في عيد ميلادي الآول
السلام عليكم
نادني كما شئت، فأسمائي كثيرة، دلّعني إنْ رغبت، اسخرْ مني، لديك كامل الحرية في الحديث عني، أو مخاطبتي. أعرف أنك تكرهني وتمقتني، وتلعن الساعة التي سمعت بي فيها، ولا تظن أنك بمأمنٍ مني.لقد مضى أكثر من سنة على إقامتي لديك،و على إشغالي بالك وتفكيرك، أنت وحكومتك الفاسده التي أضافتني على قائمة حججها المبتذلة والطويلة، أتضامن معك يا صديقي. هل كنت تسمع بمنظمة الصحة العالمية قبل ظهوري؟ ماذا أقول لك؟ أنا فيروس لطيف.بعد سنه بالكمال والتمام Happy Anniversary
على علاقتك بتلك الكمامة طبعاً بغضّ النظر عن لونها، نوعية قماشها وماركة تصنيعها، أليست صديقة جيّدة؟ ولو أنها مقيتة وبشعة وسيّئة، لكن ربما دامت علاقتك بها أكثر من غيرها، فلتنظرْ إلى الأمر من هذا الجانب، ستتحسّن علاقتك المتدهورة معها ربما. لقد كانت سنة مذهلة حقاً، أعجبني مناخ إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا كثيراً، وكل أوروبا بشكل عام، وأقمت في أمريكا فترة طويلة. حتى أني دخلت البيت الأبيض، فكرهني سيده السابق ترامب ، كرهني أنا وكل الصينيين. أما فترة إقامتي قرب حوض الأمازون، خصوصاً في البرازيل، فكانت مروّعة.
الشرق الأوسط؟ آه من الشرق الأوسط! وآهين من أفريقيا! لم تكن تلك الدول “المعتّرة” مستعدة لاستقبالي، كعادتها مع أشقائي وأولاد عمومتي الفيروسات. زرت كل مكان تقريباً، ولا زلت أتنقل وأسافر وأنقل العدوى.
بالمناسبة أنا مثلك أحب السفر و الترحال.
عرفت من عدّادات منظمة صحتك العالمية، أن الإصابات بي تجاوزت 100 مليون إنسان، والوفيات تكاد تقترب من 2.5 مليوناً آخرين، وحالات الشفاء وصلت إلى أكثر من 57 مليون شخص، بغض النظر عن عمر من توفي بسببي، والمستوى الصحي لديه، إلا أن نسبة كبيرة منهم قيل إنهم احتاجوا أجهزة تنفسٍ اصطناعي وأكسجين وغرف عناية مشددة، ولم تقدر دولهم تأمين ذلك. لا مستشفيات جاهزة ولا مراكز حجر، حتى أنها تعاملت معي بسخافة وحماقة، أتوجد دولة في العالم أغلقت فقط لمدة عشرين يوم غير سوريا؟ أيوجد من يقول “معندناش مشكلة مع كورونا”، وبلده ضمن التصنيفات العالمية للبلدان الموبوءة غير عبفتاح السيسي؟
لكن دولاً عربيه كثيرة من تلك الفصيلة استطاعت شراء أحدث البوارج والطائرات ومنظومات الصواريخ الحربية، لقمع ثورات شعوبها وفعلت ولا تزال تفعل، ثم أكون أنا القاتل!
بصراحة، أحياناً أقرأ ما تكتب صحفكم وأسمع أعلامكم ولو ما يزال بعضهم يخطئ أحياناً في المفاهيم والمعلومات الصحيه عني، وأتابع ما تبثه تلفزيوناتكم عني، التي أوجدت وظيفة ثانية “Part Time” للأطباء والخبراء الصحيين، بعد الظهر. لقد صاروا أهم من المذيعين فعلاً. حزين جداً على هذه العناوين والمضامين. يقولون إني دمّرت العالم وأنهكت اقتصاده، يتهموني بالتسبب في وقوع مئات الملايين بمستنقعات الفقر المدقع، يتهموني بأني من سرّح 19% من العمال والموظفين، وأني خفّضتُ رواتب 24% منهم، وأني أنقصتُ ساعات عمل 32% منهم، وأني أمرتُ بإعطاء عطلة بلا أجر لأكثر من 40% منهم، وأني السبب في إيقاف 1.5 مليار طالب عن التحصيل العلمي، هكذا تقول تقارير إحصائية صادرة عما تسمونه “البنك الدولي” لسنة 2020.
لا أبرّئ نفسي. بشكل أو بآخر، لدي يدٌ في ذلك، لكن أيحق لي أن أسأل: هل فعلاً أنا من يتحمّل المسؤولية عن كل تلك المتاعب?
أريد تذكيرك بأن وظيفتي البيولوجية والوبائية واضحة جداً، حتى أنك أصبحت خبيراً بها: سعال جاف، ارتفاع حرارة، تعب، صداع، فقدان حاسة الشم أو التذوق، وممكن إسهال، باقي الأمور ليست شغلتي. لا إيقاف التعليم، ولا بلاء الخوف ونقص المال والأنفس والثمرات، افهمْ هذه النقطة جيداً يا صابر، أو اصرخْ في وجه أي حكومة قريبة منك: أنا مجرد فيروس، مثلي مثل شقيقي السارس، وH5N1 (الطيور) ونسيبي إيبولا.
حتى أن دجاجكم وطيوركم شمتانه فيكم لانكم ذبحتوهم أيام انفلونزا الطيور
جاءكم الان كورونا ومش عارفين تعملوا معاها حاجه.
ده غير الابقار اللي بتخلص حقها وذنبها منكم لما اتهمتوهم بجنون البقر
لا أعرف متى أرحل عنك وأغيب عن مسامعك، لكنّي سمعتُ أن هناك سبعة لقاحات: روسية، بريطانية، صينية، ألمانية-أمريكية، وثلاثة أخرى أمريكية الصنع، بفاعلية مختلفة وأسعار متباينة أيضاً، ، وربما سأسمع في الفترة المقبلة عن لقاحات جديدة، أي واحد منها ستختار، إذا وصلك طبعاً؟ أو بالأحرى هل تؤمن بفكرة التطعيم؟ بما أن الجدل قائم حيالها،
طبعا مفيش ولا لقاح انتاج العرب لأنكم أهملتم علمائكم وكرمتم فنانيكم.

عرفت أن الأمم المتحدة ومنظماتها مشغولة الآن بالتفكير في كيفية توزيع تلك اللقاحات على الدول الفقيرة والمتوسطة، طمّني هل وصل أيٌ منها إلى فلسطين وقطاع غزة? اليمن؟ سوريا؟ ليبيا؟ بوركينا فاسو؟ أفغانستان؟
ليتهم يكافحون الأوبئة كما يكافحون الإرهاب. هكذا تتمنى ربما، مثلما تتمنى رحيلي، لكن لا أحد يعرف متى اختفي، ربما أظهر في سلالات جديدة كما حصل في بريطانيا ، ربما يحل بدلاً مني وباء جديد، أو بالأحرى “جديد-قديم” كما تحذّر بعض الأوساط من إمكانية انتشار وباء “نيباه” هذه السنة، وهو -كما تقول منظمتك الشهيرة- أحد أبناء عمومتي الذين ينتقلون من الحيوانات إلى البشر، عن طريق خفافيش الفاكهة التي تحب التمر ونخيله كثيراً. يقولون إنه أخطر مني، سأسأله عن الأمر حينما التقيه. الصين نفت انتشاره عندها، أعلم، لكن من يدري؟ لعلّ تلك الكمامة ستحفظ عهدها معك أكثر.
لا أحد يعرف متى تعود الحياة إلى طبيعتها كما كانت في 2019، حتى أن خلقي ضاق من معاشرتكم ، أنا أيضاً أريد الرحيل، صدقاً. أعلم أنكم اشتقتم للملاعب والسينما والترحال السهل، من دون أي نخزة أنفية أو شرجية، حتى أني حقاً لا أستطيع تخيل مونديال قطر2022 بلا جمهور، مثلما كنت لا أتصوره من دون مارادونا الغاضب على المدرجات، ذلك، إن حصل، سيحزنني، أنا وأنت وميسّي و رونالدو و أبو تريكة كثيراً.
أنتبهوا إلى أنفسكم اصدقاءي
وأنشاءالله أكون أخر عنقود الفيروسات.
والسلام عليكم
عدوتكم كورونا

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليقان

  1. يقول بعنجهية ههههههههههههههه النوكاح المتجدد لتسعة وثلاثين مرة من حلوات كل سنة ههههههههههههههههه اصبح شيء من الماضي البعيد ههههههههههههههه طول السنة ما شاف الرجال حلوات انما مقنعات ههههههههههههههه وكانهن عضوات في المافيا هههههههههههههه

  2. الفم المحتجب خلف الكمامة قد يكون مبتسماً، عابساً أو حزيناً، أو ثمة من أغلق فمه ليمنعه من الكلام أو التعبير. لا تقنّن الكمامة ابتساماتنا فقط، بل تضيّق على عباراتنا وكلماتنا لتقتصر على الضروري.
    أكتشف أن هذه الابتسامات التي كنت أوزعها للمجاملة فقط أنها كانت ضرورية، وقد تعطي لغيرنا إحساساً بالأمان، وتخفف من جو ثقيل محيط،
    أوتسعد بنت الجيران صباحاً مع كلمة صباح الخير.
    ?

ماذا تقول أنت؟
اترك رداً على أ حمد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *