ربما نجحت ثورة الخامس والعشرين من يناير، في كسر بعض المعتقدات التي كانت راسخة، والتي كان من بينها الغناء لشخص الحاكم، بصورة وصلت إلى حد “التأليه” في بعض الأحيان.
حيث خرجت العديد من التصريحات النادمة على ما كان يجري، واعدة بألا تكون هناك عودة لما حدث، وذلك بعد انتقادات وجهت لمن شاركوا في أوبريتات مثل “اخترناك”.
غير أن ذلك لم يستمر كثيرا، ولم تمض ثلاثة أعوام، حتى عادت الأمور إلى ما كانت عليه مرة أخرى، وعادت الأغنيات المقدمة لمرشحي الرئاسة للظهور من جديد.
وصار السيسي صاحب نصيب الأسد من الأغنيات التي قدمت، والتي كان بعضها يطالبه بالترشح تارة مثل أوبريت “عايزينك”، وبعضها الآخر كان من أجل دعمه في سباق الترشح.
وقدم المطرب الشعبي شعبان عبد الرحيم أغنيتين للمشير السيسي، إحداهما حملت اسم “كلنا بنحب السيسي”، وانضمت المطربة بوسي وكذلك جواهر إلى قائمة من قدموا أغنيات للسيسي، بينما كان حمدين صباحي صاحب النصيب الأقل من تلك الأغنيات، حيث كانت أغنية “هنكمل حلمنا” هي الأغنية الرسمية للحملة، والتي قدمها المطرب علي إسماعيل، كما قدم المطرب اليساري أحمد إسماعيل أغنية “صوتي لحمدين صباحي” إلى جوار أغنية “فجر الغلابة” التي شاركته رنا في غنائها، من أجل دعم صباحي في الانتخابات الرئاسية، وهو نفس ما فعله أحمد سعد حينما قدم أغنية “واحد مننا”.
الثورة لم تغير شيئاً
الناقد الفني طارق الشناوي يرى أن الثورة لم تغير شيئا، وذلك بحسب تصريحاته لـ “العربية.نت”، مشيرا إلى أن ما يصفه بـ”النفاق” للحاكم والسلطة مازال مستمرا من طرف الأغلبية.
وكشف الشناوي عن أن الفنانين كانوا سينافقون للرئيس المعزول محمد مرسي لولا أن الأخير أثبت ضعفه، وظهر للجميع أن موازين الأمور لم تكن بيده، وهو ما جعلهم يميلون إلى الكفة الراجحة.
وضرب الشناوي المثل بعادل إمام، الذي كان مساندا لنظام مبارك، ولم يتخل عنه إلا حينما تأكد من سقوطه، وبعدها رفض الانضمام إلى جبهة الإبداع التي كانت تعارض مرسي، وكذلك غادة عبد الرازق التي صرحت بأنها انتخبت حزب الحرية والعدالة، ثم عارضتهم حينما وجدت كفتهم هي الأضعف.
وأشار الشناوي إلى أن الفنانين دائما ما يبحثون عن حماية ثروتهم أيا كانت هذه الثروة، وهو ما يجعلهم دائما إلى جوار السلطة، خاصة وأن هذه الثروة معرضة للانهيار.
كما أبدى تعجبه من كون الرؤساء وأصحاب السلطة، يؤكدون أنهم لا دخل لهم في الأغاني التي تقدم لهم، وأنهم لم يطلبوها، خاصة وأنهم في الوقت نفسه لا يطالبون المطربين بالتوقف عن تقديمها.

A car travels past posters of presidential candidate and Egypt's former army chief and Abdel Fattah al-Sisi on a bridge in Cairo
وتطرق الشناوي إلى أن نفاق السلطة، متواجد منذ وقت طويل، ولكنه يلتمس العذر للكتاب والشعراء، في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خاصة وأننا كنا في سنة أولى ديمقراطية وجمهورية، ولكن في الوقت الحالي لا يوجد أي عذر لهؤلاء، خاصة وأن صورة الرئيس الحاكم قد اهتزت، بفعل ثورات الربيع العربي، ولم يعد هو الحاكم الآمر الناهي، بعدما حدث لعدد كبير من الرؤساء، كما أنه صارت هناك فضائيات مفتوحه، تتبنى وجهات النظر المختلفة.
الابتعاد عن الشبهات
مصطفى كامل نقيب الموسيقيين، وأحدث المنضمين لقائمة المطربين الذين قدموا أغنيات للمرشحين، بعدما طرح أغنية “ربنا وياك” لدعم المشير السيسي، أكد لـ “العربية.نت” أنه لم يذكر اسم السيسي في الأغنية ابتعادا عن الشبهات، وحتى لا يتهمه أحد بالنفاق.
وأشار صاحب أغنية “تسلم الأيادي” إلى أن أحدا لم يطلب منه أن يقدم الأغنية، ولكنه لديه رسالة أراد أن يقدمها لهذا الشخص، متمنيا له التوفيق في الانتخابات الرئاسية.
واعتبر كامل أن هناك بعض النفاق والرياء الذي يمارس تجاه السلطة، ولكنه يكون مكشوفا للغاية، لذلك لابد من التفرقة بين مؤازرة السلطة والنفاق.
وأعلن نقيب الموسيقيين عن احترامه لأيمن بهجت قمر، بعد تقديمه لأغنية “بشرة خير” خاصة وأن المؤلف تحدث عن الوطن والمواطن المصري، دون أن يتطرق لشخص أو مرشح بعينه، وهو قمة الدعم لمصر.
وكشف كامل عن تلقيه أكثر من دعوة من قبل رجال أعمال عرب، لزيارة دول الخليج، بعدما قدم أغنية “وقت الشدايد” التي شكر فيها السعودية والإمارات على موقفهم الداعم لمصر، ولكنه رفض الذهاب حتى لا يقال إنه ذهب لتلقي الثمن.
لا مانع من تقديم الأوبريتات
وحول إمكانية تقديم أوبريتات لرئيس مصر المقبل، على شاكلة أوبريت “اخترناك”، أكد كامل أنه لا مانع من تقديم ذلك، خاصة وأنه مطرب تحركه أحاسيسه، وبالتالي إن وجد أن الرئيس المقبل، لديه النية لخدمة مصر، ويحتاج إلى المؤازرة، فإنه سيقدم له الأغنية من أجل تحفيزه، وتحفيز المصريين لدعمه.
وشدد كامل على أن هذا لن يقلقه، ولن يلتفت إلى النقد الذي سيوجه إليه في حال قيامه بذلك، خاصة وأن الجميع لن يرى أي تغير سيطرأ عليه.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫7 تعليقات

  1. يبدو أن السبب الأول لفساد الحكّام هم الشعوب .. فمهما كان الحاكم مثالياً عندما سيرى هذا ” الانبطاح ” من شعبه وهذا التأليهوانه مهما فعل ومهما أخطأ ومهما زاغ عن الطريق فإن أخطائه مغفورة .. بل عندما يُشعره الشعب أنه لا يخطئ أصلاً .. فإن الكرسي لاشك سيغريه .. وما يرى حوله من مظاهر التقديس ستجعله يفعل أي شيء ليبقى في هذا المنصب .. وهذا ما يحدث مع حكامنا ..
    بينما لو أن الحاكم ومهما كان مثالياً وعادلاً شعر أن شعبه يقف له بالمرصاد .. وأن شعبه يحاسبه على كل كبيرة او صغيرة .. وانه مهما فعل وعدل يبقى بنظر الشعب مقصراً .. عندها سيتحول منصبه إلى كابوس يريد أن يرتاح منه ويسلمه إلى غيره ..!!

  2. هُناك من يعتبر ما يحدث في مصر فيه وجهات نظر ….!
    لا و الله أبداً … القضية واضحة وضوح الشمس … و الباطل كذب و خان العهد و حنث باليمين و قتل المؤمنين الصائمين حفظة القرآن و بدم بارد و أغلق القنوات الإسلامية … لا توجد “وجهات نظر” أمام من سطا على الوطن بقوة السلاح و استباح أهله و دينه و شبابه …. إنها الخيانة و العمالة …
    و من لا يرى الحق الأبلج فليُراجع دينه و عقله …!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *