شيع إلى مثواه الأخير في مدينة اللاذقية ظهر اليوم الجمعة الفنان القدير الشاب نضال سيجري الذي وافته المنية ظهيرة أمس الخميس بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

وجرت لنضال مراسم تشييع اختلط فيها الرسمي بالشعبي، حيث تقدم المشيعين محافظ مدينة اللاذقية ممثلا عن الرئيس بشار الأسد، الذي أرسل أكليلا من الورد باسمه.

وشارك في التشييع أيضا نخبة من نجوم الفن في سورية يتقدمهم نقيب الفنانين في مدينة اللاذقية الفنان حسين عباس ومعه الفنانون الياس الحاج وفائق عرقسوسي وقاسم ملحو وباسل حيدر وعدد من نجوم الدراما السورية من محافظة اللاذقية. وحضر من دمشق المخرج المبدع سمير حسين بشكل خاص لحضور التشييع.

وحضر غفير من الجماهير المحبة لسيجري الذي تم تشييعه على أربع مراحل لكل منها دلالتها. فمن “منزله” انطلق الجثمان إلى “المركز الثقافي” في اللاذقية وتمت تسجيته هناك في دلالة على أن الراحل لم يكن يصنف فنانا وحسب بل أحد مثقفي البلد باعتراف من وزارة الثقافة أيضا.

وانتقل الجثمان بعد ذلك إلى “مسجد ياسين” بالقرب من المنطقة التي عاش فيها نضال، فصلي عليه صلاة الميت قبل أن يشق طريقه إلى “المقبرة” آخر تلك المراحل، حيث ووري لثرى هناك.
وأعطت مراسم التشييع الصورة الكاملة والتامة عن القيمة التي تمتع بها نضال سيجري في الأوساط ” الاجتماعية والثقافية والفنية” وكانت تلك الأجواء إجابة عن سبب تمتعه بعلاقات قوية من جهات رسمية عليا بل وأعلاها الرئيس بشار الأسد الذي أبرق معزيا باسمه الشخصي.

فنضال سيجري والمولود في العام 1965 والمتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق قبل سنوات طويلة، ومنذ أصيب بمرض السرطان، أو مع تعاظم المرض وبدئه الفتك بنضال، نال عطف الناس جميعا في سورية، رسميا وشعبيا على حد سواء.

و أشرف الرئيس بشار الأسد  بنفسه على دفع تكاليف علاج نضال سيجري في المستشفى الأمريكي ببيروت منذ ما قبل استئصال حنجرته ومرورا بها وانتهاء بالجرعات التي كان يتلقاها الأمر الذي كان نضال ينظر له بفخر واعتزاز، وكذلك عائلته.

فمنذ بدء الأزمة ونضال يصرخ، حتى بعد فقده لصوته نتيجة استئصال الحنجرة:” سورية عم توجعني”!!. وكان آخر عبارة قالها نضال قبل يومين عند استفاقته لدقائق من غيبوبة حين قال” سورية يا فواز”!!!.

نزل نضال سيجري إلى شوارع اللاذقية منذ الأيام الأولى للحراك في سورية وراح يحاور المتظاهرين ويدعوهم إلى تقديم مطالبهم بشكل حضاري ومنطقي ويبعدهم عن العبث والتخريب بالممتلكات الخاصة والعامة للناس والوطن. وكان المتظاهرون الذين لم يكونوا يطيقون رؤية وجه أحد يكلمهم بغير ما يقومون به ويؤيدهم على تلك السلوكيات، ذوي صدور رحبة في تقبل وجه مختلف عن سائر الناس الذين رفضت وساطاتهم. إنه أسعد في الضيعة الضايعة التي تراقص السوريون لسنتين وهم يقلدون نضال وباسم ياخور في كل حركة وكل لفظة بدت منهما في تلك الرائعة التي أخرجها الليث حجو وخصت أهل الساحل على وجه التحديد.

وبرغم اختفاء صوته كان لنضال سيجري ميزة لم يحظَ بها أي ممثل آخر في العالم، إذ تم تحديد شخصيات لا تتكلم في مسلسلات ليؤديها كي لا يخسر الجمهور إطلالته، وهذا ما كان عليه الأمر في مسلسل ” خربة” مع المخرج الليث حجو والذي كتبت فيه شخصية شخص يعشق ويحب ويتشاكل مع الناس، لكن دون أن ينطق ما يدل على المكانة التي امتلكها سيجري الذي يعتبر من أكثر الممثلين الذين حظوا بتكريم في بلدهم وهم على قيد الحياة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫5 تعليقات

  1. الله يرحمه و يغفر له ….
    ( بالنسبة لمرض السرطان اكتشفوا مؤخرا ان الناس لي تستهلك بإفراط لزيت اوميغا ٣ لي تحتوي عليها الاسماك عندهم هاي ريسك للمرض بنسبة ٧٠% )

  2. نضال سيجري فنان و مثقف و انسان عظيم ، الله يرحمه من حسن خاتمته أنه توفى برمضان و دفن يوم الجمعة

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *