بعض الأبناء يكون لوالديه عوناعلى الطاعة معينا لهما على ما

يقربهم من ربهم بأسلوب لين رحيم .

لا يوغل صدورهم بغيبة أو نميمة ولا يملأ قلوبهم بحقد أو ضغينة

يحاول أن يقربهم من ذوي الرحم ويعينهم على وصل أرحامهم

ويسعى لإذابة الخلافات بكلمات طيبة وأسلوب مهذب .

فيذكرهم بالتسامح والتقارب ونبذ الخلافات ليجعل لوالديه بين

أقربائهم مكانة مرموقة ويجعلهم محل ود واحترام أقربائهم لكن

هناك من هم على نقيض أوغلوا صدور آبائهم بالغيبة والنميمة ونشر النزاع بينهم وبين

أرحامهم وأصهارهم تراهم دائما ما يثيرون المشكلات ويستغلون

عاطفة آبائهم نحوهم فيصبح الوالد محكوما بما يراه ابنه وما يريد

منه .

وهذا النوع من الأبناء لا يأبه بموقف أبيه الشخصي أمام ربه

وقرابته بقدر ما يرضيه تشكيل والده على رغبته الشخصية

 وإرضاء نفسه وذاته ونزعاته العدوانية نحو الآخرين وكم نسمع

بمشكلات تثيرها الأخت ضد أخيها والأخ ضد أخته أو الأخوة ضد

بعضهم أو ضد أقاربهم .

متجاهلين ومتناسين ما أوردوا أبائهم نحوه من ظلم وقطيعة وذنوب

ومعاصي تستلزم التوبة وبدلا من أن يقودوا آبائهم نحو ما يقربهم

من الجنة والعمل الصالح والخاتمة الحسنة يفتنوهم ويتسببون في

إيقاعهم في الذنوب من لعن وسب وشتم ودعاء بغير حق وقطيعة .

إذ يضطر الأب والأم تحت تأثير أحد أبنائهم للميل والتفرقة بين

أبنائه أو قطيعة أرحامه وهذا ظلم فكم من ابن ساق والديه نحو

مواقف محرجة وتسبب في التقليل من مكانتهم في عيون الآخري

والأكثر من ذلك أن يجعل والديه وسيلة للإضرار بأحدهم فيتخذهما

سلاحا ليؤلم به من لا سلطة له عليه من أخ أو أخت أو غيرهما

فيقنع الوالدين باتخاذ مواقف عدوانية ومضرة كالطرد أو الوصية

باستبعاد أحد الأبناء من الميراث .

فكم من أبناء وبنات فتنوا آبائهم وأوردوهم المهالك والواقع مشحون

بمثل هذه القصص ولكن هل تخيل الأبناء أن يكون أحدهم سببا في

عذاب وإضلال أبيه هل نسوا أن الجزاء من جنس العمل وسيكون

 

لأحدهم أبناء يضلونهم كما أضلوا آبائهم فمعاونة الوالدين على

المنكر عقوق محض والله المستعان{إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ

عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ}.

قوله تعالى: ” إنما أموالكم وأولادكم فتنة ” أي بلاء واختبار يحملكم

على كسب المحرم ومنع حق الله تعالى، فلا تطيعوهم في معصية

الله.

وقال القتبي: فتنة أي إغرام يقال : فتن الرجل بالمرأة أي شغف بها.

وقيل فتنة محنة.

ومنه قول الشاعر: لقـد فتـن النـاس فـي دينهـم وخلـى ابـن عفـان

شـراً طويـلاً

وقال ابن مسعود: لا يقولن أحدكم اللهم اعصمني من الفتنة، فانه

ليس أحد منكم يرجع إلى مال وأهل وولده إلا وهو مشتمل على فتنة

ولكن ليقل: اللهم إني أعوذ بك من مضلات الفتن.

وقال الحسن في قوله تعالى: ” إن من أزواجكم “: أدخل من

للتبعيض، لأن كلهم ليسوا بأعداء. ولم يذكر من في قوله تعالى: ”

إنما أموالكم وأولادكم فتنة ” لأنهما لا يخلوان من الفتنة واشتعال

القلب بهما.

إنما أموالكم وأولادكم فتنة ومعنى كون المال والولد فتنة أنهما

اختبار وابتلاء فمن الناس من يكون المال والولد سببا في صلاحه

واستقامته ومنهم من يطغيه ذلك ويصرفه عن طاعة ربه سبحانه

فمن الفتنة أن الإنسان يلتهي بهم عن العمل الصالح أو يحملونه على

قطيعة الرحم أو الوقوع في المعصية فيستجيب لهم بدافع المحبة لهم

ولهذا قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ

عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{المنافقون :9}.


شارك الخبر:

شارك برأيك

‫24 تعليق

  1. ” و بالوالدين إحسانا” …طاعة الوالدين واجبة…الله يرحم أمي و يطول بعمر أبي…
    ميرسي أم ريان…أنا بغيت نسولك واحد سؤال شوية خصوصي بالنسبة لي؟

    1. لا احب ان اتكلم عن أموري الشخصية و لكن مضطرة… شخص مقرب مني جدااا و مقرب من أمي الله يرحمها… يعني من عائلتها و كان غالي عليها (بدون ذكر وجه القرابة) لم يعزينا فيها …يا هل ترى أزوره لان أمي تعزه أم لا؟ سمعت أنه إذا كان الوالدين يعزان و يقدران شخصا مقربا منهما فيجب زيارة ذلك الشخص بعد وفاة احد الوالدين من باب صلة الرحم…و لكن انا ماأزال متألمة لأنه لم يقدم واجب العزاء فيها…و هذا أكبر خطأ ارتكبه هذا الشخص رغم صلة القرابة…و لا اعرف ما هو عذره؟

      1. أختي مريم ولو أن السؤال غير موجّه لي .. ولكن من بر الوالدين بر من كانا يودان قبل موتهما ووصله ..!!

        1. و لكن يا مأمون هذا الشخص سبب لنا أكبر صدمة و جرح هو شخص مقرب من امي الله يرحمها…في حياتها هي من كانت تزوره من باب صلة الرحم…و لم تقاطعه يوما رغم أنه لا يزوروها…و بعد موتها استخسر فيها تعزية…

          1. أنتِ قلتِ يا أختي أنك لا تعرفين عذره .. فربما يكون معذوراً .. والله أعلم ..!!

          2. شكرااا أم ريان و شكرا مأمون…الله يسامحنا جميعا و إن كنت متأكدة أن لا عذر له…و هل قدم يوما عذرا مقبولا بعدم زيارتها حتى عندما كانت حية …حتى يقدم عذرا بعدم تقديم واجب العزاء و هي الآن بيني يدي
            مولاها…على كل حال اللي فيه الخير يجيبه ربنا…و الله يسامحنا جميعا و يقدرنا على فعل الخير…

      2. أولا أشكرك لفتح قلبك لي و لمنحي هذا الشرف أن أتناقش معك في هذا الأمرو رجو أن أكون عند حسن ظنك….
        أولا لعل عنده عذر ، ما دام أنه قريب لكم فأظنه يشارككم الحزن ، فلا مانع من زيارته ما دامت أمك الله يرحمها تحبه فالرسول عليه الصلاة و السلام كان يحسن لصديقات أمنا خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها…

  2. أشهد أن لا إلـﮧ إلاَّ اللـَّـﮧ و أشهد أن مُـכـمَّــدْ رَسُــولُ اللـَّـﮧ
    ۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۞——— استغفر معنا ———-۞۞۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩ ۩ ۞ أسـتـغـفـر الله العظـيـم الـذي لا إله إلا هو الـحـي القـيـوم وأتـوبُ إلـيـه ۞ ۩ ۩ ۞ أسـتـغـفـر الله العظـيـم الـذي لا إله إلا هو الـحـي القـيـوم وأتـوبُ إلـيـه ۞ ۩ ۩ ۞ أسـتـغـفـر الله العظـيـم الـذي لا إله إلا هو الـحـي القـيـوم وأتـوبُ إلـيـه ۞ ۩ ۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۩۞۞————————————۞۞۩۩۩۩۩۩۩۩ ۩۩

  3. الأبناء إما أن يكونوا زينة لآبائهم في الحياة .. او يكونوا أعداءً لهم ..
    ومقياس ذلك هو مدى قربهم من الله ومدى التزامهم بالأخلاق .. حينها يندرجون تحت قوله تعالى “” المال والبنون زينة الحياة الدنيا …””
    وإن كانوا بعيدين عن الاخلاقيات والدين فهم أعداء ويندرجون تحت قوله تعالى ” إن من ازواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم .. “”
    شكراً أختي أم ريّان ..!!

  4. ( رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } .
    شكر الله لك أم ريان

  5. الله سبحانه وتعالى جعل في جوف المرء قلبا ونفسا فيها هوى يستميلها لكنه في الوقت نفسه وهبه عقلا يساعده على كبح جماح هذه النفس التي تميل الى ما تهوى ،وهنا يحدث التوازن في تركيبة الانسان لانه من فكر وعاطفة كل يطغى في مكانه وموقفه الذي يتوجب فيه ان يكون.وطبعا الابناء الى مرحلة معينة يكونون مسيرين من الاباء لانهم يمهدون لهم طريقهم الى تكوين شخصياتهم حتى يحين دور الابناء لرد جزء من جميل ابائهم ببرهم والاحسان اليهم ولكن هل يعني هذا ان الابن يوجه ابويه حقا ؟ اجد ان الامر يتعلق بمطاوعة النفس .
    شكرا ام ريان على الموضوع.( ههه ما فهمتش مليح واش تقصدي قلت لك هديك الليلة راني تقفلت عدت ما نفهمش)

  6. ام ريان والله هذا الكلام ذهب .. تسلمين ..
    كان في عندي صديقه بدأ اخيها بصنع العداوه بينه وبينها لان زوجته لم تكن تحب اخته .. وعندما اصبح والده رجل مُسن وعلى فراش الموت اجبره ان يكتب الوصيه باسمه مع ان الوالد كان يحب ابنته كثيرا ..وهي من اعز صديقاتي واعلنت التبرئه منه في الجريده الرسميه ولحد هذا اليوم لا تلفظ كلمة اخي بل تقول ابن امي وابي .. لا اعلم كيف سيواجه هذا الاخ ربه وكيف سيربي اولاده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
    الف شكر ام ريان

  7. أهلا نادية منورانا دايما بطلتك الحلوة….
    حب الدنيا يعمي القلوب المظلمة و لكن الأب كذلك يتحمل بعض الوزر لحرمان بنته …

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *