بعد أن تفرقت بهم السبل لأكثر من عام، التأم شمل اللاجئ السوري #عمار_حمشو أخيرا مع زوجته وأطفاله الأربعة، وإن كان لفترة وجيزة، عبر سياج تعلوه أسلاك شائكة في قبرص.

جثا حمشو، وهو من# إدلب التي يمزقها الصراع على ركبتيه، وقبل كلا من أبنائه الأكبر سنا عبر الحاجز الذي يرتفع لثلاثة أمتار، ويطوق مركزا لاستقبال المهاجرين في كوكينوتريميثيا إلى الغرب من العاصمة القبرصية #نيقوسيا.

حملت زوجته شموس طفله الصغير جمعة ،الذي سماه باسم ثاني أبنائه بعد أن لقي مصرعه في ضربة جوية عام 2015. في حين انهمك هو في تقبيل يد ابنته الصغيرة، شام، التي مدت ذراعها وكانت ترتدي ثوبا أسود واسعا بحزام على الخصر وسترة بيضاء قصيرة وحذاء ورديا.

قال عمار: “أبلغتني الشرطة بأن أنتظر ساعة لتنتهي من الحصر. لم أستطع الانتظار. رأيت الأطفال عبر السياج وفعلت ذلك”.

وأضاف عامل البناء البالغ من العمر 34 عاما، الأربعاء: “ركض الأولاد. أردت رؤيتهم حتى يعود قلبي إلى مكانه”.

والتأم شمل الأسرة بعد ساعات من وصول زوجة حمشو وأبنائه الذين تبلغ أعمارهم سبعة وخمسة وأربعة أعوام و18 شهرا إلى البر مع 300 آخرين من السوريين في شمال غرب قبرص، عقب رحلة استغرقت 24 ساعة على قارب صغير انطلق من #مرسين في تركيا في واحدة من أكبر موجات الوصول الجماعي إلى الجزيرة منذ بدء الحرب السورية.

كان حمشو يعلم أن أسرته تحاول مغادرة سوريا لكنه لم يعلم متى على وجه التحديد. وقال مبتسما: “حين قرأت على الإنترنت أن نحو 250 يتجهون إلى قبرص علمت أنهم معهم”.
“سأعود إلى دياري” بعد الحرب

سلك حمشو نفس الطريق قبل عام ووصل إلى قبرص في 6 سبتمبر/ أيلول 2016. وبفضل مهنته عامل بناء تمكن من جمع 6 آلاف دولار دفعها لمهرب لينقل أسرته إلى قبرص.

وهو يتمتع الآن بوضع الحماية الجزئية ما يعني أن خطوة واحدة تفصله عن الاعتراف به كلاجئ.

وقال حمشو في ليماسول، وهي مدينة ساحلية تبعد 100 كيلومتر عن مركز الاستقبال: “قيل لي إنهم سيكونون معي يوم الجمعة أو ربما الأحد”.

تحدث حمشو بلكنة القبارصة اليونانيين المميزة فقد اكتسب اللغة وأصبح له أصدقاء لأنه عمل في قبرص من عام 2004 وحتى 2008.

يقول حمشو “اعتقدت في اللحظة التي رحلت فيها (في 2008) أن المسألة انتهت. بنيت منزلا (في سوريا). تزوجت. اشتريت حقلا”.

وأضاف “كنت أعمل ليل نهار .. هل تستوعب ذلك؟ الآن ما زال لدي حقل ،لكن منزلي تحول إلى كومة تراب”.
فقد طفلا في الخامسة

كان جمعة طفل حمشو الثاني في الخامسة من عمره تقريبا حين قتل.

وأوضح حمشو إن البقاء في سوريا لم يعد خيارا: “لا يمكن أن تعيش حياة في سوريا الآن. ليس لي بيت. فقدت طفلا. لا أريد أن ألوث يدي بالدماء”.

وتابع: “إذا أردت أن تكسب قوت يومك، يجب أن تلطخ يديك بالدماء. إما أن تكون مسلحا أو مع #بشار_الأسد أو غيره وتسرق أو تقتل. وإذا قمت بذلك فقد انتهى أمرك. هذه هي الحياة هناك الآن. لا أستطيع أن أفعل ذلك. هناك من يستطيعون”.

تناثرت على الطاولة أوراق هويته وقصاصات لقسم إعلانات الوظائف من عدة صحف وضع فوقها إبريقا من القهوة العربية.

يعيش حمشو في غرفة صغيرة ويبحث عن منزل حتى يبدأ هو وأسرته حياتهم من جديد. لكنه يؤكد إن هذا سيكون وضعا مؤقتا إلى أن تتمكن أسرته يوما من العودة إلى سوريا.

واختتم: “بمجرد أن تتوقف (الحرب) سأرحل. سأعود إلى حقلي. لدي ماكينة لاستخراج المياه. لدي حقول لأرويها. إنها بلدي وسأعود إلى دياري”.

شارك الخبر:

شارك برأيك

‫4 تعليقات

  1. الفوضة التي تم خلقها في سوريا بحجة ثورة يدفع ثمنها الشعب الذي خدع بشعارات ثورية رنانة لأقناعه بالحرب ضد نظام الحكم الذي و إن كان احاديا و غير ديمقراطي لكنه كان محافظا على السلم الأجتماعي و الأقتصادي لبلد ليس فيه ثروات طبيعية هائلة كدول الخليج مثلا و يكفي سوريا فخرا انها من ضمن بلدان شرق اوسطية نادرة لا دين خارجي لها على الأطلاق و كانت تحقق الأكتفاء الذاتي لها بما تنتجه ايدي السوريين انفسهم.

  2. يا رب شو صار بسوريا ??
    يا رب ألطف بحالهم وردهم لارضهم سالمين يا رب يا رب?
    والله من زمان خلص الحكي

  3. لو نجحت ثورت سوريا لخُلِع اغلب الرئساء العرب من كراسيهُم فتعمدو على افشال ثورتهم ضد بشار لكي يبقو على كراسيهِم فنجحو والثمن كان شعب سوريا .

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *