أعاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثقافة المصارحة والمكاشفة بل والاعتذار إلى مسؤولي الدولة ومؤسساتها الرسمية عقب حادث انقطاع الكهرباء الذي شهدته مصر يوم الخميس الماضي وأصاب البلاد بالشلل التام لمدة 4 ساعات كاملة.

https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=W1bcIiTu8yk

السيسي سارع بإلقاء كلمة متلفزة إلى المصريين ليقدم لهم اعتذارا عما جرى ويروي تفاصيل المشكلة دون مواربة ويشرح ما تحتاجه مصر من أموال لإصلاح شبكات الكهرباء، على أمل أن يضع الصورة الكاملة أمام الشعب حتى يكون ملما بما سيتم اتخاذه من قرارات وإجراءات.

كلمة السيسي للحديث عن انقطاع الكهرباء ومن قبلها القرارات الاقتصادية برفع الدعم عن أسعار المحروقات لم تكن الأولى التي يلجأ إليها رئيس مصري للمصارحة مع شعبه، وتبصيره بالحقائق، بل مثلت نقطة في سجل حافل من كلمات متلفزة وحوارات تليفزيونية كانت مسرحا لحوار وتواصل مباشر بين الرئيس وشعبه.
مرسي لم يهتم بالشعب المصري

الوحيد الذي لم يلجأ إلي تلك الوسيلة هو الرئيس محمد مرسي فلم يهتم كثيرا بمصارحة الشعب بحقائق الأمور، بل كان يصارح فقط جماعة الإخوان بادئا حديثه بتوجيه خطابه إليهم بقوله أهلي وعشيرتي.

رؤساء مصر كانوا يتوجهون للتليفزيون مباشرة عندما يريدون الحديث عن بعض الأمور أو السياسات طالبين تأييد الشعب، أو مشورته، أو راغبين في اطلاعه عما يفعلونه أو يتخذونه من قرارات، وأحيانا أخرى كانوا ينتظرون خطابا سيلقونه في مناسبة هامة أمام البرلمان أو الجيش أو الجامعات للبوح عن ما يريدون كشفه.

جمال عبدالناصر لجأ لمصارحة الشعب

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لجأ إلى الشعب كثيرا طلبا للمساندة والدعم وكان ينتظر خطابه السنوي في ذكرى ثورة يوليو ليصارح الشعب بتفاصيل ما كان يجري على الساحة، واشتباكاته مع الغرب وصراعاته مع دول الاستعمار.

ويتذكر المصريون جيدا أحاديثه الودية والبسيطة التي كان يتداولها مع الجماهير على شاشات التلفاز وطلبه منهم النزول والحشد للمعركة في العدوان الثلاثي على مصر خلال العام 1956، ثم كان بيان التنحي في العام 1967 وهو البيان الأهم الذي فجره عبد الناصر أمام الشعب لتبرير الهزيمة وإعلان تخليه عن منصبه.

السادات بسيط وتلقائي

بينما السادات كان بسيطا وتلقائيا في الحديث وكان يتحدث بلهجة يغلب عليها الطابع الريفي، ويتعمد تناول الموضوعات بطريقة مبسطة يفهمها العامة لا النخبة فقط ، ولذلك كان المصريون ينتظرون أحاديثه، ولا يملون منها خاصة بعد انتصار أكتوبر من العام 1973.

السادات لجأ إلى الكاميرات لتوضيح الحقائق أمام الشعب عدة مرات، وذلك خلال صراعاته مع مراكز القوى والإخوان واليساريين والجماعات المتطرفة والقذافي، وكان يشرح ما يريده باللغة العامية وبارتجالية دون قراءة من أوراق، وشهدت قاعات مجلس الشعب ومقار الكليات العسكرية والجيش أشهر الأحاديث التي لجأ إليها لكشف ما يجري على الساحة ولعرض سياسته بإيجاز يصل معناه إلى المواطن البسيط، وكان يستغل تلك المنابر لإطلاق قنابله السياسية ومنها قنبلة ذهابه للقدس ثم قنبلة صدامه مع الإخوان وبابا الأقباط .

خطابات مبارك بالفصحى

خطابات مبارك كانت في أغلبها باللغة الفصحى ولكنه كان يلجأ للبساطة والعامية عندما كان يريد الحديث عن بعض النقاط الجماهيرية أو القرارات الاقتصادية الصعبة التي تمس محدودي الدخل أو خطورة الزيادة السكانية، وكان يعتمد على مناسبات عدة يلتقي فيها بالشعب وجها لوجه أمام الكاميرات مثل مناسبة عيد العمال في الأول من مايو، وافتتاح الدورة البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى، وعيد الشرطة وأمام قادة الجيش في احتفالات أكتوبر، وفي حالة حدوث أمر جلل كان يلقي كلمة في التليفزيون المصري يوضح فيها تفاصيل الأحداث مثلما حدث في خطاباته الشهيرة إبان اندلاع ثورة 25 يناير.

المجلس العسكري الذي حكم البلاد عقب ثورة 25 يناير كان يلقي ببيانات شبه أسبوعية أمام شاشات التلفاز يوضح فيها سياساته وأهداف قراراته وأحيانا كان يصدر فيها ما يشبه التهديد للمخربين ومثيري الفوضى كما كان يحدد فيها تدابيره وإجراءاته تجاه حياة المواطنين والتعامل مع أمورهم اليومية.
الإعلام أحد أشكال الديمقراطية

وفي هذا السياق يؤكد عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الدكتور حسن مكاوي أن الإعلام أحد أشكال الديمقراطية ويعتمد عليه في الاتصال المباشر بين رؤساء الدول وأفراد شعوبهم مشيدا بلجوء الرؤساء المصريين إلى تليفزيون الدولة لنقل رسائلهم للشعب.

وقال في تصريحات لـ “العربية.نت” إن تلفزيون الدولة الرسمي سيظل هو وسيلة الاتصال الأكثر تأثيرا فهو المنوط به حمل رسالة الدولة إلى المواطنين ولجوء الرئيس السيسي ومن قبله رؤساء مصر السابقون إلى إلقاء كلمة متلفزة به للشعب يحمل رسالتين الأولى أن الرسالة رسمية وصادرة من أعلى سلطة فى البلاد وبالتالي لها أهميتها كرسالة ومحتوى إعلامي يجب أن يلقى مكانه اللائق بين المواطنين، والثانية أن تليفزيون الدولة هو الوسيلة الوحيدة التي يجب أن ينقل هذه الرسالة وإلا انتهى دوره وكان الرئيس سيواجه بلوم شديد لو ألقى هذه الرسالة من خلال وسيلة إعلامية أخرى.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. الناريخ يكتبه المنتصرون …ويصدفه المغفلون …الذين يرقصون لكل قرد او عجل او سعدان في دولته!!
    يوم صارح عبدالناصر شعبه بخصوص اسباب انفصام عرى الوحدة المصرية السورية عام 1961
    …………….
    النفاق يسري في دماء بعضهم..
    منذ تحتمس حتى السيسي !!
    ……………….
    بعد انفصال مصر وسوريا خطب عبد الناصر في الرعاع عبدة الفراعنة وقــال: إنني أرسلت الأسطول الحربي إلى سوريا ليعيد الوحدة
    فقاطع المنافقون السحيجة كلامه بالتصفيق …
    ثم اكمل عبدالناصر قائلا: إلا أنني أعدت الأسطول من منتصف الطريق لأن العربي لا يقتل أخاه العربي !!
    فعاد المنافقون للتضفيق…بنفس الحماس و الشدة!!ا
    وهذه لم تكن بداية النفاق بل هي احدى ابرز حلقاته …فنفاقهم عبر التاريخ صار مضرب الامثال… وكانهم لا علاقة لهم بانفة العرب اوعزة المسلمين!ا
    واقول ماذا نتوقع من قوم شيوخهم الشعراوي والطنطاوي والقرضاوي
    وسائر قطيع ال واوي …. ان يكونوا؟!
    ….
    والآن لسيسيرقصتهم … وغدا… لا شك لابليسِ

  2. رحم الله السادات وعبد الناصر
    اللهم اعن الرئيس السيسى على المسئوليه
    اللهم انتقم من المخلوع والمعزول ..واحفظ مصر شعبها وجيشها
    نورت الجديدة ..هى (الصحه) مالهاش مكان عندكو ولا ايه..؟؟؟؟

  3. لاء في ياام حمزة
    روحي على فوق مش في كلمة اهم الاخبار جنبها في ثلاثة خطوط اضغطي عليه راح يديكي
    الصحة والرياضة و ماعرف ايش كمان
    بصراحة ماحبيت النسخة الجديدة حاسة حالي تايهة
    تحياتنا

  4. ماهذا يانورت !!!!!!!!!
    أكيد انا اشكر لكم تعبكم ومجهودكم وكل جديد انتم تضيفون 🙂 🙂 ووووووووولللللللككككككككككننننن
    ههههههههههههههههههه والله انا ضايعة في شوارع نورت
    مو شايفة راسي من رجلي وووووووووين
    او وينهم اهلي وحبايبي وصديقاتي
    اذا واحد سلم علي ولا رح اعرف .. 🙁 🙁

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *