“إرفع بنطلونك…الشرطة وراك” هو اسم حملة انطلقت في قطاع غزة بفلسطين، تسعى إلى إجبار الشباب على عدم إطالة الشعر أو اعتماد تسريحات شعر غريبة أو ارتداء سراويل “ساحلة”.

فبحسب تحقيقات للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، أوقفت الشرطة الفلسطينية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة عدداً من الشبان ممن كانوا يسيرون في مناطق متفرقة من قطاع غزة، واقتادتهم إلى مراكز الشرطة بادعاء أن تسريحاتهم “خادشة للحياء”، وقد عملت الشرطة على قص شعور هؤلاء الشباب بطريقة “مهينة” وضربت قسماً منهم، وأجبرت المحتجزين على التوقيع على تعهد بعدم إطالة الشعر أو عمل تسريحات غريبة أو ارتداء بناطيل ساحلة تحت الوسط.e18

الحملة قوبلت بردود فعل متباينة في الشارع الفلسطيني، فمنهم من اعتبر هذا الإجراء جيداً وأثنى عليه من مبدأ مكافحة هذه المظاهر التي باتت تنتشر بين الشباب، بينما صنفها آخرون تحت بند التطاول على الحريات الشخصية.

وبالرغم من نفي رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إيهاب الغصين وجود أي حملة تقوم بها الشرطة بهذا الخصوص، فقد أكد وجود حملة دعوية للكتلة الاسلامية بعنوان “أخلاقي.. سر نجاحي” موضحاً أنه يتم الحديث في هذه الحملة عن بعض التصرفات السلبية كالبنطال المنزلق لأسفل وغيرها باستخدام وسائل إعلامية ودعوية.

المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان أدان هذه الحملة، حيث أصدر بياناً جاء فيه: “يدين المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان بشدة إحتجاز الشرطة الفلسطينية في غزة لعدد من الشبان خلال الأيام الماضية وقص شعورهم بادعاء أن تسريحاتهم خادشة للحياء، والاعتداء على عدد منهم بالضرب. ويطالب المركز النائب العام في غزة بفتح تحقيق جدي في تلك الاعتداءات التي تمس الحريات الخاصة للمواطنين وما رافقها من اعتداءات بالضرب تعرض لها المحتجزين. كما يطالب الحكومة في غزة لاحترام حريات المواطنين المكفولة دستورياً ووفق المعايير الدولية لحقوق الإنسان”.

الشرطة الفلسطينية بدورها بررت ما حدث بأنها قامت باستدعاء عدد من الشباب وقصت شعورهم بسبب شكاوى تقدم بها مواطنون، فالشباب الذين استدعوا كان يتواجدون بشكل مستمر أمام مدارس البنات والمتنزهات.

الشباب الفلسطيني عبّر عن رأيه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فهاجم البعض الحكومة في غزة من منطلق أنها هي من أدخلت هذه البناطيل إلى القطاع فكيف تقوم بمعاقبة شخص يشتري منتجات وافقت الحكومة على بيعها!

معسكر آخر من الشباب وصف ما يجري بأنه انتهاك صارخ للحرية الشخصية وذلك من منطلق عدم وجود أي مادة في القانون الفلسطيني تجيز اعتقال شخص بسبب ما يرتديه من ملابس.

وأثنى فريق على الحملة ودورها في إيقاف الغزو الثقافي لغزة، معتبرين دخول هذه الموضة إلى القطاع تجاوزاً لعادات وتقاليد المجتمع الفلسطيني.

وتناول جانب من الشباب الفلسطيني الموضوع بطريقة ساخرة ناشرين صوراً تهزأ باسم الحملة، ومنها صورة ملتقطة كما يبدو لشاب في إفريقيا يرتدي سروالاً شده بطريقة عجيبة إلى منطقة الصدر تقريباً!

وفضّل قسم عدم تضخيم الأمر وإعطائه حجماً كبيراً لأن ذلك سيزيد من هجوم الشرطة وقد يزيد من الأشياء الممنوعة في المستقبل.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. العرب رقم واحد في تقليد الغرب..
    لذلك دائما نحن الى الوراء..

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *