يسود جدل بين عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، على خلفية اختبار مادة التربية الإسلامية بإحدى جهات المغرب، جاء فيه أن شخصًا غريبًا يترّدد على أرملة بشكل مريب، وأنها شكت لأهل الحي حالة اضطرارها إلى إشباع شهوتها، الأمر الذي وصفه بعض الناشطون بالإساءة إلى النساء الأرامل، وتصوير المرأة في وضع غير لائق.

وجاء في النص المذكور الذي يندرج في إطار الامتحان الجهوي الموحد لنيل شهادة البكالوريا، بجهة كلميم السمارة، بالجنوب المغربي: “تبرع أحد المحسنين من حيكم بمنفعة سكنى على وجه التابيد لامرأة في الحي متوفى عنها زوجها، تتكفل بإعالة سبعة من أبنائها، فتبين أهل الحي بعد ذلك أن شخصا يتردد عليها في وضع مريب، فلما حاوروها حوارًا إيجابيًا بادلتهم نفس الحوار مشفوعًا بالشكوى، شكت لهم حالة الاضطرار إلى إشباع شهوتها، وحال الاضطرار إلى مصاريف عيش أولادها وتربيتهم وتعليهم، والضرورات عندها تبيح المحظورات”.

وفضلا عن الإساءة التي تستشف من النص، جاء في الأسئلة المرافقة له: “ما موقفك من قول المرأة إنها مضطرة إلى إشباع شهوتها؟” وسؤال موالٍ جاء فيه: ” تعتبر المرأة نفسها مضطرة إلى كسب المال عبر ببيع عرضها لتغطية مصاريف عيش الأولاد، كيف تنصحها انطلاقًا من رؤية الإسلام إلى المال؟”، ممّا قد يأوّل في أنفس التلاميذ بشكل سلبي، بما أن السؤال الأوّل عرّف كلمة امرأة ولم يشر إلى تلك يتحدث عنها النص، والأمر نفسه في الثاني مع إشارة إلى تلك التي تمارس الدعارة لتغطية مصاريف أسرتها.

“هذا مخالف للروح التربوية بمواد التعليم الثانوي التأهيلي، والتي تنص في جانب منها على تعديل السلوكات لدى التلميذ وفق ما يفرضه تطور المعرفة والعقليات مع قيم حقوق الانسان ومبادئها الكونية، وكذا مع استيعاب التصورات الإسلامية النقية ومقاصده الداعية إلى التسامح وإعلاء شأن المرأة في المجتمع” يعلق الباحث التربوي، محمد الشلوشي، على هذه الواقعة.

ويضيف الشلوشي : ” هذا الاختبار لم يراع الجانب القيمي المطلوب، ولا التراكمات التي حققها المغرب في مجال النهوض بالمرأة،بل يعطي صورة خادشة لكرامتها وموقفا صادما لمئات التلميذات اللواتي وجدن أنفسهن أمام امتحان يحط من قدرهن ويضرب عرض الحائط كل القيم النبيلة التي تسعى المدرسة المغربية إلى غرسها”.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *