بناء على قراءة سريعة، للتوجهات السياسية لدى التنظيمات “الجهادية” في كل من غرب إفريقيا وحتى شرقها، خاصة في الصومال، ومدى تواصلها مع التنظيمات الأخرى في “بلاد الشام” و”بلاد الرافدين”، يمكن أن تصل قراءتنا للوضع في مالي وصلته بملف الأزمة السورية إلى ما يلي:

– أبرز الجماعات “الجهادية” في مالي: حركة “أنصار الدين” التابعة لقبائل الطوارق، “التوحيد والجهاد” تنظيم جهادي عربي أسسه منشقون عن تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، و”أنصار الشريعة”.

– إذا تمكنت فرنسا من تحقيق حسم عسكري شبه كامل، والقضاء على جيوب واسعة للتنظيمات “الجهادية” فيها، فإنها قد تتخلى عن ملاحقة بعض الجيوب المتبقية والكتائب شريطة أن تغادر مالي بشكل نهائي وتذهب لقتال النظام السوري في سوريا. إن تخيير مقاتل “جهادي” في مالي بين قتال حكومة – مهما اختلف معها ستبقى حكومة مسلمين بنظره -، وبين الذهاب إلى “أرض الشام” التي تشكل حلما جهاديا لجميع مقاتلي التنظيمات الجهادية في العالم، فإنه سيختار الذهاب إلى الشام خاصة لقتال نظام يعتبرونه نظاما كافرا؛

– جاء في رسالة “سعيد المهاجر” من “التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”، والتي حملت عنوان “صبرا شامة الشام”، ما يؤكد رغبتهم بالذهاب للقتال في سوريا، حيث قال ” ولعلّه بهذا ينوب في خدمتكم ونصرتكم قلمي عن قدمي, فالعقبة في طريقنا إليكم كأداء، و دونكم خرط القتاد.. وإلاّ ـ يشهد الله ـ لكنّا أسرع إليكم من السّهم في ممرّه ، و الماء إلى مقرّه ..”؛

– في حال استمرت المعارك، بين كر وفر، في مالي، فإن التنظيمات الجهادية ستلجأ إلى التصعيد ضد فرنسا ومصالحها، للضغط على الحكومة الفرنسية لوقف عملياتها. وقد بدأت التنظيمات بذلك من خلال عملية خطف مجموعة من الموظفين المدنيين الغربيين واتخاذهم رهائن في الجزائر. صحيح أن الجيش الجزائري وجه ضربة قوية للخاطفين، ولكن عمليات الخطف تترك أثرها على الحكومة الفرنسية والرأي العام في فرنسا، وقد تدفعها للتفاوض مع مقاتلي مالي إما لإشراكهم في عملية سياسية فيها، أو إرسالهم لتحقيق حلمهم الجهادي في بلاد الشام؛

– قد يستغرب البعض طرحنا لنقطة وصول فرنسا، والتنظيمات الجهادية، لطاولة حوار، ولكن نقول إن من يجلس مع حركة طالبان يمكن أن يجلس مع مقاتلي مالي؛

– إن الخبراء الغربيين، في شؤون الجماعات الجهادية، التي تنشط في الشرق الأوسط وشمال وغرب إفريقيا، يفتقرون إلى قراءة عميقة حول ترابط وتواصل هذه الجماعات، والدليل على ذلك أنه لا توجد دراسة غربية واحدة تتحدث عن المكان الذي جاء منه المقاتلون إلى مالي وكيف نشطوا وظهروا فجأة، وكيفية حصولهم على السلاح، ومن هي الحكومات التي تقف وراءهم.

القسم السياسي والإستراتيجي في “سيريا بوليتيك”
 

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. يا أخ إلياس
    مالى ليس حديقة نزهه للفرنسيين ومن يساندهم من العرب والغرب ؟
    صحراء كبيره تعيش فيها جماعات مسلحه مطالبها وطنيه أكثر منها دينيه فهى جماعات تبحث عن جنة الارض وليس جنة الاخره ؟ وهى جماعات تعرف كل شبر فى الصحراء الماليه وما جاورها وفرنسا فشلت منذ البدايه !
    إدعت أولا بأنها ستقضى على تلك الجماعات من خلال الطيران وبعد أن أحست بأنها كمن يحارب محيط ! طالبت بقوات بريه ودعم من الجزائر وصارت تستجدى الامارات عن دعم مالى ! وطالبت شركائها الاروبيين بمزيد من الدعم الاستخباراتى والعسكرى فأعلنت أمريكا بأنها ستساعد فرنسا لوجستيا وألمانيا كذلك ؟
    إذن مالى ستصبح أفغانستان والعراق الجديد لكل من يحاول الدخول فيها والاعتقاد بأنها مجرد نزهه وتنتهى !!!
    فمن سيأتى لسوريا وبالاصح من أتى منهم لانهم وصلوا منذ بداية الازمه فهؤلاء مجموعات أخرى لا يربطها بمسلحى مالى غير الاسم ؟

    1. تحياتي اخ بلدوزر واحترم جدا وجهة نظرك واوافقها ولكن لا يمنع ان نعرف كل الاحتمالات وان نتمنى الخير لكل بلداننا العربيو والافريقية المنهوبة من الغرب

  2. كثرو المقالات ديال القتيلة في اي صفحة فيها القتلة وصليخ لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ……..

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *