شيع إلى مثواه الأخير في مقبرة الدحداح بدمشق، بعد ظهر يوم الاثنين، الفنان السوري محمد رافع، والذي توفي أول أمس السبت مقتولا، بعد يومين على اختطافه، على أيدي مجموعة مسلحة في العاصمة السورية أطلقت على نفسها اسم ” كتيبة أحفاد الصديق” وذلك على خلفية موقفه السياسي من الأزمة السورية والتي قالت الجماعة المسلحة أنها صفّته نظرا لدعمه النظام السوري.

وشارك في مراسم الدفن نخبة من نجوم الوسط الفني في سورية وعدد كبير من أعضاء نقابة الفنانين، فضلا عن مسؤولين حكوميين ومثقفين سوريين معروفين، إضافة إلى غفير من الشعب ممن عدوا رافع شهيدا في سبيل الوطن.

ويعتبر رافع أول فنان سوري يتم قتله في الأحداث السورية الحالية، ما سمح بأن يطلق عليه أمس عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقب ” شهيد الدراما السورية”…

ويعتبر الفنان السوري الراحل من نجوم الجيل المجدد في الدراما السورية، وبرز بشكل لافت في دراما البيئة الشامية، والتي أبدع في أبرزها بشخصية ابراهيم في مسلسل باب الحارة مع المخرج بسام الملا ونخبة وجوه الدراما السورية عامة.

ويتذكر الجمهور العربي بكثير من الأسف حالة المرض التي هزت ابراهيم بعد إجبار والده الدرامي ( عصام عبه جي) له على رمي يمين الطلاق على زوجته ( أناهيد فياض) وذلك بعد ثبوت طلاق أمها ( صباح الجزائري) من أبيها ( عباس النوري)، ذلك المحور النجومي الذي شارك فيه النجم الثلاثيني، فأبدع في عشرات الحلقات وهو يعاني المرض النفسي وحالة الإغماء شوقا وتلهفا على زوجته التي ما انفك حزنه حتى عادت إليه بعودة أبويها للزواج مرة أخرى.محمد رافع، وقبل ثلاث سنوات تماما، كان من ضمن فئة محدودة من الممثلين السوريين الفلسطينيين الذين تمكنوا من زيارة قطاع غزة المحاصر والمحتل.

ذهب جنبا إلى جنب، مع دريد لحام ومع والده أحمد رافع ، والكاتب الشهير هاني السعدي وآخرين…وحينها، وإثر العودة، سألناه، ماذا جلبت لنا معك من غزة؟… كان جوابه مؤثرا ومرتبطا بأرض الآباء والأجداد وجدانيا. قال: لم أجلب شيئا، لأن حُبيبات التراب التي جلبتها معي من أرض فلسطين لأنثرها على المحبين السوريين، أكلتها في طريق العودة عندما جعت.

وردا على سؤال آخر عن شعوره حين وطأت قدماه أرضا مقدسة تحولت إلى قضية دولية وتاريخية، قال: لا شعور سوى أنني بات بإمكاني اليوم أن أموت دون أحزن على شيء.. يهمني أنني زرت بلدي وأرضي.. نمت في فلسطين.. تمشيت في شوارع غزة.. أكلت هناك، شربت.. لا شيء يحزنني بعد اليوم…أنا جاهز للموت في أية ساعة.قبل أشهر قليلة انتشر خبر وفاة محمد رافع بكثافة في الشارع السوري، وقيل يومها أنه قضى في حادث سير مروع.

في الأزمة السورية، مال محمد رافع إلى تأييد القيادة السورية، وبرز في عدة مسيرات موالية، واعتلى المنبر في غير مناسبة ليهتف بحياة الرئيس بشار الأسد…لكنه، في كل المسيرات، لم يتوجه بأي عبارة نابية ضد الثورة أو أنصارها.

سافر محمد رافع مع وفد الفنانين السوريين الذين زاروا موسكو قبل أشهر لشكر القيادة الروسية على موقفها الداعم لسورية، كما وكان ضمن وفد الفنانين السوريين الذين زاروا مصر في الشتاء الماضي وتعرضوا هناك للضرب المبرح من قبل أنصار السورية هناك.
والد الفنان الراحل، الممثل الشهير أحمد رافع، أكد إن ولده محمد هو شهيد لوطن ولقضية عادلة، مشيرا إلى أن سعر ولده بسعر كل شهداء سورية من عسكريين ومدنيين، داعيا السوريين إلى الكف عن متابعة حوار النار، والركون إلى طاولة مفاوضات.وعبر فنانون حضروا مراسم الدفن عن عمق حزنهم على رحيل محمد والطريقة التي قضى بها، مذكرين بأن الحق لا يضيع طالما أن وراءه من يطالب به.يشار إلى ان محمد رافع من مواليد 1981 وهو خريج المعهد العالي للفنون المسرحية في دمشق، ويرتبط بعلاقات واسعة مع كثير من الوجوه الإعلامية في سورية، وكذلك في الوسطين الأدبي والثقافي.

واشتهر الراحل بقضاء معظم وقته خارج العمل في مقهى الروضة الذي يتجمع فيه معظم مثقفي سورية وفنانينها منذ عقود طويلة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫81 تعليق

  1. لو بشار سفاح أش أمريكا لم تغتصاب النساء والرجل في العرق وصومال و أفغانستان وباكستان الم يبول علي الشهداء ليش ما نروح كلن ونحرر فلسطين ولا أمريكا لم تعطين الأذن بعد

  2. كذبك حلو في نوفمبر 6, 2012 2:00
    بس فية عندي ملاحظة ماشفت اقسى من قلب الفلسطيني يعني دائما لمن يموت شخص تشوف عادي … على كلا معروف عل الفلسطنية قساوة القلب بهل الامور
    ______________________________________
    ممكن من كثر الموت و طول الحرب عليهم فقد عانو الويلات من اليهود لعنهم الله
    بعد الربيع العربي و من كثر الحروب النفسية الإعلامية -الجزيرة العربية ..- اختلط علينا الأمر و لم نعد نعرف أنبكي أم هل هي حقيقة؟ ومن الظالم ومن المظلوم؟ لكن اكيد نحزن على اخوتنا لأنه بالنهاية مسلمين, عرب يموتون

  3. بي شو نفعك بشار البطة
    الله يرحم الجميع ويعجل بي زوال المجرم إبن الكر

  4. هو حر بيحب بشار بيكره بشار كل واحد وله حرية الرأي لأن الذين يعملون هكذا ما هم الا قليل من المريضين نفسيآ والله يرحم الموتي كلهم وحسبي الله ونعم الوكيل

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *