لحلو: الفن المغربي لا يلقى دعم أصحاب رؤوس الأموال

بعد إحيائه أمسية فنية في قطر بجامعة “جورج تاون” التابعة لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، حطّ الموسيقار وسفير الأغنية المغربية نعمان لحلو الرحال في دولة الإمارات في إطار جولته الفنية بمنطقة الخليج التي يهدف من خلالها إلى مدّ جسور التواصل بين الثقافتين المغربية والخليجية.
وأكد الموسيقار نعمان لحلو في حديث مع “العربية نت” أن الأغنية المغربية جزء لا يتجزأ من الثقافة العربية، ويجب على كل فنان مغربي أن ينصّب نفسه سفيراً للأغنية المغربية التي تشمل تراثاً عربياً أمازيغياً عريقاً، يعد جزءاً من التاريخ الإنساني.
ولفت إلى أن الفنان يعبر عن حالة أدبية وعن هوية، وهذا ما دفعه إلى الارتحال بالأنغام والأشعار المغربية إلى مختلف دول المعمورة، خصوصاً أن الفن المغربي العريق لا يلقى دعماً مادياً ومعنوياً من قِبَل أصحاب رؤوس الأموال المغاربة الذين لا يستثمرون في مجال الموسيقى، إضافة إلى ضعف وسائل الإعلام المحلية في إيصال الأغنية المغربية إلى دول العالم، مؤكداً أنه آن الأوان لأن يهتم المسؤولون المغاربة بالفن المغربي الذي يعد جزءاً مهماً من الثقافة المغربية والعربية التي هي مرآة المغرب وفخر أجياله.

وأشار الفنان المغربي إلى أن شركات الإنتاج الخليجية مقصرّة اتجاه الأغنية المغربية، رغم أن هذه الشركات احتضنت عدداً كبيراً من الفنانين المغاربة الذين لمع نجمهم في الخليج والعالم العربي، خصوصاً أن لحن الأغاني الخليجية والمغربية متقارب بشكل كبير.
وعاتب لحلو بعض الفنانين والفنانات المغاربة الذين لم يأخذوا على عاتقهم دعم الأغنية المغربية التي تغنّى بها عدد من المشاهير العرب، خصوصاً أن جملها الموسيقية بسيطة وأنغامهما قادرة على الاندماج مع أي نوع من الموسيقى، وقال: “من هنا أدعو جميع الفنانين المغاربة إلى التمسّك بمشعل الأغنية المغربية التي تعد جزءاً عريقاً من الفن العربي الأمازيغي الأندلسي”.
وذكر الفنان لحلو أن فنه امتد إلى المشرق بمبادرته الفردية، حيث إنه لحّن لكبار المطربين مثل وديع الصافي وعدد من الفنانين العرب، كما أنه لحّن أغاني من أشعار وزير الثقافة والإعلام السعودي عبد العزيز خوجة، وكان له تعاون فني مع فنان العرب محمد عبده، معلناً أنه أطلق العنان لفنه ليحلق في سماء الأغنية العربية، لكنه متشبث بالهوية المغربية وبالموسيقى الأندلسية والأمازيغية التي يطمح نعمان إلى أن يسطع نجمها في العالم العربي من جديد، حالها حال الأغاني الخليجية والمصرية واللبنانية.
الهوية المغربية
كما أشار نعمان إلى أنه اشتهر بفضل إصراره على التشبث بالهوية المغربية، قائلاً: “أفضل أن أكون حقيقة صغيرة على أن أكون ظلاً يمشي”، مؤكداً أن فنّه رسالة قبل أن يكون بحثا عن النجومية.
ويُذكر أن الفنان والموسيقار نعمان لحلو لحّن نحو 100 أغنية، كما يتوفر رصيده الفني على 7 ألبومات، ويطرح حالياً ألبوماً جديداً في الأسواق، وهو مختارات بتوزيع موسيقي، كما أنه يتضمن أغاني جديدة اعتمد فيها الفنان على اللغة البيضاء واللحن العربي المستوحى من الموسيقى الأندلسية، كما أن جلّ الأغاني التي غناها نعمان لحلو تضمنت مواضيع نابعة من حب الوطن ومعالجة المشاكل الاجتماعية كالبطالة والفقر، إضافة إلى أغانٍ تعبر عن تعلقه بالتنوع الثقافي الذي يتميز به المغرب.
وأوضح نعمان لحلو “لقد ساندت حركة 20 فبراير لأنني أؤمن بحق كل مواطن مغربي في العيش الكريم، لكن على الرغم من أن حكومة بن كيران امتصت غضب الشارع، إلا أن إهمال المقومات الثقافية للمغرب وعدم استثمارها بالشكل المطلوب سيخلق أزمة ثقافة وعلم ستجر معها مشاكل اقتصادية وسياسية بإمكانها أن تعصف بالمشروع الديموقراطي الذي انطلق في المغرب قبل نحو 10 سنوات.
واختتم الفنان نعمان لحلو لقاءه مع “العربية.نت” بدعوة المسؤولين المغاربة من جميع المستويات إلى الاستثمار في الثقافة المغربية وتشجيع الفنانين والمبدعين؛ لأن الثقافة هي واجهة مهمة للبلاد، وإهمال هذا الجانب المهم من التنمية المجتمعية ستكون عواقبه وخيمة على المدى القريب والبعيد.