ذهب النائب العراقي عامر الخزاعي عضو ائتلاف دولة القانون وزير الدولة لشؤون المصالحة الوطنية سابقا، الى حد المقارنة بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم ونوري المالكي رئيس الوزراء العراقي السابق ورئيس الائتلاف، وذلك دفاعا عن الاخير ضد تقرير لجنة تحقيق التحقيق البرلمانية الذي حمله مسؤولية سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) عندما كان في منصبه.

واثار الخزاعي غضبا واستياء شعبيا ولغطا، حينما رفض تحميل المالكي مسؤولية تقصير الجيش وهروبه من الموصل، وتساءل: هل يمكن تحميل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم مسؤولية مغادرة الرماة لجبل أحد وخسارة المعركة؟ وقال خلال حوار عرضته قناة «الاتجاه» العراقية «هل النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو المسؤول عن هزيمة معركة أحد، لأنه كان بمنزلة القائد العسكري، أم الرماة؟».

وأضاف: هذا مثل، ولهذا اقول هل تجوز محاسبة النبي صلى الله عليه وسلم على الهزيمة في معركة أحد؟، مشيرا إلى أن «من يحمل المالكي مسؤولية سقوط الموصل عليه أن يحمل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مسؤولية نزول المسلمين من جبل أحد، وبالتالي خسارة المسلمين»، حسبما قال.

وقد نتج عن ذلك موجة من التعليقات الرافضة والساخرة والمستنكرة في الوقت نفسه لهذا التصريح الذي وصفه البعض بالفلكلوري المنافي للحقيقة.

بدوره، حمل مكتب المرجع الديني الأعلى في العراق السيد السيستاني «السياسيين الذين حكموا البلاد خلال السنوات الماضية معظم المسؤولية عما وصل اليه العراق من فساد وترهل في مؤسسات الدولة»، مشيرا الى ان كثيرا منهم لم يراعوا المصالح العامة للشعب العراقي بل اهتموا بمصالحهم الشخصية والفئوية والطائفية والعرقية، فتقاسموا المواقع والمناصب الحكومية وفقا لذلك لا على أساس الكفاءة والنزاهة والعدالة.

واتهمهم بممارسة الفساد المالي والسماح باستشرائه في المؤسسات الحكومية على نطاق واسع، معتبرا ان ذلك كله ادى إلى ما نشاهده اليوم من سوء الاوضاع الاقتصادية وتردي الخدمات العامة.

وحذر السيستاني من أنه «إذا لم يتحقق الاصلاح الحقيقي من خلال مكافحة الفساد بلا هوادة وتحقيق العدالة الاجتماعية على مختلف الاصعدة فإنه من المتوقع أن تسوء الاوضاع ازيد من ذي قبل، وربما تنجر الى ما لا يتمناه أي عراقي محب لوطنه من التقسيم ونحوه»، في اشارة الى سلسلة الاصلاحات التي اطلقها رئيس الوزراء حيدر العبادي واقرها البرلمان.

وأشار المكتب إلى أنه «في الأسابيع الأخيرة عندما نفد صبر كثير من العراقيين واحتجوا على سوء اوضاع البلاد وطالبوا بإصلاحها، وجدت المرجعية الدينية ان الوقت مؤات للدفع قويا بهذا الاتجاه عبر التأكيد على المسؤولين وفي مقدمتهم رئيس الحكومة، بأن يتخذوا خطوات جادة ومدروسة في سبيل مكافحة الفساد وتحقيق العدالة الاجتماعية».

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *