رغم إنجازه مسلسلاً شامياً يقع في جزأين وبيعه لشركة كلاكيت، فإن السيناريست السوري عثمان جحا لا يتوقف عن العمل، وقد باشر في إنجاز مسلسل عن الخديوي إسماعيل سيصور بين القاهرة ولندن إضافة لبدئه كتابة حلقات من مسلسل تاريخي ديني يتناول سيرة النبي موسى (كليم الله) بشراكة السيناريست سليمان عبدالعزيز. لكن لم يتم حتى الآن تحديد مخرج هذا العمل.
وفيما يخص جهة الإنتاج يؤكد جحا في حديثه مع “العربية.نت” أنه وصل للمراحل الأخيرة للاتفاق مع جهة إنتاجية سورية، لكنه لا يمكن أن يكشف عنها لحين توقيع العقود النهائية. وعن سبب الاستعجال في التصريح يؤكد أنه سبق أن سرقت منه عدة أفكار لأعمال مهمة، فما كان لديه سوى الإعلان عن النص في الصحافة ليحميه ويوثق أنه صاحب الفكرة، وقد باشر في إنجازها خاصة أن الاتفاق مع شركة إنتاج كبيرة يعطي للموضوع صفة الجدية المطلقة.

عثمان
وجهة نظر عربية
لكن لماذا نقدم اليوم النبي موسى؟ وما الذي يحققه هذا المسلسل في مثل هذه الظروف الاستثنائية التي تشهدها البلاد العربية خاصة أنه سبق للدراما الإيرانية تقديم مسلسل من إخراج فرج الله سلحشور، كذلك فقد قدمت السينما الإيرانية مع حسن هدايت وجهة نظر دينية بحتة عن هذا النبي؟
يجيب جحا بالقول: العمل ينجز لدحض الأكاذيب اليهودية عن حياته، ولتقديمه من وجهة نظر عربية صحيحة من دون مبالغات أو مؤثرات، والفكرة بحد ذاتها ستكون هي بطلة العمل وليس الشخصيات. من جهة ثانية يستطرد كاتب اليسناريو فيقول: إن حياة النبي موسى كانت مليئة بالعذابات الإنسانية التي تعكس صورة الواقع البشري اليوم، كما أنها مليئة بلحظات مشوقة وجياشة بدءاً من قدرته على الكلام مع الله مروراً بكل المعجزات التي حققها خلال حياته وعلاقته مع فرعون، كل تلك المقومات تجعل من حياة هذا النبي مادة درامية يمكن حبكها وتقديمها بطريقة متقنة.
لكن.. هل يجوز تجسيد شخصية الأنبياء في التلفزيون، وليس من الممكن أن يفتح العمل فرصة لانتقادات دينية واسعة يجزم جحا بأنه لن يكون هناك مشاكل مع الرقابة الدينية طالما أن النص يعتمد في جزء كبير منه على مرجعيات دينية وتاريخية متفق عليها بشكل كبير، وأن المسلسل سيطرح هذه الحقائق التاريخية الموثقة في الكتب السماوية.
مجسّد الدور
وعن الممثل الذي يمكن أن يجسد دور كليم الله، يؤكد الكاتب أنه يفضل ترشيح جمال سليمان، رغم أن النجم السوري لا يعرف شيئاً حتى الآن عن المشروع لكن في العموم يبقى الأمر متعلقاً بالمخرج أولاً وشركة الإنتاج.
هكذا، يتميز النص التاريخي الديني بتصديه لشخصية دينية هامة تمكن صناع العمل من اختيار أماكن تصوير بعيدة عن التوترات التي تشهدها بلادهم وربما تعطي جرعات حرية أكبر في مواجهة الرقابة الدينية. لكن وإن حفظ الجمهور التاريخ عن ظهر قلب بمساعدة الدراما فمن يتجرأ على تقديم دراما تلامس الواقع السوري الجديد ربما لا أحد.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *