اجل، قال العرب: شقيقتنا اسرائيل…! 
الاسلاميون قالوا هذا ايضاً. تابعوا فتاوى البعض منهم، واصغوا الى كلام محمد مرسي وراشد الغنوشي ومحمد رياض الشقفة في الامر. هل تناهت اليكم كلمة واحدة من المرشد الرشيد محمد بديع حول اسرائيل؟ وهل هي المصادفة ان نجد كتاباً من « الاخوان المسلمين» في مصر يستلهمون ملوك التوراة، بمن فيهم الملك داود، في كتاباتهم وفي مقاربتهم للبنية الفلسفية، والعقائدية، والتاريخية ،للدين الاسلامي.. 
لن نبرر للسوريين انهم لم يتصدوا للطائرات الاسرائيلية في منطقة دير الزور (ولا نتصور ان منشأة نووية تقام في ذلك العراء)، كما اننا لا نبرر لهم عدم تصديهم للطائرات إياها وهي تغير على جمرايا. كلنا عاجزون، ونزداد عجزاً يوماً بعد يوم… 
هذا العجز السوري جزء من العجز العربي العام. عند الاشقاء العرب انتهى الصراع عندما اقرت قمة بيروت المبادرة الشهيرة التي لم تكن لتمتلك حتى اسنان السلحفاة. بقيت مكانها فيما كانت دبابات ارييل شارون تدمر المجمعات والمخيمات الفلسطينية حتى قبل ان تزال الاعلام (او الرايات) من امام فندق فينيسيا في بيروت… 
هؤلاء العرب الذين يزغردون للثورات اين هو نظامهم الامني والسياسي؟ واين هي منظومتهم الاستراتيجية؟ واين هي منظمتهم الاقتصادية التي لا نطمح بأي حال ان تكون على شاكلة منظمة شنغهاي التي قد تصبح تركيا جزءاً منها، ولا حتى على شاكلة منظمة قزوين « حيث الخراف تسعى لتكون نموراً»، كما كتب «الفايننشال تايمز»؟ 
اين هي المسافة بين الاحساس بالهوان والاحساس بالعار، وبينهما الاحساس بالفضيحة، حين تستطيع اسرائيل ان تضرب في عمق دولة عربية، ثم يبادر نبيل العربي الى التنديد بلغة بديع الزمان الهمذاني قبل ان يذكرّه احدهم بأن عضوية سوريا في الجامعة البهية معلقة؟ لا تستغربوا ابداً اذا ما بقيت الامور هكذا ان يمنح مقعد سوريا لاسرائيل، دون ان يهز احد قول محمد الماغوط، ولو من العالم الآخر، ان يعرب بن قحطان طلب اللجوء السياسي الى…جهنم! 
ومرة اخرى، دون الدفاع عن اي نظام، هل يعرف الاخوان في الائتلاف الوطني، بمن فيهم» الاخوان المسلمون» بطبيعة الحال ان الموساد اخترق، دون اي مشقة، بعض الضباط المنشقين والذين قدموا ما لديهم من معلومات الى جهاز الاستخبارات الاسرائيلية، بما فيها المعلومات حول مجمع جمرايا، فلماذا يحظر على سوريا تطوير امكاناتها الكيميائية والبيولوجية لبناء توازن الحد الادنى، فيما الترسانة النووية الاسرائيلية اكبر من الترسانة البريطانية او الفرنسية، بما في ذلك الترسانة النيوترونية وبعدما بات معروفا ان صمويل كوهين بعث بتصميم القنبلة النيوترونية التي تقضي على البشر فقط الى اسرائيل عام 1979 وحتى قبل ان يطلع عليها الرئيس جيمي كارتر… 
واضح تماماً ان الموساد اصبح جزءاً من « الثورة» في سوريا. هذا على الارض. ماذا عن جماعة اسطنبول وعن جماعة باريس؟ اسألوا رفاقهم في القاعات او في الاروقة. يتحدثون علناً ويقولون هذا تركي، وهذا فرنسي، وهذا اميركي، وهذا ايضاً وايضاً اسرائيلي. اين العيب في ذلك؟ 
من زمان اخذنا علماً بأننا النسخة العربية (البائسة) عن الهنود الحمر. لاحظوا الريش المزركش المزروع في رؤوسنا، ولاحظوا وجوهنا التي تغطيها الاصباغ. هذه سوريا التي تضرب. ليست سوريا بشار الاسد ولا سوريا احمد معاذ الخطيب، ألا يستحق الامر دعوة مجلس وزراء الخارجية العرب للالتئام؟ 
حين طرحنا السؤال على زميل مصري على علاقة وطيدة بنبيل العربي دون ان يكون، بالضرورة، متفقاً معه في سياساته وفي ارتباطاته. قال لنا بمنتهى الجدية» كان يمكن ان ينعقد المجلس لو ان الطائرات السورية اغارت على اسرائيل، اما العكس فهو ليس من صلاحيات الاخ نبيل العربي». 
ندرك ذلك تماماً، و«النيويورك تايمز» ابلغتنا ان ادارة الرئيس باراك اوباما احيطت مسبقاً باعتزام حكومة بنيامين نتنياهو تدمير المنشأة التي (ويا للغرابة!) لم تكن محمية لا من اجهزة الرادار ولا من صواريخ ارض-جو، حتى ولو قيل ان «الارهابيين» ركزوا ضرباتهم على اجهزة الرادار كما على بطاريات الصواريخ. هذا حدث فعلاً، ولكن هل حدث الى ذلك الحد الذي يبقى فيه مركز على هذا المستوى من الحساسية بحماية بضع دبابات وعشرات الجنود دون ان يأخذ احدهم بالاعتبار ان الاسرائيليين يمكن ان يكتشفوا مكان المركز ومهمته ان عبر الاقمار الصناعية الاميركية والاسرائيلية او عبر بعض المنشقين الذين وضعوا امكاناتهم في خدمة الموساد… 
انتبهوا، هذا حصل عن قناعة بأن العدو واحد او مشترك وهو النظام، كما لو ان العلاقة التكتيكية هنا تخـتلف عن العلاقة الاستراتيجية. بمنتهى الشفافية اسرائيل ليست عدوة بل شقيقة… 
كل ما في الامر اننا ازددنا قناعة بأننا اقل بكثير من الهنود الحمر الذين كانوا يتكاتفون في لحظة الخطر. نحن نمزق لحم بعضنا البعض. في مهرجان القبائل الذي هو مهرجان الجاهلية.. 
قال العرب اسرائيل شقيقتنا لا سوريا، وقالت اسرائيل لا دولة بعد الآن في سوريا؟ هل فهمنا معنى الغارة؟ 
نبيه البرجي

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫110 تعليقات

  1. “أَنَّـا إِبْنُــ فَـلَسْطِـيَنْ وَإِلَيْهِــأُ أَنَّـتَمَّــــيَ

    وَلَــوَ عَـلِـقَـوَنِيَّ عَـلِـىَ آَلَمَـشَـانّــقُ لْـنَ أَنْـحَـنَـيّ

  2. الله يِسعِدْ قَلبْ كُل منْ قـآل ♥ أنآ فلسطينــي ~|| ♥

      1. ويسعد قلبك شو مزوء وشديد الاحترررررررام بكنه الك خييييو جمال ولا عاش هم في عربي ولا حزن بقلبه وانت منهم 🙂

  3. أخيراً:
    نصائح لتجنب إشعاع الكومبيوتر
    قدم باحث صيني عشر نصائح تساعد مستخديمي الكومبيوتر على الوقاية من الإشعاع, منها الإكثار من تناول الرمان
    1. نصح باستخدام الكومبيوتر المحمول بدلاً من الكومبيوتر الثاب.
    2. تنظيف شلشة الكومبيوتر يوميا.
    3. الابتعاد عن شاشة الكومبيوتر مسافة ً لا تقل عن 30 سم.
    4. التحرك لمدة 10 دقائق كل ساعة.
    5. غسل الوجه مرة كل 3 ساعات .
    6. الإكثار من تناول الرمان.
    7. عدم استخدام الكومبيوترل لآكثر من 5 ساعات يوميا وبشكل متواصل.
    8. تعديل لمعان الشاشة.
    9. استخدام لوحة تصفية خاصة للكومبيوتر.
    10. عدم النوم أمام الكومبيوتر

    و أضيف نصيحة رقم 11 لا تدخل إلى الكومبيوتر معلومات كاذبة فتُسجل في ميزان سيئاتك.
    ويمكننا أن نستفيد من نصائحكم التي لم تخطر ببالنا.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *