لأول مرة منذ سنوات طويلة، تخلو الدراما الرمضانية في مصر من أي عمل ديني، حيث كان آخر عرض لهذه الأعمال في رمضان الماضي، وكانت تشكل حضوراً مثل مسلسلي “الإمام الغزالي” و”عمر بن الخطاب”، وحقق الاثنان نسبة مشاهدة عالية، ليأتي هذا العام والدراما الدينية منعدمة تماماً.

وقال الفنان حسن يوسف في تصريحات لـ”العربية.نت” إنه من أكثر الفنانين الذين قدموا دراما دينية، ولكنه قرر أن لا يعود إليها مجدداً إلا بشرط أن يكتب في العقد المبرم بينه وبين الجهة المنتجة مواعيد عرض جيدة للمسلسل، ويرجع ذلك إلى تجربته مع مسلسل “الإمام عبدالحليم محمود” الذي أثرى العالم العربي بفكره، إلا أن هذا العمل تقريباً لم يُشاهدo.

ووفقاً لكلام يوسف فإنه خرج مهزوماً من هذا العمل على كافة المستويات، فمجهوده الجسدي ضاع هباء وأمواله أيضاً، حيث كان هو منتج العمل، واعتقد يوسف أن الأعمال الدينية بشكل عام لا تلقى فرصة عرض جيدة، وهذا يعود إلى عدم جلبها الإعلانات وبالتالي فطبيعي أن لا يقبل عليها المنتج حتى لا يخسر.
تعريف الجيل الجديد

من جهة أخرى قال الكاتب الكبير محمد السيد عيد إن شاشة شهر رمضان لابد أن يكون بها عمل ديني؛ لأن في هذا الشهر يلتف الجمهور حول الشاشة ليقتدي بما يقدم، موضحاً أن مثل مسلسلي “يوسف الصديق” و”عمر بن الخطاب” اللذين ساهما في تعريف الجيل الجديد على هؤلاء الأنبياء ورسالتهم، وماذا فعلوا من أجل الإسلام، فبقدر تشويق الدراما يكون تأثيرها.

وأرجع الكاتب الكبير مصطفى محرّم ندرة الأعمال الدينية بشكل عام إلى الإجراءات المشددة التي يواجها المؤلفون والمنتجون في إجازتها، حيث يظلون باحثين عن مئات التوقيعات لإجازة تصوير المسلسل، وهو ما يتسبب في يأسهم؛ لأن العمل في النهاية قد لا يظهر إلى النور ويصابون بالإحباط، وبالتالي لن يقبلوا مرة أخرى على تجربة المسلسل الديني.

ومن جهته قال المنتج محمد فوزي إن الدراما الدينية حتى تخرج إلى النور في إطار جذاب ومحترم وليس في شكل نصح وإرشاد غير مقبول، لابد من تكاليف إنتاجية باهظة بشكل كبير، بالإضافة إلى أن القنوات الفضائية كثيراً ما تعزف عن شرائها لأن حجم الإعلانات عليها يكون قليلاً للغاية؛ لذا فالكثيرون يتراجعون عن فكرة إنتاج عمل ديني.

ودعا الفنان الكبير عبدالعزيز مخيون إلى تكاتف مؤسسات الدولة مثل وزارات الثقافة والإعلام المصرية مع النقابات الفنية لإنتاج أعمال دينية تدعو للعدل والمساواة، مثلما حدث مع مسلسل “عمر” الذي أشاد به العالم العربي كله.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *