في البداية ما قصة وصولك للعالمية من خلال فيلم عاصفة الصحراء؟

فوجئت باتصال تليفوني للاتفاق معي حول العرض الذي حصلت عليه من أحد شركات الإنتاج العالمية الكبرى في هوليوود والتي عرضت عليه المشاركة في بطولة فيلم جديد حيث تقابلت مع بعض العاملين في هذه الشركة أثناء تواجدي في مهرجان ” كان ” حينما كنت أشارك في العرض الخاص بفيلمي الأخير ” دكان شحاته” والذي عرض في سوق المهرجان ووجد ترحابا من الحضور هناك سواء من النقاد أو غيرهم.

لكن لست مصرحا بالتحدث عن العديد من تفاصيل الفيلم إلا انه يحمل اسم “عاصفة الصحراء” أو ” العاصفة ” وهو فيلم عالمي أمريكي يتحدث عن الحرب في العراق والمأساة التي حدثت نتيجة هذه الحرب وهو فيلم سأقوم ببطولته فدوري فيه ليس مشهد أو مشهدين”، وعندما حدثني القائمين على العمل أبديت موافقة مبدئية فأنا أسعى للعالمية منذ فترة طويلة لأنني درست وعشت سنوات طويلة بالخارج وحلمي كان السينما الأمريكية ولكنني وجدت انه من الخطأ أن ابدأ مشواري الفني بالخارج ففضلت آن ابدأ من بلدي وعملي الجيد هو الذي يقدمني للعالمية”.

وحينما سافرت مهرجان “كان” مع فيلم “دكان شحاتة” تعرفت على رئيس مهرجان جنوب أفريقيا وأنا لم أكن اعرفه وعندها أدركت أن السينما بالفعل لغة عالمية حيث يتعرف على أشخاص كثيرين أنا لا اعرفهم وعندها زادت رغبتي في تقديم فيلم عالمي يبرز صورة جيدة عن العرب للغرب ففي مهرجان القاهرة السينمائي كنت أنا الممثل العربي الوحيد ووجهت دعوة للقائمين على السينما العالمية ليغيروا نظرتهم في العرب حيث قلت لهم إلى متى ستظهروا العرب في صورة الإرهابيين، حان الوقت لكي تعرفوا الصورة الحقيقة لنا فنحن شعوب واعية ومتقدمة ولسنا نعيش على الجمال وحول الهرم كما تظنون، ولهذا وافقت على الفيلم العالمي لأظهر العربي في صورته الحقيقة للعالم بأسره “.

حدثنا عن فيلمك الأخير ” دكان شحاته ” ؟

فيلم قوي لجديته وقيمته الفنية وسيبقي في تاريخ السينما طويلا وذلك لان موضوعه يمس كل فرد في المجتمع وهو قريب جدا من رجل الشارع حيث يتناول تفاصيل مجتمعنا خلال ال 30 سنة الماضية من خلال عائلة صعيدية حيث احدث جدلا كبيرا علي المستويين النقدي و الجماهيري اكثر من “حين ميسرة ” الذي وصلت إيراداته إلى 22 مليون جنيه .

الفيلم هو الثالث في مجمل الأعمال التي قدمتها مع المخرج خالد يوسف.. فكيف كان العمل الثالث معه ؟

بالفعل يعد “دكان شحاته” هو الفيلم الثالث مع المخرج خالد يوسف بعد “حين ميسرة” و “الريس عمر حرب” إلا إنني اعتبره التعاون الأول حيث بذل خالد معي مجهودا مضاعفا حتى أجسد الدور علي اكمل وجه إضافة إلى انه قدمني لاول مرة بهذه الجرأة وتلك المساحة في فيلم هام كـ ” دكان شحاته ” فهو الذي رشحني للدور فأنا اعتبر نفسي تلميذه لانه علمني أشياء كثيرة لا تعد علي رأسها اللغة بين الممثل والكاميرا وان أفكر 24 ساعة في التمثيل معه .. كما أن التعامل مع خالد يوسف شرف لي واشكره انه راهن علي في هذا الدور.

وكيف وجدت التحضير لهذا الدور ؟

لقد كان مرهقا جدا رغم انه سابع فيلم سينمائي لي إلا انه مختلفا تماما لأنني اظهر في شخصية تشكل الشر في داخل الشخصية بشكل تراكمي بسبب تفضيل الأب لشحاته طوال الوقت عن باقي اخوته وهذا تطلب استعدادا نفسيا كبيرا من اجل تقمص الشخصية بالإضافة إلى التحدث باللهجة الصعيدية والتي فاجأني بها المخرج خالد يوسف مع أول أيام التصوير فبعدما كنا متفقين أن يكون الأب “محمود حميدة ” هو الوحيد المتحدث باللهجة الصعيدية إلا انه فاجأني بطلبه مما جعلني اجلس أتحدث بالساعات مع بواب العمارة “الصعيدي” حتى استعير طريقته كما إنني نفذت اللهجة بطريقة واقعية أي خليط بين القاهري والصعيدي ورغم إنني شعرت مع اللهجة الصعيدية بجهد مضاعف إلا إنها زادت من صدق الشخصية .. كما حرصت علي الاحتكاك بأهل محافظة المنيا حين سافرنا للتصوير هناك حتى اعرف المزيد عن حياتهم وردود أفعالهم وكل هذا أفادني في تجسيد الشخصية

وما الذي وجدته حينما قرأت شخصية “سالم” ؟

شعرت بانه الدور الذي ابحث عنه منذ بدايتي في الفن وبعد عرض الفيلم حرصت علي رصد ردود أفعال الجمهور وسعدت جدا حين شعرت بمدي الكراهية لشخصية “سالم” وشعرت وقتها بنجاحي في تقديم الشخصية رغم أن هذا كلفني الكثير وكدت ادخل في اكثر من مشاجرة بسبب تعاطف الجمهور مع “شحاته” جعل بعضهم يقول لي “حرام عليك ليه كده” فكنت انزعج من ذلك إلا إنني اذكرهم بأنه تمثيل في النهاية .

تعاملت مع هيفاء كزوج أمام الكاميرا ..فكيف كان ذلك ؟

أن الشخصية التي قدمتها في الفيلم هي شخصية مركبة فهناك العديد من الأسباب أدت إلى تكوين شخصية “سالم” وهذا طبيعي جدا بالنسبة لنا كبشر فتفاصيل الشخصية صعبة جدا وردود أفعال “سالم” متباينة بين موقف واخر فأحيانا نجد “سالم” قاسيا شريرا إذا لزم الأمر لانه لا يتنازل عن حقه أبدا .

جميع من في العمل كانت له شكوي منك وهي ” الاندماج ” لدرجة جعلتهم يرفضون مشاهد العراك

معك ومنهم ” عمرو عبد الجليل ” و “عمرو سعد ” واخيرا ” هيفاء وهبي” والتي حصلت منك علي

علقه ساخنة ؟

يضحك قائلا “الاندماج عندي به مشكلة كبيرة فعندما اصبح أمام الكاميرا اندمج بشكل كبير لدرجة إنني افقد السيطرة علي أعصابي وهو ما جعل المخرج خالد يوسف يتدخل كثير لفض مشاهد الضرب التي شاركني بها عمرو سعد وعمرو عبد الجليل حيث يخلصونهم من بين يدي اما بالنسبة لهيفاء فلقد كان من المشاهد القاسية جدا علي الرغم من اننا قمنا بعمل العديد من البروفات عليه فأنا أجسد شخصية رجل صعيدي دمه حام وهي لا تطيعه واراد المخرج خالد يوسف أن يعطي المشهد مصداقية عالية وهو ماهر جدا في التعامل مع هذه النوعية من المشاهد ومهما حاولت ان اشرح لا يمكن ان اصفها الا اذا شاهدها الجمهور … وبذكر الاندماج فالصفعات واللطمات التي تعرضت لها منها علي وجهي في مشهد النهاية كانت حقيقية وكأنها مصابة بهستريا بالفعل لدرجة انني اكتشفت انها صفعتني 67 مرة وتمت إعادة المشهد 3 مرات .

وكيف كان تقبل هيفاء لهذه المشاهد ؟

انها فنانة واعية ومتفهمة لذلك تقبلت الأمر بشكل طبيعي لان الأمر في النهاية تمثيل وما ساعدنا هو وجود مخرج محترف ومتمكن من ادواته وتوجيهاته . الا إنني من الاندماج في بعض المشهد خلعت “خواتمي” حتي لا أتسبب لها بضرر وأنا اضربها بعنف شديد ولم نكن واقعيين الي هذه الدرجة لما ظهرت المشاهد بهذه المصداقية.

في الفترة الأخيرة ركزت علي السينما علي حساب تواجدك التليفزيوني .. فما السبب ؟

لا انكر ابدا فضل التليفزيون علي فقد ساعدني كثيرا ليتعرف الناس علي وهو ما وضعني علي اول طريق السينما وانا اتمني ان اقدم في التليفزيون دورا قويا جدا في الفترة القادمة يضيف لي واضيف اليه فاحلامي في التليفزيون لم تتوقف بعد كما انني ضحيت ايضا بعدد من الاعمال السينمائية مؤخرا ومن بينها “المش مهندس حسن ” حيث كنت مشغولا بالتحضير لـ ” دكان شحاته” فبعد ان قرأت دور “سالم” اقتنعت بها لانها تطرح قضايا كبري مثل ميراث الاناث و الاغتصاب الزوجي وغيرها.

الفيلم تناول قضية الاغتصاب الزوجي بتوسع بعض الشئ ؟

في الفيلم كان “سالم” يرفض تمنع “بيسة” عنه علي الرغم من انها زوجته لانها لا تحبه مما كان يعتبره اهانة لكرامته ورجولته فكان يضربها ويعنفها بقوة حتي تستسلم له فيغتصبها بوحشية وقد سلطنا الضوء عليه لانه يحدث كثيرا في الواقع وهناك العديد من الجمعيات النسائية تسلط الضوء عليه و تبحث عن اسبابه واعتقد ان اظهار ذلك يعتبر خطوة علي طريق مطالبة المجتمع بحقوق المراة وبالطريقة نفسها ايضا شرحنا قضية ميراث الانثي في مجتمعاتنا الشرقية حين وزعنا ميراث ابينا وظلمنا اختنا ولا يوجد بيت في مصر تقلايبا يخلو من مشاكل الميراث وقد اظهرنا هذه المشاكل حتي نلفت نظر المسؤولين والمجتمع كله لاننا للاسف لانتحرك الا بعد اثارة القضايا سينمائيا او اعلاميا.

نهاية الفيلم .. جعلت العديد يعتقدون انها نهاية مفتعلة او نهاية لفيلم اخر وليس ” دكان شحاته ” ..

فما السبب؟

بالفعل فمشهد النهاية الذي تم عرضه غير مشهد النهاية الذي كان متفقا عليه حيث كان متفقا مع خالد يوسف علي ضرب شحاته برصاصة واحدة لكن المخرج اعاد تصوير المشهد 3 مرات وكأنني ضربت 3 رصاصات وكانت مفاجأة لي لانني شعرت بأن الناس ستكرهني فعلا بسبب كل هذه القسوة لكن في النهاية ارتضيت بها لانها رؤية مخرج وبالتاكيد يري مصلحة الفيلم اكثر مني.

وكيف كان إحساسك بعد عرض الفيلم في مهرجان “كان ” ؟

كنت في قمة سعادتي فانا احب الانفتاح علي العامل الخارجي وعندي ما يؤهلني لذلك فلقد عشت في امريكا لمدة 10 سنوات كاملة وعرض فيلم اشارك به في مهرجان ضخم مثل مهرجان ” كان ” كان بمثابة حلم تحقق.

وكيف وجدت الاصداء هناك ؟

عدد كبير من النقاد واشخاص من ادارة المهرجان الذين حضورا العرض الخاص للفيلم وبخونا بسبب عدم مشاركة الفيلم في المسابقة الرسمية حيث قال لنا العديد منهم ان المستوي الفني للفيلم اعلي بكثير من الافلام التي شاركت في المسابقة الرسمية كما حدث لي العديد من الامور هناك من بينهما حضور رئيس مهرجان جنوب افريقيا الي عرض الفيلم والذي تعرف علي قائلا انا اعرفك انت ممثل جيد وعندما سألته عرفت منه اني شاهدني في فيلم ” قبلات مسروقة ” والي شارك بالمهرجان وبعدها وجه الي الدعوة ولاسرة الفيلم بعرض فيلم ” دكان شحاته” بالمهرجان.

الا تري ان دكان شحاته اخرجك من عباءة الممثل الجان ؟

الحمد لله خرجت من “دكان شحاته” وانا يقال عني اني ممثل جيد رغم اعتذاري عن 3 افلام و4 مسلسلات للتفرغ لتصويره الا انني لست نادما ابدا فهذا الدور هو ما كنت انتظره منذ 8 او 9 سنوات كاملة والحمد لله ليس له علاقة بشكلي ابدا وانا اري ان اعتماد الممثل علي مواصفاته الشخصية فقط ليس مفيدا لانه لايوجد شئ يدوم وانا لا اريد ان اوضع في منظقة واحدة بل اسعي الي التنوع ولا اكرر نفسي ابدا.

وهل افادتك كورسات التمثيل التي درستها بامريكا ؟

سافرت امريكا بعد اول بطولة لي في حياتي من خلال مسلسل “بنت افندينا” لانني كنت مقتنعا اني خريج طب وان لدي موهبة يجب ان اصقلها بالدراسة ولذلك سافرت الي امريكا ودرست في هوليوود حيث التحقت بمدرسة اكتسبت منها اشياء كثيرة ساعدت في تحسين ادائي كممثل.

وكيف حققت المعادلة الصعبة كا يراها الناس بالجمع بين الطب و الفن ؟

في الحقيقة ان ما ساعدني علي ذلك تخصصي في العلاج الطبيعي والروماتيزم والتخسيس لانه لا يحتاج الي تفرغ تام علي عكس التخصصات الاخري في الطب لذا اتاح لي فرصة كبيرة لكي امارس مهنة التمثيل التي اعشقها كما انني لن اترك الطب فانا احضر لنيل الماجستير الي جانب هواية التمثيل.

وهل كانت مسيرتك سهلة لكونك طبيبا قبل ان تكون ممثل ؟

غير صحيح فقد واجهت اوقات صعبة في حياتي الا انها زرعت بداخلي روحا قوية ورغبة جامحة في الوصول الي التليفزيون ووصلت بالفعل وشاركت في العديد من الاعمال الدرامية وكان اغلبها يعرض في رمضان حيث اعلي نسبة مشاهدة الي ان حصلت علي جائزة احسن ممثل في استفتاء الجمهور عن دوري في مسلسل “بنت افندينا” الا أن عيني كانت دائما علي السينما.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫10 تعليقات

  1. ممثل جميل بس فعلا انت شخصيتك مميزه وتليق عليك ادوار غير يعنيى تظهرك اكتر انت ليه مسالم اوى كدا للمخرجين والمنتجين بابنى اسعى انك تكون رشدى اباظه التانى وبجد ربنا يوفقق

  2. الف الف مبروك على فيلمك الجديد كان لقائق جميل فى برنامج يلا سينما ومميز واحترمتك جدا وانت بتوضح للاجانب افكار العرب والمسلمين واننا فعلا غير ماهما فهمين واننا احسن بكتير بس احنا طيببين اوى بل وزياده عن الازم هل تعليقات الناس دى بتوصلك عمتا طول ماانت عندك هدف اساسي ومصمم عليه يبقا هتنجح وبتفوق بس بلاش اى نقد او تعليق سخيف يحبطق دى هتكون ضريبه النجاح ماما ديما تقول العين مش بتقره الى اللى احسن منها ربنا يوفقق يادكتور محمد نسمه

  3. واااااو هالخبر كثير قديم
    ويعجبني هالفنان بس ماكنت أعرف أنو أسمه محمد كريم 🙂

  4. ناااايس
    محمد كريم خريج طب القصر العينى دفعة 2002 وكان كل شلته بنات هههههههههه

      1. تعالي هنا وأنتي أش عرفك أنو كل شلته بنات ؟؟
        أنتوا درستوا مع بعض يعني

      2. اصله الوحيد اللى احتفظ بوسامته بعد مادخل طب !!

  5. فنان دمه تقيل اخر حاجة… مابينزليش من زور، وكرهته اكتر بعد ما مثل مع الهام شاهين.
    اوووف… نورت لو انتم اللى عاملين الحوار ياريت تعملوا حوار مع احمد عز، يوسف الشريف، وكمان حسن الشافعى.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *