تزامن العطلة الصيفية مع شهر رمضان لم يمنع بعض الأسر المغربية من الاستمتاع بأجواء شاطئ البحر، الذي كان يبدو في سنوات خلت شبه مقفر في مثل هذه المناسبة.
وإذا كان شهر الصيام مناسبة لجل العائلات المغربية للاعتكاف بالمساجد وزيارة الأقارب وتجنب السفر في هذا الشهر المبارك، فإن بعض الأسر كسرت هذه القاعدة من دون أن يمنعها ذلك من الجمع بين التسلية والعبادة، خاصة بالنسبة للقاطنين بالمدن الشاطئية.
وفي هذا السياق، يؤكد عزيز السبكي، الموظف بوزارة المالية، في تصريح لـ”العربية.نت” أن “الإفطار على شاطئ البحر جميل وشاعري.. مراقبة غروب الشمس، هدير الموج، مرح الأطفال، اصطفاف بعض الناس جماعة ساعة المغيب، الإفطار في الهواء الطلق.. إنها أجواء لها نكهة خاصة”.
ويتابع عزيز: “اقتناص فرصة مثل هذه تعوضنا عن رتابة الحياة بالبيت، وعوض الاسترخاء في السرير ومتابعة التلفزيون أو الاستغراق في الخمول، فإن الذهاب إلى البحر يحفزني على الرياضة قبيل ساعة الإفطار، واللعب مع الأولاد والسباحة ليلا، مع تخصيص وقت للعبادة”.
ومن جهتها، تشرح خديجة، زوجة عزيز: “عادة ما نهيئ وجبة الإفطار في البيت، وكذلك وجبة السحور، ونأخذ معنا جميع الأواني والأفرشة التي قد نحتاجها إضافة إلى قنينة غاز صغيرة. وبما أننا نتوفر على سيارة، فإننا نختار وجهتنا الشاطئية المفضلة قريباً من الدار البيضاء”.
وترى خديجة أن “هذه هي الطريقة المثلى لاستفادة العائلة من العطلة الصيفية، لأنها ستكون متبوعة ببدء العام الدراسي، الذي سيتطلب بدوره مجموعة من الأعباء المادية”.
حرارة الطقس، الإكراهات البدنية وعدم القدرة على تحمل أتعاب السفر في هذه الفترة بالذات بالنسبة لغالبية الأسر المغربية، لا يمنع البعض، خاصة سكان المناطق الصحراوية بالمحافظات الجنوبية، من الانتقال لبعض الوجهات السياحية.
وفي هذا السياق يقول مبارك أبرار، وهو دكتور موظف في شركة حكومية بمدينة العيون، إن بعض المدن الجنوبية التي تعاني من نقص أو انعدام الفضاءات الترفيهية والمناطق الخضراء أو الحدائق العمومية، تدفع ببعض الأسر إلى الهروب من لهيب الحرارة نحو وجهات شاطئية تتميز بجو معتدل لقضاء العطلة الصيفية.
ومن ضمن هذه الوجهات يشير المتحدث إلى شاطئ “الوطية” الواقع بالقرب من مدينة طانطان جنوب المغرب، الذي يستقطب عادة سكانا مدن آسا وكلميم وغيرهما من مدن الجنوب.
ويختار بعض من هؤلاء تناول وجبة الفطور على الشاطئ، فيما يفضل آخرون الالتحاق بعد صلاة التراويح، ويمضون وقتهم على عادة أهل الصحراء في تناول الشاي، والشواء، وممارسة بعض الهويات كالصيد بالقصبة أو الألعاب الشعبية، كـ”السيك”، وهي لعبة تراثية تمارسها النساء خاصة.
وبالنسبة للشباب، فهناك من يتعاطى بعض الرياضات البحرية، وخاصة بمنطقة الداخلة التي تتميز بارتفاع الأمواج، أو يلعب كرة القدم والشطرنج والورق، إضافة إلى جلسات المسامرة الليلة إلى أن يحين موعد الفجر، لحظة تفرق الجموع.
يذكر أن بعض المحافظات لا تتواني في مناسبة رمضان عن تنظيم بعض السهرات الفنية على شاطئ البحر، لتوفير أجواء الاستجمام والتسلية للسكان ولأجل تنشيط الحركة السياحية التي تعرف تراجعاً في هذه الفترة من الصيف.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. احسن حاجة في هاد الحر مي بالنسبة ليا تنبغي نفطر بالدار باش نفطر ونتمد اما الخروج بعد صلاة التراويح والحمد لله على نعمة الأمن و الأمان اللهم لا تحرمها علينا ولا على غيرنا.

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *