مثلها مثل أى مواطنة مصرية، لم تنعزل الفنانة المصرية الراحلة فاتن حمامة عن السياسة بل كانت لها آراؤها السياسية الجريئة والمعبرة في العصور التي عاشتها من الرئيس جمال عبد الناصر وحتى الرئيس عبدالفتاح السيسي.

https://www.youtube.com/watch?v=OcANZyNTgtM

فقد مرت فاتن حمامة بتقلبات سياسية كثيرة ما بين مؤيدة للنظام خلال عهود السادات ومبارك والسيسي ومعارضة خلال حكم عبد الناصر والإخوان.faten hamama faten hamama1 faten hamama2

كانت مرحبة بقدوم الرئيس السيسي لتولي سدة الحكم وعبّرت عن ذلك فى أكثر من لقاء وتصريح خاص لها، وهاجمت الإخوان وأكدت في أكثر من تصريح أنهم حاولوا اختطاف مصر والاعتداء على الفن والفنانين.

دافعت فاتن حمامة باستماتة عن القضية التي طالت الفنان عادل إمام والتي اتهم فيها بازدراء الأديان في عهد “الإخوان”، وهو الأمر الذي دفعها للخروج عن صمتها ومُهاجمة كل من تسول له نفسه أن يتحدث باسم الدين.

خلال عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، غادرت فاتن حمامة مصر من عام 1966 إلى 1971 احتجاجاً على الضغوط السياسية التي تعرضت لها، و كانت خلال تلك السنوات تتنقل بين بيروت ولندن.

وقالت في مقابلة صحافيه أجريت معها في ذلك الوقت لقد ظلم الناس واقتيدوا من بيوتهم ظلماً للسجن في منتصف الليل، ناهيك عن موضوع تحديد الملكية، و تعرضت إلى مضايقات وأدى هذا إلى منعها من السفر والمشاركة بالمهرجانات، ولكنها استطاعت ترك مصر بعد تخطيط طويل.

أثناء فترة غيابها طلب الرئيس جمال عبدالناصر من مشاهير الكتاب والنقاد السينمائيين بإقناعها بالعودة إلى مصر، ووصفها عبدالناصر بأنها “ثروة قومية” ومنحها وساماً فخرياً في بداية الستينيات، ولكنها لم ترجع إلى مصر إلا في عام 1971 بعد وفاته.

وعن فترة حكم عبدالناصر، قالت فاتن حمامة في تصريحات صحافيه: “فرحت بقدوم عبدالناصر وأيدته وساعدته وتصورنا أن التغيير سيكون لصالح الجميع، ولكن بعد انفصال سوريا عن مصر حدث تغير كبير في شخصية وحكم عبدالناصر، صار الحكم قاسياً وكرهت الظلم لبعض الوطنيين، عبدالناصر كان رئيساً وطنياً وأميناً لم يسرق البلد، ولكن نظامه كان قاسياً في فترات كثيرة.

وتقول: “لم أهرب من ناصر ولكن من رجاله فى ذلك الوقت، فقد كان مطلوباً منى تعاوناً لا أقبله، وكنت مرعوبة، وفى نفس الوقت كنت على ثقة بأن عبدالناصر شخصياً لا يعرف ما يدور حوله فى مثل هذه الأمور، مما دفعني للهرب خارج مصر، ولأن أولادي كانوا صغاراً فقد مارست دور الأم كاملاً خلال السنوات الأربع التى قضيناها بالخارج، وكانت أصعب فترة عشتها فى حياتى لأن هزيمة 1967 وقعت وأنا فى لندن وكنا كمصريين نعتبر بيوتنا مخبأ لنا، فما بين الحزن والشعور بالانكسار عشت كثيراً من سنوات الغربة”.

وعن عودتها لمصر، قالت فاتن حمامة في تصريحات لوسائل إعلام مصرية: “قبل شهور من عودتي اتصل بى يوسف إدريس وقال لي كفاية سفر، وأكد لي أن أم كلثوم ستساندني ولن يقترب منى أحد، فقلت له وهل تملك أن تصدر قانوناً بحرية السفر والتنقل، فقد كنا فى ذلك الوقت لا نستطيع السفر إلا بتصريح مسبق من السلطات، ومرت سنوات حيث توفي عبدالناصر وتصادف أنني كنت أستقل سيارة تاكسي فالتقيت بسيدة مصرية لا أعرفها وعبرت لي عن مدى افتقاد الجمهور فى مصر لى، وكانت كلمات هذه السيدة سبب عودتي دون قيد أو شرط، فعدت إلى بيتي وجمعت حقائبي، وكنت في المطار بعد ساعات عائدة لمصر من العام 1971”.

وخلال عهد الرئيس أنور السادات قابلت فاتن حمامة الرئيس الراحل أكثر من مرة ومن بينها إلقائها شعراً باللغة العربية الفصحى على المسرح حيث ألقت الشعر بحضور السادات، وعميد المسرح العربي يوسف وهبي، وزكى طليمات، وموسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب.

كما جمعت علاقة صداقة قوية بين فاتن حمامة والسيدة جيهان السادات، وكانتا تتبادلان المكالمات الهاتفية على فترات، كما جمعتهما عشرات المناسبات واللقاءات الخاصة والعامة التي جمعتهما سوياً خلال سنوات ابتعاد سيدة الشاشة العربية عن الأضواء.

وعن السادات قالت فاتن حمامة: “السادات كان رجلاً متفتحاً وإنساناً طيباً ولكنه ذكي جداً، كنت أحبه وأحترمه، وفى عصره تغيرت معايير السياسة والفن أيضاً، لكن ظلت مصر تعاني من كثير من مشاكلها، ومشكلتها الأكبر الزيادة السكانية، وكان فيلمي أفواه وأرانب إشارة لأزمتنا الكبرى”.

أما عن علاقتها بالرئيس محمد حسني مبارك، فأكدت أنها تحبه كثيراً ووصفته بأنه طيب ولكنها كان لها رأي مؤيد لثورة 2011، وشجعت ثوار 25 يناير على الحفاظ على مكتسبات ثورتهم وذلك في الذكرى الأولى لها.

وبحسب الفنانة الراحلة ففى سنوات حكم مبارك الأولى كانت مصر تتطور وربما يكون فيلم “يوم حلو يوم مر” الذي قدمته في الثمانينيات هو الذى دفعها لمواجهة واقع مصر الذي كانت تجهله، “فحين عرضوا علي سيناريو الفيلم وقرأته قلت لخيري بشارة هذه مبالغة مصر فيها فقر لكن ليس بهذا الشكل، فاصطحبني إلى حى شبرا الذى كان موقع أحداث الفيلم، وكنت أعرف شبرا فى صغري، وكان حياً جميلاً نظيفاً، فيه أغنياء وفقراء، ولكن ليس كما رأيته مع خيري، فالفقر فيه كان مخيفاً، فرأيت خمس أسر تسكن فى شقة واحدة وبعد الزيارة وافقت على الفيلم، وكنت أرى أن الفقر وصل في عهد مبارك إلى حد لا يطاق”.

وعن فترة حكم الرئيس محمد مرسي، قالت سيدة الشاشة العربية: “كانت فترة صعبة سببت لى توتراً وحزناً وقلقاً، لكن الحمد لله انتهت، صحيح ما زلنا نعاني من تبعات هذا الحكم من إرهاب وغيره لكني على ثقة من أننا سنتجاوز هذه المحنة كما تجاوزنا غيرها”. ورغم دعوة مرسي لها لحضور اجتماعه بالفنانين لطمأنتهم على حال الفن في عهده، فلم تحضر وتحججت وقتها بأنها مصابة بـ”نزلة برد”.

ثم نأتي لعهد المستشار عدلي منصور، فقالت عنه سيدة الشاشة “إنه رجل واضح وخلوق يقدر الفن والفنانين فقد استمعت لكلمته التي ألقاها وأنا في كواليس المسرح وكانت راقية تدل على رقي الرجل وكلامه عن عبدالوهاب جعلني أشعر بالسعادة الغامرة وابتسامته العريضة لي كانت تعنى الكثير وكرمني الرجل بكل حب وترحاب وتقدير”.

ونأتي أخيراً لعهد الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، فقد كانت الفنانة الراحلة ضمن من التقوا السيسي خلال حملته الانتخابية إلا أن وضع الفنانة الكبيرة كان مختلفاً، فقد ترك السيسي مقعده وتوجه لها ليلقي سلاماً خاصاً لها، قائلاً: “لا يمكن أن يفوتني أبداً أنى أوجه كلمة شكر خاصة لكي”.

وحينما أصيبت منذ عدة أشهر بوعكة صحية أدخلتها مستشفى دار الفؤاد، كلف الرئيس السيسي أحد أمناء رئاسة الجمهورية بزيارتها والاطمئنان عليها.

تأييدها للسيسي كان سبباً في هجوم الإخوان عليها وفور إعلان خبر وفاتها خرجت صفحات الإخوان ومواقعهم تظهر الفرحة والشماتة في الفنانة الراحلة متناسين ان للموت حرمة..

ماتت فاتن حمامة واختفي معها وجه القمر لكن آراءها باقية وأعمالها ستظل خالدة.

أقرأ أيضا:

هذا ما فعله عمر الشريف فور علمه بوفاة فاتن حمامة

بالفيديو.. فوضى وتدافع في جنازة “فاتن حمامة” يتسببان في انهيار سلم مسجد الحصري وسقوط مشيعين

شاهد مقابلة تلفزيونية للراحلة فاتن حمامة من عام 1977

بالفيديو… الالاف يشيعون فاتن حمامة الى مثواها الاخير

بالصور.. زوج الفنانة فاتن حمامة يبكى على نعشها

معلومات لا يعلمها الكثيرون عن فاتن حمامة

نجل فاتن حمامة يتغيب عن جنازة والدته

بالفيديو.. وصول جثمان “فاتن حمامة” إلى مسجد الحصرى استعدادا لاداء الصلاة عليها

بالفيديو.. تفاصيل آخر حوار صحفي لفاتن حمامة وأمنيتها التي لم تتحقق

بالفيديو… بكاء الفنانة نادية لطفى حزنا على فاتن حمامة وتتحدث عن أخر مكالمة بينهما

تشييع جثمان الفنانة فاتن حمامة بعد صلاة ظهر اليوم الأحد

بناء على وصيتها… لن يقام عزاء للراحلة فاتن حمامة

وفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة عن عمر يناهز 84 عاما

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *