يسعى الإنسان عامة لإيجاد مصدر رزقه بطرق عدة تختلف وفقاً لبيئته ومحيطه، وفي دلهي عاصمة الهند ازدهر نوع فريد من العمل الحر وهو الغوص لصيد العملات النقدية في نهر يامونا.
يعمل الرجال على مدار السنة يتحدون خلالها المياه الباردة في فصل الشتاء، بهدف الغوص في النهر واسترداد القطع النقدية التي يرميها ركاب القوارب قربانا لآلهة النهر. عمل يضمن لصاحبه قوت يومه إذ يحصل الغواصون على ما يزيد عن 200 روبية (حوالي 26 درهم إماراتي) في اليوم وأحيانا على صيد من ذهب.
امتهن سارتاج أحمد (22 عاماً) مهنة “غوص العملة” على مدى السنوات الستة الماضية. ويقول أنه يحصد يوميا حوالي 100 إلى 200 قطعة روبية ولكنه في أيام الحظ يجد حلي صغيرة في قاع النهر، إذ عثر في أحد الأيام على خاتم من ذهب.
سجاد أحمد (34 عاما) هو الآخر، يعمل في هذه المهنة منذ 20 عاماً والشاب أميت كومار، منذ 10 أعوام، ويقول هذا الأخير أنه يجمع من قاع البحر القطع النقدية وأدوات من النحاس وحلي من الفضة وأحيانا من الذهب. ويقول أن غوص العملات مصدر رزقه الوحيد.
وتابع “ما عساي أفعل، لا بد لي من القيام بشيء ما للعيش في بلدي. نحن نعيش هنا فاخترنا الغوص هنا.”
فيكي، وهو غطاس آخر يقول أن الغوص ساعده على تسديد نفقاته اليومية وهو يفضله عن أي عمل آخر يكون تحت إدارة رئيس ما.
ويتعرف الغواصون بسهولة على مكان تواجد القطع النقدية فهم يتعقبون رحلات القوارب وحركة القطارات التي تمر على جسر النهر حيث يتوقف الزوار لرمي النقود.

نهر يامونا
ويقول الغواصون أن هذه النقود التي يرميها الزوار لإبعاد الشر والحظ السيء لن تجلب لهم التعاسة لأن النهر المقدس ينقيها.
تقنية الغوص هي فريدة من نوعها، إذ يبدأ الغواص بوضع رأسه داخل المياه ومد يديه إلى الأسفل وتبقى رجليه ممددتين إلى الأعلى، وعيونه مغلقة طوال الوقت فتصبح يداه هي عينه.
تستغرق كل دورة من الغوص نحو 20 إلى 30 دقيقة، يخرج بعدها الغواص ويحاول مرة أخرى في بقعة مختلفة. يبدأ عمل الغواصين في 7 أو 8 صباحا ويتوقفون عند الظهر لتناول الغذاء ثم يواصلون عملهم إلى أن تغيب الشمس.
تستفيد الحكومة الهندية من خدمات غواصي العملة الذين يكشفون عن الجثث الملقاة في القاع، ولذلك أصدرت لهم تراخيص للغوص.
وفي هذا الشأن يقول الغواص سجاد أنه يشعر بأنه يخدم وطنه ويساعد الموتى الذين لم يحضوا بجنازة كريمة بإخراجهم من النهر وإرسالهم للسلطات لتدفنها.
ولتفادي الغوص أيام البرد، ابتكر الغواصون طريقة مثيرة وذكية لصيد العملات من النهر، عن طريق استخدام المغناطيس كما يظهر في الفيديو الأول.
إذا صادف وكنت في دلهي وكنت بأمس الحاجة إلى “فكة أو صرافة” فأنت تعرف الآن أين تجدها.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *