مرسلة من صديقة الموقع koky.adel

تُرى من يريد إحراق العراق وتدمير عاصمة الرشيد؟.من يدفع باتجاه طوفان الموت والدمار هذا؟.وهل قبل العرب أن يكونوا متفرجين على موت بغداد؟.

هل هذا التدمير مجرد فعل يقوم به نفر من عتاة المجرمين ومحترفي القتل؟. بالطبع لا؟.إن الأمر يتعدى ذلك بكثير.

من يخطط؟.من يُموّل؟.ومن المستفيد من كسر العراق ومنع نهضته؟.

عندما انطلقت موجة العنف ضد المدنيين العراقيين اعتباراً من العام 2003، اجتهد كثيرون لمعرفة من يقف خلف هذه الموجة العمياء ، وبدا من الصعب حينها تحديد بصمات جهة بذاتها، وذلك لكثرة الرايات التي رفعت تحت مسميات مختلفة، وخلطت بين المفاهيم والشعارات عن قصد أو جهل.

بيد أن الحيرة لم تستمر طويلاً، إذ تكشف للجميع أن ثمة جهات معروفة قد استهوت قتل الناس في الأسواق، وتفجير حافلات الطلاب، وقطع الرؤوس على الهوية. بدا واضحاً حينها أن ثمة مخططاً مدروساً بعناية لزج العراق في أتون حرب طائفية، تستعيد فصول الحرب اللبنانية.وبدا في لحظة ما أن العراق ذاهب لا محال إلى هذه الحرب، لكن وعي العراقيين حال دون ذلك.

في غمرة العنف الطائفي، خرج البعض ليجاهر بقتل الناس في الأسواق، ويفخر بدك بيوت المواطنين العراقيين بقذائف الآر بي جي، وصواريخ غراد، بهدف تهجيرهم من أحيائهم.واعتبر هذا البعض ما يقوم به “جهاداً”.

يومها كان على الجميع، داخل العراق وخارجه، أن يتصدى لهذا النهج التدميري، وأن يتحمل مسؤولياته دون مواربة أو التفاف. بيد أن ذلك لم يحدث على النحو المطلوب، حيث طاب للبعض أن يصمت عن قول الحق، أو يتعامل بوجهين ولسانين.

بيد أن هذا لم يكن، رغم سوئه، أخطر ما في الأمر.كان الأمر الأشد وطأة على العراق قد تمثل في الاندماج بين مجموعات تحارب باسم “الدين”، وأخرى تحمل شعار القومية العربية. وكان القاسم المشترك بينهما هو مبدأ “الغاية تبرر الوسيلة”. ولم يكن لديها ثمة محظور أو محرم، حتى وإن احترق العراق من شماله إلى جنوبه.

في هذا الاندماج حدث أمران خطيران: قدرة متزايدة على تجنيد الشباب، من داخل العراق وخارجه، وخداعهم بشعارات “الجهاد وخدمة الدين”.توازيها قدرة استخباراتية وتنظيمية واسعة، ناجمة عن تجربة سياسية مديدة.

الأمر الآخر الذي أفرزه الاندماج سابق الذكر قد تمثل في بروز شعارات قومية بمضمون فئوي، ضيق وانعزالي. بالطبع، ليس هذا هو العراق الذي دافع عن القومية العربية، وحمت نسوره دمشق يوم عز النصير.

وأياً كان الأمر، فقد كان لاتحاد شعارات “الجهاد” بالإمكانات التنظيمية والاستخباراتية (والمالية) فعلها الكبير في تدمير بغداد، وتكاثر أيامها السود.

وماذا بعد؟.

ليس صحيحاً القول إن تدمير بغداد يأتي في إطار حسابات سياسية داخلية، تهدف لإزاحة قوى بعينها، حيث لا يفصل البلاد سوى وقت قصير عن انتخابات السابع من آذار مارس النيابية.

وليس صحيحاً، في الوقت نفسه، إضفاء صفة العجز على المؤسسة الرسمية العراقية بسبب عدم قدرتها على وقف مسلسل تدمير بغداد. الصحيح فقط أن هذه المؤسسة بحاجة إلى كثير من الجهد والوقت لرفع مستوى هياكلها الأمنية المختلفة، عبر تعزيز قدراتها التدريبية والتسليحية والتنظيمية والاستطلاعية، لتغدو أكثر قدرة على المواجهة، وأكثر حصانة من الاختراق.

وما المطلوب عربياً؟.

إن المطلوب هو موقف عربي يتجاوز الكلمات إلى الأفعال. موقف يقدم مختلف أشكال الدعم التي من شأنها وضع حد لمسلسل تدمير بغداد، أو أية مدينة عراقية أخرى.

على الدول العربية أن تساعد العراق في بناء فرق أمنية عالية التدريب، واقتناء أجهزة الكشف عن المتفجرات، تفوق كفاءة ما هو متاح حالياً لدى الأجهزة الأمنية العراقية، حيث تعتمد هذه الأجهزة على الجهاز(ADE 561)، الذي لا يتجاوز سعره العشرين ألف دولار، والمشكوك في كفاءته من قبل كثير من الخبراء الدوليين.

كذلك، على الدول العربية أن تساعد العراق في بناء منظومة استطلاع الكتروني، أرضي وجوي، في بغداد ومحيطها، لتقوم بمهام جمع وتحليل المعلومات، وإرسالها على نحو فوري إلى مراكز القيادة والسيطرة.ومتى وجدت مثل هذه المنظومة فلن يكون ثمة معنى للحديث عن احتمال اختراق شاحنة مفخخة لحاجز هنا أو هناك.

وعلى الدول العربية أن تتعاون، من جهة ثالثة، مع جهود العراق الخاصة بضبط أمن الحدود.وهنا تبرز الحاجة مرة أخرى إلى التقانة المتطوّرة، بموازاة الحاجة إلى التعاون الإداري والتنسيق الأمني على الأرض.

وما المطلوب خليجياَ؟

وعلى المستوى الخليجي، على وجه الخصوص، تبدو دول المنطقة معنية أكثر من غيرها بدعم الجهود الرامية إلى وقف مسلسل تدمير بغداد، فأمن العاصمة العراقية، واستقرار العراق عامة، يُعد جزءاً أصيلاً من أمن الخليج. بل إن أحداً لا يستطيع تجزئة الاستقرار الإقليمي، أو القفز على متطلباته وشروطه الموضوعية، التي يأتي في الصلب منها تطبيع الأوضاع في ربوع العراق.

إن القمة الخليجية في الكويت، معنية بالبحث مجدداً في موقع الخليج مما يدور في جوارنا العراقي، وخاصة مسلسل تدمير بغداد، وتشويه معالمها العمرانية والحضارية. وعلى دول الخليج أن تسرع من خططها الخاصة بإعادة العراق إلى هياكل العمل الخليجي المشترك، التي كان عضواً فيها.وأن تبحث عملية دمجه في مزيد من الهياكل والأطر الإقليمية.

ودول الخليج معنية، على صعيد ثالث، بالبحث عن مقاربة مرنة ومتوازنة للقضايا المالية العالقة مع الأشقاء العراقيين، فليس من المصلحة في شيء أن تبقى هذه القضايا عالقة دون حل، أو تغدو مثيرة للحساسيات والتوترات المصطنعة، في وقت نبحث فيه عن كل ما من شأنه أن يعيد للعراق أمنه واستقراره.

وفي المنتهى، فإن الدول العربية كافة، معنية على نحو لا لبس فيه، بوقف مسلسل تدمير عاصمة الرشيد.وعليها أن تمد العراق بمختلف أشكال الدعم الأمني واللوجستي، التي تعزز من فرص تحقيق أمنه واستقراه.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫32 تعليق

  1. أولا شكرا أخي العزيز كوكي على هذا الموضوع الجميل .
    سأرد على أسألتك :
    1_ من يريد أحراق العراق هم حقاده .
    2_من يدفع بأتجاه الموت والدمار أسرائيل المزعومة لأن حلمها الوحيد أن تكون لها دولة كبيرة مزعومة أسمها أسرائيل .
    3_العرب قبل وقبل لمصالحهم يبيعون شرفهم ( ليس العرب أنما زعماء العرب والمسلمين).
    4_التخطيط أسرائيلي والتمويل أيراني .
    5_ المستفيد هو من يسرق النفط ومال العراق .
    هذا من رأي الشخصي أما باقي الأخوة أنا لا أعرف .

  2. من يريد حرق العراق؟ سؤال مشروع وطبيعي في ظل أوضاع العراق البائسه والمزريه أنا أقول لك من يريد تدميره: الملالي ثم الملالي ثم تلاميذهم من أهل اللطم والضلال من مجلسهم إلي بدرهم المظلم إلي جيش مهدهم لا فك الله أسره ولا عجل بقدومه لأنه لا يوجد إلا في مخيلة أهل الشرك والضلال ثم بعد ذلك تأتي القاعدة وإن كانت لا تقتل علي الهوية كما يفعل أبناء صهيون في العراق الجريح

  3. عندما يأتي حرق بغداد من الاجنبي كما حدث من المغول الملاعين في الماضي، وكما حصل مع الاحتلال الامريكي الحالي فاننا لا نستغرب ذلك لان هذا ديدن المحتل في كل العالم …. لكن عندما ياتي حرق البلد من بعض اهلها فهنا الكارثة ،،،،

  4. ل توب كوالتي
    ان الحارق ليس فقط من اهل البلد بل مزدوج يا اخ ابو العريف
    ان السعغوديه وبالاتفاق مع اسيادها الصهاينه وكما قال احد الامراء انهم ابناء عمومه فما قاله هو صحيح فاليوم اتفق اولاد العم على الغريب هذه هي الشيمه العربيه المرتقبه والتي سوف تدوم حتى نهايه ال سعود
    فليفعلوا مايشائون والعراق سيبقى ديمقراطيا وستبقى الانتخابات الى الابد والنصر للاغلبيه الساحقه مهما فجروا ومهما فعلوا وانا متاكد سوف تنقلب عليهم قريبا وتتحول هذه الانفجارات الى ديارهم كما قال المثل
    من دق باب الناس باصبع دقوا بابه بجمع
    وسحقا لمن لايؤمن بالله واليوم الاخر

  5. احمد طعمة انت ذكي بالفطرة لو ذكي من قدرة الله لو ذكي بدافع الحقد الي جواك تجاه الاخرين ام هي شيمة منك تتصور الناس كلها ضدك هنيئأ لك ولاسيادك على هاي الديمقراطية المعفنة وليش هي السعودية بحالك ام هي دودة تهيجكم ولم لا تقول اعمامك الفرس ليش هذا الخوف والجبن لا بارك الله بكم

  6. ايش يا فيلسوف الغبرة يا احمد طعمة ،،، الا تستطيع انتقاد فكرة او أن تضع فكرتك بدون فلسفاتك ( الهبلة ) ،،، هل تتذاكى ؟؟؟

  7. الله يعين و انا معنا و تحيا العراق بطول او بتقصر رح يطلع المركان و رح ترجع العراق ان شاء الله

  8. صباح الخير
    (لا يمكن القول أن إيران هي الملاك في هذا الموضوع )
    إن الولايات المتحدة عندما دخلت العراق أيضاً قد فتحت حدود العراق حتى يأتوا كل خاصة القاعدة يدخلوا القاعدة العراق ومن ثم ينحصر عدو الولايات المتحدة ويكون العراق ساحة لتصفيتها هذه الحسابات حقيقة كانت خاطئة لم تعتقد مدى قوة القاعدة وكذلك لم تحسب المصالح التي تبتغي منها الدول الإقليمية أو المجتمع الدولي من أن يبقى العراق ضعيفاً مشتتاً !!!
    هناك مصلحة إقليمية لبعض الدول المجاورة بقيام دولة ضعيفة بالعراق, هناك دول لها نية كاملة بعدم السماح للعراق بأي ثمن كان بالظهور كدولة قوية, ولنأخذ الموقف الإيراني إيران كان طول عمرها يُعتبر العراق هو الثقل الاستراتيجي التوازني على الجانب الآخر, فهناك مصلحة حقيقية في إيران بعدم السماح للعراق بظهور دولة قوية تمتلك جيش قوي وتمتلك دولة مركزية. من مصلحة إيران عدم استقرار العراق, من مصلحة إيران تكليف الأميركان كلفة عالية في وجودهم بالعراق !!!!
    تحيات اختكم ندى

  9. إسرائيل وعملائها تريد أن تحرق العراق وكل العرب بالطائفية التي تزرعها,,,!! وإن شاء الله ستحصد إسرائيل ماتزرعه

  10. يسعد صباحكم ياأخلى ندوش وأحلى خلوس كنت ضايعة وبعدين لقيت حالي ههههههههههههههههه لا كنت مشغولة شوية بس طبعا متابعة لكم طمنيني ندى حكيتي مع أختك تطمنت عليها بالي كان عندك,,,!!

  11. لا والله نور الى حد الان لم استطيع الاتصال بها.. الرب معها مثل ما قال عزيزي اخيليس

  12. إن شاء الله بتطمني عليها عن قريب والله معها ومع كل الأخوة والأخوات في كل أنحاء العالم

  13. ليس الشعب الزعماء أو كما يسمو الملوك أو كما يسموا خدام الحرميين الشريفيين أو كما يسموا أمراء المؤمنين .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *