“هي ليست مقابر.. لكنها قصور”.. لا تملك إلا أن تقول هذه العبارة وأنت تتجول بين المقابر التي أنشأها مسؤولو نظام مبارك وأصهاره لأنفسهم لتكون مثواهم الأخير بعد الوفاة.

فإذا كان من المفترض أن يخلو القبر من أية مظاهر للترف، كما أكد د.محمد مختار المهدي -الأمين العام للجمعية الشرعية بمصر- فإنهم اجتهدوا في أن يفعلوا عكس ذلك.

وبنيت هذه المقابر على مساحة 120 مترا، رغم أن المساحة الرسمية المخصصة للقبر -وفق النظام المعمول به في مدينة 6 أكتوبر، حيث توجد هذه المقابر- هي 40 مترا فقط.

والمفارقة التي تبدو ملفتة للانتباه، أن هذه المقابر ذات المساحة الكبيرة، يوجد على الطرف المقابل لها مساكن بالمساحة ذاتها -40 مترا للوحدة الواحدة- بنتها الحكومة المصرية للأسر التي أضيرت من انهيار صخرة المقطم قبل عامين من الآن.

ويقول فوزي فتحي، أحد القاطنين بهذه المساكن: “يعني هم سيدفنون في منازل.. ونحن نعيش في قبور”.

وليست المساحة الكبيرة فقط هي التي تميز هذه القبور، بل إن الخامات المستخدمة في بنائها جعلتها أشبه بالقصور، وهذا ما يؤكده المتخصص في بناء المدافن أشرف أبو الحمد، بين أشهر مقابر “عليه القوم”، كما يسميهم مسؤولوا الدفن بالمقابر المعروفين محليا باسم “التُربية”.

وتعتبر مقبرتا مجدي راسخ صهر علا مبارك، وعديله شفيق البغدادي، هما الأشهر، ففي مدخلهما وحدات إضاءة كتلك المستخدمة بالقصور، فضلا عن تشطيبها من الداخل باستخدام الرخام، وبنائها من الخارج بالطوب الحراري والجرانيت.

أما مقابر د. أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق والمستشار محمود أبو الليل محافظ الجيزة الأسبق وفتحي سعد محافظ 6 أكتوبر الأسبق، فإلى جانب فخامتها ومساحتها الكبيرة، فإن بها سلالم على مدخلها وأحواض زرع أكلت 6 أمتار من الطريق.

ويحتفظ د. نظيف، وفق مسؤول دفن بالمقابر -طلب عدم نشر اسمه- بمزية مختلفة، وهي أن بناء مقبرته تم تحت إشراف فريق من مهندسي شركة المقاولين العرب.

من ناحيته، وصف د. أحمد عبد الله -استشاري الطب النفسي بجامعة الزقازيق- هذه المقابر بأنها تجسيد لسلوك “المباهاة” الذي استشرى عند أثرياء مصر.

ويقول د. عبد الله: “وفقا لهذا السلوك فإن وظيفة الشيء تتراجع أمام مظهره، فلا يهتم الشخص بأن المقبرة ما هي إلا مكان يواري جسده عند الموت، ويكون حريصا على أن تبدو فخمة”.

ويرى د. عبد الله في هذه الفخامة استفزازا لمشاعر محدودي الدخل يولد العنف، وقال: “المسألة أشبه بفتاة في غاية الجمال خرجت إلى الشارع شبه عارية ثم تلوم المتحرشين بها”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫16 تعليق

  1. كبرت أو صغرت القبور المهم العمل الذي يجعل القبر روضة من رياض الجنة أوحفرة من حفر النيران…الله يحسن ختامنا…

  2. اموالنا لذوي الميراث نجمعها ودارنا لخراب الموم نبنيها

    لادار للمرء بعد الموت يسكنها الا التي كان قبل الموت يبنيها

    فمن بناها بخير طاب مسكنه ومن بناها بشر خاب بانيها

  3. هي مقابر و لا بيوت ديلوك س العمى هلأ فهمت كيف في عالم بتسكن القبور يعني بيوت العادة !!!!

  4. كل هذا الشي ما راح ينفعهم تحت الارض المهم الاعمال وكل واحد شو عمل بدنياه , يعني مهما عملوا فوق الارض من زخرفات واناطر ورخامات بالاخير راح يحطوه تحت الارض على التراب وتاكل لحمه الديدان او فيهم يرشوا مواد كميائيه ضد الديدان .
    بعد ذلك راح يجي الملائكه ويسئلوه وهناك مافي واسطه ولا رشوه ولا محسوبيات وهذا مسؤول وهذا رئيس كلهم سواسيه .

  5. مال العمى
    هي فلل ديلوكس
    الميت ساكن بفيلا والحي ساكن بخرابه

  6. قال الامام على كرم الله وجهه
    تزود للذى لا بد منه فان الموت ميقات العبادى
    وتب مما جنيت وانت حيا وكن متنبها قبل الرقادى
    ستندم ان لرحلت بغير زادا وتشقى اذ يناديك المنادى
    اترضى ان تكون رفيق قوما لهم زادهم وانت بغير زادا .
    والمراد بالزاد هو التقوى .
    يوم لا ينفع مالا ولا بنون الا من اتى الله بقلب سليم .

  7. البيوت كانت سكنت أحيــاء بينامو في الشوراع ..
    رجال قلوبهم معلقه بالدنـــيا ..
    نسأل الله لهم الرحمه والمغفره .. ..

    !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

  8. وياترى أى مقبرة منهم معمولة على حسابى ؟!
    وأنهى واحده معمولة على حساب إبن عمى وفين إللى معمولة على حساب إبن خالى ؟ وياترى مين سعيد الحظ من العيلة إللى حسابه ساهم فى عمل مقبرة آل مُبارك ؟!

  9. كبرت أو صغرت القبور المهم العمل الذي يجعل القبر روضة من رياض الجنة أوحفرة من حفر النيران…الله يحسن ختامنا…

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *