة قذائف وصواريخ ذات رؤوس كيميائية . وقد نقل إليها الكثير من المخزون الكيميائي السوري وأدوات التصنيع .
من المثبت وجود نية استخدام هذه المواقع لأغراض نووية نظرا للتحضيرات اللوجستية المتكاملة المصطنعة والمقصود تمويهها ، وبشكل خاص تلك القريبة من السدود المائية .
أما نوع ومستوى التجهيزات النووية المشتبه في وجودها فعلا ، فهو أمر يحتاج للتقييم و المزيد من التقصي : بشكل خاص التقصي عن تركيب ، أو ربما تشغيل ، مفاعل نووي صغير يعمل بالماء الثقيل لتحويل اليورانيوم المنضب لبلوتونيوم ، ( أشارت اليه صحيفة دير شبيغل قبل أقل من سنة ) و التقصي عن القيام بعمليات تخصيب اليوانيوم لنسب مرتفعة جدا ، وتخزين منتجات ومعدات نووية أخرى . وقنابل قذرة ، ويورانيوم منضب ، ومخصب … ويورانيوم خام ينقل بطائرات وسفن لبنانية غير مسجلة دوليا من وسط افريقيا…
تاريخ النظام وحزب الله وايران في المراوغة ، ومحاولاتهم السابقة في الكبر ، تعزز الشك بوجود مركز نووي عسكري قيد الإنشاء أو قد التشغيل ، كما أن نوعية المكان وتحضيراته والسرية الشدية المحاطة به تجعله مكانا مشتبها بشدة .
الظرف الذي يمر به النظام السوري والإيراني وحزب الله والصراعات الخطيرة التي فتحها في كل مكان ، يجعله مستعجلا في امتلاك الأسلحة الحاسمة نظرا للخطر الوجودي الذي يعيشه ، والذي يشبه المرحلة التي سبقت انهيار النازية ، عندما صارت في تسابق مع الزمن لانتاج هذا السلاح .
المدلولات السياسية:

وجود مربع أمني ايراني لحزب الله فوق الأراضي السورية ، يشكل حالة احتلال يقوم به لبنان تجاه دولة مجاورة معترف باستقلالها .
تخزين وتصنيع سلاح الدمار الشامل من قبل دول أجنبية وميليشيات تابعة لها على الأراضي السورية ضمن برامج سرية دون علم وموافقة الشعب السوري أو اللبناني ، هو خرق فاضح للسيادة وللقانون الدولي .
تصنيع أسلحة ممنوعة دوليا ( كيماوي ) وتخزينها بالرغم من توقيع سوريا لمعاهدة الحظر ، هو خرق اضافي.
تقديم دليل جديد على التضليل الإيراني وسوء النية لديها حتى بعد توقيعها الاتفاق النووي مع الغرب …. فهي تفترض دوما احتمال دخولها بصراع مسلح مع الغرب وتتحضر له .
إثبات أن البرنامج النووي الإيراني موزع على عدة دول لتضليل الرقابة الدولية وتشتيت المسؤولية .
إثبات عدم سلمية النشاطات النووية الإيرانية ، وترجيح وجود تحضيرات لانتاج السلاح النووي ، وربما المباشرة الفعلية في انتاجه .. على الأراضي السورية ضمن المربع الأمني لحزب الله . مستغلة فشل الدولة السورية التي كانت هي أحد مسببيه . مستفيدة من التراخي الدولي بعد توقيع الاتفاقية المغرية اقتصاديا للغرب .
إثبات أن سوريا شريك أساسي في المشروع النووي الإيراني العسكري ، وضرورة شمول عمليات التحقق والتفتيش أراضيها وأراضي لبنان والعراق ضمن أي اتفاق مع ايران ، والدليل هو مفاعل الكبر وهذه المواقع التي تؤكد استمرار هذه النية في انتاج سلاح نووي.
حزب الله (كميليشيا ارهابية تقتل وتهجر الشعب السوري ) هي شريك أيضا في صنع أسلحة الدمار الشامل التي يهدد بها كل شعوب المنطقة ويركز في اعلامه على إبادة ما تبقى من الشعب اليهودي وحرق اسرائيل ، إذا ما تعرض للضغوط والعرقلة ، لذلك هو أخطر من القاعدة وداعش .
اثبات كذب النظام السوري في تخلصه من السلاح الكيماوي وكذلك النووي وتطبيق العقوبات الجزائية عليه .
اثبات نية حزب الله صنع دويلة مارقة خاصة به في سوريا يديرها كما يشاء بعيدا عن ضغوط اللبنانيين أو أي شرعية ، تشمل قمم جبال لبنان الشرقية التي ستصبح منصة لتهديد المنطقة كلها وهذا ما يستوجب احالته لمجلس الأمن الضامن للأمن ولسلامة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة .
اثبات ضرورة العودة بالتفاوض مع ايران للوراء وتشميل نشاطات سوريا ولبنان والعراق وأراضيهم للتحقيق .
التنبيه لأهمية القيام فورا بتفتيش المواقع المشتبهة ، حيث لا تستطيع السلطة في سوريا الاعتراض لأنها وقعت اتفاقية الحظر ،
تخلي النظام عن تلك المناطق لميليشيا أجنبية ، يجعلها أرض لا تحكمها سلطة ، وبالتالي يشملها مبدأ الدفاع العميق لبقية الدول ، التي يصبح لها الحق في دخولها والقيام بعمليات عسكرية فيها .
ضرورة التخطيط لدخول هذه المواقع بالقوة وتفتيشها ، وذلك أفضل كثيرا من تدميرها خوفا من كوارث وتلوث في المنطقة . لأن اثبات وجود سلاح دمار شامل بيد مليشيات ارهابية يستوجب سحب سلاح حزب الله كاملا وتسليمه للدولة اللبنانية بقرار دولي ، وحظر هذا الحزب لخرقه القانون الدولي وارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ، والتخطيط لارتكاب المزيد منها .
الدخول إلى هذه المواقع سيكشف مدى تطور البرامج النووية والعسكرية الإيرانية .
الفشل في التدخل الفاعل والسريع ، سيجعل هذه المصانع والمستودعات هدفا مباشرا لتنظيم الدولة الذي سيتجه عاجلا أم آجلا للمنطقة، ويحصل منها على كل ما يريد من عتاد وسموم ويورانيوم ونفايات قذرة … خاصة بعد أن اضطرنا التراخي والتخاذل والغباء الدولي للحديث عنها علنا …
الشعب السوري ليس وحده من يجب أن يدفع ثمن غباء وانحطاط المجتمع الدولي وقلة أخلاقه . ولعنة الدم السوري ستطال جميع المتواطئين بإذن الله .. والله هو الحق وهو المنتقم لضحايا الغوطة ودوما والزبداني ..

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *